فنجان على طاولة الكرم والتكريم .. ولكن أي فنجان هذا ..!!؟
انه الفنجان الذي طالما توارثته العوائل الحضرمية واحتضنته خزانة الأواني الثمينة ، انه عنوان الجودة والناموس والشرف عندنا
عنوان الكرم وحفاوة الضيافة
أحاول في هذا الموضوع أن انتقل بكم لمطبخ العائلة الحضرمية وبالتحديد إلى القهوة الحضرمية كأحد معالم الجود في البيت الحضرمي .. حيث تتميز هذه القهوة بمميزات عديدة لها دلالات مهمة توحي بالتحضر والذوق الكبير لقومي ناهيك عن المدلول المهم الذي ستكتشفه عزيزي القارئ من فنجان القهوة الحضرمية ، فمن أول رشفه ستلاحظ معي خمس ملاحظات مهمة هي :-
1) تأمل أولا في حجم هذا الفنجان الحضرمي وقدرته الاستيعابي ة لوجدت انه اكبر فنجان للقهوة عربيا ، وهذا يدل على الكرم وحب إكرام الضيف وزيادة العطاء في وقت كان الناس يعيشون في فقر ومجاعات وضيق حال فلا يتنازل الحضرمي عن تقديم الفنجان الكبير لضيفه في حين ترى الكثير تصغر فناجيلهم وتضيق سعتها وتتقازم أمام فنجاننا العملاق
2) المقدار الكبير من القهوة والزنجبيل ( الحقب ) وأحيانا يضاف شيء من الهيل الخفيف لتطيب النكهة ، ولك أن ترى ذلك واضحا في ما يبقى في الفنجان من حقب ممكن تسوي به قهوة أخرى ..، وهذا أيضا يدل على الكرم والخير الوفير في نفوسهم ..،
3) صب القهوة الحضرمية في الفنجان بعد " الزوع " أي لابد أن تحرك الدلة وتصب في الفنجان حتى يكاد يفيض ويمتلئ ..!!! كرما وإشباعا للضيف ..،
4) تعود الحضارمة تقديم قهوتهم ساخنة مع التمر والحلو والخمير وأحيانا مع الطحينية او المشبك اوبعض المأكولات الشعبية كالباخمري وغيره ..،
5) وأخيراً دلة القهوة الحضرمية هي أيضا كبيرة ومقعرة ولها عنق فارعه جميلة ذات مجرى قصير ووسيع ليسهل السكب بكميات وفيرة والزايد يزيد على قولهم ، والدلة الحضرمية تتسع في العادة للتر او لتر ونصف ولترين
إذن القهوة الحضرمية تعبر عن واقع الكرم والجود في نفس الحضرمي وإكرامه لضيوفه
ولا يزايد علينا احد بالكرم او ينعتنا بالبخل ويكفي دليلا فنجان القهوة الحضرمية العملاق
على الناموس وكرم الوفادة ..