القهــــوه العربيـــه !! أدواتها , أوقاتها , ماقيـل عنهــا
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه
العلوم الطيبة فالكم
حديثنا اليوم عن القهوة العربية
ومجالسها التي خرجت لنا رجال سطر التاريخ عظيم صنيعهم
كانت العرب تزجي فتيانها وصبيتها في مجالس القهوة العربية
ليتعلموا الفصاحة والخطابة والشجاعة والكرم وما كان يجب عليهم تعلمه
وما أن تشب ناراً للقهوة في مجلس حتى يتوافد رجال الحي وبرفقتهم أبناءهم
وتجد كل رجال ذلك المجلس حريص على أن يكتسب الصغار مكارم الأخلاق وعلوم الرجال
أصبحت القهوة اليوم تؤخذ في ستار بوكس وكافيه ويتجمع المتجمعون فيها على غير ما كانت العرب
فغابت كثير من القيم وضاع الصبية إذ يستقون مراجلهم من القنوات وصحبة السوء
سنتحدث عن سلفنا ومجالسهم ولكم الحكم
مسميات القهوة
للقهوة أسماء تشتهر بها بعضها نسبه إلى نوع البن وببعضها نسبه إلى طعمها ومن اشهر أسمائها ما يلي:-
1- الكيف :
وهو من أشهر أسماء القهوة على الإطلاق ومعنى الكيف ارتياح البال وانشراح الصدر والتلذذ بشرب القهوة، ويقول الشاعر فيصل الشمري:
زيّن لنا كيفٍ يونس هل الكار ،، كيفٍ ينومس للسهر والتعاليل
2- البـن :
نسبه إلى المادة الرئيسية لصنع القهوة، يقول الشاعر فهد بن خربوش الشمري:
بدوٍ تنفّد غالي البن تنفيد ،، بدلال وارفافٍ طويل ظلاله
3- المـر :
نسبة إلى طعم القهوة المائل إلى المرارة، يقول الشيخ تركي بن حميد:
قم يا محمد سـو حلـوٍ ومـرا ،، رسمٍ ليا جوك النشامى هل الكيف
4- البرية:
نسبه إلى نوع من أنواع البن اليمني الجيد، يقول الشاعر إبراهيم بن جعيثن:
أدني على بالي دلالٍ نظايف ،، وبريةٍ يطرب لها كل حمّاس
5- الشاذلية :
اختلفوا في سبب التسمية فمنهم من يقول إنها نسبه إلى توع من أنواع البن اليمني الجيد ومنهم من يقول إنها نسبه إلى عمر الشاذلي وهو أول من شرب القهوة، يقول الشاعر شاهر الأصقة:
شبيّت نارٍ ما هبوبه بالأكواس ،، وقرّبت محماسٍ به الشاذليـة
6- الطبخة :
نسبه إلى طبخ القهوة على النار، تقول الشاعرة هيا بنت عيادة الحربي:
عليك ياللي طبخته نصفها هيل ،، اللي سعى بالطيب من غير قوه
أدوات صنع القهوة :
تتكون أدوات صنع القهوة لدي أبناء البادية من عدة أشياء يطلق عليها أسم المعاميل وهي مهمة لصنع القهوة، ولقد أنفردت الدلال دون غيرها من الأدوات بلقب المعاميل، يقول الشاعر عبد الله بن برعاش:
القلب مع زين المعاميل مشقور،،ولو تصبر ساعةٍ ما صبرهـا
ومن أدوات الأخرى لصنع القهوة ما يلي :
1- المحماس :
وهو قرص اسطواني مجوف من الداخل لها يد طويلة لمسكها بها ومعها قضيب طويل نسبياً يسمى يد المحماس في رأسه نصف دائرة، ويستخدم المحماس لحمس وتحميص البن، ويصنع المحماس من الحديد السميك حتى لا يحترق البن أثناء الحمس، ويعتبر المحماس المصنوع من الحديد الرهيف عيباً من عيوب المحاميس، يقول الشاعر عبدالرحمن الرديعان:
شفي ثلاث دلال هن والأواني ،، ومحماسةٍ للبن ما هي رهيفه
ويفتخر أبناء البادية بأن يكون المحماس أسود اللون من النار ويعتبرونه من الكرم لأنه يدل على كثرة حمس البن فوق النار، يقول الشاعر شامان بن عمر الرشيدي:
هذي فعول محرقين المحاميس،،كرام السبال محرقة كل محماس
وقد أثر المحماس كثيراً في حياة أبناء البادية حتى أطلقوا على أبنائهم اسم ( محماس ) وذلك لفخرهم به ولم يكن الشعراء أقل حظاً منهم فقد أثر المحماس في أشعارهم حيث نجدهم يصفون همومهم وضيقة خاطرهم وانشغال بالهم بالبن الذي يقلب على المحماس، يقول الشاعر محمد أبو دباس:
يا حمس قلبي حمس بنٍ بمحماس،،ويا هشم حالي هشمها بالنقيـره
ويعتبر حمس البن تفريجا للهموم وضيقة الصدر لدى أبناء البادية، يقول الشاعر سليمان بن شريم:
لا دك في قلبي من الهم هوجاس،،حطيت فوق النار زين المحاميس
يقول الشاعر إبراهيم بن جعيثن ..
أدني على بالي دلالٍ نظايف ...... وبريةٍ يطرب لها كل حمّاس
2- النجر ( الهاون ) :
وهو على شكل اسطواني مجوف من الداخل له يد عبارة عن قضيب في رآسة الأسفل كالكورة المدببة، ويستخدم النجر ( الهاون ) لدق البن والبهارات، ويصنع النجر ( الهاون ) من النحاس، ويعتبر دق النجر فناً قائم بحد ذاته وله صوت رنان بإيقاعات مختلفة يجذب السامعين ويدعوهم لشرب القهوة وتختلف دقات النجر من شخص إلى آخر لانه فن قليلاٍ من يتقنه، يقول الشاعر سعد بن قطنان السبيعي:
نجرٍ ليا حـرّك تزايـد عبـاره،،يا زين حسّه بين عوج الدواوير
وهناك أنواع من النجر ( الهاون ) مصنوعة من الحجر أو الخشب يسمي ( النقيرة ) ليس له صوت، يقول الشاعر سعد بن مناور الدهمشي :
هذي يلقّمها والأخرى على النار،،والثالثة كبّـه بعيـن النقيـرة
ويقسم أبناء البادية دق النجر إلى :
أ-التثليثة : وهو ثلاث دقات في كل مرة مرتين ثقيلة في وسط النجر ومرة خفيفة في طرف النجر
ب- التربيعة : وهو أربع دقات في كل مرة ثلاث ثقيلة وسط النجر ومرة خفيفة في طرف النجر
ج- التخميسة : وهو خمس دقات في كل مرة أربع ثقيلة وسط النجر ومرة خفيفة في طرف النجر
يقول الشاعر أحمد الحماد:
أثر دق النجر الأول للبعيد،،دقتيـن دقتيـن بالعـدال
وقد أثر النجر ( الهاون ) كثيراً في حياة أبناء البادية حتى أطلقوا على أبنائهم أسم ( نجر ) وذلك لفخرهم به ولم يكن الشعراء أقل حظاً منهم فقد أثر النجر ( الهاون ) في أشعارهم حيث نجدهم يصفون همومهم وضيقة خاطرهم وانشغال بالهم بالبن الذي يقلب على المحماس.
3- المبرد :
وهو أداه محفور من الداخل بشكل انسيابي واسع، مكشوف ومفتوح من الخلف ومغلق من أعلاه من الأمام وضيق، ويستخدم لتبريد البن بعد حمسه وقبل دقه في النجر ( الهاون ) ويصنع المبرد من الخشب، يقول الشاعر حويدي العاصمي القحطاني:
ليا قلّط المبراد يأتيك بمـلاه،،ما قال ريّض يلحقه كل تالي
4- الدلال :
تصنع من النحاس الأحمر والأصفر وتوضع أمام الضيوف بالقرب من الوجار وهي رمز للكرم والجود لدى أبناء البادية، وهي عدة أنواع حسب مكان صنعها ومنها:
أ- الرسلان : تعتبر من أجود الدلال وهي صناعة سورية، يقول الشاعر محمد البازعي:
يا فهيد قرّب معاميل رسلان للنار،،إحمـس بهـن وكثّـر بـهـاره
ب- البغدادية : جيدة الصنع وهي صناعة بغدادية لونها فضي ولها أربعة أحجام وشكل يختلف عن الرسلان، يقول الشاعر سالم بن عيد:
يا مقلّـط الـدلال البغاديـد،،وبهارهن هنديٍ خالطٍ له زباد
ج- القرشية : وهي تصنع بمكة المكرمة نسبة إلى قبيلة قريش، يقول الشاعر سليم عبد الحي:
في دلةٍ مثعوبها كنه الفاسق،،رشيةٍ ما قابلوها الدلاليس
د- الحساوية : وهي مصنوعة بمنطقة الاحساء.
كانوا يشعلون النار لعمل القهوة بحسب أحوالهم ومشاغلهم
فمنهم من يشعلها في الصباح الباكر حيث يقول أحدهم في ذلك :
يا زين شبتها على شقة النور .... يوضي على وجيه النشامى سفرها
ومنهم من يحب شبة النار بالليل : كما قال شاعرهم :
الله على الفنجال مع هجعة الناس ..... بدلال نار ما يبطل سناها
وقال آخر :
لا جا العشا شبيت نار المناره .... وادنيت ما حسه يجذب المسايير
ومنهم من يحب شبة النار للقهوة وقت الضحى حيث قال أحدهم :
فنجال خطو الغشمري يشرح البال ...... وقت الضحى لا قربت حومة الطير
ومنهم من يحبها قبل الفجر تالي الليل كما قال أحدهم :
يا ما حلا فنجال بيض بغاديد ..... قبل صلاة الصبح والوقت ما فات
ومنهم من يحبها مع طلعة الشمس كما قال شاعرهم :
نار لها مع طلعة الشمس نيره .... ليا شافها العمسان عقب العمى فز
ومنهم من يحبها بعد الظهر كما قال أحدهم :
فنجال عقب الظهر ما له مثيلي .... يغدي عن المهموم كثر النوابير
والعرب يشبون النار لعمل القهوة من أجل السوالف والأشعار
وتناقل الأخبار كما قال أحدهم :
عندي لكم فنجال وقناده الهيل .... وسوالف تطرب فؤاد الحزينِ
يا زين هرجتهم ليا خوَّع الليل ..... شيطانهم غايب وهم حاضرينِ
وطبعاً ماأنســـى هـــذه الاضـــافه:
وهــي لتــركــي بن حميد.
ياما حلا يا عيد في وقت الأسحار ،، جر الفراش وشب ضو المنـاره
مع دلة تجذا على صالـي النـار ،، ونجر ليا حـرك تزايـد عبـاره
النجر دق وجـاذب كـل مـرار ،، ما لفه الملفوف من دون جـاره
في ربعة ما هي تحجب عن الجار ،، لامن ولد اللاش ما شـب نـاره
وأخير منها ركعتيـن بالأسحـار ،، لا طاب نوم اللي حياته خسـاره
أسماء فناجيل القهوة
الفنجـال الأول يسمى .... الهـيف ....
وهو الفنجال الذي يحتسيه المعزب أو المضيف قبل مايمد القهـوة
لضيوفه وقديما كانت تسري هذه العادة عند العرب ليأمن ضيفهم
من أن تكون القهوة مسمومة اما حديثا فجرت هذه العادة ليختبر
المعزب جودة وصلاحية القهوة قبل تقديمها إلى الضيوف خوفا
الفنجـال الثاني يسمى .... الضـيف ....
وهو الفنجـال الأول الذي يقدم للضيف وهو واجب الضيافـة
وقد كان الضيف قديما في البادية مجـبرا على شربه إلا في
حالـة العداوة أوأن يكون للضيف طلب صعب وقوي عند
المضيف فكان لايشربه إلا بعد وعـد من المضيف أو المعزب بالتلبية
الفنجـال الثالث يسمى .... الكـيف ....
وهو الفنجـال الذي يقدم للضيف وهو ليس مجـبر
على شربه ولايضير المضيف إن لم يشربه الضيف إنما
هو مجـرد تعديل كيف ومزاج الضيف وهو أقل فناجيل
القهـوة قـوة في سلوم (عادات) العرب.
الفنجـال الرابـع يسمى .... السـيف ....
وهو الفنجـال الثالث الذي يقدم للضيف وهذا الفنجـال
غالبـا ما يتركـه الضيف ولايحتسـيه لأنه أقـوى فنجـال
قهـوة لدى عرب الباديـة إذا أنه يعـني أن من يحتسـيه
فهـو مع المضيف في السـراء والضـراء ومجـبر على
الدفـاع عنه بحـد السـيف وشريكه في الحـرب والسلم
يعادي من يعاديه ويتحالف مع حلفـاؤه حتى وإن كان
من بين حلفائه من هم أعداء له في الأصل أعداء للضيف .
فقد كان هذا الفنجـال عبارة عن عقد تحـالف عسكري
ومدني وميثاق أمني مابين الضيف والمضيف وقد كان
هذا الوضـع يحمل النـاس أمورا شداد ويواجهون الموت
والدمـار بسببه فلذلك كانوا يتحاشـونه ويحترصون منه
أشـد الحـرص أما شرب أكثر من 3 فناجـيل فعادة يعملها
أهل وذوي صاحب القهوة وأفراد قبيلته وأنسبائه وذوو الدم
وهناك فنجـال اسمه : .... الفارس ....
لكن من يطلب شخص ما بدم أو ثأر أو ماشابه إن كان شيخ القبيلة أو
كبير في السن أو إمرأة يجمع شباب القبيلة وفريسها.
..ويصب القهوة في الفنجال ويرفعه عاليا على رؤوس الأشهاد
وأمام الجميع ويقـول : هــذا فنجـال فـلان بن فـلان.....من يشربـه؟؟؟
أي من يأخذ حقنا أو ثأرنا أو دمنا منه؟....فيقوم أحد فرسان القبيلة
ويقـول : أن له ويأخذ الفنجـال ويشربـه....ويذهب في طلب هذا
الشخص ولايعـود إلى قبيلته إلا بعد إحضـار البينة على أنه انتقم
لصاحب الفنجـال من الشخص المطلوب
وإلا فله أحد خيارين :
إما أن يجلي من قبيلته ولايعـود لها أبد لما لحقه من ذل وعار
وصم بها جبينه.
وإما أن يعود محملا بالخزي والعار ويصبح مدعاة لسخرية أفراد
القبيلة ...صغيرها وكبيرها رجالا ونساءا ولايتزوج منها ولا يخرج
للحرب مع فرسانها .
يا عَاملِينْ البنّ وَسْطَ التَرَامِيسْ
لا تَقْطَعُونِهْ من حَشَا مِرْضعَاتِهْ
رُدُّوه لأمَّات الخْشُوم المِقَابِيسْ
صُفْر الدلال اللي عَلِيهَا حَلاتِهْ
مَا عَاد شِفْنَا البن وَسْط المَحَامِيسْ
يَحْمِسْ وصَوْت النِّجْر طَوَّلْ سكَاتِهْ
هذي اسماء الفناجيــــل عند العرب البادية
واخيرا نقول كما قال الشــــاعر :
يامحلا الفنجال مع سيحة البال
......... في مجلس مافيه نفس ثقيله
هذا ولد عم وهذا ولد خال
.........وهذا رفيق ما ندور بديله
القهوه العربيه وما قيل عنها من اشعار
راكان بن فلاح ال حثلين
يامحلا الفنجال مع سيحة البال
في مجلساً مافيه نفساً ثقيلـه
هذا ولدعمً وهذا ولـد خـال
وهذا رفيقـاً مالقينـا مثيلـه
ويقول الشاعر محمد بن عبدالعزيز القحطاني وهو يوصي ابنه
يابو محمد شب واقضب مكاني
في غيبتي قهو الرجال المشاكيل
وفل الحجاج لكل من جاك عاني
وابدا التحيه قبل سوق الفناجيل
ويقول شاعر من قبيلة مطير واسمه شليويح وهو يوصي ابنه نمر
امل الوجار وخلو الباب مفتوح
خوف المسير يستحي ماينادي
يانمر مافي صكة الباب مصلوح
ولاهي لهلكم يامظنـة فـؤادي
ويقول خلف بن هذال شاعر عتيبه
سوولي الكيف وارهو لي من الدله
البن الأشقر يداوي الراس فنجالـه
كيف لنا نحرقـه بالنـار وانزلـه
واليا انقطع لو ورى صنعاء عنيناله
ويقول الشاعر ابن خشم الذيب العجمي
اشرب الفنجال واكب البيالـه
طيباً واحـب سلـم الطيبينـي
الولد ان طاب طيبه من خواله
وان تردا فاعرف انهم خايبيني
ويقول الشاعر دغيم الظلماوي من قبيلة شمر
ياكليب شب النار ياكليب شبه
عليك شبه والحطب لك ايجابي
وعلي انا ياكليب هيله وحبـه
وعليك تقليط الدلال النجابـي
ويقول الامير راكان بن فلاح ال حثلين اثناء اسره
في تركيا (يصف حالته)
يابوهلا صرنا سوات الدراويش
والكل منا خبزته فـي يمينـه
لا عاد به دله ولا عاد به عيش
ولا عاد به فطحة خروفاً سمينه
ويقول الشاعر الامير محمد بن احمد السديري
يابجاد شب النار وادن الدلالـي
واحمس لنا يابجاد ما يقعد الراس
ويقول احد الشعراء
الدله اللي ماتبهر من الهيـل
مثل العجوز اللي خبيثاً نسمها
ويقول الشاعر ناصر بن عبدالكريم من اهل سدير
خمسة عشر فنجال لحنيف صبيت
لو ان بطنـه قربـةً قـد ملاهـا
فرد عليه الشاعر حنيف بن سعيدان المطيري وقال
لا تحسبني من دلالـك تقهويـت
قللت في طبخهـا وكثـرت ماهـا
ياموصي الحرمه على صكت البيت
تقول منتـه فيـه وانتـه وراهـا
من أفضل القصائد التي قيلت في القهوة..
قصيده للشاعر / عضيب بن شلاح الحربي ... يذكر فيها مجالس القهوة ويصنف الرجال حسب رؤيته ...يقول
ياما حلا عقب العشا شبة النــــــار
عقب الهجوع لا رقد كل كوبـــــــه
بقفرية ياعبيد يودع له اشعــــــــار
وسواة فنجال يشوق بصبوبـــــــه
حبه على المطلوب من بن وبهــار
يعجبك بالفنجال صبغه وروبـــــــه
كيف يجوز لشارب الكيف والكــــار
لو دوروا به غمزة مــــا لقوبـــــه
في مجلس فيه المشاكيل حضــــار
بغيبة ردي الحظ عنهم بنوبــــــــه
اللي يخزوون المسير بالانظـــــــار
تكاظموا واللي جليس شوشوبــــه
تلافتوا على بعضهم بالانظـــــــــار
وتغامزوا مابينهم وضحكوبــــــــه
الناس فيهم يافتى الجود هــــــــذار
مسترحل لبليس زين ركوبـــــــــــه
عراض غرة مسلم غافل غـــــــــار
يعرضه للناس لو ما حكوبـــــــــــه
دايم لغرات الاجاويد عقـــــــــــــــار
يظهرعيوب ولا درى عن عيوبــــه
وفيهم تبيني لايسرك ولاضـــــــــار
ماغير يحسب للربايع ضروبــــــــه
وفيهم حصيني قبوع قمــــــــــــار
يوصف على ماقيل به طير ذوبــــه
وفيهم بليهي على الكود صبـــــــار
يصبر ولو زادت عليه الصعوبـــــه
لا جا زمان فيه غلين الاسعـــــــــار
غدى لربعه بالمكاييل جلوبــــــــــه
وانا جا نهار الضيق بالموسم الحار
يرخص بعمره مايعد محسوبـــــــه
القاضي عن القهوهـ)
جرت أحداث هذة القصة المختارة قديما قبل لا يقل عن المائتي عام في منطقة عنيزة قلب القصيم .. وقلت منطقة عنيزة ولم أقل مدينة عنيزة لصغر حجمها آنذاك مقارنة بحجمها الحالي .. إلا أنها منطقة زراعية أشتهرت بزراعة النخيل ( السكري وهو أحد أجود أنواع الرطب والتمور ، وكذلك بعض الخضروات البسيطة والقمح)، سميت قديما بلقب " باريس نجد " يسكنها مجموعة من الأسر العريقة الكريمة أمثال أسرة القاضي وغيرهم من الكرام أهل عنيزة والقصيم وشبة الجزيرة العربية والعرب جميعا ..
كان بطل هذة القصة .. الشاعر محمد بن عبدالله القاضي وهو شاعر ويمتهن مهنة القضاة رجل خلوق أديب .. يتسم بالوقار ..إذا حضر في محلٍ ما كان قطب ذلك المجلس لما تحمل طيات أحاديثه المشوقة من أدب وشعر وطرافة وعفة غزل .. كان شاعرا فحلا لا يشق له غبار سليل أسرة أشتهرت بشيئين : مهنة القضاء والشعر..
حدث أن شاعرنا والذي إعتاد إرتياد أحد المجالس ( الديوانيات ) أن قال له صاحب مجلسه : إنك يا القاضي لا تستطيع الإتيان بقصيدة دون أن تعرج على ذكر الغزل فيها .. وتحدى صاحب المجلس القاضي بأن يأتي على قصيدة لا تقل عن عشرين بيتاً دون أن يأتي فيها على بيت واحد من الغزل .. لمعرفته بطبع القاضي الرقيق وحبه لذكر الغزل العفيف ووصف المحبوب بما يليق من الأوصاف الراقية لفظا ومعنى .. وكان الرهان بينهما أن يولم الخاسر في الرهان لرواد المجلس وإتفقا على يوم معين يأتي فيه القاضي ليلقي قصيدته .. فكان ذلك اليوم
أتى الشاعر محمد بن عبدالله القاضي وقد أعد واحدة من أجمل القصائد التي وصفت القهوة وظلت إلى يومنا الحاضر مرجعا في الشعر النبطي لوصف القهوة وطريقة صنعها وما يضاف إليها من بهار للعناية بها قبل تقديمها للضيوف وقد إهتم العرب في الجزيرة العربية على وجه الخصوص بالقهوة حيث كانت مشروب الضيف وعنوان الكرم وإكرام الضيوف وتغنوا بها كثيرا وحددوا معاني للثلاثة الفناجين الأول كما سمعت فقالوا قديما:
الفنجان الأول .. للضيف
والثاني....... للسيف
والثالث ........للكيف
فالأول حق إكرام الضيف يبادر فيه المضيف .. والثاني يأمن به الضيف ويلقى بشربه الحماية من مضيفه والثالث .. يكيف به مزاجه !!!
عودة إلى حديثنا ..
قال القاضي في وصفه للقهوة وقد بدأ قصيدته بوصف حال نفسه وما توطنها من هموم:
يا مل قلب كلما إلتـم بالأشـواق
من عام الأول به دواكيك وخفوق
كنه مع الدلال يجلب بالأسـواق
وعايم عند إمعزل الوسط ما سوق
يجاهد جنود في سواهيج الأطراق
ويكشف له اسرار كتمها بصندوق
لا عن له تذكار الأحباب وإشتاق
باله وطاف بخاطره طاري الشوق
* ثم راح يصف القهوة .. وكيفية صنعها تفصيلا وهو موضوع القصيدة والرهان ...
دنيت له مـن غالـي البـن مـا لاق
بالكف ناقيها عـن العـذف منسـوق
إحمس ثلاث يا نديمـي علـى سـاق
ريحه على جمر الغضى يفضح السوق
وإيـاك والنيـة وبالـك والأحـراق
وإحذر تصير بحمسة البـن مطفـوق
إلى إصفر لونه ثم بشـت بالأعـراق
أصفر كما الياقوت يطرب لها المـوق
وعطت بريـح فاخـر فاضـح فـاق
ريحه كما العنبر بالأنفـاس منشـوق
دقـه بنجـر يسمعـه كـل مشتـاق
راع الهوى يطرب إلـى دق بخفـوق
لقِـم بدلـة مولـع كنـهـا ســاق
مصبوبـة مربوبـة تقـل غـرنـوق
خله تفوح وراعـي الكيـف يشتـاق
إلى طفح له جوهـر صـح لـه ذوق
أصفر قمـوره كالزمـرد بالأشعـاق
وكبارها الطافح كما صافـي المـوق
بعد طبخ القهوة .. وإستوائها ودليل ذلك ريحتها الفواحة الطيبة التي تزكم الأنوف طيبا .. يذكر القاضي البهارات التي تضاف للقهوة آنذاك ( والتي سبقها بقوله خمسة أرناق) أي خمسة أصناف وهو ما يدل على عناية العرب بالقهوة قديما :
زله على وضحى بها خمسة أرناق
هيل ومسمار بالأسباب مسحـوق
مع زعفران والشمطري إلى إنساق
والعنبر الغالي على الطاق مطبوق
* الآن جهزت القهوة .. وجاء وصف تقديمها .. يقول القاضي مسترسلا :
فليا اجتمـع هـذا وهـذا بتيفـاق
صبه كفيت العوق عن كل مخلوق
بفنجان صين زاهي عند الأرمـاق
يغضي بكرسيه كما إغضاة غرنوق
إلى إنطلق من ثعبته تقل شبـراق
أو دم قلب وإنمزع منـه معلـوق
أثناء قيام القاضي بسرد أبياته منذ البداية .... علم صاحب البيت بشاعرية القاضي وأنه خاسر لا محالة .. وكان قد اتفق مع أهله أن يدبروا دعابة تلهي القاضي وتصرفه عن الشعر والمعنى الذي اعده .. لكي يعرج مضطرا على الغزل .. لكن كيف يمكنه فعل ذلك ؟؟ لابد أن يرى فتاة وأي فتاة .. لابد أن يرى فتاة جميلة تصرفه عن القهوة وتشده طائعا للغزل .. قبل أن يصل القاضي للبيت الثامن عشر .. دخل صاحب البيت وأشار لفتاة جميلة من أهل بيته ، فتاة بيضاء في زهرة الشباب إختلط بياض وجهها مع حمرته .. وكانت ممتلئة الجسم بضة، قيدت الحجول ساقيها وضقن ذرعا بها وكذلك الذراعان فهن الأخريات حبيسات للأساور ينشدن الحرية ..طلب من الفتاة أن تحمل وعاء من الفخار مملوء ماءاً وتدخله من باب المجلس الذي يفيء على فناء الدار .. تدخل الوعاء عند الباب .. بمسافة كافية وتتركه وتنصرف .. لمدة وجيزة كافية لكي يراها القاضي وينصرف عن الأبيات التي أعدها عن موضوع القصيدة والرهان.. وكان ذلك ... فما أن رآها القاضي حتى تحول أتوماتيكيا للغزل فقال مكملا مرتجلا باقي القصيدة:
إلى حصل لك صاحبك وأنت مشتاق
إقطف زهر ما لاق والعمر ملحوق
عبث يعيل بحبـه مـا بعـد مـاق
وهو يزاهي باهر البـدر بعشـوق
بين إشفتيه إلى غنـج حـق بـراق
عجل رفيفه بالطها يعطـي طبـوق
سطر كتب من حبر عينيه بـأوراق
خديه صادين ونونيـن مـن فـوق
كن العرق بخدودها حمر الأرنـاق
ينثر على الوجنات باللون معشـوق
إلى تبسم شـع وأشـرق بالآفـاق
نوره يفوق البدر سحـر ومنطـوق
بالعنق كن المسـك والخـد بـراق
شخص بصدره كما الشاخ مدقـوق
يمشي برفق خايف مدمـج السـاق
يفصم حجول ضامها الثقل من فوق
فليا حضر ما قلت عندي بـالأرزاق
بيـد كريـم كافلـن كـل مخلـوق
صلاة ربي عـد مـا بـارق حـاق
على النبي الهاشمي خيـر مخلـوق
وهكذا
خسر القاضي بدعابة مدبرة من صاحب المجلس .. إلا ن صاحب المجلس أخبر القاضي بتدبيره وأولم للحاضرين بالمجلس
خمسة عشر فنجال لحنيف صبيت....لو أن بطنـه قربـة قـد ملاهـا
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هذه القصيده معروفة وأحببت أن اعرض عليكم القصه باتفصيل
اطراف القصه والقصيده:
1- ناصر بن ابراهيم العبدالكريم
2- حنيف بن سعيدان المطيري
ودارت القصه في مدينة حرمه بسدير.. كان حنيف بن سعيدان مقيما في حرمه وان كان كثير الاسفار والترحال
بأسباب الوضع المعيشي الصعب في ذلك الوقت...
وفي يوم من الايام ذهب حنيف الى زيارة صديقه بن عبدالكريم فوجد منه الترحيب وقدم له القهوه ,وجلسا
يتجاذبان اطراف الحديث
حتى دخل عليهما بعض الضيوف وزاد الطلب على القهوه وحنيف..مازال يرتشف الفنجال تلو الاخر...
فأراد ناصر بن عبدالكريم ان يمازح حنيف ...وقائلا
خمسة عشر فنجال لحنيف صبيت....لو أن بطنـه قربـة قـد ملاهـا
فرد حنيف على الفور :
لا تحسب إني من دلالك تقهويت .... ماتقنع الشراب من كثر ماها
قال ابن عبدالكريم :
يا حنيف أنا في حمستي ماتدانيت = الدله الصغراء نكثر مناه
فرد حنيف :
وراك ماسويتها يوم سويت.... مثل العميم اللي يعدل سواها
أبن عقيل اللي يهلي لياجيت.... يضحك حجاجه وأن غلى مشتراها
فقال ابن عبدالكريم :
سبيتها يوم انت للضلع لزيت....وضيافتك ياحنيف هذا جزاها
ودلال ربعك يوم بالزين ماريت.... هم ربعنا قبلك طوال خطاها
حنيف:
مانيتي ذمة هل الجود والصيت.... الملعبه بين علينا سناها
ياموصي الحرمه على صكة البيت.... تقول ماهو فيه وأنتا وراها
فقال ابن عبدالكريم :
ياحنيف وبحرمتك وش سويت.... يوم المره اتعسرت في ضناها
علم الردا يظهر ولو به تتقيت.... علم وكاد ويشهدون اقصراها
فضج المجلس بالضحك على هذه المساجله الطريفه والجميله في نفس الوقت
وبقيا بن عبدالكريم وحنيف صديقين حميمين .. حتى توافيا رحمهما الله
القهوة عند العرب حكايات و اشعار
تستاهل الكيف الحمر يا ابن وايل *&* انت الذي تستاهل الكيـف كلـه
هذه قصيده للشاعر محمد الذويبي والذي يلقب على ما أظن(أباالروس أو ابو راسين)....و مناسبة القصيده انه كان
ابن رشيد أمير حائل مشهوربالكرم وله مجلس ويجتمع لديه جمع من الناس مابين أمراء ووجهاءالقبايل وكذلك الشعراء ....
وكان مجلس ابن رشيد كأي مجلس من مجالس الشيوخ والأمراء تدار فيه القهوه العربية ...
وهناك أشخاص مكلفون باعداد القهوه وترتيب الدلال .
وفي يوم من الأيام كان في ضيافة ابن رشيد ( علوش بن ظويهر العنزي ) وعلوش هذا عنده خبرة
ومعرفة دقيقة بالقهوه ، ويعرف وش عيوبها من مجرد الشم اوالذوق ويعرف القهوة
هي برية والا مهيب برية ، ويعرف حمستها هي محترقة والا نية ، ويعرف اذا هجرت الدلال
ويعرف طعم القهوة إذا تغيرت بأي شيء.
ويوم طلب ابن رشيد القهوه للمجلس جوا اللي يصبون القهوة وصبوا فنجال للأمير وبدو بالضيوف ....
ويوم عطوا علوش الفنجال ... وجاء بيشرب شف منه شوي وتبين أن في القهوة شي ، ومتغير طعمها بسببه .....
نزل الفنجال وكبه زي ماتقول بدون قصد .
ابن رشيد انتبه لعلوش : وسأله ليه ياعلوش كبيت الفنجال قهوتنا بها شي ؟
قال : ابدأ في أول الأمر ... ولزم عليه الأمير ... وقال : لازم تقول وش في القهوة ليه ما شربتها ....
قال : يالامير القهوة ( صايدة ) ... يعني طايح فيها شي من الحشرات .....
قال : وش هي صايدة ؟ قال علوش : صايدة ابو عوف.
ابن رشيد : سأل : اللي حوله ... يالربع انت متطعمين في القهوة شيء .....
قالوا : ابد ما القهوه شيء....
المهم علوش : قال اذا ما صارت القهوة صايدة .. لكم اللي تبون ....
قال الامير : نادوا راعي القهوة .... نادوا ( راعي المعاميل والقهوة ) جاء راع القهوه....
قال ابن رشيد : يقول علوش ان القهوة صايدة .... ونبيك تجيب الخمرة نشوف هذا صادق والا لا .....
والخمرة ( الدلة الكبيرة اللي تلقم فيها القهوة ) .
جابوا الخمرة وحطوا شوي ليف وكبوا عليه ( حثل القهوة) علشان ينشخل واخذوا يحركونها
الين لقوا ابو عوف ..... انبهر ابن رشيد وقال لراعي الضيافة خل علوش يقعد عندنا عشرة ايام .....
صار علوش يقعد في صدر المجلس ....وابن رشيد ناوي يختبره ويتاكد من معرفته .....
قال لراعي القهوة .... اذا جاء باكر المغرب حط ورقة ( عرفـج ) في القهوة
( في الدلة اللي تصب منها لعلوش ) ....
ويوم صبوا القهوة قال ابن رشيد ترى الدلال منظفينها عقب ابو عوف تطعم بها شيء اليوم ....
قال : قهوتكم بها ريحة عرفج .
ويوم جاء باكر حطوا : كسرة مسواك .... وعرفها ..... وكل ما حطوا شي عرفة ....
قال ابن رشيد لراعي القهوة : باكر اخلط ( حمسة مستوية وحمسة نية ) ...
وصبوا لعلوش .... قال : هاه ياعلوش تطعم بها شيء ....
قال : ايه : فيها حمسة محترقة وحمسة نية ....
عرف ابن رشيد ان الرجال داهية وخبير في القهوه ولزم عليه يجي لابن رشيد كل شهر ....
وقال محمد الذويبي هذه القصيده يمدح فيها ابن ظويهر العنزي..
::
::
::
::
تستاهل الكيف الحمر يا ابن وايل
...................انت الذي تستاهل الكيـف كلـه
ياللي نقدته وسط ديـوان حايـل
...................لولاك يا علوش ما حدن فطن له
بدلال من يقعد صغى كـل عايـل
...................الضيغم مريف الايديـن المذلـه
الضيغم مرزى المهار الاصايـل
...................ياما انقطع في ساقته من سجلـه
يا بن ظويهر ما بها قول قايـل
...................تستاهل الفنجال لا جـاء محلـه
يا ناقـد الفاقـد بحكـم الدلايـل
...................ياريف هجن والمزاهـب مزلـه
ربعك بني وايل مـزاز القبايـل
...................اهلا الجموع الراسيـه والمظلـه
زبن الدخيل اللي توطـاه طايـل
...................الجمع دونـه والرمـك مردفلـه
\
/
\
/
وختاماً تقبلوا أجمل تحيه
ومن لديه اضافه لا يبخل علينا
تحياتي،،
منقول للأمانة
رويده 1 @roydh_1_1
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة