كشفت دراسة أسترالية أن العلاج بفيتاميني “ج” و”ه” المضادين للأكسدة لا يجدي نفعا في منع مضاعفات الحمل الخطيرة المحتملة والتي يطلق عليها “ما قبل تسمم الحمل”. وأظهرت الدراسة أن 935 امرأة حاملاً للمرة الأولى تعاطين 1000 ملليجرام من فيتامين “ج” و400 وحدة دولية من فيتامين “ه” يوميا، تعرضن لأعراض ما قبل تسمم الحمل بشكل مماثل تقريبا لما حدث لحوالي 942 امرأة تناولن أقراص فيتامينات زائفة.
يشار إلى ان “ما قبل تسمم الحمل” قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومشكلات أخرى لدى الحوامل، وهو سبب رئيسي للوفاة بين النساء الحوامل في الدول النامية.
وتسمم الحمل هو مرض قد يصيب المرأة الحامل ذات العمر الأقل من العشرين عاما والأكثر من ثلاثين عاما، ويحدث بعد الاسبوع العشرين، ويتميز بحدوث انتفاخات في الجسم وارتفاع في ضغط الدم وارتفاع نسبة البروتين في الدم.
ويعرف تسمم الحمل كما هو دارج بين الناس بالزلال، وهو حالة تتعرض لها الحامل في اشهر الحمل الاخيرة تتجلى بحدوث تورم صباحي في الوجه واليدين تسبقها زيادة سريعة بالوزن نتيجة انحباس السوائل ولا يلبث ان يليها ارتفاع في ضغط الدم الشرياني ومن ثم ظهور الزلال (بروتين) في البول وقد تدخل الحامل في حالة من الاختلاطات مع فقد الوعي.
ويحدث تسمم الحمل بنسبة 8% وتزداد نسبة الإصابة عند الحمل الأول وكلما تقدم العمر وعند الحمل المتعدد وعند وجود مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى.
وتقدر نسبة ظهور تسمم الحمل في مرحلة حمل آخر بنحو 33%.
ولتسمم الحمل درجات مختلفة تصنف تبعاً لمستوى الضغط الشرياني وحدة الاعراض المرافقة وتتجلى الدرجات الخفيفة منه بزيادة الوزن السريعة وتورم الوجه واليدين، وأكثر ما تلاحظ في الصباح وهي تتطور اذا لم تعالج إلى درجات اكثر تقدماً.
اما الدرجات الشديدة فيزداد فيها ارتفاع الضغط الشرياني ويشح البول ولا تلبث ان تشكو المريضة من اعراض حادة كصداع شديد لا يستجيب للمسكنات وتحدث آلام حادة في البطن وزغللة في النظر ثم تبدو عليها اختلاجات معممة تشبه الصرع تتناوب مع فترات من السبات، ويقال لهذه الحالة تشنج النفاس أو ارجاج النفاس وهو في غاية الخطورة على حياة كل من الحامل والجنين على حد سواء.
الأسباب والأعراض
ويؤدي تسمم الحمل إلى تأخر نمو الجنين أو موته داخل الرحم تبعاً لشدة المرض.
أما أسباب تسمم الحمل فهي غير واضحة، ولكن بعض الفرضيات تشير إلى وجود انزيمات تفرز من قبل المشيمة في الحمل الطبيعي تقضي على المواد القابضة للأوعية الدموية، وفي حالة الإصابة بتسمم الحمل تنقص هذه الانزيمات وبالتالي تزيد المواد القابضة للأوعية مما يؤدي إلى وصول الدم بنسبة أقل إلى الجنين فيقل نموه ويرتفع ضغط الدم، ويقل وصول الدم إلى الكليتين.
وهناك احتمال أن تصاب المرأة الحامل بهذا المرض بنسبة أكبر اذا كان لها أم أو أخوات أصبن بهذا المرض.
ومن أعراض تسمم الحمل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الزلال في البول وتورم الأطراف والوجه، والعلاج الأمثل لتسمم الحمل هو الولادة، ولكن اذا كان الحمل في أسابيع لا يسمح فيها بالولادة وكانت حالة الأم مستقرة توضع الأم تحت الملاحظة والمتابعة وتخلد إلى الراحة حتى يحين موعد مناسب للولادة.
وتتضمن الوقاية منه المحافظة على زيادة الوزن ضمن الحدود الطبيعية والمثابرة على الزيارات الدورية وتستدعي الحالة في الدرجات الخفيفة اللجوء إلى الراحة في السرير مع الاضطجاع على احد الجانبين لتنشيط الدورانين الكلوي والرحمى والحمية عن الملح وقد تدعم ببعض العلاجات.
اما الدرجات الشديدة فتستدعي التنويم في المستشفى مع المعالجة ببعض الادوية بغية المحافظة على الدوران الكلوي وخفض الضغط الشرياني وينهى الحمل في الحالات التي لا تستجيب للمعالجة وتظهر أثراً في الجنين بصرف النظر عن عمر الحمل.
منقول من جريدة الخليج...
أم شماء @am_shmaaa
رحيق الصحة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة