منقول📑
حديثٌ سمعته من الشيخ حسن حبنّكه الميداني رحمه الله
يقولُ الشيخ حسن رحمه الله : كنتُ عائدا إلى بيتي قبل المغرب بساعه في يومٍ من أيّام رمضان ... فاستوقفني رجلٌ فقيرٌ من الذين يتردّدون على درسي في البيت والمسجد تردُّدَ الزائر ...... سلّم عليّ بلهفةٍ أدْمَعت عيني وقال لي : أسْتَحـلِفكَ بوجه الله أن تَفْطَرْ عندي اليوم ..... يقول الشيخ : عقدتْ لساني لهفته وطوّقت عنُقي رغبتُه وأشرق في قلبي وجهٌ استحلفني به ..... فقلتُ له : يا أخي الأهل بانتظاري وظروفي لا تسمح ... ولكنْ !!!! يقول الشيخ : وجدتُ نفسي أتبعه إلى بيته الذي لا أعرف مكانه ولا أعرف ظرْفه في هذا الوقت الحرج من موعد الإفطارْ !!!!
يقول الشيخ : وصلنا إلى بيته فإذا هو غرفةٌ ومطبخٌ وفناءٌ مكشوفٌ صغيرْ على سطحٍ اشتراه من أصحابه !! وهذا البيت له مدخلٌ ودرجٌ خاص من الخشب لا يحتمل صعود شخصين فخشباته تستغيثُ من وهَنٍ خلَّفَهُ بها الفقرُ والقِدَمْ ..
كانت السعادةُ تملؤ قلب هذا الرجل ، وعباراتُ الشكر والإمتنان تتدفّق من شفتيه وهو يقول للشيخ : شوف سيدي هذا البيت مِلكي ( الملك لله ) ماحدا إلو عندي فرَنْكْ ... شوف سيدي : الشمس بتشرق على غرفتي الصبح وبْتغرُب من الجهه التانيه .. وهَيْ المشْرَأَهْ بقرأ فيها القرآن عند الفجر وقبل المغيب ... وزوجتي الله يرضى عليها بتعُّدْ على هادا الشبّاك وبْتدْعيلي ... والله يا سيدي كأني عايش بالجنّه !!
يتابع الشيخ ويقول : كل هذا يجري على مسامعي وأنا أصعد على الدرج بحذر خِشْيَةَ السقوط !!!
لحظات والشيخ يسمع بعد أن وصل إلى الغرفه صوتاً خافتاً من صاحب الدار يقول لزوجته في المطبخ : حضّريلنا فطور .. الشيخ حسن حبنّكه حيفْطَرْ عندي !!! فقالت له زوجته : يا فضيحتي ما عندي أكل غير فول مدمّس ، وبقيان لأذان المغرب نص ساعه .. لا عنا شي نطبخو !! ولو عندنا شي ما بلحّق إطبخ !!!!
بالكاد سمع الشيخ هذا الحوار ... فنادى على صاحب الدار وقال له : يا أخي لي شرط عندك ... فقال الرجل إمرْني سيدي ... فقال الشيخ : أنا لا أفطر مع أذان المغرب إلا ماء ومعي التمر .. ولا أفطر إلاّ بعد نصف ساعه من الأذان بعد ما أهضم الماء والتمر وصلّي وأُنهي وِرْدي اليومي .. ولا آكل إلاّ فول مدمّس ومْقَلاّيهْ ببطاطا مع الكزبره والتوم وغير ذلك لا آكل شيء فأنا على حمْيَةِ البطاطا ... والآن دعني لأختلي مع ربّي ( يقول لنا الشيخ : البطاطا زادُ الفقراء وأحسبها عندهم ) .. فقال الرجل : أمرك سيدي
وتمّ ما أراده الشيخ وأفطر عنده وغادر .. يقول الشيخ خرجتُ وكلّي سعادةٌ وبهجه وأحببتُ الدنيا على لسان هذا الرجل الذي مانَزَلَتْ من فمه عباراتُ الثناء والحمد على نعم الله وعلى هذا البيت الذي ملّكَهُ الله إيّاه وعلى هذه الحياة الجميلة التي يتغنّى بها !!!!
يقول الشيخ : دُعيت بعد أيام مع مجموعةٍ من الوجهاء على الإفطار عند أحد التجّار الأثرياء وكان من الذين أنعم الله عليهم بالمال والجاه والأولاد والأسرةِ المرموقه ... كانت الدعوه في مزرعةٍ فخمه فيها مما لذّ وطاب تتوسّطها ڤيلا أقرب ما تكون للقصر منها إلى الڤيلا ... تُطلُّ على مسبحٍ ومرْبَطْ خيل فيه نوادر الخيل الأصيله !!! يقول الشيخ : أفطرنا عند الرجل ، وأثناء المغادره انفرد صاحب الدعوةِ بالشيخ حسن وشكى له من ضيق الحياة وهموم التجاره ومتاعب الأولاد وسوء طباع زوجته وطمع من حوله به ، وكَثرَةِ المصاريف وجرْيه المُتْعِبْ لإرضاء الجميع ...وسأَمِه من هذه الحياة ورغبته بالموت ليتخلّص من هذه الهموم !!!!!!!
يقول الشيخ : من باب ڤيلَةِ صاحب الدعوه إلى باب سيارتي سَوَّدَ هذا الرجل الدنيا في عيوني ... وأطبق عليَّ صدري وأنفاسي ، فنظرتُ إلى السماء بعد أن ركبتُ بسيّارتي وأنا أقول في قلبي : الحمد لله على نعمةِ الرضا ...
ليست السعادةُ بكثيرٍ ندفع ثمنه !!! السعادةُ حُسنُ صِلَةٍ بالله ورضاً بما قَسَمَ الله
الدكتور وائل عبد الرحمن حبنّكه الميدان
شفقه @shfkh
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
موضوعك قمة في الحكمة
جوزيت خيرا على هذا النقل
فعلا لو يعلم الملوك الغنى والسعادة التي يعيشها
المتعففين من الفقراء لجالدوهم عليها بالسيوف
اللهم قنعنا بم رزقتنا واجعل رزقنا كفافا
جوزيت خيرا على هذا النقل
فعلا لو يعلم الملوك الغنى والسعادة التي يعيشها
المتعففين من الفقراء لجالدوهم عليها بالسيوف
اللهم قنعنا بم رزقتنا واجعل رزقنا كفافا
صح والله الراحه النفسيه مالها علاقه بكثرة المال
قصه راااائعه الله يجزيك خير
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك
قصه راااائعه الله يجزيك خير
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك
الصفحة الأخيرة
الله يرزقنا القناعه،،
قليل يغنيك،، ولا كثير يشقيك،،