:27::27:
إن الطريقة التي تقرأ بها لأطفالك هي أهم عامل مؤثر على ربطهم بالكتاب؛ فهي أكثر أهمية من الكم الذي تقرؤه لهم، فمن المهم أن تشجع طفلك عل المشاركة في أثناء القراءة، وإلا فإن استفادته من القراءة ستكون محدودة وستكون شبه منعدمة إذا كان مستمعًا ساكنًا.
فقد أثبت بعض الباحثين المتخصصين في دراسة نشرت في دورية (علم نفس النمو) فوائد ما أطلق عليه القراءة (النشطة)، وذلك في برنامج خُصص للقراءة لأطفال يبلغون عامين.
وتقول الدراسة: إن القراءة النشطة تتمثل في إشراك الآباء والأمهات أبناءهم الحوار الذي يقرءونه في قصة، وقد حقق الأطفال الذين يندمجون في تلك الحوارات مستويات متقدمة في تنمية الثروة اللغوية، ومشاركة الأبناء تتمثل في:
- دفعهم وتشجيعهم على الاندماج في الحوار والتعليق على بعض أحداث القصة.
- وتعليق الوالدين على ما يقوله الأطفال عن القصة.
- ومن ثم الثناء على تعليقاتهم ومحاولاتهم.
فهذه الخطوات الثلاث هي التي تحقق القراءة النشطة، وهي الطريقة إلى تحقيق مزايا النمو اللغوي، وفي الحقيقة فإن القراءة للأطفال دون العمل على اندماجهم فيما يُقرأ لهم قد يؤدي إلى الملل وفقدان الأطفال الاستمتاع بما يُقرأ لهم.
التبكير يخلق طفلاً مثقفاً
إن قراءة القصص للأطفال تجعلهم يكتشفون العالم من حولهم، والسرد القصصي والقراءة أسلوبان فاعلان لتنمية الخيال عند الأطفال وجعلهم متمكنين من التعرف على بيئتهم. فالقراء مع الأطفال تنمي رابطة قوية بين الوالدين والأطفال وتعزز تأثير الوالدين على الأبناء.. ذلك التأثير الذي سيؤدي في النهاية إلى تنمية حس عميق ومستمر وحب للتعليم والقراءة.
وقد أوضحت بعض الدراسات أنه كلما كان هناك تبكير في تثقيف وإثراء خبرات الأطفال بالكتب والقصص قبل المرحلة الابتدائية، كان استعدادهم للتعلم والقراءة والكتابة أفضل.
ومن المهم أن تعرف قدرات أبنائك، وما الذي يجب أن تقدمه لهم في كل مرحلة عمرية، وإليك بعض الإرشادات المهمة في هذا الصدد:
1- ثبت أن الأطفال يحبون سماع أصوات والديهم حتى لو لم يفهموا ماذا تعني تلك الأصوات، كما أن استخدام طبقات الصوت وتعبيرات الوجه المختلفة أيضًا يساعد الأطفال الصغار على زيادة انتباههم وإطالة فترته، ويجب أن تتاح للطفل الفرصة للإمساك بالكتاب فهذه الخطوة تمكن الطفل عند بلوغه سنة واحدة من اكتشاف الكتاب كمادة محسوسة، وهذا إنجاز كاف عند هذه السن.
2- وعندما يكمل الطفل السنة الثانية فمن الممكن تشجيعه على القراءة بأن نطلب منه الإشارة إلى صور وأسماء الأشياء.
3- وعندما يبلغ الأطفال سن الثالثة فإنه يمكن دفعهم للمشاركة في قصة تقرأ عليهم، كما يطلب منهم وصف أحداث صفحة واحدة بعد قراءتها لهم.
4- بعد سن الرابعة يستطيع الأطفال تعلم سرد قصة مبسطة والمشاركة في القراءة والكتابة، وذلك ضمن برنامج لعبهم.
5- في سن الخامسة وما فوق فإن الأطفال الذين يعرفون الحروف والأصوات يمكن أن يُطلب منهم التعرف على الحروف والكلمات في الصفحة، ويمكن استخدام صورة وبطاقات عليها حروف لمساعدة الأطفال على التدرب على مهارات الكتابة.
وإليك بعض الخطوات العملية التي يمكن أن تثري خبرات الأطفال بصرف النظر عن عمر الطفل:
1- أجلس الطفل في وضع قريب حميم في أثناء القراءة، وأتح له الفرصة للمس الصفحات وتقليبها كأسلوب من أساليب المشاركة.
2- يجب إشراك الطفل وربطه بما يُقرأ له عن طريق طرح الأسئلة، ذات الإجابات المفتوحة، مثل: ماذا يحدث الآن؟ ما الذي سيحدث بعد ذلك في رأيك؟
3- التخطيط لجعل قراءة كتاب أو قصة حدثًا مميزًا في اليوم يجب التطلع إليه بفارغ من الصبر.
4- يجب تشجيع الطفل على تمثيل بعض الأدوار من قصص تمت قراءتها معه وتكون مألوفة لديه ويستخدم فيها بعض ألعابه، وتشجيعه على ذلك لتنمية الخيال والقدرة على التفكير.
وأخيرًا وطفلك يتقدم نحو إدراك الرابط بين اللغة المكتوبة والقصص، لا تقلق من الأخطاء التي يرتكبها بقدر حرصك على تشجيعه على بذل الجهد والحصول على أفكار جديدة؛ لأن ذلك هو السبيل لإكسابه القدرة على التفكير والإبداع، وتذكر دائمًا وراء كل قارئ جيد دعم من والد أو عطاء من مهتم، يقول "جد شن كلبرث" رئيس تحرير مجلة Scholastics parents and child magazine في حديث له عن برنامج "اقرأ 2000": إنه بالرغم من أن المدرسة تلعب دورًا مهمًا في تنمية حب القراءة لدى الأطفال فإن الوالدين يجب أن يكونا قدوة لأبنائهم، فإذا لم يكن البيت غنيًا ومفعمًا بالقراءة ومملوءًا بالكتب فإن ارتباط الأطفال بالقراءة سيكون احتمالا ضعيفًا.
تحدث مع أبنائك
اللغة هي مفتاح الثقافة، وبواسطة تعلم اللغة يكتسب الأطفال الثروة اللغوية والكلمات المهمة، ويجب أن يتحدث الوالدين إلى أبنائهم حتى صغار السن منهم ويمكن استخدام الألحان عند الحديث مع الأطفال؛ لجذب انتباهم وضمان استمتاعهم باللغة والصوت ثم يتم الانتقال تدريجيًا إلى محادثتهم ولا بد من تخصيص وقت لهذا الغرض بعيدًا عن مقاطعات الراديو والتلفزيون، وهي يمكن أن تأخذ الشكل التالي:
اجعل طفلك يقرأ معك ويقرأ لك حتى وإن لم يتمكن بعد من إجادة القراءة، ثم اطلب منه أن يعيد عليك القصة بلغته الخاصة؛ فهذه الطريقة تجعل الطفل مرتبطًا بالقراءة وتنمي ثروته اللغوية وقدرته على الاستيعاب.
في البداية يتم انتقاء المواد العاطفية التي عادة ما تجذب الأطفال، فأحيانًا قد ننظر إلى الخلف ونتذكر الكتاب أو القصة التي أحببناها ونجد أنها مليئة بالعواطف القوية، ومن المهم انتقاء الكتب التي يوجد بها شخصيات يحبها الأطفال ويودون تقليدها أو تقمصها أو تتحدث عن خبرات وتجارب أو صفات موجودة في أبنائك.
ويمكن أيضًا استخدام أساليب عملية، مثلاً أن تطلب من أبنائك قراءة ما يكتب على المعلبات ولوحات الطرق، وعندما يكبرون اطلب منهم مشاركتك في قراءة المقالات في الجرائد والمجلات وفي المواضيع التي يحبونها.
الكتاب في كل مكان
يجب أن لا تكون الكتب على الأرفف المرتفعة، بل يجب أن تكون الكتب في كل مكان يوجد فيه الطفل: في المنزل.. في المطبخ.. في غرف النوم.. في السيارة، احمل بعض الكتب إلى الأماكن التي يمكن أن تُجبر على قضاء وقت طويل مع ابنك فيها، كالانتظار في المطارات أو الوقوف في صف طويل أو في عيادة الطبيب.
كما علينا تنويع المواد التي يقرؤها الأطفال فيفترض أن يقرءوا قصصًا حقيقية، ومغامرات.. وتاريخ.. وقراءات عاطفية.. فالأطفال لا يعرفون الخيارات حتى توضع بين أيديهم ويتعرفون عليها، عند ذلك يمكنهم الاختيار وتحديد ما يودون قراءته.. وحين تكتشف مثلا أن أبناءك مهتمون بقراءة الموضوعات الضاحكة أو الباسمة فلا تنهرهم؛ لأن ذلك يعد مرحلة ستؤدي إلى ربطهم بالكتاب ولن تقتصر قراءتهم إلى الأبد على هذا النوع.
ولمساعدة الأبناء على أن يكونوا (قارئين أصحاب ثقافة شمولية):
حدد يومًا في الأسبوع لزيارة العائلة إلى المكتبة، فإذا تعود الأطفال مثل هذه الزيارات فسينتظرونها بفارغ الصبر.
حدد وقتًا، وسمه (وقت القراءة العائلية).
هذه ببساطة بعض ملامح برنامج تم تحت عنوان: "القراءة المدرسية 2000"، ويقول "جدسن كلبرث": إن تلك الأفكار ببساطة قد اقترحتها بعض المدارس، وعلمتها للآباء والأمهات، ويضيف أن هذه الحملة قد نجحت وثبتت جذورها بقوة.
منقول
بكيزه هانم @bkyzh_hanm
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
يسلوا ايديكي يا اختي فعلا متعة
ياريت نحاول نطبقها لتلك الامور
جزاكي الله خيرا
اختك ضوالقمر