🌾قال الإمام شمس الدين بن مفلح رحمه الله :
الْقُلُوبُ تَمْرَضُ
كَغَيْرِهَا مِنْ الْأَعْضَاءِ وَعِلَاجُهَا فِي كُتُبِ الْأَطِبَّاءِ
تَمْرَضُ بِالشُّبُهَاتِ ، وَالشُّكُوكِ ،
لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ :
{ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } ،
وَقَالَ تَعَالَىٰ : { وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ }
،
تَمْرَضُ الْقُلُوبُ بِالشَّهَوَاتِ
لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ : { فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ }
؛
أَيْ فُجُورٌ وَهُوَ شَهْوَةُ الزِّنَا ،
وَعِلَاجُ ذَلِكَ اتِّبَاعُ كِتَابِ اللَّهِ وَسَنَةِ رَسُولِهِ
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وَالِاجْتِهَادُ فِي الطَّاعَاتِ الظَّاهِرَةِ ،
وَالْبَاطِنَةِ وَتَرْكِ الْمُحَرَّمَاتِ الظَّاهِرَةِ ، وَالْبَاطِنَةِ
فَالْقُلُوبُ كَثِيرَةُ التَّقَلُّبِ
« وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يَحْلِفُ لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ » ،
وَقَالَ « مَا مِنْ قَلْبٍ إلَّا وَهُوَ بَيْنَ إصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ يُقَلِّبُهُ كَيْفَ يَشَاءُ
إنْ شَاءَ أَنْ يُقِيمَهُ أَقَامَهُ وَإِنْ شَاءَ أَنْ يُزِيغَهُ أَزَاغَهُ ،
وَصَلَاحُ الْقُلُوبِ رَأْسُ كُلِّ خَيْرٍ ،
وَفَسَادُهَا رَأْسُ كُلِّ شَرٍّ » ،
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -
« أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلُحَتْ
صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ
أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ »
فَنَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ فَسَادَ قُلُوبِنَا وَقُلُوبِ إخْوَانِنَا الْمُسْلِمِينَ .
وَاعْلَمْ أَنَّهُ يَحْصُلُ بِأَعْمَالِ الْقُلُوبِ مِنْ التَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ ، وَالِاعْتِمَادِ عَلَيْهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ
مِنْ الشِّفَاءِ مَا لَا يَحْصُلُ بِغَيْرِهِ ؛
لِأَنَّ النَّفْسَ تَقْوَىٰ بِذَلِكَ ،
وَمَعْلُومٌ أَنَّ النَّفْسَ مَتَىٰ قَوِيَتْ وَقَوِيَتْ الطَّبِيعَةُ
تَعَاوَنَا عَلَى فِعْلِ الدَّاءِ وَأَوْجَبَ ذَلِكَ زَوَالَهُ
بِالْكُلِّيَّةِ وَمِثْلُ هَذَا مَعْلُومٌ مُجَرَّبٌ مَشْهُورٌ ،
وَلَا يُنْكِرهُ إلَّا جَاهِلٌ أَوْ بَعِيدٌ عَنْ اللَّهِ .
📗【 الآداب الشرعية (١٢٤/٣) 】
~ كـنــوووزة ~ @knoooz_2
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أماني فيصل
•
بارك الله فيك ..🌹
الصفحة الأخيرة