
هذي الحياةُ تأمّل في معانيها
وكن على يقظةٍ منها حذاريها
تذلّل الصعب للأشرارِ تمنحهم
كفّاً تُمَدُّ وللأخيارِ تطويها ..
من للخيانةِ،من يستلّ شوكتها
من للأمانة،من بالعدل يحييها
إذا القلوبُ عمتْ مانفعهُ بصرٌ
يرى الثياب ولا يعنيهِ كاسيها
لهفي على مسجدٍ أقصى تحنُّ له
بيضُ المواكبِ قاصيها ودانيها
ترنو لماضٍ به الجدران خاشعةً
والجمع في ساحة الأقصى يضوّيها
وخاتم الرسل أمَّ الجمع وانحسرتْ
ستائر الغيب عن أسرار ماضيها
لهفي عليه أرى جدران هيبتهِ
تنعي وتجأرُ بالشكوى مآقيها
ماذا أقول إذا راجعتُ صفحتهُ
ثم انقلبتُ لصحف اليومَ قاريها
ماذا أقولُ! نهاراً كان ثم إتى
ليلاً تغلغل للأعماقِ غاشيها !
تدنسُ المسجد القدسيّ شرذمةٌ
عدوّة الله من بالحقّ يرديها..
لولا مناكب للأحرار تدفعها
بكلّ ماأوتيت والموتُ صاديها
لما بقى بينناغير الرثاء على
حال تبدّل بعد الصدق تشويها
وأسأل اليوم من أودى بعزتنا
ومن أراد بنا سوءاًوتعميها..
أهي الربيبة أم تخطيط صانعها
أم ضعف أنفسنا أهوى بعاليها؟
هي النفوسُ بلى هانت فما عرفتْ
بعد التخاذلُ ماباعت لشاريها!
جراحُ غزة بعد القدس نافرةٌ
فمن يكون لها؟ أم من يداويها؟
ياغزة الجرح ماللأرض فاغرةً
أمست طلولاً وقد دكّت مبانيها
نجيعُ غزةَ يروي اليوم ملحمةً
من البطولات ماأعيتْ براويها
النصرُ منتظرٌ حتى يحقَّ لها
أما الشهاده فانتصارٌ عاجلٌ فيها.