بين الوقت والوقت من اليوم تدق ساعة الإسلام بهذا الرنين : الله أكبر ُ الله أكبر ، كما تدق الساعة في موضع ليتكلم الوقت برنينها .
*******
الله أكبر ! بين ساعات وساعات من اليوم ترسل الحياة في هذه الكلمة نداءها تهتف : أيها المؤمن ! إن كنت أصبت في الساعات التي مضت ظن فاجتهد للساعات التي تتلو ؛ و إن كنت أخطأت ، فكفر وامح ساعة بساعة ؛ الزمن يمحو الزمن ، والعمل يغير العمل ودقيقة باقية في العمر هي أمل كبير في رحمة الله .
*******
بين ساعات وساعات يتناول المؤمن ميزان نفسه حين يسمع : الله أكبر ، ليعرف الصحة والمرض من نيته ، كما يضع الطبيب لمريضه بين ساعات وساعات ميزان الحرارة .
*******
اليوم الواحد في طبيعة هذه الأرض عمر طويل للشر ، تكاد كل دقيقة بشرها تكون يوما مختوما بليل أسود ؛ فيجب أن تقسم الإنسانية يومها بعدد قارات الدنيا الخمس ، لأن يوم الأرض صورة من الأرض ؛ وعند كل قسم من : من الفجر ، والظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء – تصيح الإنسانية المؤمنة منبهة نفسها : الله أكبر ، الله أكبر !
*******
بين ساعات وساعات من اليوم يعرض كل مؤمن حسابه ، فيقوم بين يدي الله ويرفعه إليه . وكيف يكون من لا يزال ينتظر طول عمره بين ساعاتِ وساعات – الله أكبر ...؟
*******
بين الوقت والوقت من النهار والليل تدوي كلمة الروح : الله أكبر . ويجيبها الناس : الله أكبر . ليعتاد الجماهير كيف يقادون إلى الخير بسهولة ، وكيف يحققون في الإنسانية معنى اجتماع أهل البيت الواحد ؛ فتكون الاستجابة إلى كل نداء اجتماعي مغروسة في طبيعتهم بغير استكراه .
*******
لا تضطربوا ؛ هذا هو النظام . لا تنحرفوا ؛ هذا هو النهج . لا تتراجعوا ؛ هذا هو النداء . لن يكبر عليكم شيء مادامت كلمتكم : الله أكبر ... !
*******
المسجد هو في حقيقته موضع الفكرة الواحدة الطاهرة المصححة لكل ما يزيغ به الاجتماع . هو فكر واحد لكل الرؤوس ؛ ومن ثم فهو حل واحد لكل المشاكل ، وكما يشق النهر فتقف الأرض عند شاطئيه لا تتقدم ، يقام المسجد فتقف الأرض بمعانيها الترابية خلف جدرانه لا تدخله .
اخترتها لكم من كتاب وحي القلم للرافعي
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
نورنا جزاكي الله كل خير وسلمت يمينك
لا عدمناكي :24: