القدرة الدماغية الهائلة للطفل

الأسرة والمجتمع

القدرة الدماغية الهائلة للطفل تمكنه من تعلم أكثر من لغة في آن واحد

--------------------------------------------------------------------------------


د. فجال في حديث لـ «ثقافة اليوم»:
القدرة الدماغية الهائلة للطفل تمكنه من تعلم أكثر من لغة في آن واحد

حوار - حسين العيسى - حائل


بين الدكتور محمد بن محمود فجال المستشار بمركز الضاد الطرق المثلى لتدريس اللغة العربية وتثبيت قواعد اللغة العربية في أذهان الطلاب، وأضاف الدكتور فجال في حديثه للرياض أن إتقان اللغة العربية يرفع من مستوى تحصيل الطلاب في العلوم الأخرى كما يمكن للأم الحامل الاستفادة من القدرة التي عند الجنين لإكسابه بعض المعلومات وحول أثر استماع الطفل إلى كلام الخادم أو الخادمة المكسر بين الدكتور محمد فجال إن استماع الطفل إلى لغة المكسرات والرطن من الخدم والسائقين له تأثير سلبي على لغته.. وفيما يلي نص الحوار:

٭ تتعدد طرق تدريس اللغة العربية، فما هي أفضل طريقة في رأيكم؟

اللغة العربية لها مواد متعددة، وهي النحو والصرف والبلاغة والنصوص الأدبية والتعبير والإملاء والخط والعروض والقوافي وغيرها، ولكل مادة طريقة تدريس معينة، إلا أنه يجب على المعلمين أن لا ينظروا إليها على أساس أنها فروع مختلفة، بل ينظروا إليها على أنها وحدة مترابطة متماسكة، وذلك يجعل النص محوراً تدور حوله جميع الدراسات اللغوية، من تطبيق نحوي، وبلاغي، وإملائي.. إلخ.

٭ هل لهذه الطريقة خصائص أو أسس معينة؟

نعم بالتأكيد هذه الطريقة لها خصائص متنوعة، فمن الناحية النفسية نجد أنها تجدد نشاط التلاميذ، وتبعد عنهم السآمة والملل، لما فيها من التنوع في العطاء، وفيها تثبيت الفهم عن طريق التكرار، والرجوع إلى النص مراراً لعلاجه من مختلف النواحي، إضافة إلى أن حسن فهم النص بما فيه، ويفكرون بما يتضمنه، ويفطنون إلى سر البلاغة وفصاحة العربية، فيدركون أهمية علوم اللغة العربية وفوائدها، ويتذوقون جمال العربية، وتعالج عندئذ مشكلة صعوبة درس النحو على بعض التلاميذ.

ومن الخصائص التربوية أن فيها ربطا وثيقاً بين ألوان الدراسات اللغوية، وضمان للنمو اللغوي المنطقي مع ربطه بالمعنى عند التلاميذ، فهذه الدراسات تعالج في ظروف واحدة.

٭ ما هي طريقة (الفروع)؟ وما العيب فيها؟

طريقة الفروع هي أن يخصص لكل مادة أو فرع كتاب وحصص خاصة به، وتعطى قواعد هذا الفرع في هذه الحصص، من غير معالجات لغوية أخرى.

ومن عيوب هذه الطريقة أنها أدت إلى ضعف التلاميذ في استعمال اللغة في المواقف الحيوية استعمالاً سليماً من جميع الوجوه، فالتلاميذ لا يضبطون الكلمات إلا في حصة القواعد أو النحو، ولا يعنون بسلامة الأسلوب إلا في درس الأدب، وهكذا، فيأتي الطالب إلى الجامعة وهو لا يجيد التعبير أو التحدث بلغة سليمة، ويحفظ القواعد حفظاً مغلوطاً من غير قدرة على التطبيق.

٭ هل هناك طرق لتثبيت قواعد اللغة العربية في أذهان الطلاب إضافة إلى طريقة الوحدة المترابطة؟

إن الطريقة المثلى هي أن يعطي المعلم للطلاب قاعدة الدرس، فمثلاً درس (كان) وأخواتها، يوضح لهم قاعدتها، وأخواتها، وما يتصل بذلك، ويوضحه حديثه بالشواهد والأمثلة، ثم يطلب من كل الطلاب التحدث بعبارات فيها (كان) وأخواتها، فأحد الطلاب يحكي قصة حصلت معه ويحاول ذكر (كان) وأخواتها، وآخران يتحاوران في أمر ما ويذكران في كلامهما (كان) وأخواتها، وغيرهم يتحدثون في موقف حيوي، وهكذا يتحدث الجميع بأحاديث وقصص من واقعهم الذي يعيشونه.

وقد استفدنا هذه الطريقة التطبيقية من أستاذنا الدكتور عبداللّه الدنان - حفظه اللّه -، رائد تعليم اللغة العربية الفصحى بالفطرة والممارسة.

٭ في أي مرحلة دراسية يجب تعليم التلاميذ اللغة العربية؟

حقيقة يجب استغلال مرحلة الصغر في تعليم العربية، وقد قال «ابن خلدون» (ت 808 ه): «إن تعليم الصغر أشد رسوخاً، وهو أصل لما بعده، لأن السابق الأول للقلوب كالأساس للملكات، وعلى حسب الأساس وأساليبه يكون حال ما ينبنى عليه».

وهذا الأمر يأخذ بنا إلى الحديث عن اكتساب اللغة، فاللغة تكتسب في سن مبكرة، وهناك دراسات للبروفيسور «أنتوني ديكاسبر» والبروفيسور «ويليام فيفر» تشير إلى أن الجنين يمكن أن يسمع الأصوات ويتعرف عليها في نهاية الشهر السادس من الحمل، حيث إن نظام السمع عند الجنين يكتمل في الشهر السادس.

٭ هل يكتسب الطفل معاني الكلمات مباشرة، أم أنه يتأخر باكتسابها؟

الطفل يدرك الكلمات الدالة على محسوسات يشار إليها، أما إدراكه للأمور المعنوية فيأتي متأخراً.

٭ بماذا تنصح أولياء الأمور تجاه الطفل في مرحلة الاكتساب اللغوي بعد الولادة؟

على ولي الأمر الحرص على إيجاد من يتحدث مع الطفل باللغة العربية الفصحى، ويكفي وجود شخص واحد للقيام بهذا الأمر، مثل الأب، أو الأم، أو الأخ الكبير، أو الأخت الكبرى، بشرط واحد، وهو أن لا يتحدث هذا الشخص مع الطفل إلا باللغة العربية الفصحى، ولا يقبل منه إلا الفحصى، وهذا لا يمنع أن يستمع الطفل إلى لغة الآخرين العامية، فما دام هناك من يتحدث معه بالفصحى فهو كافٍ لاكتساب هذه اللغة.

٭ هل استماع الطفل إلى كلام الخادم أو الخادمة المكسر له تأثير على لغته؟ وما هو الحل لذلك التأثير إن وجد؟

إن استماع الطفل إلى لغة المكسرات والرطن من الخدم والسائقين له تأثير سلبي على لغته، ولا أدل على ذلك مما عاناه حكام الأمويين في عهد الفتوحات الإسلامية عند الزواج من الأجنبيات وتربيتهن لأبنائهن، فنشأ الأبناء يرطنون، فعمد الآباء إلى إرسال الأبناء إلى البيئات التي لم تختلط بالأعاجم ليكتسب منها الأطفال اللغة العربية الفصحى السليمة.

فمن كان عنده أطفال وعندهم خادمة تتحدث بالرطن عليه أن يوفر لهم بيئة لغوية سليمة، وذلك بإيجاد أحدٍ يتحدث معهم بالفصحى، وإن لم يتوفر ذلك فعليه أن يضع أولاده في مدرسة تطبق مبدأ التواصل بالفصحى، وهذا موجود في بعض البلاد في الوطن العربي.

٭ هل يمكن تعليم الطفل العربي اللغة الإنجليزية منذ الصغر؟ وهل في ذلك ضرر على لغته الأم؟

إن تعليم الطفل العربي لغة أخرى غير لغته ممكن، وغير محال، بل يمكن تعليم الطفل أكثر من لغة في آن واحد، فالقدرة الدماغية عنده على اكتساب اللغة كبيرة جداً.

ولكن هذا التعليم يكون ضرراً عليه إن لم يتلقى لغته الأم تلقياً صحيحاً، فيجب أن يتلِقى الطفل العربي اللغة العربية الفصحى منذ الصغر، فعندئذ يمكنه اكتساب اللغات الأخرى من غير ضرر.

والطفل الذي لم يتقن لغته الأم إتقاناً تاماً، فلن يستطيع أن يتقن أي لغة أخرى إتقاناً تاماً، والذي هذه حاله لن يستطيع أن يبدع في التعلم والتفكير، ولن يصل إلى مستوى عالٍ من الثقافة، وهذه هي الحال التي يعاني منها الوطن العربي حالياً.
3
845

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

flare
flare
جزيت خيرا اخيه
وبارك الله فيك على الموضوع القيم
المحبه للوفاء
جزاك الله خير على هذا الموضوع المفيد جدا
طالبة العلياء
جزاك الله خير على هذا الموضوع

بصراااااااااااحه اكثر من رائع