نصر

نصر @nsr_1

محرر في عالم حواء

القلوب المتجردة.........

ملتقى الإيمان

إن من أهم عوامل النصر و أسباب قبول الأعمال هو بروز القلوب المتجردة ، التي ما زالت الصحوة
الإسلامية تعاني من نقص كبير في وجودها و التي كثرت أيام الرعيل الأول ، و التي لم يكن يهمها على
لسانِ من تكون كلمة الحق ما دامت تُقال .
تلك القلوب المتجردة ... التي لا تنظر إلى المنصب و لا تتمناه .
تلك القلوب المتجردة ... التي لا يهمها أين تقف في طريق الدعوة ، في المؤخرة أم المقدمة ،
ما دامت ثابتة في الطريق تدعو إلى الله تعالى .
تلك القلوب المتجردة ... التي لا تعرف الراحة أو الملل أو الضجر ، و تدعو كلما انغمست في أعمال
الدعوة { اللهم اشغلنا بالحق و لا تشغلنا بالباطل } .
تلك القلوب المتجردة ...التي لا تعرف وقتاً محدداً تعمل فيه للدعوة و آخر لا تعمل فيه ، بل جعلت كل
لحظة في حياتها للدعوة ، و كانت وقفاً على الدعوة .
تلك القلوب المتجردة ... التي لا تعمل من أجل فلان و علاّن ، و لا من أجل جماعة ، و لا من أجل عرض
من أعراض الدنيا ، إنما تعمل لإرضاء الله فحسب .
تلك القلوب المتجردة ... التي تُقدم عندما يُحجم الآخرون ، و تثبت عندما يزلّ الآخرون ، و تصبر عندما
يجزع الآخرون ، و تحلم عندما يحمق الآخرون ، و تغفر عندما يخطئ بحقها الآخرون .
تلك القلوب المتجردة ... التي لا توجد فيها مساحة أو موضع إبرة من حقدٍ على مسلم .
تلك القلوب المتجردة ... التي لا تعرف الثأر لنفسها .
تلك القلوب المتجردة ... التي لا تجد للنوم طعماً ألماً على ما يصيب الإسلام .
يقول سيد قطب رحمه الله ::
( لقد كان القرآن ينشئ قلوباً يعدّها لحما الأمانة ، و هذه القلوب كان يجب أن تكون من الصلابة و القوة
بحيث لا تتطلع – و هي تبذل كل شيئ و تحتمل كل شيئ - إلى شيئٍ في هذه الأرض ، و لا تنظر إلاّ إلى
الآخرة ، و لا ترجو إلاّ رضوان الله ، قلوباً مستعدة لقطع رحلة الأرض كلها في نصبٍ و شقاء و حرمان و عذاب و تضحية حتى الموت بلا جزاء في هذه الأرض قريب ، و لو كان هذا الجزاء هو انتصار
الدعوة و غلبة الإسلام و ظهور المسلمين ، بل لو كان هذا الجزاء هو هلاك الظالمين بأخذهم أخذ
عزيز مقتدر كما فعل بالمكذبين الأولين ) أ . هـ .
حتى إذا وُجدت هذه القلوب التي تعلم أن ليس أمامها في رحلة الأرض إلاّ أن تعطي بلا مقابل
– أي مقابل - و أن تنتظر الآخرة وحدها موعداً للفصل بين الحق و الباطل ......
حتى إذا وُجدت هذه القلوب ، و علم الله منها صدق نيتها على ما بايعت و عاهدت أتاها النصر في
الأرض ، و ائتمنها عليه ، لا لنفسها و لكن لتقوم بأمانة المنهج الإلهي ، و هي أهلٌ لأداء الأمانة منذ
كانت ، لم توعد بشيئٍ من المغنم في الأرض تُعطاه ، و قد تجردت لله حقاً يوم كانت لا تعلم لها جزاءً إلاّ رضاه .


>> منقول للفائدة <<
0
268

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️