بسم الله الرحمن الرحيم
تستعمل مادة الكلوريكس المبيضة في تنظيف الملابس و المراحيض ودورات المياه والأدوات الخزفية والرخام والسيراميك ولزيادة فاعلية التنظيف يعمد البعض إلى إضافة مادة أخرى هي الفلاش . وقد تم تسجيل عدة إصابات تتراوح بين بسيطة وشديدة خلال 6 أشهر وتقدر الحالات المماثلة بأكثر من مائتي حادثة سنوياً في مدينة الراض فقط .
ونظراً للخطورة البالغة التي تحدث من جراء استنشاق الأبخرة المتصاعدة من تفاعل هذه المركبات الكيميائية وخصوصاً في جو مغلق مثل دورة المياه فينصح بتجنب خلط هذه المركبات لغرض التنظيف أو استعمالها منفردة في نفس الموقع وعند الضرورة يمكن استعمالها كل على حده وفي أوقات متباعدة مـع اتباع بعض الإرشادات الصـحية التالية :-
1 – التهوية الجيدة للمكان المراد تنظيفه مع ترك الباب مفتوحاً وإبقاء مروحة الشفط تعمل باستمرار .
2 – استعمال الكمام الطبي الغير منفذ للأبخرة والغازات المتصاعدة .
3 – كل من يعاني من الحساسية والربو أو أي من الأمراض الصدرية المزمنة ينصح بعدم الاقتراب من هذه المواد وعدم مباشرة التنظيف باستخدام هذه المواد .
4 – ينبغي قراءة التعليمات الواردة على العلبة بتمعن وتطبيق الإجراءات المطلوبة بدقة .
5 – عند الشعور بضيق التنفس أو السعال أو الغثيان أو الدوخة أو العطاس الشديد وانسداد الأنف فيجب المسارعة في الخروج إلى الهواء الطلق وغسل الأيدي وأبعاد الملابس المتأثرة بهذه المواد .
إذا تحسنت الحالة وخفت الأعراض فيكتفى بذلك مع عدم العودة إلى نفس الجو السابق أما إذا لم تتحسن الحالة واستمر السعال أو ضيق التنفس أو حصل إغماء أو زرقة الشفتين فيلزم مراجعة الطبيب فوراً لتلقى الإسعافات اللازمة .
محتوى مواد التنظيف :-
يحتوي سائل فلاش على مركبين كيميائيين رئيسيين هما
حامض الكلور
ورباعي كلوريد الأمونيا
ويحتوي السائل المبيض للملابس كلوريكس (أو أي اسم تجاري آخر) على
5 % هيبوكلورات الصوديوم
وعند مزج المادتين ، رغبة في زيادة درجة التنظيف فإنه ينتج عنه تفاعل هاتين المادتين أبخرة وغازات سامة تتصاعد عالياً وعند استنشاقها فإنها تسبب :
1 – تدمع وحكة وحساسية واحمرار في العينين .
2 – عطاس وحرقان وحكة وسيلان في الأنف .
3 – تهرش في الحلق وحكة وسعال مع صعوبة في التنفس .
وقد يتطور الأمر إلى تضيق في الشعب الهوائية لدى الأشخاص المصابين بالربو مع حدوث أزمة تنفسية حادة ونقص في الأكسجين وربما إغماء أو فشل رئوي حاد ناتج عن احتقان شديد وحدوث حالة مشابهة لحروق من الدرجة الشديدة للغشاء المخاطي المبطن للمسالك الهوائية .
طرق المعالجة :-
في حالة بلع أو شرب هذه المواد من قبل الأطفال فإنه لا ينصح بالتحريض على القيء لما في ذلك من زيادة في تخريش الأغشية المبطنة للمريء والمعدة ولكن ينبغي المسارعة في إعطاء الطفل كمية كبيرة من الحليب والماء وشراب مضاد الحموضة ( حليب المغنيسيوم) والتوجه فورا إلى أقرب مركز إسعافي .
أما في حالة الاستنشاق فكما ذكرنا سابقاً ينصح بالتحرك إلى مكان جيد التهوية وتهدئة المصاب قدر الإمكان والمسارعة لتلقي العلاج الإسعافي إذا كانت الحالة شديدة ويشمل هذه العلاج ما يلي :
1 – إعطاء الأكسجين عالي الدفع وبكمية كبيرة .
2. تقديم علاج الربو المكثف للمصابين به .
3 . إعطاء المضادات الحيوية عند توقع التهاب مجاري التنفس
4 . معالجة أي مضاعفات تنتج عن الحادثة
5. إذا لم تتحسن الحالة أو ظهر فشل رئوي فيلزم تقديم التنفس الصناعي بصورة عاجلة .
ما هي المادة الكيميائية المسببة لإصابات الجهاز التنفسي :-
هناك مادة أو غاز الكلور الذي ينتج من مزج السائل المبيض (كلوريكس) مع فلاش أو أي حمض آخر وعند اختلاطه بالماء يتحول إلى حمض الكلور المؤكسد القوي الذي يؤدي إلى إصابات الحروق في الرئة وأجهزة التنفس العليا ( البلعوم – الحنجرة – القصبة الهوائية – الشعب الهوائية ) .
كما يحتوي الفلاش على غاز الأمونيا وهي مادة قلوية تذوب في الماء وتسبب حروقاً وتهرشاً عند ملاسته للجلد والغشاء المخاطي .
وقد يحدث احتقان وتورم في الحبال الصوتية عند التعرض لكميات كبيرة من هذه الأبخرة يتميز بفقد القدرة على الكلام وصعوبة التنفس وقد تتطور الحالة إلى توقف تام لمرور الهواء ومن ثم الوفاة ما لم يتم الإسعاف التنفسي بصورة عاجلة وتحت إشراف طبي .
هل هناك مضاعفات لاحقة أو مستقبلية ؟
نعم فعند معالجة الإصابة الحادة الأولى وعودة الحالة إلى طبيعتها فإن الأمر قد لا يكون انتهى بعد ، ففي حالات كثيرة قد يصاب المريض بأعراض الربو المزمن أو تمدد الشعب الهوائية أو فقد الصوت أو تليف مجاري التنفس وتضيقها محدثاً مشكلة صدرية طويلة الأمد .
ملاحظة أخيرة :-
من كل ما سبق يتضح أهمية الانتباه والحذر من الاستعمال المفتوح للمواد الكيميائية إلا بعد معرفة مكوناتها وطرق استعمالها والتأكد من قراءة وفهم التعليمات الموضحة عليها .
ومن الغريب أن كل هذه الحوادث تتكرر رغم وجود تحذير على علبة " الكلوريكس" بعدم مزجه مع مركبات أخرى تحتوي الأحماض . وتحذير آخر على علبة "فلاش" بعدم مزجه من المواد المبيضة المحتوية على الكلور .
ولذا ينصح بأخذ كافة الاحتياطات الضرورية مثل لبس القفازات والقناع وتهوية المكان قبل استعمالها . كما ينصح توعية خدم المنازل بخطورة هذه المواد وعدم التساهل في استعمالها وخصوصا مزجها عند التنظيف ، وكذلك عدم إبقائها قريبة من متناول الأطفال مع تجنب وضع أي من هذه السوائل في علب أخرى غير علبها الأصلية حتى لا يحصل خطأ في معرفة نوعية المادة الموجودة في العلبة البديلة .
المصدر : احدى المجلات الطبية للدكتور د. محمد بن صالح الحجاج
cbc111 @cbc111
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
~همسة غلا~
•
جزااااك الله خير حبيبتي
الصفحة الأخيرة