السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
ذكر إبن القيم رحمه الله مقولة رائعة جدًا وهي من مايمكن ان نقول ابلغ الوصف بالعلاقة بين الله والبشر ..
يقول : أخسر الناس صفقة ، من اشتغل عن الله بنفسه ، بل أخسر منه من اشتغل بالناس عن نفسه .
صفقة غير مربحة ولا مريحة ولا مرضية لصاحبها ، أن يكون محور قيامك وقعودك أنت ، وما أسوأ من ذلك ان يكون محور قيامك وقعودك ومضجعك ومشربك الناس ، الناس في قلبك وعقلك لايكفان عن التفكير بهم وصارت حياتك اسيرة لهولاء الناس ، تريد أن ترضيهم ونحن نعرف أن الناس لو مهما فعل الانسان لن يرضوا ، أو تنشغل بقهرهم واذيتهم ويحترق قلبك كل ما اصبحت وأمسيت ..
ومن هذا الإنشغال أخوتي في الله ( الكـره ) ..
عندما يصبح الانسان سيجارة في نفسه لايستطيع ان يتقبل فلان فيكرهه ، يعاديه ويذكره بالسوء ولايحترمه سواء حدث بينهم شيء او مجرد عدم قبول ، يحترق قلب هذا الذي يكره الناس ولايسعد ولا يشعر بالبرودة على قلبه واي شعور اجمل من برودة القلب ؟
الذي يكره الناس لايسعد ، لان من مفاتيح السعادة ان تكون غمامة خير على كل الناس ! حتى لو أخطأ.. حتى لو أخطأو ، انت هنا في هذه القضية تريد نفسك ، تريد أن تصل للسعادة وتنافس السعداء ، تريد أن يرضى عنك الله ولاتكن في الأسفلين.
في حديث ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما كان جالسا بين صحابته رضوان الله عليهم ، فأخبرهم رسول الله ؛ يطلع الان عليكم رجل من أهل الجنة ، نظر الصحابة فإذا هو رجل من الانصار..
وكرر النبي صلى الله عليه وسلم هذا ٣ مرات في ايام مختلفة .
فانتاب الفضول احد الصحابة وهو عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ، تبعه وبات عنده ثلاث ليال يراقبه ، ثم حينما انتهت اخبره أنه لم يطرد من بيته لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنه من أهل الجنة وهو يريد أن يعرف مالذي يفعله ليبلغ النبي انه من أهل الجنة مالعمل العظيم هذا الذي يبشره بالجنة في الدنيا !!
فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أنِّي لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غِشًّا، ولا أحسد أحدًا على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق)) .
سبحان الله ! يتقلب الانسان على فراشه ، ويتذكر فلان فعل لي كذا والله ما اكلمه ، وفلان قال كذا سأقطعه ، ويعدد مساوئ تتعب قلبه وتشغل عقله بالتفكير وينام وهو غير راض عن احد ولا مسامح ..
فتصبح الكراهية جزء من قلبه ، يتعجب من نفسه إذا نسي اني يكره أحدهم ، لأنه سيكون سيء الخلق نتيجة الكراهي ! والالسنة مغارفة القلوب كما نعلم .
فعلى الانسان ان يربي نفسه على مكارم الأخلاق ويقتدي بالحبيب عليه الصلاة والسلام وييتعد عن عقبات طريق السعادة .
أم زيد @omzayd
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
يجزاك الله خير وبارك الله فيك اختي