الكاتب جمال خاشقجي

كتاب اليوم
جمال أحمد خاشقجي دعوة أخرى "غير وطنية" لتأجيل الدراسة أرسلت لي من يبدو أنها طالبة من جامعة الملك عبدالعزيز صورة من رسالة رفعتها لمدير الجامعة ووكيله "أصالة عن نفسها ونيابة" عن زملائها طلاب الجامعة لتأجيل الدراسة، ودعتهما "لتقديم مصلحة أبنائهما الطلبة الصحية وحفاظا على أرواحهم" .
نعم أيها السادة، إنها حملة أخرى "غير وطنية " لتأجيل الدراسة وهذه المرة بسبب الأمطار، بينما الحملة الوطنية هي للدراسة والعلم، والأكثر وطنية لو تنادت الطالبة التي لم توقع على خطابها هي وزملاؤها إلى حملة وطنية لتنظيف وترميم الجامعة من الأضرار التي تعرضت لها.
للأسف، صاحبة الرسالة ليست وحدها، فمعها جمهرة من الطلبة والطالبات يحملون نفس الهدف، فلقد دلتني ومدير الجامعة إلى منتدى لطلبة الجامعة: http://www.skaau.com/vb/showthread.php?t
تداعى فيه "أملنا لمستقبل زاهر" إلى حملة تأجيل الدراسة في الجامعة، وتطارحوا الأفكار في أفضل السبل للضغط على المسؤولين لتأجيل الدراسة، ولعل الخطاب المرسل لي ومناشدة الطالبة أن أتبنى قضيتهم هو أحد المهام التي تقاسموها.
لا والله يا ابنتي، لن أؤيد في "الوطن" قضيتكم، فكفانا تأجيلا للدراسة منذ حرب تحرير الكويت إلى أنفلونزا الخنازير إلى كل عيد حتى أصبح عامنا الدراسي هو الأقصر، ثم نشكو لم لا يحسن أبناؤنا العلم والعمل؟ ويشكون هم أن الأجنبي يسبقهم إلى الوظائف، لأن الأجنبي عندما كان طالبا في جامعته لم ينشط في حملة "خلونا نعطل" وإنما في حملة "خلونا نعمر أو نبدع"، الشباب ذخيرة، فأين هم بين المتطوعين في قويزة؟
أعرف مجموعة منهم تنادوا إلى مركز المعارض في جدة يجمعون التبرعات العينية ضمن "لجنة مواطنة" التابعة للغرفة التجارية، لتوزيعها على إخوانهم المتضررين، لا يزالون مجموعة صغيرة ولكني على ثقة من أنه لن ينتصف الأسبوع إلا ونراهم بالمئات.
الحملة التي يجب أن تكون وتؤيد هو أن يتنادى طلبة جامعة الملك عبدالعزيز إلى التوجه لجامعتهم السبت المقبل، يحمل كل منهم معه مكنسة وجردلا، بل يذهبون إليها غدا، يمدون يد العون لمن يعمل فيها، يتقاسمون المهام، هذا يبني وهذا ينظف، وهذا يرمم، فلا ينتصف الأسبوع إلا وجامعتهم تنير نظافة وعلما وخلقا وقيما، هذه هي الحملة الصحيحة، سموها "خليها تنور".

http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3352&id=16095&Rname=51