الفوائد المترتبة على التقوى في الدنيا والآخرة::نسأل الله القبول::
معنى التقوى:
أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه وقاية، تقيه منه.
وتقوى العبد لربه:
أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من غضبه وسخطه وقاية
تقيه من ذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه.

كتب عمر بن الخطاب إلى ابنه عبد الله:
( أما بعد... فإني أوصيك بتقوى الله عز وجل الذي لا بد لك
من لقائه ولا منهى لك دونه، وهو يملك الدنيا والآخرة ).
قال ابن عباس رضي الله عنهما:
( المتقون: الذين يحذرون من الله وعقوبته ).

فيجب علينا أن نحرص على تقوى الله عز وجل فهو
سبحانه أهل أن يُخشى ويُجل ويعظم في صدرك.

أولاً: الفوائد المترتبة على التقوى في الدنيا:
1 - إن التقوى : سبب لتيسير أمور الإنسان،
قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ،
وقال تعالى: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى
(6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى .

2-إن التقوى: سبب لحماية الإنسان من ضرر الشيطان،
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ
تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ .

3 - إن التقوى: سبب لتفتيح البركات من السماء والأرض،
قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ
مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ .

4 - إن التقوى: سببٌ في توفيق العبد في الفصل بين الحق والباطل،
ومعرفة كل منهما قال تعالى: يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل
لَّكُمْ فُرْقَاناً...، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ
.

5 - إن التقوى: سبب للخروج من المأزق، وحصول الرزق،
والسعة للمتقي من حيث لا يحتسب،
قال تعالى:
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ
.

6 -إن التقوى:سبب لنيل الولاية فأولياء الله هم المتقون
كما قال تعالى: إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ ،
وقال تعالى: وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ
.

يتبع
قال تعالى: وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا
.
8 - إن التقوى: سبب لنزول المدد من السماء عند الشدائد، ولقاء الأعداء،
قال تعالى: وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)
إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ
(124)بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ
آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ .
وبنزول المدد تكون البشرى، وتطمئن القلوب، ويحصل النصر من العزيز
الحكيم قال تعالى بعد ذلك: وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ
وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ .
9 - إن التقوى: سبب لعدم العدوان وإيذاء عباد الله،
قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
،
وقال تعالى في قصة مريم: فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17)
قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا .
10 - إن التقوى : سبب لتعظيم شعائر الله،قال تعالى:
وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ .
11- إن التقوى:
سبب لصلاح الأعمال وقبولها، ومغفرة الذنوب،
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70)
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ .
المصدر:
..الفوائد المترتبة على التقوى..
..الشيخ/محمد بن صالح العثيمين..رحمه الله