بسم الله الرحمن الرحيم
من هي المرأة اللبقة...؟
وما معنى اللباقة...؟
وما أثرها في حياتنا وفي علاقتنا مع الآخرين...؟
لا يختلف اثنان على أنه ليس هناك أجدى من اللباقة في تحقيق الانسجام مع الآخرين وخاصة بين المرأة وزوجها، فهي السحر الذي يسمح لها أن تنفذ إلى أعماق قلبه ووجدانه في أغلب الأحيان.
واللباقة بكل بساطة تعني: الكلمة المناسبة ... الفعل الملائم ... رد الفعل الذكي.
أو بعبارة أخرى: إن المرأة اللبقة هي التي تلبس لكل حال لبوسها، وتستطيع أن تحول الموقف المعناد بذكاء الكلمة والفعل إلى صالحها.
إن في اللباقة من الأسباب الرئيسية لنجاح الإنسان في حياته بصفة عامة، وفي حياته الزوجية بصفة خاصة فهناك من الناس من يخلط الحب بالصراحة التي لا يضبطها ضابط، ويظن أن المحبة أن يكون الإنسان صريحاً وأميناً وأن يقول كل ما يجول في نفسه من عير مراعاة لمشاعر وظروف الطرف الآخر.
افصلي الذات عن السلوك
قاعدة أساسية تربوية يؤكد عليها علماء النفس وهي يجب أن نفصل بين الذات وبين السلوك، وبالمثال يتضح المقال، فعندما تقول الأم لأبنها أنا لا أحبك وأنت إنسان سيء ووو.... هذا من الخطأ وليس من اللباقة قول هذه العبارات ولو لأقرب الأقربين لنا.
والصحيح هو أن تقول الأم لأبنها: أنت ابني وحبيبي (هذا هو الذات) ولكن ما تفعله خطأ أو هذا السلوك لا أحبه وأرفضه (مثل سلوك الكذب أو عدم اتباع آداب الطعام أو أو .....).
وأيضاً في حال الصداقة، إن أخطأت الصديقة في حق صديقتها فعليها أن تفصل بين الذات والسلوك، ولا تهاجم وتعنف ذات الصديقة ولكن تركز فقط على السلوك وما تفعله الصديقة.
وإليك عزيزتي القارئة هذا المثال الواضح في الفصل بين الذات والسلوك:
ما أهجر إلا اسمك
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (("إني لأعلم إذا كنتِ عني راضية، وإذا كنتِ عليّ غضبى"،
قالت: فقلتُ: "من أين تعرف ذلك" ؟ فقال: "أما إذا كنتِ عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلتِ: لا ورب إبراهيم"،
قالت: قلتُ: "أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا أسمك"))، رواه البخاري ومسلم.
ولنا مع هذا الحديث العجيب وقفات:
أولاً: أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة ولكن من الطبيعي أن يحدث سوء التفاهم والخلافات والمشاكل بين الناس وخاصة بين الزوجين.
ثانياً: يجب ألا ننسى عند حدوث أية مشكلة خلق الأدب واللباقة وحسن التصرف وآداب التحدث والتعامل مع الآخرين.
ثالثا: تضرب لنا السيدة عائشة رضي الله عنها أروع المثل في فن اللباقة حتى في حال الغضب وعدم الرضا عن زوجها، وكذلك لا تنسي لطفه صلى الله عليه وسلم وتلمسه مشاعر الطرف الآخر ومعرفة حال الرضا وحال الغضب عندها.
((وقول عائشة:أجل يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك)):
قال الطيبي: هذا الحصر لطيف جداً، لأنها أخبرت أنها إذا كانت في حال الغضب الذي يسلب العاقل اختياره لا تتغير عن المحبة المستقرة.
وقال ابن المنير: مرادها أنها كانت تترك التسمية اللفظية ولا يترك قلبها التعلق بذاته الكريمة مودة.
قال الحافظ: وفي اختيار عائشة ذكر إبراهيم عليه السلام دون غيره من الأنبياء دلالة على فريد فطنتها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أولى الناس به كما نص عليه القرآن، فلما لم يكن بد من هجر الاسم الشريف أبدلته بمن هو منه بسبيل حتى لا تخرج عن دائرة التعلق به في الجملة.
عزيزتي القارئة اللبقة
يمكن أن نجمل ما فصلنا في المقال فيما يلي:
إننا لا نتصور الأنثى إلا أن تكون لبقة في حال الغضب وفي حال الرضا، واللباقة هي الكلمة المناسبة والفعل الملائم ورد الفعل الذكي، واستخدام آداب التحدث والتعامل والكياسة ويشمل ذلك الذكاء والحكمة والفطنة في التعامل مع الآخرين.
فاتسمي باللباقة لتستمعي بدوام العلاقة بينك وبين الآخرين.
وصدق رسولنا الكريم عندما قال:
((إن من البيان لسحراً)) و ((الكلمة الطيبة صدقة)).
لنرقى بالقران @lnrk_balkran
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة