بسم الله الرحمن الرحيم
كنت سريعة التأثر بكل ما أقرأ..فما أن أقرأ شيئا و يعجبني و أقتنع به و خاصة ممن أعجب بكتاباته من المؤلفين إلا و أتحمس لأفكاره و أدعو إلى ما يدعوا إليه ..و خاصة إذا كان الأمر متعلقا بتغيير شيء ما في الحياة ..فأقتدي بما يقول و أحدث من أعرف عن تلك الأمور و نتبادل الآراء ...
إلا أنني أجد نفسي كثيرا ما أقول و لكن قليلا ما أفعل ...مع أنني أضعها نصب عيني.. و لكن لعل التأجيل له دور في ذلك و ما أهلك الناس غير التسويف الذي لا أدري متى يأتي و يحين وقته..
كانت قريبتي العزيزة على نفسي _التي تحمل من الأفكار و الحماسة ما أحمل _تقول بأن هذا الكلام الذي نقرأه هو في الكتب فقط ..أما في الواقع فليس له مكان ..انظري حولنا و تأملي ما ترين..الروتين و العادات تحكمنا بل تقيدنا ..و نحن لا نستطيع أن نفعل شيئا ..( اليد الواحدة لا تصفق ) ..يجب علينا أن نقبل بالواقع المرير و نحاول أن نتأقلم معه حتى تستمر الحياة ..
لكني كنت أقول لها بأن هذا هو الذي يؤخرنا و يهلكنا نحن المسلمين ..لماذا لا نغير من أحوالنا إلى الأحسن ونرقى بالمجتمع إلى أعلى المراتب فيعود مجدنا و عزنا المفقود من أمد بعيد للأمة الإسلامية..كل فرد منا ينتظر من الآخر أن يبدأ هو بالتغيير ليتبعه بعد ذلك .. فلماذا لا نبدأ نحن أول بأنفسنا؟..فالمسلمون لا تنقصهم المعرفة بقدر ما تنقصهم العزيمة و الجدية و الصدق و الإخلاص ..أي نعم هذا هو الذي ينقصنا .....انظري هناك إلى الأفق البعيد و اترك عقلك ليفكر ما السبب في نجاح الناجحين من العلماء و المفكرين و بلوغ مرادهم الذي رسموه فساروا عليه بخطى ثابتة حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه ..
لماذا لم يبقوا مثلنا مكتفي الأيدي ينتظرون أن يأتيهم الخير من السماء ؟..هل الله وهبهم عقول غير عقولنا ..هل أعطاهم الله ما لم يعطنا ؟..لا فكل الذي عندهم عندنا إلا أنا قوم متكاسلون خامدون لا نحب أن نفكر أو أن نغير الأمور التي لا تعجبنا إلى الأحسن ....دائما ننتظر و ننتظر من الزمان أن يغيرنا بدلاً من أن نبادر و نسارع إلى مرادنا و مقاصدنا السامية ...لا نحسب حساب للوقت ...حتى إذا وقع الفأس في الرأس أكلنا أصابعنا ندما و حسرة....
انظري إلى ما فعل عز الدين القسام على أرض الأقصى المبارك و عبد الله عزام في قمم جبال أفغانستان ....والشهيد سيد قطب ذاك المفكر الكبير و ما ألفه من كتب على رأسها (في ظلال القرآن)...و الشهيد المهندس يحي عياش المطارد( بكسر الراء) و المطارد( بفتح الراء )رقم واحد الذي جنن المحتلين أحفاد القردة و الخنازير و قلب أدمغتهم بالعمليات الاستشهادية التي كان يدبرها و من بعده الشهيد المهندس محيي الدين الشريف الذي مشى على منواله و كان يخطط إلى عمليات التفجير عن طريق التحكم من بعد ثم لحق به قبل أن يحقق حلمه......بل تأملي حياة الشيخ علي الطنطاوي (رحمه الله) و أنت تقرئين ذكرياته الرائعة(ذكريات علي الطنطاوي) كم من التغيير الذي أحدثه في حياته ..وهو على مقاعد الدراسة كان يقوم ويلقي على أقرانه الطلاب خطبه النارية يلهب حماسهم لكل ما فيه الخير و الصلاح ..لا يهاب أحدا ..عمل الكثير و الكثير حتى شهد له التاريخ بإنجازاته الضخمة و مؤلفاته الرائعة و أحاديثه القريبة من النفس .... بل انظري إلى ما فعلوه (قوافل شهداء المدينة) الأبطال على جبال قندهار و سفوح قورقر لم يطيب لهم المقام متنعمين على أرضهم و إخوانهم المسلمين الأفغان تتناثر أشلائهم تحت طلقات المدافع ..نعم الشباب هم ..طوبى لهم ...و هنيئا لأهلهم ..هؤلاء هم الذين ترفع الرؤوس بهم...
تأملي و أخبريني ماذا فعلنا نحن ؟؟...ما لذي يمنعنا ؟ ..هل ألفنا ميتة النعاج ...ماذا أنجزنا في حياتنا ؟؟....كيف سنقوى على حساب رب العالمين ؟؟....
و الله تعالى يقول(لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)........آية عظيمة لو تأملناها نجد أنها تحوي الكثير من المعاني التي ترسم لنا الطريق نحو الفلاح و النجاح....فهل من مجيب؟؟...
لكن قريبتي هذه ما زالت متمسكة بما قالت لأنها فقدت الأمل بالتغيير فهي ناقمة على المجتمع الذي لا يفكر إلا في ماذا يأكل و يشرب و متى ينام و متى يشاهد المباراة لكرة القدم و ما هي آخر أخبار _من يسمون_ الفنانين و الفنانات!!...كالبهائم أو أضل سبيلا....
نحن نقرأ فنتحسر أكثر ..بدلا من أن تقوى عزائمنا......
حقيقة بعد كلامها هذا.. بدأت عزيمتي تخمد و حماسي ينطفئ و حبي لكتابي يبتعد ....قر ائتي للكتب بدأت تقل ..نقرأ و نقرأ ثم ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟هل نقرأ من أجل القراءة ؟؟؟..أم من أجل ما يحتويه من فوائد و علوم و إرشادات..للرقي في الفكر و الحياة؟؟........أجيبوني....
أتمنى أن نترجم ما نقرأه على أرض الواقع ...و نغير و نطور من أنفسنا .......فنعود إلى مجدنا....
هل توافقوني الرأي؟؟.......................................................

جبل قاسيون @gbl_kasyon
محررة
هذا الموضوع مغلق.

بحـــــــــــــار....
أشكرك كثيرا على تعقيبك الجميل ...لموضوعي المتواضع الذي كنت مترددة في المشاركة به...
كلامك منطقي أيضا...و بما أننا نبدو و كأننا مقيدين..إذن ليس لنا إلا أن نعمل بما تستطيعه ..نعزم و نشد الهمة أولا ..فنبدأ بأنفسنا ثم بمن حولنا من الأسرة إلى المجتمع....... فإلى الشعوب............فإلى الأمة الإسلامية كلها ...نحاول أن نغير و نعدل و نصحح مساراتنا إلى الأفضل ..فكما قال الشاعر..لا تستهين صغيرة إن الجبال من الحصى...عبارة جميلة جدا ...ليتنا نقتدي بها...
شكرا لك......
أشكرك كثيرا على تعقيبك الجميل ...لموضوعي المتواضع الذي كنت مترددة في المشاركة به...
كلامك منطقي أيضا...و بما أننا نبدو و كأننا مقيدين..إذن ليس لنا إلا أن نعمل بما تستطيعه ..نعزم و نشد الهمة أولا ..فنبدأ بأنفسنا ثم بمن حولنا من الأسرة إلى المجتمع....... فإلى الشعوب............فإلى الأمة الإسلامية كلها ...نحاول أن نغير و نعدل و نصحح مساراتنا إلى الأفضل ..فكما قال الشاعر..لا تستهين صغيرة إن الجبال من الحصى...عبارة جميلة جدا ...ليتنا نقتدي بها...
شكرا لك......


و يبارك فيك حبيبتي أم العيال المشغــــــــــولة :) :):):)...
أشكرك على تعقيبك يا أختي ....الله يرعاك:)...
لكن ما أدري لماذا.....لم يشارك بقية الأعضاء...الله كريم....................................................................................
تحيــــــــــ روتانة ــــــــــاتي
أشكرك على تعقيبك يا أختي ....الله يرعاك:)...
لكن ما أدري لماذا.....لم يشارك بقية الأعضاء...الله كريم....................................................................................
تحيــــــــــ روتانة ــــــــــاتي
الصفحة الأخيرة
بالتأكيد أختِ نوافقك الرأي..
نعم..نحنُ نقول مالا نفعل..ونقرأ فلا نستفيد مما نقرأ..
كلمة نحنُ..تعني نحنُ الشعوب..
ولو نظرنا لهذا الموضوع بنظرة تشخيصية..
وأقصد هنا..لو تساءلنا عن السبب..
نجد أنهُ:
هناك أعداد كبيرة من المسلمين والعرب يُبدعون في بلاد الغرب؟؟
تلك البلدان تحتظن علمائنا ومُفكرينا وتُهيئ لهم كل ما يحتاجونه!!
عدد كبير من علماء الفلك والذرة هم من المسلمين!!
أو ممن لهم أصول عربية!!
نحنُ الشعوب نقرأ ونُفكر ولدينا ماليس لغيرنا من علم(القرأن)؟؟
إذاً مالسبب في تراجعنا وتخلفنا؟؟
من يحكمنا ويُسيطر أو يحد من كل ذلك؟؟
حكامنا فئات..
فئة تخافُ الله وتحكِم شرعه..وتناصر كل قضايا المسلمين..وتدعم الأقليات..
وتبني المراكز الإسلامية في أنحاء المعمورة..
وفئة وهي الغالبية العظمى..
وهي التي تسعى إلى إستمراريتها وحشد أكبر عدد من تلك الشعوب..
من أجل إنتخابهاوإستمرارها!!
فتذهب مقدرات البلاد ويُلجم كل من يدعوا للإصلاح من كُتاب ومُفكرين!!
وهناك فئة أخرى..
تنادي بتوحد الأمة وتقوم بمصافحة اليهود في الخفاء!!
وهناك فئة تتباكى على ما آلَ إليه حال المسلمين..
وهم يستظيفون اليهود و سفارات اليهود!!
إذا كيف نعمل ونحنُ مكتوفي الأيدي؟؟
كيف نُفرج عن أفكارنا ونحنُ أسرى لأولئك؟؟
كيف نُطبق ما نقرأ..عند من لا يُطبق قرآننا؟؟
دائماً نلوم الغرب ونقول بأنهم سبب خيبتنا..
ولا ندري بأننا نحنُ أعداءَ أنفسنا!!!!!!!!
إذاً فلنتعرف على السبب الحقيقي لضعفنا وهواننا وتخلفنا؟؟
..............................................................
شكراً لكِ أختِ الكريمة على هذا التقديم الرائع
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,