القوم في كرب شديد ..

الأدب النبطي والفصيح

تبحث عنه و تلتفت يمنه و يسره تسألهم عن مكان المشرحه التي ربما تجد ابنها مضرج بدمائه فيها .. بحثت بين الجثث و اخبرت الموجودين اسمه لكنهم لم يجدوه.. هو موجود في مكان ما تسيل منه الدماء و ربما توقف سيلها .. بالقرب منها تسير الجنائز و تلقى الازهار عليها لعلها تغبط اهالي القتلى الذين شيعوا قتالهم فهم وجدوا ابنائهم و هي لازالت تبحث عنه هل تجده ؟ ربما ! رائحة الدماء تملأ المكان .. الاعين واجمه و القلوب الى الله مبتهله لم يعهدوا ذلك من قبل .. يتسارع الصحفيين نحو مدير المستشفى .. المدير عيناه مرهقتان و انفاسه تتسارع يحمل بيده اليمنى مكبر الصوت لينظم دخول المصابين و الجرحى .. سأله احد الصحفيين كم عدد الجرحى و القتلى ؟ و سأله الاخر ما تحتاجه المستشفى من معدات و ادويه للعلاج المصابين ؟ و اثناء تلك الاسئله يتدفق سيل من الجرحى محملين على الاكتاف .. فقال لهم : انظروا حولكم لتعرفوا .. و صرخ احد الاطباء ادخلوا الغرفه المجاوره لتروا الكم الهائل من القتلى .. هكذا تركوا الصوره تتحدث فلم تعد الكلمات معبره عن المصاب الجلل .. بالقرب من المكان طفل صغير عمره ثمان سنوات او اقل يجلس على الارض و الجثث تحمل امامه و الاطباء يركضون حوله لينقذوا من يمكن انقاذهم اي صوره تشكلت في ذاكرته عيناه تنظران بصمت مخيف .. ربما براءته لم تسعفه ليعبر عن ما يحدث بالصراخ او البكاء او حتى اغماض عينيه لا عجب في ذلك فما يحدث امر لا تفهمه الطفوله لتعبر عنه او تفسره .. تخرج الجثث من المستشفى و تعلوا تكبيرات الحشود بالخارج .. الله اكبر الله اكبر . و الطفل يراقب ما يحدث بصمت. كيف ستربط ذاكرته اصوات التكبير بصورة الدماء ؟ تستمر بالبحث عن ابنها بين القتلى كبيره هي بالسن و نحيلة الجسم .. من يرى قسمات وجهها يعرف ما قاسته في الحياه .. صلاة الجنازه لم تتوقف منذ ساعات فالجثث تخرج من المستشفى و بالقرب منه تتم الصلاه عليها امر لم تعهده اعيننا منذ زمن ! الاكفان ملطخه بالدماء لم يتم غسل القتلى قالوا انهم شهداء و الشهيد لا يغسل بل يكفن بدمه هكذا سمعت . بالقرب من الحشود هناك خارج المستشفى الاعين في ذهول حتى ان الدموع قد جفت بأي طريقه يمكن التعبير عن عظم المصاب ؟. كأن الناس لا يعون ما يحدث يركضون يمنه و يسره هذا يسعف مصاب و ذاك يغمض عيني قتيل و اخر يصرخ يطلب سيارة اسعاف.. القوم في كرب شديد .. يتدفق سيل الجنائز بالخروج من المستشفى و يتسارع الناس لتقبيلها هم لا يعرفون اصحابها لكن تلك القبلات تعني امور كثيره لمن له قلب يسمع او يعقل ...
6
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

wax
wax
جمممممميل جدَا('
وكلمات حزينه جدَا .. كان الله في عونهم '
قلمك راق لي كثيرَا .
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
wax wax :
جمممممميل جدَا(' وكلمات حزينه جدَا .. كان الله في عونهم ' قلمك راق لي كثيرَا .
جمممممميل جدَا(' وكلمات حزينه جدَا .. كان الله في عونهم ' قلمك راق لي كثيرَا .
قلمك خط المأساة ورسم خطوط الحزن بتصوير دقيق
توجع القلب هذه المشاهد
وتنزف الدموع !
أحسك لست بعيدة عن قلب الحدث
جزاك الله خيراً لما كتبت.
قلمك جميل لكنه يتنفس الحزن هنا
علّه يوماً يرسم الفرح !.
حنين المصرى
حنين المصرى
رحم الله قتلى وشهداء المسلمين ورحم الوطن العربي من الدماء التى تراق ليل نهار على أرضه كتبت فأجدت غاليتي
الياسمين 68
الياسمين 68
سما

وصفك من قلب الحدث موجع وقاسى ومبهم يضع اكثر من علامة استفهام

لماذا وكيف ولما اتعبتنا الاسئلة وحارت عقولنا بالاجوبة ولا نعلم إلى اين

لاتتوقف السنتنا عند الدعاء وقلوبنا عن الرجاء


بنت سيالة
بنت سيالة
ماشاء الله عليك ... ابدعتي


ربي يعطيك العافيه ..