متابعات(ضوء): كشف مصدر أمني عن ان عملية تفتيش منزل المنتحر والذي انهى حياته مقابل مخفر العدان فجر امس الاول والتي جاءت بأوامر من مدير مباحث مبارك الكبير المقدم سالم الجويسري والرائد علي التمار والنقيب خليفة العبيد والملازم أول سالم شهاب أسفرت عن ضبط 4 أسلحة وشوزن ورشاش هذا بخلاف السلاح الذي استخدمه في الانتحار، كما عثر رجال المباحث على كمية كبيرة من الطلاسم وأدوات الشعوذة وذخيرة.
الجان يستهدفه
ولفت المصدر الى ان المواطن المنتحر سبق وأن أبلغ أجهزة الداخلية بأن هناك سحرة وجنّا يستهدفون منزله وأسرته وانه يعاني من الجان الذي يستهدفه.
وأكـد المصدر ان المواطن الذي اقدم على الانتحار مقابل مخفر العدان كان يبلغ افراد اسرته بان الجان يـستهدفه وذلك منذ سنـوات رغم محاولات اقناعه بأن ما يعتقده تهيؤات.
وقال المصدر الامني ان التحقيقات التي اشــرف عليها مدير امن محـافـظة مبارك الكـبير بالانابة اللواء ابراهيم الطراح ورئيـس قـــسم الدوريات في مبارك الكــبير الرائد نايف الحجرف وتمت مع زوجة المنــتحر وابنائه تبين من خلالها انه اصيب باضطرابات نفسية شديدة منذ يوم الثلاثاء الماضي اي قبل تنفيذ انتحاره بـ 3 ايام.
صورة عن التقرير الطبي الذي قدمته الزوجة في ملف قضية الاعتداء عليها
واضاف المصدر ان اسرة المنتحر قالت انه ومنذ 3 ايام فقط بدأ يعتدي بالضرب على ابنائه وزوجته بطريقة غير معهودة، مشيرين الى انه وخلال هذه المدة بدأ يتهم زوجته صراحة بأنها سحرته مثلما تفعل جميع النساء لازواجهن ـ على حد زعمه.
الزوجة والسحرة
واشار المصدر الى ان زوجته حاولت اقناعه بأنها لم تفعل ذلك ولم يسبق لها ان تعاملت مع سحرة او مشعوذين، الا انه كان غير مقتنع بأنها لم يسبق لها ان ذهبت الى سحرة او انها سحرته.
واكد المصدر ان المواطن كان جادا في تنفيذ انتحاره، مشيرا الى ان المواطن هدد مدير عام الادارة العامة للمباحث الجنائية بقتله اذا ما سمح لابنه الطفل بالاقتراب منه والعدول على انتحاره، كما هدد ابنه البالغ من العمر 19 عاما بقتله اذا ما اقترب منه.
واشار المصدر الامني الى ان اسرة المنتحر اكدت انه كان يتحدث كثيرا عن قانون الاحوال الشخصية، مرددا انه لا يحق لأي قاض ان يحكم بالطلاق حتى ولو قام الزوج بضرب زوجته حتى الموت لأنه حينما يفعل ذلك فإنه يقوّم سلوكها، هذا وسمحت وزارة الداخلية لاسرة المنتحر بتسلم جثته ودفنها.
إطلاق النار من القناصة
على صعيد آخر، قال المصدر الامني ان ادارة القوات الخاصة القناصة لم يكن باستطاعتهم اطلاق النار على المواطن، لأن الاقدام على هذا الاجراء يعد غير مألوف، وكان هناك اعتقاد بأن المواطن يلوح فقط بالانتحار، مشيرا الى ان عدم حسم القناصة في اطلاق عيار ناري على المواطن عائد لعدة اعتبارات اولها ان المواطن لم يكن ممسكا بأحد وملوحا بقتله مستدركا بالقول: لوزارة الداخلية سوابق في التعامل بحزم مع مثل هذه الأحداث والتي فيها يمكن ان يتعرض أشخاص للتهديد بالقتل من قبل أشخاص غير متزنين.
الرأي النفسي
على صعيـد ذات صلة، ونظرا لغرابة الواقـعة، استطلعت «الأنـباء» آراء أساتذة من علم النفس وعلم الاجـتماع بجامعة الكويت حول حادثة انتحار المواطن الخمسيني، حيث أوضح رئيس قسـم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.عـبــدالوهاب الظفــيري انه عندما يصـاب الفرد بحالة من اليأس الشديد يفكر في الانتحار وإنهاء حياته ولكن ليس الجميع بتلك الطريقة فـهناك أشخاص يفكرون بشكل ايجابي ويضعون حلولا لمشـاكلـهم بـهدوء وعـقلانـية.
وتابع د.الظفيري قائلا: وصف المنتحر نفسه بمسمى غريب حتى لا يعاقب من السماء وليبرر لنفسه التهــــــديد بالانتحار بل وتنفيذ ذلك الانتحار أمام مرأى ومسمع من الحضور، واشار إلى ان وجوده في مكان عام ورسمي يمثــــل الدولــــة أراد منه المنتحر إيـــصال رسالة للمسؤوليــــن في الدولة بدلـــــيل ما ذكره المـــنتحر من عبارات قبـيل تنفـيذ الانتحار.
وفـيما يخص مـطالبته بتغيير قـانون الأحوال الشخـــصية قال د.الظفيري: لا يمكن الحكم على قانــون من شخص متطـرف عـقليا وانفعاليا، خاصة ان القضـاء الكويتي عامل ومـتميز والقوانين الموجودة حاليا متميزة ومنـصفة.
واوضح انه بالتأكيد كان يعاني الشخص المنتحر من صراعات داخلية أوصلته لدرجة من الـيأس وفـقدان الثقة بالذات وتحول إلى شخص انفعالي يتصرف دون تفكير بما جعله ينهي حياته.
الشعور باليأس
وذكر أستاذ علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.خضر البارون ان شعور الفرد باليأس من المشكلات التي تواجهه يجعله يفكر في الانتحار وإنهاء حياته، فقد جرب حلولا ولكنها لم تؤد إلى نتيجة مرضية فاختار الابتعاد من خلال تنفيذ الانتحار.
وتـابـع قائــلا: في اعتـقادي ان إفشــاء أمر خلافـات مع زوجــته أمام الناس أشعره بالإحراج والانزعاج نتيجة معرفة الآخرين بما فعله مع زوجته وبالتالي فان صعوبة مواجهة المشكلة أدت به للتفكير في التخلص من حياته للهروب من مشاكلهم المادية والزوجية.
وأشار د.البارون إلى ان الكلمات التي أطلقها المنتحر قبيل انتحاره جاءت نتيجة شعوره باليأس فقام بإطلاقها أمام الحضور ليبرر فعلته وجرمه وقضيته كونه لم يجد حلولا لمشاكله.
الضغوطات النفسية
وأكــد د.الــبارون ان الضغوطات النفسية والشعور بالإحباط يجعل الفرد يقوم بأمور خاطئة كالانتحار أو أذى النفس البشرية كما قام المواطن الذي احرق نفسه منذ أيام وكأنه يريد ان يقول «انتم حرقتموني ماليا وانا سأحرق نفسي جسديا».
واشار إلى ان تلك التصرفات خاطئة لان النفس البشرية غالية ويجب الحفاظ عليها واحترامها وإيجاد حلول واقعية لمشـــــاكلنا والبعد عن الحلول الخيالية.
وأكد د.البارون ان الكويت بلد خير ويمكن مساعدة المعسرين ماديا من خلال الصدقات والتبرعات.
كويتي يصيح «أنا المهدي المنتظر»، و«وصلتني اوامر بالموت» ويطلق النار على نفسه...الرأي(ضوء): على وقع «أنا المهدي المنتظر»، و«وصلتني اوامر بالموت» انهى مواطن حياته باطلاق الرصاص على نفسه امام مخفر العدان بعدما فشلت مفاوضات رجال الأمن والمباحث وتوسلات ابنيه في اثنائه عن القرار الذي كتب به خاتمة حياته.
المواطن، ووفق مصدر امني، كانت سجلت زوجته بحقه قضية اعتداء بالضرب واذى بليغ، وباستدعائه من قبل رجال مخفر العدان توجه اليهم مسلحاً بسلاح صيد، وتوقف بين حارتين في الشارع العام امام المخفر وصوّب السلاح الى بطنه، واخذ ينادي على رجال الأمن معاتباً اياهم على تسجيلهم قضية لزوجته متهماً اياها بأنها تتعامل مع السحر.
وقال مصدر امني ان «رجال الأمن والمباحث اخطروا مدراءهم فحضر مدير امن مبارك الكبير اللواء ابراهيم الطراح ومدير عام الادارة العامة للمباحث الجنائية العميد محمود الطباخ وضابط المباحث الرائد علي التمار وبدأ اللواء الطراح المفاوضات منذ الثانية فجراً الا ان حامل السلاح رفض الحوار والتفاوض مردداً «انا امامكم انا المهدي المنتظر» وتارة يضع السلاح على رأسه وتارة على بطنه، وعندما اقترب منه الطراح متفاوضاً، قال له (سلاحك خالي من الرصاص) فقام المتهم بسحب القسام واخرج رصاصة وردّ على الطراح بقوله (هذه رصاصة من اصل 5 في السلاح) وصوبه الى وجهه (الطراح) وهدد بقتله إن اقترب اكثر، فاضطر الى العودة مجدداً الى صفوف الامنيين وعندما حان وقت اذان الفجر ردّد المواطن عباراته: (انا إمامكم انا المهدي المنتظر)، فقال له اللواء الطراح (اذا كنت إمامنا... صلي بنا)، فرفع المواطن يده الى السماء وقال (يارب سامحني... هم لايريدون اقامة الصلاة)، وبدأ يردد ادعية والسلاح موجه الى بطنه وتدخل مدير عام الادارة العامة للمباحث الجنائية العميد محمود الطباخ واستحلف المواطن بتسليم نفسه ولكنه واجه تهديداً بالقتل.
وتابع المصدر الامني ان «اللواء الطراح احضر ابن المواطن (19 عاما) للتفاوض مع ابيه، وعندما اقترب الابن منه متوسلاً الى ابيه عدم قتل نفسه، وجه الاب السلاح بوجه ابنه وطالبه بالتراجع واضطر الى الابتعاد عن الموقع وتم احضار ابنه الثاني ذي الستة اعوام وطلب ابعاده، وبعد ان فشلت المفاوضات مع المواطن تم استدعاء القوات الخاصة والقناصة التي احاط رجالها بالمكان، وعندما صرخ المواطن «وصلتني اوامر بالموت وقام بتلاوة ادعية ثم اطلق الرصاصة في بطنه وسقط ارضاً وسط بركة من دمائه».
لقطات تظهر مراحل تصويب المواطن السلاح على نفسه
ومضى ان «فنيي الطوارئ الطبية قاموا بنقله الى مستشفى العدان الا انه لفظ انفاسه قبل الوصول اليه، وتحديداً عند الساعة السادسة صباحاً، وتم استدعاء زوجته التي ابلغتهم بأن زوجها منذ ثلاثة ايام يدخل المنزل بحالٍ هستيرية ويقوم بتحطيم كل ما تطوله يده ويعتدي عليها ضرباً، وسجلت قضية انتحار بأمر وكيل النائب العام».
من الواقعة
• عندما قرر المواطن الانتحار سأله رجال الأمن ألا تريد ماء؟ فأجاب: «زين ذكرتوني» وأحضروا له الماء، فأخذ يشتم رائحته خشية أن يتم تخديره.
حتى وصل ضابط من القوات الخاصة لانتزاع السلاح
• المتوفى قبل وفاته قال للعميد الطباخ «أنا أعرفك وياما جيتك وما سويت لي شيء... ألحين مابي منك شيء».
• عندما شاهد المواطن اقتراب القوات الخاصة منه جرى بعيداً عنهم وأطلق النار على نفسه.
• المتوفى أب لأربعة أبناء وفتاتين وأحد أبنائه عسكري في وزارة الدفاع، وأبلغهم أن سلاح والده مرخص.
حضور أمني
• تواجد في مكان البلاغ للتعامل مع المواطن والتفاوض معه لثنيه عن قرار الانتحار كل من مدير أمن مبارك الكبير اللواء إبراهيم الطراح، ومدير عام المباحث الجنائية العميد محمود الطباخ، ومدير مباحث مبارك الكبير المقدم سالم الجويسري، وضابط المباحث الرائد علي التمار، وضابط المباحث الملازم أول سالم الشهاب، وضابط المباحث الملازم أول خليفة العبيد.
http://www.daoo.org/news.php?action=show&id=31948
حرام انتحر