القلب الأبيض المغشوش

الملتقى العام

بعض الناس يفعلون أموراً محرمة شرعاً كالغيبة أو مشاهدة الصور

المحرمة،أو المعاكسات بين الشباب والفتيات وما يتبع ذلك من

محادثات عبر الجوال أو عبر برامج المحادثة ...

يفعلون كل هذا؛ فإذا نوصحوا وذكّروا بالله, برروا فعلتهم القبيحة بأن

قلوبهم نظيفة وبيضاء, وأنهم ما قصدوا إلا التسلية والترويح عن النفس

فقط لا غير!!

فيا عجباً من هؤلاء!!

يتجرؤون على الحرام ويقولون قلوبنا نظيفة {كبرت كلمة تخرج من

أفواههم إن يقولون إلا كذباً}.

لو كانت قلوبهم نظيفة كما زعموا لكان حالهم مع الذنوب حال الخائف

المشفق القلق، فقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن

المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه, وإن

المنافق يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا).

إن هؤلاء يُخشى أن تكون قلوبهم منكوسة لا تعرف معروفاً ولا تنكر

منكراً بسبب إصرارها وإلفها للذنوب وعدم الاكتراث بها وبعاقبتها, قال

ابن القيم رحمه الله في الجواب الكافي: (الذنوب إذا تكاثرت طبع على

قلب صاحبها فكان من الغافلين. كما قال بعض السلف في قوله

تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} قال: هو الذنب

بعد الذنب.

وقال الحسن: هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب.

وقال غيره: لما كثرت ذنوبهم ومعاصيهم أحاطت بقلوبهم.

وأصل هذا: أن القلب يصدأ من المعصية, فإذا زادت غلب الصدأ حتى

يصير راناً, ثم يغلب حتى يصير طبعاً وقفلاً وختماً, فيصير القلب في

غشاوة وغلاف, فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة انتكس فصار

أعلاه أسفله, فحينئذٍ يتولاه عدوه ويسوقه حيث أراد) أ.هـ.

وقال ابن المبارك رحمه الله:


رأيت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الذلَّ إدمانها

نسأل الله أن يلطف بنا وأن يصلح فساد قلوبنا


منقول
0
287

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️