الكاتب شوفوا وش قال

الفــارســااااات المـلـثـمــااااات..!!!

--------------------------------------------------------------------------------

في الأيام القلائل الماضية اُضطررت للغياب عن المنتدى نظراً لسفري لمدينة الطائف لحضور زواج أحد أخوتي ، وطبعاً لم أستطع أن أتمالك نفسي التي كانت في شوقٍ كبير لزيارة معشوقتي الأولى ( الكعبة المشرفة ) ، فانسلخت من بين أظهرهم خلسةً ولم ينتبهوا لغيابي إلا حينما شارفت أسوار الحرم المكي ، وسأذكر لكم شيئاً من أخبار رحلتي السعيدة التعيسة!!!!



حينما لامست قدماي أرض الحرم وفي نفسي شعور داخلي يكاد ينفجر من الفرح لرؤية بيت الله الحرام – الذي حُرِمَ منه كثيرون إما لأسباب إرادية أو لا إرادية – ولكن هذا الشعور ما لبث أن تحول إلى حزن عميق سكن في أعماق الفؤاد حينما رأت عيناي تلك المناظر التي يقشعر لها البدن من الهول ، ومهما حاولت أن آخذ تفكيري إلى آفاقٍ بعيدة لكي أنسى أو أتناسى تلك المناظر أجدني لا أستطيع ذلك!!!!




رأيت – عن غير قصد – أولئك الفارسات ( الفاسدات ) الملثمات وهنّ يطفنّ ببيت الله العتيق ، وقد كادت أضلعهنّ ( ومقاعدهنّ كذلك ) أن تخرج من أماكنها لضيق العباءات ( أقصد الفساتين ) اللاتي يرتدين – وإحداهن ترتدي عباءة تحمل صورة الصليب المرسوم بالكريستال - ، حاولت جاهداً أن أرفع صوتي بالنداء ، ولكن محاولاتي تبوء بالفشل ، فصدى صوتي يتردد في أعماقي فقط!!!!



حاولت تجاهل الأمر وانصرفت مسرعاً لأكمل ما بقي من أشواط الطواف ، ولكن لا مجال للهروب منهن ، ثم حدث ما لم يكن في الحسبان ، فقد سقط لثام إحدى هؤلاء الفاسدات ( أقصد المعتمرات ) في وسط المعمعة عند الحجر الأسود ، فو الله وبالله لقد وقعت عيني عليها مصادفة وإنها لمن أقبح نساء العالمين ، وإن وجهها ليحمل لونين مختلفين أسمر وأبيض ( زي السيارات الليمتد ) ، وهذا بفضل مكياج السوق الذي يجعل إحداهن وكأنها ملكة جمال زمانها!!!!



خرجت من هناك والعبرة تكاد تخنقني ، أ إلى هذا الحد يُغتال الحياء من بعض نساء المسلمين؟؟؟



والأدهى والأمر أن من هؤلاء المتلثمات من يمشي بجوارها ذلك الذكر ( وليس الرجل ) ولا أدري هل هو أخوها أم أبوها أو زوجها الذي يريد أن يقول للناس انظروا إلى حُسن اختياري ( وقد يكون خويها الذي صادف هواها قلبه الخالي من خشية الله فتمكن منه ) ، وهل ماتت عندهم الغيرة وانتفت القوامة وانتحر الحياء حتى يسمحوا لهن الخروج بهذه الطريقة؟؟؟ ( ويبدو أنهم من كثرة ما رأوا في الفضائيات من الصور العارية أصبحوا يظنون أن نسائهن محتشمات وهن بهذه الألبسة!!!!) ،،،




أصبحت أدرك الآن أن كتابات بنو علمان قد بدأت تأخذ مفعولها في نساء المسلمين حتى أصيبوا بهزائم نفسية قاتلة ، فهذه إحداهن ( قطع الله لسانها ) التي تكتب في صحيفة الوطن تنادي بني جنسها بأعلى صوتها وتقول : انزعي حجابك لتمارسي دورك الفاعل في إبراز وطنيتك!!! ودعيك من هذه العادة القبلية السيئة ( تقصد الحجاب ) إلى متى ستظلين أيتها المرأة كائناً بلا ملامح؟؟؟ ( أذكر أن عمي حفظه الله الذي بلغ من الكبر عتيا قال لي ذات مرة حينما سمع بالقضية القديمة لقيادة المرأة : يا ولدي شوف لو قدر الله وخرجوا الحريم من بيوتهم فو الله إن تشوفونهم يمشون عراة في الشوارع!!!!)


وصدق من قال :

نعـيـب زمانـنا والعـيـب فينا ـــــــــــــــــ وما لـزمـانـنا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغيـر ذنب ـــــــــــــــــ ولو نطق الزمان لنا هجانا



أين التربية الإسلامية الحقة التي تغرس في نفس الفتاة عظمة الله ومراقبته من خلال جملة ( اتقي الله حيثما كنت ) ، وأين أثر الآيات القرآنية التي نسمعها في المذياع ونقرأها من المصاحف في نفوسنا ، أليست تخاطبنا نحن أم أنها تخاطب الجن والعفاريت؟؟؟



أليس يكفينا ما يقوم به الأعداء في الخارج بأخواتنا المسلمات من اغتصاب وهتك للحرمات حتى يأتي هؤلاء النسوة ليعربدن في الحرم كما يشاءون ، أم أنهن يحسبن حساب ذلك اليوم الذي تُغزى فيه بلادنا – حفظها الله من كل مكروه – فإذا ما أتى العدو لاغتصابهن لقي الاستعداد الكافي منهن؟؟؟؟



إذا كان هذا الأمر حصل في الحرم الشريف ، فما الذي يا ترى يحصل في الأسواق والشوارع والمنتزهات وعلى شواطئ البحار؟؟؟ وهل مازال أحد يشك في عظيم الدور الذي يقوم به رجال الحسبة – وفقهم الله – من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أم أن العقول مازالت مخدوعة بأكاذيب قينان الغامدي وربعه؟؟؟؟



اسمحوا لي أن أرسل نداءات صوتي المبحوح وكلماتي المتناثرة مع نسمات الصيف الحارة ، وعواصف الشتاء الباردة إلى كل مؤمن يعتصر ويحترق قلبه ألماً لما يجري ، أن يبادر برفع الخطابات إلى ولاة الأمر – حفظهم الله - ، وإلى كل مسؤول له سلطة في البلد ، لإيقاف هذه المفاسد حتى لا يصيبنا الله بعقاب من عنده
:26: منقول الكاتب محمد العيسى