تحدث الكآبة في المراحل الباكرة من الحمل ولدى الأكثرية تنخفض نسبة الخطورة في الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، الكآبة المبكرة في الحمل تترافق دائماً حول محور التحول نحو الأمومة أو عند وجود مخاوف حول صحة الجنين وقد يتفاقم الأمر إلى حد التفكير لوضع حد للحمل وإنهائه أو وضع حد لحياة الحامل وعند وجود مثل هذه الأفكار لدى الحامل فانه يجب استشارة الطبيب النفسي للبدء بالمعالجة الدوائية. يستدل على حاجة الحامل إلى مثل هذه الاستشارة عند فقدان الرغبة في الأكل، الأرق وعدم النوم، نوبات البكاء المستمرة، فقدان الحامل للوزن بشكل كبير، إشارة بعض الدراسات إلى علاقة هذه النوبات بالتغيرات الهرمونية لدى الحوامل ولكن نتائجها لم تكن حاسمة ويظل تاريخ المريضة النفسي قبل الحمل من أهم العوامل التي قد تؤدي إلى كآبة الحمل بالإضافة إلى ظروف الحمل الخاصة. وعلى أية حال فإن استشارة الأخصائي بالأمراض النفسية تبقى الإجراء الضروري الأول، ولا يوجد عادة حاجة إلى الابتداء باستخدام الأدوية المضادة للكآبة في حالة كونها خفيفة أو متوسطة حيث ان لمعظم هذه الأدوية آثاراً جانبية ضارة بالجنين ويستحب استخدامها بعد انتهاء الثلث الأول من الحمل إذا أمكن حيث انها يمكن ان تسبب تشوهات خلقية مثل الحنك أو الشفة الأرنبية وقد يكون لبعضها آثار اكثر حدة من ذلك. هناك أيضاً الحاجة للتعاون بين طبيب النساء والولادة وطبيب الأمراض النفسية لعلاج الحالة والموازنة بين الحاجة إلى العلاج بالعقاقير مع تحمل نتائج استخدامها السلبية او فقط إلى الرعاية المنزلية، كما يرتبط استخدام عقار الديازيبام بالتشوهات القلبية لدى الجنين.
كآبة ما بعد الولادة
يتم تشخيص هذه الحالة عند كون المريضة باكية باستمرار متشائمة أو لديها شعور بالذنب، سريعة الانفعال والإثارة، منزوية وتعاني من التعب والإرهاق باستمرار، قد تستمر هذه الحالة فترة قصيرة لعدة أيام وقد تطول إلى مدة عام. وقد تحدث هذه الكآبة لأي سيدة بعد الولادة حتى عند عدم وجود أي مشكلات نفسية سابقة واضحة قبل الحمل أو في إثنائه.
وتكون عادة هذه الحالات أشد عند وجود مصاعب زوجية تزيد من حدة الحالة، تبدأ عادة كآبة ما بعد الولادة بعد أن تعود الأم إلى المنزل من المستشفى.
هناك العديد من العوامل التي قد تترافق مع حدوث كآبة ما بعد الولادة مثل المحن الاجتماعية، فقدان الأم في مراحل الطفولة الباكرة، وجود مصاعب عائلية أو زوجية وتكون عادة السيدات فوق سن الثلاثين عاماً ولكنها يمكن أن تحدث في أي عمر، كما أنها عادة ما تكون لدى هؤلاء السيدات مشاكل الإخصاب.
إن طفولة الأم نفسها وعلاقتها بالآخرين وتطورها تعد بذور المشاكل التي تتضح وتنمو عندما تصبح هي نفسها أماً وبقدوم الطفل ربما تعود المشكلات غير المحلولة النامية مع الأم للظهور سواء المشكلات مع أمها هي نفسها أو تلك التي تمنت هي لو حصلت لها.
قد تصل الكآبة بالأم إلى حد التفكير بالتخلص من نفسها أو الطفل وفي هذه الحالة لابد من الإسراع بالاستشارة النفسية والبدء بالمعالجة الدوائية حتى لا يتفاقم الأمر. وقد يتم اكتشاف هذه الحالات أحياناً عند زيارة طبيب النساء والولادة أو طبيب الأطفال عند تعبير الأم عن القلق أكثر مما يجب حول سعادة الطفل وتكرار المشورة حول الطفل أو ملاحظة إهمال الطفل من الأم نادراً ما تحدث تصرفات عدوانية تجاه الطفل ولكنها يمكن ان تحدث في حالة الكآبة الشديدة مع وجود اضطرابات شخصية لدى الأم.
التشخيص
يعتبر تشخيص الحالة هو الخطوة الأولى في المعالجة وتلعب الأسرة والزوج دوراً هاماً في العلاج ويتطلب منهم تقديم الدعم المتواصل للأم والطفل. قد يتطلب الأمر استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب والتي يمكن ان توصف باطمئنان حتى للمرضعات رضاعة طبيعية خصوصاً مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة، كما انه تتوفر الآن الكثير من المركبات التي يمكن استخدامها بأمان لهؤلاء السيدات ولكن عند استخدام مضادات الاكتئاب ناقلة وحيدة الأمين ناقلة الأكسدة يجب الحذر لأن استخدامها محفوف بالمخاطر بسبب تفاعلاتها الجانبية. قد تتكرر حدوث كآبة بعد الولادة بعد أي ولادة أخرى ولهذا يجب معرفة ذلك عند بداية الحمل تحسباً لأي تفاقم يمكن ان يحدث للحامل أثناء الحمل او بعد الولادة، وفي الحالات الشديدة يفضل استخدام الأدوية المضادة للكآبة احتياطياً تفادياً لتفاقم هذه المشكلة بعد الولادة قد يضطر الأطباء نادراً إلى تنويم المريضة في المستشفى وإبعاد الطفل عنها أو استخدام العلاج الكهربائي ولكن هذه الحالة نادرة جداً.
منقول من عيادة جريدة الرياض للدكتور محمد عدار
اضواء البيان @adoaaa_albyan_1
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
زهرة الباحة
•
الف شكر على هذه المعلومات الله يعطيك العافيه
الصفحة الأخيرة