بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القلب المفتون والقلب الناجي
قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي
الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ،، لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ
قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ،، وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ
اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} .
فجعل الله -سبحانه وتعالى القلوب- في هذه الآيات ثلاثة: قلبين مفتونين، وقلبا ناجيًا، فالمفتونان:القلب الذي فيه
مرض، القلب القاسي. والناجي: القلب المؤمن المُخْبِت إلى ربه، وهو المطمئن إليه الخاضع له، المستسلم المنقاد.
وذلك: أن القلب وغيره من الأعضاء يُراد منه أن يكون صحيحًا سليمًا لا آفة به، يتأتى منه ما هُيَّئ له وخُلِق لأجله،
وخروجه عن الاستقامة إما ليبسه وقساوته، وعدم التأتي لما يُراد منه، كاليد الشلاء، واللسان الأخرس، والأنف
الأخشم، وذكر العِنِّين، والعين التي لا تبصر شيئًا. وإما بمرضٍ وآفة فيه تمنعه من كمال هذه الأفعال ووقوعها على
السداد. فلذلك انقسمت القلوب إلى هذه الأقسام الثلاثة.
فالقلب الصحيح السليم: ليس بينه وبين قبول الحق ومحبته وإيثاره
سوى إدراكه، فهو صحيح الإدراك للحق، تام الانقيادوالقبول له.
والقلب الميت القاسي: لا يقبله ولا ينقاد له.
والقلب المريض: إن غلب عليه مرضه التحق بالميت القاسي، وإن
غلبت عليه صحته التحق بالسليم.
فما يلقيه الشيطان في الأسماع من الألفاظ، وفى القلوب من الشُّبه والشكوك: فيه فتنة لهذين القلبين، وقوة للقلب
الحي السليم؛ لأنه يردُّ ذلك ويكرهه ويبغضه، ويعلم أن الحق في خلافه، فَيُخْبِت للحق قلبه ويطمئن وينقاد، ويعلم
بطلان ما ألقاه الشيطان، فيزداد إيمانًا بالحق ومحبة له، وكفرًا بالباطل وكراهة له، فلا يزال القلب المفتون في مرية من
إلقاء الشيطان، وأما القلب الصحيح السليم فلا يضره ما يلقيه الشيطان أبدًا.
المصدر كتاب / اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان .
المؤلف / ابن القيم-رحمه الله- .

ضاااع الامل @daaaaa_alaml_2
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الامــيــرة01
•


جزااك الله خير الجزاء وأفاض عليك من نعمه ظاهرة وباطنة
وأسأل الله باسمه العظيم الأعظم أن ينير بصرك وبصيرتك
بنور اليقين
وأن يجعله فى ميزان حسناتك
وأسأل الله باسمه العظيم الأعظم أن ينير بصرك وبصيرتك
بنور اليقين
وأن يجعله فى ميزان حسناتك


جــــــــــــــــــــــزاك الله خـــــــــــــــــــيرا .. وبــــــارك فيــــــك
وجعلك من عباده الصالحين
ودمتي بحفظ الرحمن
وجعلك من عباده الصالحين
ودمتي بحفظ الرحمن

حكايه صبر :
جــــــــــــــــــــــزاك الله خـــــــــــــــــــيرا .. وبــــــارك فيــــــك وجعلك من عباده الصالحين ودمتي بحفظ الرحمنجــــــــــــــــــــــزاك الله خـــــــــــــــــــيرا .. وبــــــارك فيــــــك وجعلك من...
جزاكم الله خيرا على المرور
الصفحة الأخيرة