koketa

koketa @koketa

كبيرة محررات

الكل يتحدث عنه، لكن لا أحد يصادفه.. وهم كبير اسمه الحب!!

الأسرة والمجتمع

يا فاتناً لولاه ما هزني وجد





ولا طعم الهوا طاب لي
هذا فؤادي فامتلك أمره
واظلمه إن أحببت أو فاعدل





رحم الله الأمير عبد الله الفيصل ، صاحب هذه الكلمات الجميلة ، وقتما كانت المشاعر تفيض حباً ، والنفوس تذوب نعومة، والقلوب تقطر رقة وعذوبة ، لكن البعض له وجهة نظر أخرى فيكاد يتفق الجميع على أن هذه الصورة الوردية لما يسمى بالحب باتت كالعنقاء والخل الوفي أي من الأساطير ، فالعواطف الآن لم تعد كذي قبل ، حيث القلوب الرقيقة تحجرت والعيون المؤرقة من سهاد الوجد ، تغط في سبات عميق ، والمشاعر الفياضة تاهت في زحام الحياة ، والنفوس ماتت وتفرق دمها بين ما يحيط بنا من عناصر جمود مادي ،وبين واقع صارم يفرض علينا إعمال العقل في كل شيء ، صار الحب مجرد وهم لا وجود له سوى في خيالات المرضى به .


فالحب ، كما يراه البعض ، هو أكبر مقلب يمكن أن يشربه الإنسان في حياته ، ذلك الشعور الذي يجعلك تضحي بالغالي والرخيص في سبيل من تحب، بل و يجعلك تعطي وأنت سعيد وتتصور ببلاهة أن هذا هو الحب ، وهي مجرد أوهام تعشش في رأسك وتنزل علي القلب الظمآن فترويه ، ويتصور المحبون وهم هائمون في دنيا الخيال ، يكبر الوهم داخلهم ويظل يكبر ويكبر حتى يتحول الوهم حقيقة ينامون عليها كما الوسادة الخالية ويحلمون ، ثم يصحو كل واحد منهم هيمان حيران مشغول البال وحزين ، لسان حاله يقول صباح الخير أيها الوهم ، علي غرار الرواية الرائعة "صباح الخير أيها الحزن" للكاتبة الفرنسية " فرنسواز ساجان .
ولأن الفشل في الحب لا يعني نهاية الحياة بل قد يعني بدايتها فالتاريخ يذكر لنا أن وراء العظماء والناجحين دائماً حب فاشل كما يقول الكاتب الكبير أنيس منصور في إحدى مقالاته التي يضرب فيها أمثلة للناجحين بعد فشل قصة حب من هؤلاء مثلاً الشاب تشرشل الذي أحب فتاة من النبلاء. بعث إليها بعشرات الخطابات. فلم ترد. بعث إليها من يقول انه يريدها زوجة فاعتذرت، وأخيرا عرض أحفاد هذه النبيلة رسائل تشرشل إليها في مزاد علني، فاشترى أحفاد تشرشل هذه الرسائل الغرامية العنيفة!
الضابط عبد الناصر تقدم لفتاة فاعتذر أهلها، وكذلك الضابط معمر القذافي .. والشيخ سعد زغلول، الذي صار زعيم مصر بعد ذلك. كان طالبا في الأزهر. وكان مثل غيره من الطلبة يجلسون على الرصيف يتطلعون إلى الفتيات. ولكنه كان عف اللسان (عفيف القلب)، كما يقول الباحث الكبير د. زكي مبارك.. فلك النظرة الأولى وعليك الثانية .
وفي يوم نظر من النافذة فوجد جارته جميلة. فاكتفي بالنظرة الأولى. وتحرك القلب والتهب. والحديث الشريف يقول "من أحب فعف فكتم مات شهيدا". وتقدم الشيخ سعد زغلول يطلب يد الحسناء، فاعتذر أبوها دون حاجة إلى إبداء الأسباب. فأين الشيخ سعد من أبيها الغني صاحب الحسب والنسب. ولم يطق سعد زغلول صبرا فترك حي الأزهر، وعمل محاميا، وخلع الجبة والقفطان والعمامة وصار الافوكاتو سعد زغلول أفندي، وتقدم لبنت مصطفى باشا فهمي رئيس الوزراء. ووافق الباشا وكانت زوجته هي (صفية زغلول) أم المصريين. وصعد زغلول في السياسة وأقيمت له الحفلات والاحتفالات. وتشاء الصدفة أن الرجل الذي رفض الشيخ سعد زغلول زوجا لبنته يقيم لسعد زغلول باشا حفلا بمناسبة عودته من أوروبا.
وقال الذين عرفوا غرام سعد باشا إن الرجل كان مهموما وكان يتمنى أن يرى المحبوبة وحدها أو مع زوجها. وكان يتلفت يمينا وشمالا، ولم يكن سعيدا تماما بحفاوة الأب الذي نسي أنه رفضه. ولكن الباشا لم ينس ويقول الذين شاهدوه في تلك الليلة إن دمعتين نزلتا من هنا ومن هناك من عيني الباشا سعد حزنا علي الشيخ سعد..
وعن طه حسين يقول أستاذنا توفيق الحكيم إن د.طه حسين لم ينس حبه الأول! ويقول الشاعر كامل الشناوي إن توفيق الحكيم لم ينس حبه الأول. وأقول أنا والكلام لا زال لأنيس منصور إن كامل الشناوي لم ينس حبه الأول والحقيقي لإحدى المدرسات التي كان يبعث معنا إليها خطابات ووردا..
وكان لأستاذنا الفيلسوف د. عبد الرحمن بدوي حب وحيد، وكان حريصا على كتمانه. ولكنه في آخر أيامه وضع هذا الحب عن قلبه، وقال رغم تعدد الغراميات في حياته هنا وفي باريس إلا أن هذا هو الحب الأول والأخير..
وقال الصحفي الكبير مصطفى أمين إن سعد باشا زغلول قد وضع لافتة في مكتبه عندما كان محاميا وعلى هذه اللافتة بيت شعر غريب. ولكن معناه في أعماق سعد زغلول.


الحب الأول أزمة وتعدي

وعلي ذكر الحب الأول فهو عادة لا ينتهي بالزواج فهو في حياة البشر مجرد أزمة وتعدي ، ذلك لأنه ظاهرة من ظواهر

مرحلة المراهقة التي غالبًا ما تتسم قراراتها بالتفاعلية والحكم على الأشياء بظاهرها وهو أيضًا ما أجمع عليه الكثيرون ممن خاضوا تجربته بأنه لم يكن أكثر من وهم يحمل معه، في الغالب، كل عوامل الفشل منذ بدايته ورغم ذلك تتكرر التجربة ملايين المرات مع ملايين الشباب رغم علم أغلبهم أن الحب الأول في حياة الملايين السابقين لم يكن سوى تجربة فاشلة خلفت وراءها جرحًا ما اختزنته الذاكرة في ملف التجارب الأكثر إيلامًا في حياة الإنسان .. ترى كيف ينظر الشباب إلى الحب
وقد يعتبر البعض أن الحب الأول رغبة ملحة نتيجة ما يراه حوله من أغنان أ, أفلام فيندفع البعض إلي حب أهوج بطريقة عشوائية ودون أن يحسب عواقبه حسبما ما يقول د. أحمد المجدوب مؤكداً أن الشباب يسعي إلي خوض أي تجربة عاطفية دون التأكد من صدق المشاعر أو التفكير في نهاية هذا الحب الذي غالباً ما ينتهي بالفشل ، ذلك لأن الحب الأول عادة ما يكون في مرحلة المراهقة تلك المرحلة التي تتسم بالعديد من الاضطرابات والتغيرات وبالتالي يفشل الحب الأول لأن المراهقة هي مرحلة ساذجة بلا خبرات
لأن المراهق يخوض التجربة بناءً على خبرات ساذجة اكتسبها بطريقة سطحية، وبالرغم من فشل تجربة الحب الأول، إلا أنها تظل أكثر تعلقًا بالذهن مهما تعددت التجارب فيها بعد. وذلك لأنها أول تجربة يمر بها الإنسان والتي انتقل بها من الطفولة إلى الشباب.
ويؤكد د. المجدوب أن مثل هذه التجارب قد تترك آثاراً سلبية علي المراهق او قد تترك أثار مثل هذه التجارب قد تترك آثاراً سلبية علي المراهق او قد تترك أثار إيجابية وذلك بحسب نوع التجربة
وذلك من خلال أن يستعيد الآباء المراحل العمرية التي يمر بها الأبناء حتى تقترب المسافات فيما بينهم، ويتمكنوا من توجيه أبنائهم إلى السلوك الرشيد، لأنهم أدركوا من خلال تجاربهم الماضية أن الحب عاطفة لابد أن تكون دائمًا مرتبطة بالعقل، ولا يوجد ما يسمى بالحب من أجل الحب، لأن لكل شيء في الحياة هدفاً؛ وأسمى أهداف الحب هو الزواج، كما يجب أن يدرك الشباب أيضًا أن الحب الأول تجربة لا مفر منها، فإن فشلت لابد من الاستفادة منها وليس فقط الرثاء عليها، فالإنسان بإرادته القوية يستطيع أن يصوغ حياته كيفما يشاء بعد فراق الحبيب.
أما د. أمينة كاظم أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس فهي تري أن الحب الأول تجربة دائماً معرضة للفشل، لأنها تكون عادة في سن المراهقة تلك المرحلة التي تتصف بالرومانسية والرغبة العارمة في إثبات الذات، وهي مرحلة تتسم باندفاع المشاعر نحو شخص يفترض فيه أنه فارس الأحلام ، وعادة ما يكون المظهر هو المقياس الأول في اختيار الحبيب ، لذلك نجد كثيرًا من الشباب يعيشون قصص حب وهمية وهي في الحقيقة لا تتعدى أن تكون حالة من الانبهار والإعجاب، كما أن هناك أمرًا مهمًا في فشل الحب الأول وهو أنه غالبًا ما يوجد عدم تكافؤ بين الحبيبين من الناحية الاجتماعية والثقافية، لأن الخيال العاطفي يلعب دورًا كبيرًا في أول تجربة، حيث يخيل لكليهما أن الحب أقوى من أي فروق، ولكن سرعان ما تفصح الأيام عن حقيقة هذه المشاعر الوهمية، لأنه بمرور الوقت والانتقال إلى مرحلة الرشد تهدأ حدة الانفعالات، ويصبح الشاب في حالة من الاتزان الوجداني التي تمكنه من التفكير بعقلانية أكثر في أمور حياته العاطفية وغيرها، لذلك لابد أن يتروى الشباب في الحكم على مشاعرهم ويدركوا أن الحب مسؤولية كبيرة من أهم سماتها الصدق في المشاعر والأمانة مع الطرف الآخر.
وهكذا يظل باب الحوار مفتوحًا فكل من لديه تعليق أو رأي في الموضوع المطروح فنحن نرحب بأي تعليق.

الحب الرومانسي وهم



الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس لا تؤيد قول البعض بان الحب يشبه السحر يظهر فجأة علي الإنسان إنما تري أنه يأتي بالتعليم منذ لحظة ميلاد الطفل وإحساسه بحب أمه ومن حوله فالسنوات الأولي من العمر تمثل الفرصة الحقيقية لتشكيل الحب الذي يظل مختزنا في ذاكرة الطفل والتي تعد الوعاء الذي يستمد منه حبه للآخرين.
وتري عن الحب الرومانسي الذي سمعنا عنه في الماضي لم يعد له وجود الآن بسبب تغير أسلوب التربية بشكل كلي وأيضاً نظراً لتغير الظروف الاجتماعية ، حيث كان الحلم هو أن يمسك المحبين يديهما فقط فقديما كان الشاب يحلم بأن يضع يده في يد الفتاة التي يحبها فكان الإمساك بيدها حلما لا يتحقق الا بالخطبة وعقد القران وكان ذلك يولد الكثير من الخيال والرومانسية وهو ما يجعل الحب مدته تدوم أطول ويصبح من الصعب أن يمحى من الذاكرة. أما اليوم فقد أصبحت العلاقة بين الشاب والفتاة أيسر من ذلك بكثير بدعاوى الحرية والاختلاط وأصبح من السهل أن يقيم الشباب أكثر من علاقة مع بعضهم البعض تحت مسمي الحب فأصبحنا نري صورا كثيرة من هذا الحب المزيف المليء بالأغراض من جانب التسلية لبعض الشباب فانتشر حب التليفونات والزواج العرفي وكله يفشل في النهاية ذلك لأن الحب الصادق أبعد ما يكون عن كل هذه النماذج لأن هذه الأشكال تبتعد تماما عن الحب الرومانسي الصادق الحقيقي النابع من صدق العاطفة والمعاناة وصاحب هذا الحب هو شخص كريم تكون سعادته الحقيقية في العطاء.


الحب يزول بعد الزواج

كل ماله بداية له نهاية تلك قاعدة لا خلاف عليها فكما يبدأ الحب ينتهي إما بزواج أو بفراق ، لذا كان زواج الحب فاشل حسب ما أكدت ذلك دراسة مصرية حديثة رأت الدراسة أن الزواج عن حب تصل نسبة الفشل فيه إلى 75%، بينما تصل نسبة نجاح الزواج التقليدي إلى 95%.
وكانت الدراسة قد أجريت علي 1500 زوج وزوجة، وأكدت الدراسة أن نجاح زواج الحب بعيد الاحتمال ذلك لأنه غالباً زواج مبني علي العواطف الجياشة فقط والعواطف وحدها لا تكفي لصمود العلاقة الزوجية، لأنه ينقصها العقلانية والاتزان ويغلفها الاندفاع واللهفة والكذب في بعض الأحيان.
الدكتور إسماعيل عبد الباري أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق بمصر والذي أجري الدراسة أكد أن المحبين يفكرون بقلبهم، فيحلمون ويحلقون في فضاءات خاصة بهم، معتقدين أن العاطفة تكفيهم لتأسيس حياة زوجية ناجحة ،ثم يفاجئوا بعد ذلك بمسؤوليات الزواج وتبعاته فتنقلب الحياة بالنسبة لهم رأساً علي عقب ، ويذهب الحب مع رياح الهموم والمشاكل
وتؤيد الرأي الدكتورة سوسن إسماعيل أستاذة علم النفس، وهي تري أن زواج الحب تحكمه العاطفة التي تحجب الرؤية الواقعية بين الطرفين فيري كل منهما مزايا الآخر ويغفل عن عيوبه ، وبالتالي تكون الرؤية المستقبلية لديهم قائمة علي أسس من الأوهام والأحلام ، ثم تتوالي المفاجآت والتي قد تؤدي فيما بعد إلى الصراعات والمشاحنات، التي قد تصل بدورها إلي الطلاق النفسي، وهو التباعد الشديد بين الزوجين رغم تواجدهما تحت سقف واحد.

الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس يري أن الدراسة تظلم زواج الحب ويعيب علي الزواج التقليدي مشاكله وأزماته ، مثل توفير المعيشة وإتمام واجبات الزواج ومسؤولياته، وفي يومنا هذا فالفشل قد يصيب أي زواج، كما قد يحالف النجاح أي زواج، لذا علينا ألا نظلم زواج الحب، لأنه لفترة خلت، كان العرسان يتزوجون عن حب ويصمدون وينجحون
ووعلي الجانب الآخر من البحر تأتينا دراسة تؤكد نتائج الدراسة المصرية ، فقد أكدت دراسة ميدانية فرنسية أكدت أن 85% من زيجات الحب والغرام تنتهي بالطلاق، أو بالمشكلات التي تنغص حياة الزوجين وتذهب ما كان بينهما من حب ؛ بينما نجد في المقابل أن الزيجات القائمة على العقل والاختيار التقليدي نجحت واستمرت.
وتفسر الدراسة ذلك بأن النوع الأول من الزيجات تظهر العيوب بجلاء بعد الزواج بعد أن تكون اللحظات الجميلة ذابت والعواطف تبخرت والمشاعر الرقيقة ذهبت أدراج الرياح، وهو زواج يؤخر إلى الوراء لأن المتحابين يهملان عملهما أو دراستهما وعلاقاتهما الاجتماعية، ويقضيان معظم الوقت في مطارحة الغرام وتبادل عبارات الهيام، فتكون النتيجة أن 85% من زيجات الحب تنتهي بالطلاق والفشل، بينما لا تتجاوز تلك النسبة 5% في الزيجات التقليدية التي تعتمد على العقل والتريث، ولا تستند إلى الاندفاع العاطفي فتنهار عند أول منعطف.


3 سنوات عمر الحب

و إحدى الدراسات الأمريكية تؤكد أن العمر الافتراضي للحب هو 3 سنوات ليس أكثر والدراسة قام بها باحث في علم الاجتماع يدعي ويليام رويبنسون
ويقول الباحث " إنه عندما يصل الحب إلى نهاية عمره الافتراضي يصبح نوره خافتاً وقد يتطلب ما يقرب العام حتى يدرك طرفاه علاقة الحب هذه الحقيقة التي تغلفها الحياة المشتركة وهي ربما الزواج ".
ويؤكد ويليام " أن كيمياء المخ المسيطرة على عملية الحب تظل تولد شحنات وشحنات حب وطاقة عواطف لمدة ثلاث سنوات ثم تتوقف تلك الشحنات وكأنها بطارية فرغت ، ولا يمكن إطلاقا إعادة شحنها ثم تتحول العلاقة القائمة على الحب إلى علاقة دفء وإخلاص "
وقد استند رويبنسون في ذلك إلى أن قصص الحب الشهيرة والواقعية أو الخيالية عمرها ولا تتعدى في مداها الزمني ما بين الثلاث إلى خمس سنوات !!
* وطالما أن العمر الافتراضي للحب ينتهي بعد فترة قصيرة من عمر الحياة الزوجية الطويل فلا داعي للحب من أساسه ، ولا عزاء للمحبين أو من يعيشون في وهم كبير اسمه الحب كتب عنه نزار قباني ذات يوم :-
الحب يا حبييتي قصيدة مكتوبة علي القمر
الحب مرسوم علي جميع أوراق الشجر
الحب منقوش علي
ريش العصافير وحبات المطر
0
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️