$el.classList.remove('shaking'), 820))"
x-transition:enter="ease-out duration-300"
x-transition:enter-start="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-transition:enter-end="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave="ease-in duration-200"
x-transition:leave-start="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave-end="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-bind:class="modalWidth"
class="inline-block w-full align-bottom bg-white dark:bg-neutral-900 rounded-lg text-right overflow-hidden shadow-xl transform transition-all sm:my-8 sm:align-middle sm:w-full"
id="modal-container"
>
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله عين الوجود والصلاة على واقف الشهود وعلى اله الطيبين الطاهرين أمناء المعبود
قال تعالى:ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتى إذا جاء نا قال ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين)) سورة الزخرف الآيات 36/37/38
القرناء: جمع قرين وهو المصاحب الذي لايفارقه, والقران الكريم هو قرين العترة والعترة قرين القران بمعنى أنهما لا يفترقان.
وقد سجل القران الكريم أن بعض الناس دخلوا إلى النار بسبب قرين السوء.
والقرين هو مرآة عاكسة للإنسان والذي لديه أدنى تتبع للقران الكريم والروايات الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم ألاف التحية والسلام يجد أن القرين ينقسم إلى أقسام منها:
أولا :القرين الذي يكون من صنف الشياطين والمردة وهو من صنف الجن وقد ذكر القران الكريم بشكل واضح وصريح من أن الشيطان من أي الأصناف والمخلوقات الإلهية.
قال تعالى( إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه) الكهف الاية51
نعم هو من صنف الجن ولكن اتصف بصفات الملائكة وكان يتعامل مع الحق تعالى كما كانت الملائكة تتعامل من تسبيح وتهليل وتقديس وسجود وكان يعبد الله تعالى سبعة ألاف سنة وقد قال لله تعالى (ربي أعفني عن السجود لأدم وأنا أعبدك عبادة لم يعبدكها لا نبي مرسل ولا ملك مقرب) فأجابه الله تعالى ( عبادتي من حيث ما أريد لا من حيث ما تريد أنت)).
لا شك إن كل شيطان هو من الجن وليس كل جن هو شيطان , ببيان إن الشيطان هو ضال مضل وهو الذي يوقع بالإنسان في مستنقع الرذيلة وبخلافه الجن لان بعضهم من الأتقياء والعباد والمخلصين في توحيدهم لله تعالى وهم يذكرون الله تعالى ولهم طقوس عبادية وبرامج إيمانية يتكاملون من خلالها فيصح القول كل شيطان هو من الجن وليس كل جن هو شيطان. أما إبليس فهو يختلف عن الجان إذ أن أبا الجن اسمه (جان) وإبليس فقد كان محسنا في عمله متشبها بالملائكة ثم أساء وتكبر وكفر بالله تعالى.
إن إبليس لعنه الله تعالى له مملكة ضخمة ووزراء وحكومة وادارات كبيرة وله مندوبون كبار فمنهم خمسة من أشدهم:
1-ثبرة: وهو يأتي من يقع في ورطة أو مصيبة أو يموت لها قريب أو ولد فيوسوس لها للطم خدها وإعلان الاعتراض أو الحرب على الله تعالى ويجري على السنة أصحاب المصائب كلمات الجزع والسخط على الله وقضاءه وقدره وعلاجه أن تقول أعوذ بالله من الشيطان ثبرة وجنده وأبنائه وبلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) وربما عندما ما نسمعه على السنة الناس من قول للرجل الذي يؤذي الآخرين بقوله (قد ثبرتنا ثبيرة) ربما نسبة إلى هذا الوزير الشيطاني والله العالم.
2-داسم: وهو الذي يبذل جهده لتفريق الأزواج وتكريه كل في الأخر حتى يقع الطلاق وهو أحب أبناء إبليس إلى قلبه في إدارته الكبيرة المتعددة وعلاجه أن تقول أعوذ بالله من الشيطان داسم الرجيم وجنده وأبنائه).
3-الأعور:ويختص هو وإدارته تيسير الزنا والحث عليه ويطلق أبنائه فيزينون النصف الأسفل من المرأة لعيون الناظرين إذا خرجت سافرة إلى الشارع ونساء هذه الأيام يسرن مهمتهم كثيرا وترجع فضائح الجنس ومصائب الزنا إلى أدارة الأعور الرجيم هذا.
4- مسوط:وهو مختص وإدارته بشؤون الكذب والكبيرة والصغيرة بل تبلغ الجرأة به وبأبنائه إلى التشكيل في صورة إنسان رجل حيث يجلس في مجلس ويطلق الأكاذيب والإشاعات حتى يرددها الناس دون تبصر.
5-ذلنبور: هذا الشيطان يشرف على الأسواق في كل أنحاء العالم هو وأبناؤه وهم من وراء الغش والشجار والتشاتم والسباب والتضارب والتقاتل والأيمان المغلظة الكاذبة على البضائع.
ويوجد عشرات الأف من الأسماء الشيطانية التي تفسد الإنسان في الإدارة الابليسية ولكن ليس ذلك مهما بل المهم هو دوام الاستعاذة بالله منهم ومن شرورهم ووساوسهم إن يحضروا ولا عاصم مطلقا منهم في الصغيرة والكبيرة إلا فعل الواجبات والابتعاد عن المحرمات كما نص عليه الشرع المقدس
والايات الثلاث المتقدمة الذكر بينت إن الذي يعش عن ذكر الله تعالى أي يتعامى عن الحق تعالى تكون عاقبته الرفقة من الشياطين من الإنس والجن ولهذا القرين البائس.
ثانيا: القرين الذي يكون من الجن روي عن النبي الخاتم (صلى الله عليه واله وسلم)(ما منكم من احد إلا وقد وكل به قرين من الجن قالوا : وإياك يارسول الله قال وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير)) فقرين النبي (صلى الله عليه واله وسلم) مازال في البقيع وله مجالس علم يعلم فيها الجن أحكام الله تعالى.
وقد يكون قرين المسلم كافرا ملحدا وثنيا يهوديا صبيا بمعنى انه يدين بأي دين أخر أو لا يدين بشي منها قط.
ومثل هذا القرين يكون على كتف المسلم اليسرى ويكون نذير سوء وأكبر معين على الشر ومثل هذا المسلم على خطر كبير لأنه لو كان من الأتقياء الصالحين لخضع قرينه له وتأثر به لأنه مرآة عاكسة له كما ذكرنا ذلك.
فكل ابن ادم له قرين من الجن يزين له السوء فإذا اهتدى للإسلام وحسن أسلامه فيسلم قرينه معه ويكون بسبب نجاته وأما إذا ضل أو استمر في غيه وهلك وأهلك قرينه معه.
فالقرين المسلم يحبك جدا جدا لدرجة لا تتخيلها ويحميك ويعينك من الأخطار المحدقة بك ويعينك على طاعة الله تعالى فإذا نسيت الصلاة ذكرك وإذا نمت عن صلاة أيقظك وإذا أكثرت من الطاعات منحته قوة فوق قوة فدعا لك ثم شكر لك ولا يفارقك إلا عند جماع زوجتك فيستحي منك.
أما القرين الذي يلازم يسارك فهو قرين سوء يوسوس لك بالسوء ويعوقك عن الصلاة ويعونك عن عمل الخيرات ويضيق صدرك عند قراءة القران الكريم ويحاول صدك من كل خير فأن أعنته على ذلك فأنتما في سقر إن لم تتب.
ثالثا:عمل الإنسان يكون هو القرين والمصاحب له في دنياه ومنازل أخرته.
قال النبي الخاتم (صلى الله عليه واله وسلم) لمن طلب أن يعظه( لا بد لك يا قيس من قرين يدفن معك وهو حي وتدفن معه وأنت ميت فأن كريما أكرمك وان كان لئيما أسلمك لا يحشر إلا معك ولا تحشر إلا معه ولا تسأل إلا عنه ولا تبعث إلا معه فلا تجعله إلا صالحا فأن كان صالحا لم تستأنس إلا به وان كان فاحشا لا تستوحش إلا منه وهو عملك)).
رابعا:القرين الذي يكون من الجن والإنس قال تعالى(شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول))الأنعام 112
إن قرناء السوء من اخطر عوامل الانحراف والانحطاط في المجتمع البشري وقرناء السوء يحملون في جعبتهم أخطارا اخطر من القنبلة العنقودية لان القنبلة العنقودية تقتل عدد معين ومحدود بينما قرناء السوء يقتلون مجتمعات بأكملها ويحملون أمراضا سريعا الانتقال بين أفراد المجتمع, وسوف تنتقل العدوى المرتبطة بالجانب الخلقي أسرع من انتقال الجراثيم التي تنتقل إلى الأجسام.
قال الإمام الصادق عليه السلام
(من يصحب صاحب السوء لا يسلم)).
يقول الخوارزمي:
لا تصحب الكسلان في حاجاته كم صالح بفاسد آخر يفسد
وقال الأخر:
لا تسال عن المرء وسل عن قرينه فأن القرين بالمقارن يقتدي
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
وقال غيره:
واصحب كريم الأصل ذا فضل ف من يصحب لئيم الأصل عد لئيما
إن المقارن بالمقارن يقتدي مثل جرى جري الرياح قديما
إذا أوليت أمرا فأبعد عنك الأشرار والفسقة والمجرمين فان جميع عيوبهم تنسب إليك رضيت أم سخطت.
ورد عن النبي الخاتم (صلى الله عليه واله وسلم)
(المرء على دين خليله وقرينه)).
قال الشاعر :
من جالس الجرب يوما في أماكنها لو كان ذا صحة لا يأمن الجرب
ملاحظة: على الأب أن يدقق ويبحث عن قرناء لأبنائه وكذلك الأم عليها أن تعرف عن بنتها مع من هي مقترنة من الفتيات؟ ,الأفراد الفاسدون في سلوكهم مما يعبر عنهم (قرناء السوء) حيث تلحق الأضرار من خلال مصاحبتهم لأنه يتأثر بهم وينفعل معه إن كان خير فخير وان كان شرا فشر.
ورد عن عيسى عليه السلام
(إن صاحب الشر يعدي وقرين السوء يردي فأنظر من تقارن)).
ينبغي أن يختار القرين الأنسي هو الأخ الصالح في الله حتى يتأثر بسلوكه وعقيدته وسيرته.
والحمد لله أولا وأخرا وظاهرا وباطنا