تعددت نعم الكريم حتى صارت لا تحصى وعجزنا عن حمده كما ينبغي لحمده أن يكون، ومن نعمه اللسان هذا العضو الذي أبدع فيه الخالق وأعجز.
عضو خلق للذكر والطاعة،
فهل لسانك أختي يؤدي المهمة التي خلق من أجلها؟؟؟
أم أنه يستعمل في عكس ما خلق لأجله .
فيا عجبك يا ابن آدم تستعمل نعمة الخالق في ما يغضبه.
أبدع الإنسان في الآفات والذنوب. ومن إبداع الكاذب.إفشاء السر .آفة الوعدالكاذب.آفة الكذب بالقول واليمين .آفة الغيبة.
آفةالنميمة...... .
وفي هذا المقال اخترنا الكلام عن فحش الكلام و بذاءة اللسان.
وبعد هذه الإبداعات جاء الإسلام كالعادة معالجا فنهى عن هذه فقد روى الترمذي بسند حسن عن سيدنا عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء". وقال أيضا صلى الله عليه وآله ( لا تسبوا الناس فتكسبوا العداوة منهم ) ومن هنا فان بذاءة اللسان لن تزيدك إلا كره وعداوة الناس. كما أنك لن تفقد حب الناس فحسب بل إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إياكم والفحش ، فإن الله لا يحب الفحش و التفحش ) الله لا يحب الفحش والتفحش فهل تستطيع العيش دون حب الله .
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذيء) وقال: (إن الله لا يحب كل فاحش متفحش) وقال: (إن الله يبغض كل جعظري جواظ، صخاب بالأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بالدنيا، جاهل بالآخرة).
فحتى لو بدأ الغير في الشتيمة لا ينبغي للمؤمن الرد عليه بكلام فاحش فقد استأذن رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: السام عليكم- وكانوا يعنون بذلك الموت- أو يقولون: السِّلام عليكم- أي: الحجارة- فقالت عائشة رضي الله عنها- وقد فطنت لما قالوا وكانت نبيهة ذكية- قالت: وعليكم السام واللعنة، وفي رواية: عليكم السام ولعنة الله، وغضب الله عليكم، وفي رواية: عليكم السام والذام- أي: الموت والذم- هذه الكلمات التي تلفظت بها في حق هؤلاء اليهود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المربي لزوجته: (يا عائشة ! لا تكوني فاحشة) وفي رواية: (مه يا عائشة ! فإن الله عز وجل لا يحب الفحش والتفحش، قالت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: قد قلت: وعليكم) رد بكلمة واحدة ليس فيها فحش ولا تفحش، وقال: (أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا؟) هذا كلامها رضي الله عنها في هؤلاء.
جزاك الله خير
جعله الله في موازين حسناتك
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم