الكذب بالخط العريض..!

الأدب النبطي والفصيح

؛





وبعدة مدة ليست بالقصيرة من الانقطاع عن متابعة الصحف العربية ها أنا أُجبر على كسر الوقت الذي أقضيه على مقاعد الانتظار في المستشفى بتناول "جريدة" (بدون ذكر أسماء) علني أجد مايشبع فضولي خاصة بعدما أعطيت نفسي إجازة من نشرات الأخبار وهرتلات المحللين وفلسفة المذيعين..

لا شيء جديد سوى أن الكذب أصبح علانية وهو ماأُسميه بـ(الكذب عنوان المرحلة)!


صادفت مقالًا صحفيًا لأحد الكتاب المفعمين بالبيان وفصاحة اللسان يتكون من ثلاثة أعمدة جُل ما ذُكر فيه قدح وتنقيص لفصيل شعبي ومواكبة الكذب الإعلامي (الإعلام المرئي) في تلفيق التهم لهم وتصدير الكراهية تحت مسمًى زائف يخدع به بسطاء القراء أو المشاهدين ..

تبعه مقال آخر بنفس النوعية من النقاش وآخر وآخر.....
ولعل ماشدني هيَ العبارات الموحدة التي يتناقلها الإعلام بوسائله وكأنها خطة لإشعال فتيل الكراهية بين طوائف الشعوب على اختلافها..

الإعلام في رأيي -المتواضع- هو مرآة للمجتمع وبوصلة نهضته وسبيل تطوره , مهمته الأساسية طرح القضايا على الحياد دون انحياز لطرف دون آخر بشفافية ومصداقية ورقي مهني وأخلاقي.

لكننا نلحظ أن إعلامنا العربي -دون تحديد- امتهن الكذب واعتاد التدليس والخداع !!!
ثم أن انعدام الضمير وصوت الحق الداخلي أدى إلى ارتفاع سهم النفاق وهبوط مؤشر المصداقية إلى أدنى مستوى عرفته البشرية..

إن الطريق إلى إعلام هادف بناء هو الثورة على فساد النفس ووضع مواثيق شرفٍ تقيد ضمائر الإعلامي والكاتب ببنود أخلاقية ترقى بالمستوى المهني.

ولأن الوازع الداخلي أمر لاخلاف على أهميته فتقويته تنبع من تذكر تعاليم ديننا الحنيف ,وليعلم الكاتب أن ما يزرعه اليوم سيحصده غدا وسيقف أمام خالقه ليسأله عن الأمانة التي حُمِّلها وهي القلم كيف وبمَ وفيمَ خطت يداه ..! وهذا يجعلني أتذكر في هذا المقام قول الله تعالى(ومايلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد)
ثم ذلك البيت العالق في ذهني منذ بدأت الكتابة/
مامن كاتب إلا سيفنى ... ويبقي الدهر ماكتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء... يسرك في القيامة ان تراه


وإن كنا صادقين معَ أنفسنا فنحن أيضًا بضحالة وعينا وثقافتنا من ساهمنا ببيئة خصبة لنجعل الكذب بالخط العريض !

____
أسعد كثيرًا بسماع آرائكن حول هذا الموضوع الذي انتشر في مجتمعنا وإعلامنا انتشار النار في الهشيم ..!

* ربما ستجدون المقالة ذاتها على الإنترنت لأني نشرتها في مدونتي باسمي الحقيقي :)
13
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
وأنا أيضاً ياريماس في إجازة مفتوحة عن نشرات الأخبار وفلسفة المحللين ، إختلط الحابل بالنابل وضاعت الحقائق ..

وكأن الإعلام أيضاً أصبحت له سوق سوداء؟! ومافيا ؟!

الضمائر ماتت وبموتها أصبح كل شئ مباحاً في عالمنا اليوم .. وأصغر تلك الأشياء المباحة هي الكذب ..

سلم الفكر غاليتي .. فلقد طرحتِ هنا قضية في غاية الأهمية
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
هذا التعليق محذوف
غاليتي ريماس :

طرحت قضية في غاية الأهمية تمس روتين حياتنا اليومي ..
فقد اعتاد الكثير أن يجعلوا من الجرائد جزءاً من إفطارهم اليومي ،
يتناولون الأخبار مع فنجان القهوة . .
ويهضمون الأكاذيب مع لقمة الخبز
صحيح أن الحقائق موجودة بين ثنايا الجريدة
لكنها مختنقة بين السطور
والمشكلة إذا تآزر أكثر من مصدر في أكثر من جريدة على نشر الأكاذيب
وتزييف الحقائق ..! " لحاجة في نفس يعقوب قضاها. "
عند ذلك سيقع القاريء البسيط في فخ الإعلام السيء
ويصبح طرفاً في هذه القضية فيروج لما يصدقه ..!
ريماس :
قلمك الناصع الناضج ترجم هنا قبساً من فكرك النير ..
وسوف يسعدني أن أتابع كتابات مدونتك كقارئة
وهنا .. يسعدنا أن نقرأك كاتبةً متمكنة ..!
نحن بحاجة إلى معايشة قضايا باتت في صميم واقعنا تنسج خيوط الكذب
وتحتاج لجرس تنبيه ..
بت لاأطيق قراءة الجريدة .. بسبب التناقضات التي أراها بين أنواع الجرائد ..
فهي مسخرة في الأساس للترويج عن معتقدها بطريقة " الغاية تبرر الوسيلة "
كوني قربنا يانقية الحرف
وسلمت أناملك فلقد أجدت الطرح حقاً .
بوركت ..!
ريماس غالي
ريماس غالي
وأنا أيضاً ياريماس في إجازة مفتوحة عن نشرات الأخبار وفلسفة المحللين ، إختلط الحابل بالنابل وضاعت الحقائق .. وكأن الإعلام أيضاً أصبحت له سوق سوداء؟! ومافيا ؟! الضمائر ماتت وبموتها أصبح كل شئ مباحاً في عالمنا اليوم .. وأصغر تلك الأشياء المباحة هي الكذب .. سلم الفكر غاليتي .. فلقد طرحتِ هنا قضية في غاية الأهمية
وأنا أيضاً ياريماس في إجازة مفتوحة عن نشرات الأخبار وفلسفة المحللين ، إختلط الحابل بالنابل وضاعت...
بالضبط "اختلط الحابل بالنابل" , لكن لم تضع الحقائق بل " ضُيِّعَت " ..!!!
وللحقيقة إعلامنا كله أصبح سوقًا سوداء تباع فيه الخديعة مع بيع الضمائر ..!

الكذب يجر في أذياله كل السيئات أو ليس إخبارًا بعكس الواقع ؟!

وسلمَ المرور العطر ياغالية ..
ريماس غالي
ريماس غالي
غاليتي ريماس : طرحت قضية في غاية الأهمية تمس روتين حياتنا اليومي .. فقد اعتاد الكثير أن يجعلوا من الجرائد جزءاً من إفطارهم اليومي ، يتناولون الأخبار مع فنجان القهوة . . ويهضمون الأكاذيب مع لقمة الخبز صحيح أن الحقائق موجودة بين ثنايا الجريدة لكنها مختنقة بين السطور والمشكلة إذا تآزر أكثر من مصدر في أكثر من جريدة على نشر الأكاذيب وتزييف الحقائق ..! " لحاجة في نفس يعقوب قضاها. " عند ذلك سيقع القاريء البسيط في فخ الإعلام السيء ويصبح طرفاً في هذه القضية فيروج لما يصدقه ..! ريماس : قلمك الناصع الناضج ترجم هنا قبساً من فكرك النير .. وسوف يسعدني أن أتابع كتابات مدونتك كقارئة وهنا .. يسعدنا أن نقرأك كاتبةً متمكنة ..! نحن بحاجة إلى معايشة قضايا باتت في صميم واقعنا تنسج خيوط الكذب وتحتاج لجرس تنبيه .. بت لاأطيق قراءة الجريدة .. بسبب التناقضات التي أراها بين أنواع الجرائد .. فهي مسخرة في الأساس للترويج عن معتقدها بطريقة " الغاية تبرر الوسيلة " كوني قربنا يانقية الحرف وسلمت أناملك فلقد أجدت الطرح حقاً . بوركت ..!
غاليتي ريماس : طرحت قضية في غاية الأهمية تمس روتين حياتنا اليومي .. فقد اعتاد الكثير أن...

أجدتِ القول والتفصيل يا رائعة.. :)
وللأسف نحن من نساهم في تعاظم الأمر بترويجنا له .. : (
لذلك وجدتُ لزامًا أن أبسط الرأي والقول في هذا الموضوع مع تواضع ما كتبت في عظيم ما طرحتْ !
لكن قليل ينبه خير من لاشيء ..
أوافقكِ الرأي نحتاج كثيرًا إلى "الجهاد بالكلمة" لمجابهة أمواج الفتنة وحتى نبرأ أمام الله من هذا الفعل المشين للدين وللعقل وللفطرة الإسلامية النقية ومثله الكثير..!

والحق يقال ليست الجريدة فقط بل بات الكذب يغزو جل وسائل الإعلام حتى أصبحنا ننقب عن الحقيقة في تلك المصادر حين نستقي أخبارنا منهم كمن يريد الإغتسال مجبرا من مستنقع لا يتوافر الماء في غيره .! ولا حول ولا قوةَ إلا بالله :(

يزيدني شرفًا وسعادة أن تكون فيض القلم والروح من متابعات المدونة ..
اسمها (المهاجرة بين أمصار الحياة) : )

وكالعادة إضافة تستحق التأمل وإثراء جميل من راقيةٍ أجمل ..

لكِ فيض من الشكرالجزيل يا فيض:26:
غيـمة
غيـمة
:

أجدت يا ريماس في اختيار قضية مهمة
بل هي من أهم الوسائل التي تستخدم في
توجيه الشعوب واشعال الحروب

فبها تزيف الحقائق وتروى كيفما شاء المارد المستبد ..!

فيها الطاغي يقال عنه مدافع شريف
والمجاهد قاتل حريف

ولكن عزاؤنا أن الناس بدأت تعرف كذبهم وزورهم
فلكل ظالم نهاية
وهاهم أهل الحق بدؤا حربهم وباسلوبهم
هانحن نرى قنوات الحق يشع نورها
مستمدين من الله العون والسداد رغم شح النصرة والزاد


حروف ناصعة البياض كقلبك الوضاء رموسة : )