الفزعة الأولى

نزهة المتفائلين

🔺أسئلة تربوية من لقاء: (ما ميزانك عند الله) :
▪ ما المقصود بالفزعة الأولى؟
الجواب: يعني أول مَن يمر بخاطرك وتراه سببًا لحل مشكلتك.
من توحيد الله تعالى أن تكون هذه الفزعة الأولى له وحده وليس لغيره; لأنك إن فزعت لغيره كلما انتابتك حاجة ستجد في نهاية المطاف أن فيك شركاء متشاكسين ولست سَلَما لواحد; لأنك حين احتجت إلى الماء فزعت إلى فلان، وحين أصبحت مريضًا فزعت إلى فلان، وحين أردت كذا فزعت إلى كذا، ولو جمعت فزعاتك آخر اليوم ستجدها موجهة لعشرين أو ثلاثين شخصًا أو أكثر. ▪ لكن; أليس الناس للناس؟
الجواب: الكلام هنا ليس عن الأسباب، وليس عن التصرُّفات التي تأتي بعدها; إنما الكلام عن أول حركة للقلب!
أول ماتنتابك الحاجة يتحرك قلبك باتجاه من؟ فهنا يكمن التوحيد، لا بد أن تكون حركة القلب الأولى متوجهة لله تعالى، وهو سبحانه ييسر السبب، ثم أنت تتصرف. و هذه الفزعة الأولى هي التي تكون سببًا لصلاح قلبك.
▪كيف أجعل الفزعة الأولى لله وليس لغيره؟
الجواب: بكثرة العلم، وبتدريب القلب، و بالإحساس بأنك وقعت في خطأ حين فزع قلبك لغيره، ومن ثَم محاسبته ورده إلى الطريق الصحيح .
▪هل يعني هذا أنه لا اعتبار لإحسان الناس؟
الجواب: حين أتعامل مع الناس أصل ما أمر الله به أن يوصل; فأشكرهم حين يجعلهم الله سببا للإحسان لي، وأنا أشعر أنني أعبد الله بشكرهم; لأنه هو تعالى من أمرني بشكرهم، وشكري لهم ليس بلساني فقط; إنما كل قسمات وجهي تعُبِّر لهم عن حبي واحترامي لتصرُّفهم; لكن إلى هنا فقط; أما القلب فيمتلئ بحمد الله، وليس للقلب أن يمتلئ بحمد غير الله.
شكر الناس عبادة; لكن تقوم بها بلسانك، وتحمي قلبك لخالقك.
▪هل أستطيع فعل ذلك؟
كيف سأتحكم بباطني و أحمي قلبي لربي؟
الجواب: حين تعلم أن مابك من نعمة فمن الله، هو الأول الذي سخر لك الناس، حينها يمتلئ قلبك بحبه وحمده هو، فلا يمكن بعدها إلا أن يأتي حمدك وشكرك للناس من لسانك دون قلبك، ويبقى القلب الشريف مكانا لمن خلق لأجله. من درس ما ميزانك عند الله.
الاستاذه اناهيد السميري
0
194

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️