السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكن أخياتي بكل خير وأبعد عنكن كل شر
قرأت هذا الموضوع فأعجبني فنقلته مع إضافات أخرى
تقول :
-تأملت هذا الحديث مليّاً سنواتٍ عديدة، فما استشعرت عظمته، ربّما لأنّ البلاء الذي ابتليت به يومها أعمى بصيرتي، فما عدت أميّز بين النور والظلام ، ولا بين الفرح والحزن،
كنت أرى الحياة لوناً واحدا، وأستغرب لم تبتسم الناس وتضحك؟؟
إلى أن قالت لي إحدى الطيّبات حفظها الله، بعد أن رأت تلك الغيمة السوداء تلف بيتي وتنذر بهبوب عاصفة هوجاء من الألم والخوف والشقاء.قالت:-
.عليك بدعاءِ النبي عليه الصلاة والسلام الذي كان يوصي به عند الكرب والمحن:
وكالغريق يتعلق بالقشة لينجو...صار هذا الحديث ديدني، ووردي في خلوتي، وفي جَمْعَتي ...
غير مدركةٍ ما المقصود من هذا الدعاء؟ ولاأعرف كيف يكون القرآن ربيع القلب، ونور الصدر وجلاء الحزن وكيف يذهب الهمّ؟؟
لكن طالما هو حديث صح عن رسول الله صلوات الله عليه...اذاً ستفرج...وفرجـــــــــــــت!
أما اليوم فتأملته بشكل آخر، قرأت قوله تعالى:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾
ماذا في القرآن؟؟
﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
وماذا؟؟
﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾
وقال أيضا جل في علاه
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾
نظرت في نفسي وفيمن حولي
فرأيت الهموم لا تخلو من هذه الحالات:
1// إنْ عانيت من أبيك وقسوته عليك، لتمسكك بدينك، فاتهمك بالتشدد في الدين وأسمعك مايوجع صدرك في كل حين
فارجعي الى قرآنك وتأملي قصة إبراهيم مع أبيه آزر الذي بيديه جمع الحطب ليلقي فلذة كبده في
النار
.فهل عذّبك أبوك كما عذب آزر ابنه؟!
2// إنْ عانيت من غربة قاسية تعيشينها بين أهلك وقومك تحسنين إليهم ويسيئون إليك
مهما فعلت معهم فأنت مقصرة
إن أحسنت أساءوا وإن لم تقدمي للخير مرة استاءوا
يرونك دوما في موضع خاطئ وغيرك ممن للخير لايقدم في موضع صائب
فتضيق نفسك وتتحسرين على أمرك
فارجعي الى قرآنك وتأملي محمدًا صلى الله عليه وسلم كم كان رؤفا بقومه ؟؟
كم كان محسنا إليهم ؟؟
وكم عانى من كفار قريش،؟؟
وتأمّلي هوداً وصالحاً وشعيباً عليهم السلام كم عانوا من قومهم وكيف هددوهم بالطرد والرجم،
فهل طردك قومك وأهلك كما طردوهم؟
ان عانيت منهم أقوالا فقد عانى انبياءناأقوالاو أفعالا شدادا
3// إنْ عانيت من زوجك قسوةًأ وتجبراً وعصياناً ونشوزاً، فلا تنظري إلى غيرك ممن هي أحسن منك حالا
ارجعي إلى قرآنك
فانظري إلى أسية امرأة فرعون مذا فعل بها فرعون لالشيئ إلا لأنها أمنت بالله ربا ومعبودا
رفضت واعلنت رفضها لربوبية فرعون علانية فماذا فعل بها؟؟
نادى زبانيته
فأوتدوا لها أوتاداً وشدوا يديها ورجليها ووضعوها في الحر اللاهب... تحت أشعة الشمس المحرقة ووضعوا على ظهرها صخرة كبيرة لقد كانت متنعمة بالفرش الوثير وشتى أنواع الطعام... والمقام الكريم.
والآن تضرب بالأوتاد تحت أشعة الشمس وعلى ظهرها صخرة كبيرة.
وليت فرعون وقف عند ذلك... إنما قال لزبانيته: " انظروا أعظم صخرة فألقوها.
فإن رجعت عن قولها فهي امرأتي، وأخذ يتلذذ بتعذيبها...
فنزلت فيها آيات تتلى إلى يوم القيامه
فهل نالك ولو جزء يسير مما نالها ؟؟
بل ارجعي ايضا الى قرآنك وتأملي لوطاً ونوحاً عليهما السلام، ماذا قال الله في نسائهما؟ فهل وصلت زوجك لما وصلت إليهما فأتى ذمّهما في آيات تتلى إلى يوم القيامة؟
4// إنْ عانيت مرارة حياتك دون ولد يملأ عليك بيتك بالفرح والسرور فارجعي إلى قرآنك وامسحي دمعة حزنك واجعليها في دعوة عند سجودك في المحراب كما فعل زكريا عليه السلام فجاءته البشرى على الفور!
"]فهل بلغت من العمر عتيًّا كما بلغ؟
5//إنْ راودتك الفتنة ليلاً وأنتَ في فراشك وحيدة فزيّن لك الشيطان ما زيّن فقمتَ ملبية لترتكبين من المعاصي ما يغضب ربّك
أوزين لك في خلوتك رؤية مايغضب الرحمن او سماع مالا يليق بمؤمن
بادري الى كتابك وتأملي فتنة يوسف عليه السلام، منعته كلمة "معاذ الله" وقد جاءته الفتنة برجليها متزينة متلهفة راغبة.
ًفهل عانيت ما عانى؟ وأيّهما أشد فتنة؟
6// ان ابتلاك الله بمرض ولازمك وأوجعك وآلمك
فارجعي الى قرآنك وتأملي صبر أيوب كم صبر راضيا بما كتبه الله له مستحييا أن يستعجل الشفاء وقد أغدق عليه سنين بالنعم ربه، فشفاه الله وأصلح له جسده وأهله
، فهل مرضك أشد فتكاً من مرضه؟
8// إنْ عانيت من ولدك ورأيته يكبر أمامك محطماً أحلامك وانت تمدّين إليه يدك قائلة :
أي بني تعال اركب معنا فيبعد يده ويرفض نصحك وإرشادك
. فارجعي الى قرآنك وتأملي قول الله تعالى إلى نوح الخائف على ولده من الغرق:
فهل ستحبين ولدك وتشفقين عليه أكثر من محبة وشفقة نوح عليه السلام؟
هؤلاء رسلنا...هؤلاء قدوتنا...
هؤلاء حملة دين ربنا
يا ترى ألن يذهب الهم وينجلي الحزن وينور الصدر عندما تجدين أحبة الله تبتلى ؟؟،
بلى والله فمن أقيل على كتاب الله بحب
أقبل عليه بتدبر
أقبل عليه بجوارحه
فلن يجد الا انشراح الصدر وذهاب الهم وسعة الصدر
لنصدق في الاقبال على الله ليقبل علينا ويعطينا مايرضينا
فقط لنصدق النية ولنجدد العهد مع الله
جعلني الله واياكن ممن يستمع القول فيتبع أحسنه
