
لمن لحظات حزنها أكثر من لحظات الفرح
لمن دموعها أكثر من أبتسامتها
لمن تشعر بالأبتلاء و تهز قلبها المصيبه
لمن ثقلت روحها آلاما" وهموم
عليك بالقرآن .. القرآن بإذن الله .. يشرح صدرك ..يمسح دمعتك .. يرسم إبتسامتك
الحمد لله
الحمد لله على قضائه وقدره
لا أقول أني :
أسيرة الآلام
ولافتاة الحرمان
ولادموع الأحزان
ولاغيرها من الأوصاف اللتي تحب بعض الفتيات أن تصف نفسها بها هداهن الله
ولكن أحيانا يعتريني مايعتري البشر من الضيق والحزن وثقل الهموم
فتتلاشى بسمتي
وتنسكب عبرتي
ولا يجلي ذلك عني إلا القرآن بفضل الله ورحمته
*************************
كأن همي قد أجتمع كغمامة
حجبت ضياء الشمس في الأركان
ومضت الحياة كئآبة وسئآمة
حتى قرأت آي من القرآن
***************************
وقد لاحظت من نفسي أنه في الأيام اللتي أحافظ فيها على قرآءة القرآن أو حفظه
أجد نفسي سعيدة وروحي خفيفه والإبتسامة قريبه
بعكس الأيام اللتي أقصر فيها مع القرآن غفر الله لي ولكم
نورٌ ملأ القلبَ ففاض بحب كتاب الله
أشرقَ دربي بالقرآن فشكراً يا رَبَّاه

يمحو عَتَم َالليل المظلم ..يروي ظمأ الروح
يجعلنا من أهل الله يطيب به المجروح
وإن كان القرآن كله شفاء ورحمه
إلا أن هناك آيات دائمة الإستحضار لها وأذكر نفسي بها عند حدوث أمر يناسبها

فعندما يمضي قدر الله وتحل المصيبة
خاصة نقص الأرواح غفر الله لأمواتنا وأموات المسلمين
أتذكر قول الله عز وجل :
{وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155 ) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)}
أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن, ليتبين الصادق من الكاذب, والجازع من الصابر,
فأخبر في هذه الآية أنه سيبتلي عباده
{ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ }
من الأعداء
{ وَالْجُوعِ }
أي: بشيء يسير منهما؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله, أو الجوع, لهلكوا,
والمحن تمحص لا تهلك
{ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ }
وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال
{ وَالْأَنْفُسِ }
أي: ذهاب الأحباب من الأولاد, والأقارب, والأصحاب, ومن
أنواع الأمراض في بدن العبد, أو بدن من يحبه،
{ وَالثَّمَرَاتِ }
فهذه الأمور, لا بد أن تقع, لأن العليم الخبير, أخبر بها, فوقعت كما أخبر،
فإذا وقعت انقسم الناس قسمين: جازعين وصابرين،
فالجازع, حصلت له المصيبتان, فوات المحبوب, وهو وجود هذه المصيبة، وفوات ما هو أعظم منها, وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر
وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب, فحبس نفسه عن التسخط, قولا وفعلا, واحتسب أجرها عند الله, وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له , فقد امتثل أمر الله, وفاز بالثواب،
فلهذا قال تعالى:
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }
أي: بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب

وإذا حلت بساحتنا مصيبة مؤلمة تفجعنا وتفاجئنا
أتذكر قول الله عز وجل :
{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22 )}
يقول تعالى مخبرا عن عموم قضائه وقدره
{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ }
وهذا شامل لعموم المصائب التي تصيب الخلق، من خير وشر، فكلها قد كتبت في اللوح المحفوظ، صغيرها وكبيرها ، وأخبر الله عباده بذلك لأجل أن تتقرر هذه القاعدة عندهم، ويبنوا عليها ما أصابهم من الخير والشر،

ومثلها قوله تعالى :
{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)}
يقول تعالى:
{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}
هذا عام لجميع المصائب، في النفس، والمال، والولد، والأحباب، ونحوهم، فجميع ما أصاب العباد، فبقضاء الله وقدره، قد سبق بذلك علم اللهتعالى وجرى به قلمه، ونفذت به مشيئته، واقتضته حكمته،
فإذا آمن أنها من عند الله، فرضي بذلك، وسلم لأمره، هدى الله قلبه، فاطمأن ولم ينزعج عند المصائب،

وتأتي هذه الآية لتشد وثاق قلبي وتطمنه عندما أفكر بأمر الرزق
قال تعالى :
{وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6)}
أي: جميع ما دب على وجه الأرض، من آدمي، أو حيوان بري أو بحري، فالله تعالى قد تكفل بأرزاقهم وأقواتهم، فرزقها على الله
{ وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا }
فلتطمئن القلوب إلى كفاية من تكفل بأرزاقها، وأحاط علما بذواتها، وصفاتها

ولعلاج الخوف والقلق
أتذكر قوله تعالى :
{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) }
{ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}
أي: ما قدره وأجراه في اللوح المحفوظ.
{ هُوَ مَوْلَانَا}
أي: متولي أمورنا الدينية والدنيوية، فعلينا الرضا بأقداره وليس في أيدينا من الأمر شيء.
{وَعَلَى اللَّهِ}
وحده
{فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}
أي: يعتمدوا عليه في جلب مصالحهم ودفع المضار عنهم، ويثقوا به في تحصيل مطلوبهم، فلا خاب من توكل عليه، وأما من توكل على غيره، فإنه مخذول غير مدرك لما أمل.

وعندما يتنوع الأبتلاء وتطول مدته
أتذكر قول الله عز وجل :
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214 )}
يخبر تبارك وتعالى أنه لا بد أن يمتحن عباده بالسراء والضراء والمشقة كما فعل بمن قبلهم, فهي سنته الجارية, التي لا تتغير ولا تتبدل,
أن من قام بدينه وشرعه, لا بد أن يبتليه،
فإن صبر على أمر الله, ولم يبال بالمكاره الواقفة في سبيله, فهو الصادق الذي قد نال من السعادة كمالها,
ومن جعل فتنة الناس كعذاب الله, بأن صدته المكاره عما هو بصدده، وثنته المحن عن مقصده, فهو الكاذب في دعوى الإيمان، فإنه ليس الإيمان بالتحلي والتمني, ومجرد الدعاوى, حتى تصدقه الأعمال أو تكذبه.
فقد جرى على الأمم الأقدمين ما ذكر الله عنهم
{ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ}
أي: الفقر
{ وَالضَّرَّاءُ}
أي: الأمراض في أبدانهم
{وَزُلْزِلُوا}
بأنواع المخاوف من التهديد بالقتل, والنفي, وأخذ الأموال, وقتل الأحبة, وأنواع المضار
حتى وصلت بهم الحال, وآل بهم الزلزال, إلى أن استبطأوا نصر الله مع يقينهم به.
ولكن لشدة الأمر وضيقه قال :
{ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ }
فلما كان الفرج عند الشدة, وكلما ضاق الأمر اتسع، قال تعالى:
{ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}
فهكذا كل من قام بالحق فإنه يمتحن.
فكلما اشتدت عليه وصعبت،
إذا صابر وثابر على ما هو عليه انقلبت المحنة في حقه منحة, والمشقات راحات, وأعقبه ذلك, الانتصار على الأعداء وشفاء ما في قلبه من الداء،
وهذه الآية نظير قوله تعالى:
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}
وقولهتعالى:
{الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }
فعند الامتحان, يكرم المرء أو يهان

الآيات كثيره
وهنا ليس موضع تفسير
ولكن أوصيكم
بتلاوة القرآن
والإستماع للقرآن
و القراءة في تفسير القرآن - خاصة تفسير السعدي رحمه الله ?
وفي القرآن من الآيات
إن أراد الله بك رحمه وفتح قلبك لها
وأستقر فيه اليقين بها
تسكن الألم ، تطمئن القلب ، وتهدئ النفس .. بإذن الله
فمهما حلت بك مصيبة أو زلزلك الأبتلاء
ستجدين القرآن وآيات القرآن تسري في روحك ولها مفعول الدواء الشافي بإذن الله

القرآن دواء نفسي
القرآن ضماد الجروح النازفة
القرآن آمان القلوب الخائفة
القرآن مهدئ للأضطرابات النفسية
القرآن شفاء
القرآن رحمه
عالجوا أنفسكم بالقرآن
ولاتحرموها أنسها وسرورها
أسأل الله أن يشرح صدوركم للقرآن
فإن فتح الله قلوبكم لآياته فستجدون بإذن الله من الآيات ماتتعلق قلوبكم بها وتطمئن وتسلى عن أوجاعها ومصائبها
هيا يامن تاه .. فالقرآن نجاه
والحمد لله رب العالمين
تم الإستعانة بعد الله عز وجل بـ :
*مشروع المصحف الإلكتروني جامعة الملك سعود
*محرك بحث الأوفى للبحث في القرآن الكريم
و طرح متميز .. سلمت أناملك غاليتي 🌹