تقول الخالة شهدية علي (سورية) "أستخدم خشب الحور في صناعة القباقيب في بلاد الشام، لأنه جيّد وصلب، ويبقى متماسكاً مهما طال عليه الزمن، وفي الماضي كان يستخدم في صناعته الصفصاف والجوز، ولكن ارتفاع أسعاره جعل الحصول عليه أمراً صعباً، وكان صانع القبقاب يقوم بنشر الخشب بمقاسات مختلفة، ثم ينعمه ويدهنه بالألوان عدة مرات، وهكذا يتشكل النعل، أما الوجه فتركب له قطعة من البلاستيك أو الجلد بواسطة المسامير".
وقالت "أصبح استخدام القبقاب من الأمور الهامة، لأنها تعمر أكثر من الأحذية من الجلد، وثمنها أدنى بكثير، بالإضافة إلى أن القبقاب صحي لا ينقل العدوى من شخص لآخر، وقد أفرز تراجع الطلب على القباقيب تحوّلاً في الحرفة التي باتت تؤدي وظيفة جديدة، إذ أصبحت صناعاتها تستخدم للزينة والسياحة والطابع التراثي، ويقتصر العاملون فيها على كبار السن"، مبينة أن السياح يقصدون السوق الشعبية في سوريا لما فيها من منتجات تراثية، ويبحثون عن كل ما هو شرقي، ويقتنون القباقيب.
ويرى بائع الأحذية حازم هلال أن هذا الصيف يحمل موضة الأحذية البسيطة والخفيفة، وسواء كنت تريد الكعب الخشبي أو الفليني أو الأحذية التي تشبه أحذية راقصات الباليه أو الأحذية الخفيفة ذات الكعب المرن، فإن التشكيلة المتنوعة للأحذية هذا العام تلبي جميع الأذواق، وأبان أن القبقاب الخشبي عاد إلى دائرة الضوء هذا الصيف، مبينا أن الكعب الخشبي سيكون إحدى المظاهر المهمة هذا الصيف، وقال إن الأحذية المكشوفة تعد إحدى الموديلات المهمة التي كانت أيضا ضمن موضة الصيف الماضي.
وأضاف" ومن بين الموديلات التي ظهرت مرة أخرى بعد مرور فصل الشتاء القبقاب الغربي الذي يعد موضة مثالية تتماشى مع درجات الحرارة المرتفعة، كما أن هذه الأحذية إما أن يكون لها كعب منحن قليلا أو زخارف غربية كلاسيكية أو تكون مدببة وبرزت أشكال وألوان مبتكرة للقبقاب وأصبح هناك القبقاب المصنوع من الخشب الخفيف الذي يتم التعامل معه بخفة وسهولة، مما حولها إلى أحذية جميلة حققت معادلة الانسجام، سواء كانت مجرد نعل منبسط ومريح، أو بتصميم مبتكر مع أحزمة الكاحل التي تعطي مظهرا شبابيا وأنثويا".
وأضاف أن القبقاب الجلدي بالألوان الفاتحة مثل البيج والأزرق والأسود والأحمر أصبح يتماشى مع كل المناسبات، ومع كل الأزياء، سواء أكانت تنورات أو بنطلون الجينز أو الفساتين الكلاسيكية الأنيقة وملابس ا لسهرة، كما أن هناك الصندل الخفيف، والذي يغزو كل موسم صيف، كونه مناسبا لنزهات قصيرة فهو مصنوع من المطاط وألوانه مميزة، وقال إنه مهما قيل عن الراحة والانطلاق مع الحذاء المنبسط، فبعض النساء يعتقدن أن لا شيء يضاهي الصندل ذا الكعب العالي الذي ترتديه الفتيات والسيدات في العديد من المناسبات.
وأكد استشاري أمراض الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور جمال عطية أن الدراسات الحديثة أكدت أن الأحذية التي يزيد ارتفاعها عن 2.5 إنش (7.5 سنتيمترات) تعرّض السيدات لخطر الإصابة بالتهاب مفصل الركبة، مبينا إن التهاب مفصل الركبة أكثر شيوعًا في النساء بمقدار الضعف مقارنة مع الرجال، وذلك قد يرجع إلى ارتدائهن الأحذية ذات الكعب العالي والتي تسبب تغيرات تعويضية في الركب والأوراك بهدف المحافظة على التوازن.
وقال إن القوى المتغيرة على الركب التي تنجم عن المشي بأحذية عالية قد تعرِّض مرتديها لتغيرات سلبية ومتلفة تحدث في المفاصل، حيث تظهر معظم التأثيرات المفصلية العظمية المتلفة داخل مفصل الركبة، مشيرا إلى أن استخدام أحذية الكعب العالي قد ترتبط بإصابة هذه المنطقة بالالتهابات.
وأوضح أن هذه الأحذية تزيد من إصابة السيدات بمشكلات صحية، وتعرضهن لآلام الظهر والعمود الفقري؛ لأنها تتداخل مع الوضع الطبيعي للقدم بحيث يرتفع كعب القدم عن الأرض لتسير المرأة على منطقة الأصابع.
وأضاف أن تصاميم مثل هذه الأحذية غير مريحة، فهي عادة ما تكون ضيقة من الأمام، وذات مقدمة رفيعة تضغط على الأصابع؛ لتبدو أقل اتساعًا فتصبح القاعدة العريضة للقدم من الخلف بدلا من أن تكون من الأمام، فيتركز توزيع وزن الجسم أثناء المشي، والوقوف في الجزء الأمامي فقط عوضًا عن ارتكازه على القدم بأكملها، مما يزيد من الانحناءات العادية، ويؤثر بالتدريج على المظهر العام للجسم.
وأضاف أن ارتفاع الكعب يسبب خشونة في الركبة وانحناء في الظهر ، ويعمل على تغيير في اتجاه العمود الفقري والتهاب في مفصل الحوض والركبة وتغيير في مركز ثقل الوزن، مؤكدا وجود شكاوى من العديد من الفتيات اللواتي يرتدين الكعب العالي من آلام في الظهر والركبة، وخاصة في سن 16 إلى 35 سنة.
