القبيحــــــــــة
...أنهت أسماء دراستها الثانوية لكنها لن تستطيع الدخول إلى الجامعة نظرا لظروف والدها الصحية .ولان الجامعة في العاصمة وهى تسكن في الأرياف لا يمكنها الدراسة والاهتمام بوالدها في آن واحد .فقررت أن تبقى بجانبه حتى يتحسن ثم تلتحق بالجامعة ...استمر مرض والد أسماء شهرين ثم توفى ..كانت أسماء آية في الجمال لدرجة جعلت كل من يراها يطمع فيها اويرغب في الزواج منها .كان جسمها الفاتن
لاياتى شيء من جمال وجهها وحسن ملامحه.كانت إذا سارت في الطريق رابتلاعها.مر به يحدق فيها وكأنه يريد ابتلاعها ..بعد وفاة والدها لم يبقى لها احد في حيهم فقررت أن تبيع بيت والدها وتلتحق بالجامعة في العاصمة وكانت تفكر في جمالها الخلاب وانه ربما سيكون نقمة عليها وسيجعلها عرضة لمواقف هي في غنى عنها.. لذالك قامت بتغيير ملامح وجهها وجعلت من نفسها قبيحة الشكل بشعة المنظر حتى لايطمع فيها احد ..وفى اليوم الذي غادرت فيه إلى العاصمة شوهت وجهها ووضعت عليه وعلى أسنانها بقع سوداء ولبست شعرا مستعارا مجعدا بدل شعرها الحريري الطويل الأسود...ثم ركبت الحافلة المتوجهة إلى العاصمة ..طوال الرحلة وهى تفكر كيف ستكون حياتها الجديدة في مكان جديد لم تعهده من قبل وفى مدينة كبيرة كتلك وبين عالم لاتعرف فيه أحدا .توقفت الحافلة في المحطة .فنزلت أسماء واستقلت سيارة أجرة وطلبت من السائق إيصالها إلى الجامعة ..توقف السائق أمام حرم الجامعة فنزلت أسماء ودخلت وقامت الإجراءات اللازمة للتسجيل .كان كل من ينظر إليها ينفر منها لقبح وجهها وغرابة منظرها..وبعدها توجهت إلى سكن الطالبات فدخلت ووضبت أمتعتها ..وبقى عليها أن تضع مالها في المصرف...نظرا لتعبها الشديد نامت أسماء تلك الليلة بعمق ولم تدرى باى شيء حتى الصباح .. في الصباح استيقظت مبكرا وذهبت تتجول في المدينة الكبيرة وتستكشفها..ثم سالت عن أفضل المصارف فأودعت فيه مالها ثم عادت .لم يتعرض لها احد بسب شكلها بل كان الناس يتحاشونها.... عادت إلى المسكن وبدأت في تحضير نفسها للدراسة ..طوال ثلاث سنوات لم تحتك بأحد حتى الطالبات اللتى يسكن معها في المسكن لايتحدثن معها إلا إذا أرادت أحداهن أن تنسخ لها بعض الدروس لأنها تقوم بذالك كعمل اضافى يساعدها في تامين مصارفها ...ودائما كانت الأولى على دفعتها لأنها ذكية وتدرس باجتهاد وكونها بدون أصحاب ولا تخرج ولا تشارك في الحفلات ما جعلها تملك الكثير من الوقت للدراسة والتفوق ..في السنة الأخيرة أن مالها لن يكفيها طويلا لذالك بدأت في البحث عن عمل يساعدها فبحثت طيلة أسبوع ولم يستخدمها احد بسبب شكلها...قالت في نفسها :لوبحثت عن العمل بشكلى الحقيقي لو وجدت أعمالا وليس واحدا لكنى بهذا الشكل لن أجد اى عمل كانت تجر نفسها من التعب وبالكاد وصلت إلى المسكن حتى سقطت أرضا فنقلتها المشرفة إلى المستشفى وغابت عن الوعي ليلة كاملة ...أفاقت في الصباح فأرادت النهوض فمنعتها الممرضة وقالت لها:أنت مازلت متعبة ....وبالمناسبة أخاك كان هنا وهو من دفع تكاليف المستشفى.قالت :فى استغراب اخى .ردت الممرضة اجل سامى الرشيدى ,اليس اسمك اسماء الرشيدي ؟ قالت: نعم قالت :الممرضة عندما أحضروك بحثت إدارة المستشفى في الدليل عن رقم عائلتك فوجدوا رقم شركة أخاك فاتصلوا به ثم حضر واطمأن عليك ثم انصرف ...ابتسمت أسماء وقالت :في نفسها يالها من قصة الآن أصبحت أعامل بلطف لاننى بالصدفة أصبحت أخت لرجل ثرى لااعرفه ...في اليوم التالى غادرت أسماء المستشفى ,وبعد يومين ذهبت إلى الشركة لتعيد لذلك الرجل ماله لكن حارس الشركة لم يسمح لها بالدخول وطردها ظنا منه بانها متسولة فانتظرت أمام البوابة حتى خرج صاحب الشركة ودخل السيارة وخرجت السيارةفوقفت أسماء أمامها فتوقف السائق فخرج السيد سامى وسألها ماذاتريدين ؟ فقالت سيدى اعلم انك تذكرنى فمن يرانى مرة لن ينسانى ابدا لقد جئت أعيد إليك مالك وأشكرك واعتذر ايضا لأنهم أزعجوك بسبب تشابه فى السماء ....لكن عليك أن تخبر عمالتك ألا يحكموا على الناس من خلال أشكالهم وألوانهم فلو كنت امراة جميلة وشبه عارية لما منعنى حارسك من الدخول ولما طردنى مدعيا أن شكلى يسىء إلى منظر الشركة واعتذر مرة أخرى لإزعاجك ....وانصرفت الفتاة بسرعة , تعجب الرجل من جرأتها وسال الحارس أحقا عاملتها بتلك المعاملة ؟قال الحارس آسف سيدى ظننتها متسولة .ركب السيد سامى السيارة وانصرف لكنه رآها واقفة على ناصية الطريق فأوقف السيارة وقال لها :اركبى وسأوصلك قالت :شكرا املك أجرة الحافلة .قال :يبدوا عليك التعب دعينى اعوض لك عن ماسببه حارسى ..قالت :اذااردت تعويضى فجد لى عملا يقينى ذل السؤال ..قال :حسنا تعالى إلى هذا العنوان غدا صباحا لنرى ماذا ستعملين فمد لها ورقة فانصرف ....تنهدت وقالت : الحمد لله الذى أنهى هذا البحث الشاق عن العمل ....وصلت الحافلة فركبت أسماء وظلت تفكر عن ماذا سيكون عملها عند ذلك الرجل واى صدفة قادتها إليه بل اى قدر عرفها عليه
...وصلت إلى المسكن فنامت مباشرة لتعبها من جراء انتظار الرجل ..فى المساء أخذت حماما ساخنا ونظرت فى المرأة إلى شكلها الحقيقى وتنهدت وقالت : لقد بالغت فى ابشاع شكلى لكن هذا أفضل ألان أنا مرتاحة بدون مضايقات ... أعادت التنكر ثم نامت .فى الصباح وصلت مبكرا الى العنوان المكتوب على الورقة فاستقبلها حارس البوابة وقال لها : أن السيد ينتظرك فى المكتب ,توجهت نحو الداخل فأخذت تنظر الى المنزل الفخم وأشجاره العالية التى تحيط به من كل النواحى وأمام مدخله توجد حديقة خاصة بجميع أنواع الأزهار الجميلة والنادرة ...دخلت أسماء فأرشدها الخادم إلى المكتب .طرقت الباب فقال لها : ادخلى ألقت التحية فرد عليها وقال :لن تقولي اليوم أننا لم نستقبلك وقالت : ا شكرك سيدي ,قال : ماذا تحسنين من الأعمال ؟ قالت: يمكننى عمل اى شىء فانا أجيد اللغات وأجيد استعمال الحاسب الالى قال : آسف لا يمكننى استخدامك فى الشركة فقاطعته قائلة : اعلم بسبب شكلى قال : لا اقصد .... قالت : لا باس يمكننى الطبخ والتنظيف وجميع متطلبات البيت فانا كنت يتيمة الأم قبل الأب لذلك أجيد كل شىء . قال : هذا جيد لانى أقيم ولائم للعمل واحتاج إلى من يقوم بذلك وخدمة ضيوفى , قال : هل لديك هاتف ؟ قالت : لا لأنه ليس لدى احد اكلمه . فمد لها هاتف وقال لها : هذا لك إذا احتجت إليك فسأكلمك قبل حضورى إلى المنزل بوقت حتى يتسنى لك تنظيفه وترتيبه بما يليق بضيوفى وهذا المفتاح خاص بك ويمكنك الآن إلقاء نظرة على البيت حتى تتعرفى على مكان كل شىء ...خرجت من المكتب فقادها الخادم نحو مداخل البيت الكبير واراها جميع غرف المنزل....وخارج المنزل الفخم يوجد بيت صغير بجواره اخبرها الخادم انه مكان سكنها فى حال أرادت ..... ثم عادا إلى المنزل الكبير فسألها السيد : هل كل شىء واضح ؟ قالت : نعم. قال :وهل ستسكنين هنا أو ستبقين فى مكان سكنك .قالت : سأبقى فى مكان سكنى وسأطل بين الحين والآخر لأرتب المنزل .. قال : هذا جيد وإذا أردتك فسأطلبك بالهاتف ..قالت : اجل . ثم انصرفت عائدة إلى سكن الطالبات , كان هذا العمل مريحا لأسماء لأنها ليس يوميا وستتمكن من الدراسة وخاصة أن امتحانتها النهائية بعد شهر واحد .....ظلت تدرس طوال الأسبوعين الماضيين وقد ذهبت مرة واحدة خلالهما لذلك المنزل ونظفته وتجولت فى المزرعة إلى تحيط به وتمتعت بالمناظر الخلابة ... يبقى يومين للامتحان حينما طلبها السيد واخبرها أن عليها تجهيز المنزل لأنه بعد يومين سيأتيه ضيوف...أحضرت أسماء كتبها لتذاكر أثناء العمل ... وصل السيد فى اليوم التالى لوصول أسماء وقد قامت بترتيب كل شىء وزينت المنزل بباقات الورود فأعجبه مافعلته وأثنى عليها ...فى المساء أعدت مالذ وطاب فجهزت طاولة العشاء فكانت براعتها تنعكس فى طريقة ترتيبيها للطاولة ...وصل الضيوف وتناولوا الطعام وقد أعجبهم بشدة ...و جلست أسماء تذاكر داخل المطبخ و تلبى طلبات الضيوف حتى منتصف الليل وبعدها اخبرها السيد انه لم يعد يريد شيئا ويمكنها النوم..رتبت الفوضى العارمة التى خلفها الضيوف ثم ذهبت إلى مكان سكنها وظلت تدرس حتى غفت قرابة الفجر على كتبها ....فى الصباح استيقظت على أصوات الطبيعة فأسرعت للمنزل الكبير وجهزت طعام الإفطار للسيد وغادرت مسرعة إلى امتحانها ....خرجت من الامتحان مرتاحة لأنه كان سهلا وتمنت أن تكون المواد الأخرى فى سهولة مادتها الأولى ...وصلت إلى منزل سيدها فبل الظهيرة بقليل وكان فى انتظارها فبادرها بقوله : أين كنت طيلة النهار ؟ وكيف تذهبين وأنت تعلمين اننى هنا وبحاجتك ؟ قالت : آسفة سيدى سيكون الغداء جاهزا بعد قليل . قال: تعالى إلى هنا. أين كنت ؟ قالت: أنا طالبة جامعية واليوم امتحاني الأول وبعدها سأتخرج... قال : كيف ؟ قالت : الم أخبرك سابقا اننى أجيد اللغات واستعمال الكمبيوتر. قال : بلى .ولكنى لم اعتقد انك تدرسين ... سألها البارحة مررت ورأيتك نائمة على الطاولة وفى يدك كتاب أكنت تدرسين ؟ قالت : نعم .قال لماذا لم تخبرينى ؟ قالت : أنت لم تسالنى .قال الآن اخبرينى كل شىء عنك . قالت : قصتى باختصار كنت أعيش فى الريف مع والدى فلما توفى بعت بيتنا وانتقلت إلى العاصمة لإكمال دراستى وأعيش فى سكن الجامعة وكنت ابحث عن عمل عندما تعبت وأدخلت إلى المشفى فكان تشابه أسمائنا ماجعلهم يعتقدون انك آخى والباقى أنت تعلمه .....قال: حسنا منذ هذه اللحظة أنت فى إجازة حتى تنتهى امتحاناتك وبعدها سيكون عليك تعويض الإجازة بعمل مستمر لان اسرتى ستحضر لزيارتى قريبا فاذهبي لتستريحى الآن ....ذهبت أسماء فما أن دخلت الحجرة حتى ألقت بنفسها على السرير فراحت فى نوم عميق .... فى المساء أيقظها الخادم وقال لها : أن السيد ينتظرك . فعادت لتنام لكنها تذكرت أن عليها الدراسة لامتحان الغد فاغتسلت وبدلت ملابسها ثم ذهبت لمقابلة السيد .... كان جالسا على مائدة الطعام فقال لها : ألا تجوعين ابدآ ؟ انتظرتك حتى كاد الجوع أن يقتلني. قالت: آسفة كنت متعبة. قال : لابس . فنادي الخادم وأمره بإحضار الطعام ... فهمت بالنهوض فأمرها بالجلوس وتناول الطعام معه ... قالت له : لايجوز أن يأكل معك الخدم ياسيدى ..قال : أنت لست خادمة . قالت : بلى . لكن يمكننى أن اجلس معك حتى تأكل وبعده ياكل فى المطبخ . قال : أنا لا انظر إلى الناس من هذه الزاوية . قالت : لكن الناس لن يفهموا قصدك فابتسم وفهم ماتعنيه . أخذ يتناول الطعام بينما أخذت تقرا كتابها حتى فرغ ثم ذهبت إلى المطبخ وأكلت ثم عادت إليه, فسألها: هل ستمكثين هنا أم ستذهبين إلى السكن الجامعي ؟ قالت: أفضل الذهاب لا أكون قريبة من جامعتي. قال : كما تشائين . إذا استعدى لا أقلك في طريقي إلى الشركة . قالت مازلت املك املك أجرة الحافلة بفضل الله وبفضلك ولا يجوز لك أن تقل خادمتك. قال : حسنا ياعنيدة .. فانصرفت وعادت إلى سكن الطالبات ... وانتهى الامتحان وحضرت أسماء إلى منزل سيدها قبل عودته, فرتبته واعدت أطباق متنوعة ومتعددة قبل وصول عائلة سيدها...في المساء حضرت الأسرة إلى تتكون من الأب والأم والأخت فاستقبلتهم ورحبت بهم. فقالت لها : سمية أخت السيد سامي أنت اختنا أسماء لقد اخبرنا آخى عنك الكثير . فابتسمت وردت عليها : آسفة سيدتي لان ذلك الغبي شبه سيدة جميلة مثلك بفتاة قبيحة مثلى ... فضحك الجميع ووصل السيد على ضحكتهم وقال : أرى أنكم قد تعرفتم على أسماء فقالت لها الوالدة : إلا يزعجك أن يقال عنك انك قبيحة . فردت : لا وتابعت بينما منح أناس جمال الشكل منح آخرون أشياء أخرى لم تمنح لهم . فقال الوالد: حقا أنا معجب بتفكيرك... قالت : هذا لطف منك سيدى . قالت سمية : ارجوا أن يكون طبخك ممتعا كحديثك . قالت : آسفة , لقد نسيت العشاء انه جاهز. جلس الجميع إلى المائدة الفاخرة فتناولوا الطعام حتى انتهوا أخذت أسماء تنظف وراءهم ثم أحضرت الشاي فهمت بالانصراف لكن والد سامى سألها : أليس لديك احد ؟ أجابت : لا . قالت الوالدة : وكيف دفعت تكاليف الجامعة ؟ ردت : لقد بعت بيتنا وكنت قبل أن أعمل هنا انسخ للطالبات الدروس مقابل بقابل المال وكان ذلك يساعد فى تأمين احتياجاتي اليومية . فسألها الوالد: وماذا ستعملين بعد نيل الشهادة ؟ قالت سأبحث عن عمل جيد..... كان سامى يستمع إلى أسماء وهى تجيب عن أسئلة عائلته بعد أن أخبرهم عنها كل شيء , كان يفكر فيها ويقول لنفسه : ليتها كانت جميلة لكانت فتاة أحلامي ..... قاطعه صوت سمية وهى تقول لأسماء : يمكنك الانصراف الآن لم نعد بحاجة إلى شيء . قال: سامي لكن يجب عليك النهوض مبكرا لأننا سنذهب إلى المزرعة في الصباح, قالت حسنا تصبحون على خير. فذهبت إلى مكان نومها فغطت في نوم عميق .. في الصباح الباكر استيقظت ودخلت المطبخ لكنها فوجئت بسامي وهو جالس يشرب القهوة فقالت : أعتذر لتأخري في النوم فرد : لست متأخرة لكنني صحوت مبكرا . قالت : وما يزعجك ؟ قال: اليوم لدينا ضيوف سيكونون معنا في الرحلة إلى المزرعة. قالت من ضيوفك ؟ قال زوجة المستقبل ووالدها . فارتجفت أسماء ... فقالت بصوت مبحوح: كنت قد بدأت أستغرب كيف لرجل مثلك أن لا يكون خاطبا ؟ قال : كان هذا قبل فترة وأنا مازلت مترددا . قالت : إن كانت ذات خلق وجميلة فلم التردد ؟ قال : لأن هذا ما يريده أبوانا فقط . سالت أسماء في لهفة : وهى ؟ قال : إنها تحبني . قالت : وأنت ؟ قال : كفانا كلاما ولنجهز لوازم الرحلة . .... جهزا ما يحتاجانه ثم غادرا , قالت : ألن ننتظر العائلة ؟ قال : هم سيلحقون بنا , علينا تنظيف بيت المزرعة وترتيب الأشياء قبل وصولهم ... طوال الطريق كان شكل خطيبة سامي هو ما هيمن على تفكير أسماء وهل هي مناسبة له أم لا ؟ بقيت صامتة حتى وصلا , نزلت من السيارة وحملت ما استطاعت حمله من الأغراض ثم دخلت البيت , بدأت تحس بحزن يعتريها فجأة فشغلت نفسها بتنظيف البيت وتجهيز الطعام حتى وصلت العائلة وكان الضيوف برفقتهم , بقيت أسماء داخل المطبخ ولم تخرج بالرغم من فضولها لرؤية خطيبة سامي لكنها فضلت البقاء بعيدا عنهم ... تناول الجميع طعامهم لكنها لم تتناول الطعام بالرغم من استمتاع الجميع بطبخها , ظلت تفكر هل ستحصل على عمل يجعلها تترك خدمة السيد سامي أم أن شهادتها لن تنفعها إذا بقيت قبيحة ؟ ولم لم تجعل من نفسها بشعة ربما كان السيد سامي وقع في حبها , عادت إلى وعيها وقالت : أنا أفضل أن أبقى على حالي هذا ومن يحبني لشخصي فلن يأبه بقبح وجهي .... سمعت صوتا قادما نحوها فنظرت فإذا هو حارس المزرعة أخبرها أنهم يريدون الشاي ويطلبون حضورها, صنعته ثم أحضرته كان الجميع في انتظارها قدمت الشاي فهمت بالانصراف لكن والد سلمى استوقفها وقال لها: تعالى وسلمى على هناء ووالدها. نظرت إليهم باستحياء ثم قدمت التحية ونظرت إلى هناء وكان السيد سامي جالسا بجانبها و قالت في نفسها : أنا أجمل منها بكثير. فنظرت إليها هناء وقالت بمكر: ما سمعته عنك أفضل من شكلك. فابتسمت أسماء وقالت : إن سيدي يبالغ في مدحي . فقالت والدة سامي : إن أسماء ليست من النوع الذي يعتمد على جماله فسألت أليس كذلك يأسماء ؟ أجابت أجل يا سيدتي , فأنا رأى أن معظم النساء يغذين المنظرالخارجى ويهتممن به بينما ينسين الجوهر ولا يغذينه . فقالت هناء بسخرية : وكيف يغذى الجوهر ؟ أجابت أسماء: إن تغذية الجوهر تعتمد على الشخص وتكون بالعلم والثقافة والنظرة الثاقبة للأمور وبنقاء الروح وبحب الخير وعدم الاهتمام بالأشياء السطحية والتافهة....فقاطعتها هناء قائلة: أظن أنك ستعلميننا كيف ننظر إلى وجه بشع مثلك ونقول عنه جميلا...... فقاطعها سامي قائلا : لا يحق لك أهانتها . فقالت أسماء إن ماقالته عنى حقا لذلك لا أعتبره اهانة. ثم تابعت أستأذن إذا لم تكونوا بحاجة إلى شيء آخر , فانسحبت مسرعة قبل سماع الجواب وعادت إلى المطبخ ولم تخرج منه حتى أنهت التنظيف بعد أن تناول الجميع طعام العشاء فتمشت في المزرعة واستنشقت الهواء العليل وظلت تمشى حتى وصلت إلى نهايتها فجلست بجانب آخر شجرة ثم فتمددت على الأعشاب ونظرت إلى القمر الساحر وكانت ستغفى عندما سمعت صوتا قادما نحوها فخافت وتوارت خلف الشجرة واقترب الصوت فكان السيد سامي وخطيبته وكانت تعانقه بشدة فقالت لنفسها : منذ هذه اللحظة سأنزع أي أمنية في قلبي من ناحية السيد سامي ولن أفكر فيه مرة أخرى ..... قطع تفكيرها حيوان سقط عليها ونزل مسرعا فصرخت بدون شعور ... فأسرع إليها السيد سامي وقال لها : هل أنت بخير ؟ فقالت لقد أفزعني هذا السنجاب . وقالت هناء أنت هنا تتجسسين علينا. فردت أسماء : لم أكن أتجسس لقد كنت هنا قبل أن تصلا فاختبأت عندما سمعت أصواتكما حتى لا أزعجكما . فقالت : كاذبة . ووجهت كلامها للسيد حبيبي يجب أن تطردها فأنا لا أحبها.... ودونما انتظار لرد السيد ركضت أسماء عائدة إلى البيت وألقت بنفسها على السرير وبكت لفترة ثم سكتت وقالت : لماذا أخدع نفسي وأعذبها بالبكاء , أنا لست سوى مجرد خادمة والسيد لم يسيء إلى ولم يعدني بشيء أنا التي خدعت نفسي بتلك الأماني الزائفة ولست إلا فتاة فقيرة وحتى لو كانت جميلة فلن ينظر إليها السيد, هدأت نفسها فنامت . أفاقت في الصباح المبكر وأعدت طعام الإفطار, كان الجميع على المائدة عندما حضرت هناء وقالت: موجهة الكلام إلى أسماء أما زلت هنا. فنظر الجميع إليها باستغراب ثم تابعت البارحة لنا نقوم بنزهة عندما وجدناها تتجسس علينا ....واقتربت من سامي وقالت : أليس كذلك ياحبيبى فصمت سامي بينما سأل والده أسماء أهذا صحيح ؟ أجابت : لقد كنت جالسة عند تلك الشجرة عندم سمعت أصوات قادمة فاختبأت وراءها فرأيتهما ,فأردت أن أعود قبل أن يعلما بوجودي لكن سنجابا قفز على رأسي وأخافني فصرخت فأتهمتنى بالتجسس . فقالت : هناء قبيحة وكاذبة . فردت عليها أسماء : ربما أكون قبيحة لكنني لست كاذبة . فنهض السيد سامي وقال : لأسماء اذهبي إلى عملك . فقالت حاضرة سيدي. فقالت هناء: ألن تطردها. قال : لماذا ؟ قالت : كانت تتجسس . قال : أنت تضخمين الأمور . قالت تعنى أنى كاذبة ؟ قال : لا.ولكنك تعلمين أنها كانت هناك قبل وصولنا. قالت هذا يؤكد أنى كاذبة ومدعية . قال حبيبتي. قالت بغضب: لا تتصنع الحب الآن قال: أنا لا أحبك فمن أحب إذا ؟ قالت لو كنت تحبني لنفذت ما طلبته منك. قال آسفا إنها مخلصة ولا يمكنني طردها لأنك ترينها قبيحة. قالت: إذا هذه هي النهاية بيننا أنت تفضلها وأنا لا أتحمل النظر في وجهها البشع. قال أهذا قرارك ؟ قالت وهى تصرخ إما أنا أو هي ؟ قال : لن أطردها وأفعلى ما تشائين . ودونما كلمة أمسكت بيد والدها فجرته إلى الخارج وركبا سيارتهما وغادرا ......ساد الهدوء لبقية اليوم . كان ما حدث قد أزعج أسماء وأربكها فلم تعد تفكر جيدا وفى لحظة لمت حاجتها وتسللت إلى الخارج دون أن يراها أحد غادرت المزرعة..... في المساء قررت العائلة العودة إلى المنزل الكبير فبحثوا عن أسماء فلم يجدوها, لكنهم وجدوا ورقة تعتذر فيها عن ما حدث وأنها قد تركت العمل حتى لا تتسبب في المزيد من المشاكل, وأنها شاكرة لهم على كل شيء. فور وصولهم ذهب سامي السكن الجامعي فدخل على أسماء وكانت المفاجأة قد لجمت فمها فأمسك سامي بيدها وأدخلها إلى السيارة ولم تقاوم, وما تفوه بكلمة حتى أحضرها إلى عائلته فقال: ظنت أنها ستفلت دون عقاب. أخفضت بصرها وقالت : أرجوكم أن تسامحوني على الخطأ الذي ارتكبته دون قصد منى وأنا آسفة ياسيدى لأني تسببت في إفساد العلاقة بينك وبين خطيبتك , أنا مستعدة أن أذهب إليها وأعتذر لها لأجلكم فأنا لأول مرة أعرف معنى العائلة وقيمتها لقد أحببتكم جميعا وأنتم عاملتمونى بطيبة ومحبة ولم تحسسوني أنى خادمة عندكم .... فقال لها والد سامي: ألم تقولي أننا عائلتك فلماذا غادرت دون علمنا ؟ قالت لا أريد إفساد حياة سيدي . قال الوالد: كانت فتاة مغرورة ونحن من فرضها على سامي. فقامت الوالدة وتابعت : نحن حضرنا إلى هنا لنرى الفتاة إلى أحبها ابننا , لقد وقع في حبك منذ اللقاء الأول بينكما , وتقدم سامي إليها وأمسك بيدها وأضاف : لقد أحببتك عندما رأيت جرأتك وتحملك للمسئولية وعدم اكتراثك برأي الناس بك بالرغم من قساوة هذه الأرآء غالبا , ومنذ الآن عائلتي ستكون عائلتك ولن أنظر إلى جمال أي امرأة مع جمال قلبك وروحك وستكونين سعيدة معي , لكنى أريد أن أسمعك تقولين أنك تحبينني . قالت : وكيف لا أحبك وقد وجدت عندك الأمان والحب والعائلة التي لطالما تمنيتها ولكنى لم أخبرك كل شيء عنى لقد أخفيت شيئا يجب أن تعرفه قبل . قال : هات ماعندك كلنا آذان صاغية . قالت: عندما أخبرتك قصتي لم أخبرك أنني كنت جميلة جدا. لدرجة أخافتني ....... نظر إليها الجميع وقالوا في دهشة جميلة ......... قالت: نعم جميلة, وكان كل من ينظر إلى صغيرا أو كبيرا يطمع في امتلاك هذا الجمال سواء أكان عن طريق الزواج أو بأي طريقة أخرى, لذلك عندما قررت الالتحاق بالجامعة جعلت من نفسي قبيحة حتى لا يتقرب منى أحد. وكان ذلك ماحدث فمنذ أن دخلت الجامعة ما نظر أحد إلى وجهي إلا وابتعد عنى حتى قابلت سامي وكان ذلك أول ماوقع في قلبي , أنه عاملنى بلطف ومنحنى عمل دون الاكتراث بشكلي .... فقالت سمية: وأين جمالك ؟ قالت : ما زال موجودا . فسأل: سامي: وماذا تنتظرين لتكشفي عنه ؟ قالت : امنحوني بعض الوقت . ذهبت فدخلت الحمام فاغتسلت وأزالت البقع التي على وجهها وأسنانها وحولت الشعر المستعار الذي كانت تضعه وفتحت شعرها الطويل الأسود ثم سرحته حتى تدلى تحت خاصرتها وغيرت الجلباب الذي كانت تختبئ تحته , فارتدت فستانا جميلا ثم خرجت إليهم , فقال سامي : ياالهى أهذا حقا أنت , الآن لو رأتك هناء لقتلت نفسها كانت تغار عليك وأنت قبيحة فكيف بها الآن .... ضمها إلى صدرها وقبلها على جبينها وقال : أحمد الله أن جعل اسم عائلتك كاسم عائلتي وإلا كيف كنت سألتقي بهذا الملاك , وتابع أنت حقا بغاية الجمال ولو لم تغيري من شكلك لوقعت في مشاكل لا يعلمها إلا رب العباد وأحمد الله الذي قادك إلى فعقلك وقلبك أجمل وأنقى من وجهك وهذا هو الجمال الحقيقي .....
.......ارجو ان تنال القصة اعجابكم ورضاكم ولاتحرمونا من تعليقاتكم
:26: بقلم : رقية الأنصاري
رقية اللأنصارى @rky_allansar
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جووريه خجوووووله :عزيزتي انا من عشاق قراءة القصص قصتك جمييييييييييييييله جدا واعجبتني تذكرني بالمغامرات مثل سندريلا وغيرها القصه ككل ماهبذاك الخيال يعني فيه منها واقعي وممكن يحصل بس لفت نظري جزئيه معينه حكاية انها غيرت الجلباب اللي لابساه لو خليتيها من غير هالشي افضل يعني انها نزعت الباروكه وشالت اللي مخليها بشعه بس من غير غيرت الجلباب لانها في بيتها من وين لها مادري هذا اللي حسيته ولا تاخذين على كلامي تراني احب قرى القصص بس مالي في النقد الادبي عوااااااافيعزيزتي انا من عشاق قراءة القصص قصتك جمييييييييييييييله جدا واعجبتني تذكرني بالمغامرات مثل...
......صباح الخير لكل أسرتى أسرة عالم حواء ولك صباحخاص يا جورية خجولة , أنا حقا مسرورة لأنك قمت بقراءة قصتى وربما أنت محقة برأيك ولست ممن يغضب من النقد لأننى لست محترفة وأحترم أراء الآخرين ولك جزيل الشكر ......وأتمنى أن تكونى ناقدتى الخاصة ....... سلام:27:
الصفحة الأخيرة
قصتك جمييييييييييييييله جدا واعجبتني تذكرني بالمغامرات مثل سندريلا وغيرها
القصه ككل ماهبذاك الخيال يعني فيه منها واقعي وممكن يحصل
بس لفت نظري جزئيه معينه حكاية انها غيرت الجلباب اللي لابساه لو خليتيها من غير هالشي افضل
يعني انها نزعت الباروكه وشالت اللي مخليها بشعه بس من غير غيرت الجلباب لانها في بيتها من وين لها
مادري هذا اللي حسيته ولا تاخذين على كلامي تراني احب قرى القصص بس مالي في النقد الادبي
عوااااااافي