شفته بفرح
شفته بفرح
قصة صديقتي(صفاء بعمقها وفاء) طفلة تناغي حضن أمها المجهولة.... عنيدة تأبى مغادرة مهد الطفولة... اتسمت بالعار وذاتها من ذلك براء... المجتمع نعتها بوصمة عار...وسلب منها حق الإنتماء. ذرفت دموعاً...وشربت كأساً من الحرمان. كانت صغيرة لاتبرق عيناها سوى بالبكاء... مقلتاها ذابلتان تشعران بوحشة المكان... ترتدي فستاناً باهتاً شبيهاً بمستقبلها الملطخ بالسواد.. بيدها قطعةُ حلوى تذوب وتنصهر قبل أن تصل للشفاه..وتشكو برد الشتاء. تفرح بدمية أتتها هدية من امرأة تُدعى رقيقة الإحساس.. إنها(ماما حنان) صاحبة الفرحة التي جعلت صغيرتنا ترقص وتُقبل دميتها وتداعب شعرها حالك السواد... لا تعلم بأن أمامها منحدر من الألم!! لا تعرف من هويتها سوى اسم متعدد الحروفِ...وملامح جميلة بعمر الورودِ!! أي ورود؟؟؟ بل أشواك تطؤها بقدمها الصغير..وبقلبها المثكول. ليست هذه بقصة خيالية أو سرد أكاذيب... فلتعلموا يا ساده يا كرام!!! بأن الدنيا بطولها وعرضها صفعت بطلة قصتي التي أسميتها(صفاء بعمقها وفاء) واقعية قصتها...وحزنها ثائر كالبركان. طفلة بدايتها تتهجى حروف الحرمان...وفي نهايتها ترتوي دموعاً وآهات. وحدها فريدة تمتلك أسمين بصفتين...ومعنيين متضادين...حزن وفرح بمرحلتين. إنها صديقتي (اللقيطة) عذراً ...فهي من اصرت على النعت الصريح... تعلمون لماذا؟؟؟ لإنها تكره أن تُلبس المعاني خلخال التباهي...وتنبذ زخرفة النصوص. فالأيام لم تكن منصفةً لقلبها المصاب بالسهام!! الكل نعتها باللقيطة...مجهولة النسب والمكان. فاصبح مستقبلها حطام... فلم تعد تغضب من تجاويف العقول العقيمةِ .. رفيقتي قصتها قصة حزن سرمدي...قاسي الطباع. يجول خارطة الذات .. هأنا ساحكي فصول قصتها بشرط أن لاتدمع أعيونكم مثلي واستبدلوها بأصدق الدعوات. عند بزوغ فجر يوم الأثنين...5 ذي الحجة... علت المنابر بذكر الله ..وتأهب المصلون للخروج من فناء مسجد الحارة القديمة.. شاء القدر أن تنظر أعينهم على أعتاب الباب طفلة باكيةً بمهد ملطخ بالظلم والضيم... وتصرخ ضحية ذنب لم تقترفه.. التف حولها الرجال والصبيةِ وعاملي النظافة... منهم من بكى وتقطع قلبه وتحسب على الجاني والظالم!! ومنهم من عتب على قسوة الأيام معدومة الأحساس!! ومنهم من نظر بعين غير مبالية...ورجع يخلدُ لفراشه ...ويكمل ِسيناريو الأحلام. وكأنه لم يرسوى قطعة رداء... أو مسرحية هزلية تُعرض فصولها فوق خشبة الحياة... عاد الجميع...والطفلة البريئة بين ذراعي المؤذن المسكين العم(عبدالله) حارَ وفكرَ ماهو الحل؟؟ وكيف الخلاص؟؟ فتوجه لقسم الشرطةِ...وأخبرهم حكاية طفلة وحيدة تفترش الطرقات..بمهدٍ رثٍ قديم. فيا ساده يا كرام..... تم البحث والتحري ...فلم يجدوا خيطاً ولو ضئيلاً يقودهم لبر الأمان... وزادَ الصراخ والبكاء.. احتاروا !! أهي جائعة؟؟ أم خائفة من غدر الأيام؟؟ كيف لا؟؟!! وهي يتيمة تعض أصابع الخيبة والإستسلام... الأرض حصيرها...والسماء غطاؤها ...ورحمة الله فضاؤها الوسيع... ونجومه رفيقات درب...وشاهداتُ لوعة وحزن مرير... وفي وسط هذا البكاء ...حملتها يد طاهرة بيضاء... يد امرأة ...ورجل..لم يرجعا للنوم ...كما فعل(فلان وعلان) متسائلين أين الرحمة والضمير؟؟؟ كيف لأم يستطع قلبها أن ترمي فلذة كبدها في معترك الحياة!! وحيدة خارج بستان الإنسانية...وخلف أسوار الأحساس... ذرفت عيناها...وهي تفكر...ماحال هذه المسكينة؟؟ وأين ستعيش؟؟ الكل سيحتقرها وينبذها ...بذنب رجل وامرأة ومعهما الشيطان. رفيق شهوة ...وانحراف دين وأخلاق.. وكان مابين الأقواس حديث نفس تُحاكي عاطفة وأمومة .. خيم الصمت لبرهة على المرأة المذهولة... ويداها ترتجفان شفقة ..وترنيمة إحساس... وإذا بصوت زوجها يقطع حبل الأفكار.. ويُذكرها بأن الله لطيف بالعباد... وأن كافل اليتيم يصاحب رسولنا الكريم بالجنة... وأن الله لا يضيع أجر المحسنين.. ولنجعل المعاناة تتحدث شفاهاً عن القلم..! تقول صفاء: وبينما هو كان يحاورها كنتُ أنظر إليها وفي عينيّ ذل وإنكسار.. وتوسل ورجاء...وسطور غاضبة مكتوبة بدمع المقل.. فتباً لمن سلب البسمة من فم الرضيع... تباً لمن غاب عن قلبه مراقبة الله..ومات في أعماقه صوت الضمير. تباً لجسد كالحرباء يتلون ويمشي بقلب صناعيٍّ ضرير وحقير.. لا تألموني... فعقلي مصدوم...وقلبي يتأججُ باللهيب. فعندما كنتُ العب مع أطفال الحارة... وكنتُ أختبئ خلف الجدار الذي كان من طين... سمعتُ حواراً هامس برئ... بين طفلتين جميلتين...ذات ضفائر من حرير.. واحدة اسمها هيفاء...والأخرى نوال. تقول هيفاء لنوال: تعرفين صفاء بعمقها وفاء؟؟ نوال: نعم أتقصدين رفيقتنا ابنة الجيران ؟ هيفاء : من قال لكِ بإنها ابنتهم ،فلقد سمعتُ أمي تقول ذلك لجارتنا (أم ركان) نوال: مامعنى ذلك؟؟ هيفاء: معناه إنه ليس لها أب وأم مثلنا يحبونها..ويشترون لها الألعاب!! ولأبد أن نبتعد عنها..فهي كذبت علينا وستدخل النار... وابتعد الأطفال عني ...وبقيتُ وحيدة.. لم يبق لي سوى الله ومن ثم دميتي...ودمعتي...وأمي (ماماحنان) فلا تألموني....فأنا لم العب معهم(فتاحي يا وردة ....سكري ياوردة) ففضلتُ النظر من بعيد ...خوفاً من الإصطدام البريء . فلا تألموني يا ساده يا كرام... فعندما لاح الصباح،تجملتُ وتعطرتُ ...وأخذتني النشوة لمدرستي الصغيرةِ... فأنا في الصف الأول الإبتدائي...وانتقلت للفصل الدراسي الثاني.. اذاً أنا كبيرة..وفرحتي عظيمة...يالسذاجة الطفولة!! وفي نشوة فرحي ...صحوتُ على صوت معلمتي...غاضبة ناهرة. تقول وتنادي: صفاء بعمقها وفاء بنت فلان بن فلان الفلاني...موجودة. فلم أرد!! وكانت صدمتي قوية... فاقتربت منا ...وأخذت تبحث عن قلب جاهل الحقيقة... فرمقتني بتلك النظرة العجيبة... وقالت: ألا تسمعين أسمكِ ياجميلة؟؟ فقلتُ: ليس باسمي يامعلمتي الكريمة!! قالت بسخرية: ربما كان اسمي ياصغيرة!! مبروك...هذه شهادتكِ خالية من الرسوب..ولا ينسى والدكِ الكريم أن يضع توقيعه اللطيف. حينها ذُهلتُ ..ودارت بي الأرض...وندمتُ إنني اصبحتُ كبيرة. وعدتُ لمنزلي ..وبإنتظاري...القلب العظيم (أمي الغالية) حضنتني فكان حضنها بلسماً كالربيع..بكيتُ وسقطتُ كالشجرِ وقت الخريف. فقالت: لاتبكي ياحلوتي..فدموعكِ علي غالية... فالله موجود حيّ لايموت...فلما تذرفين الدموع؟؟ وخالقنا يرى ويسمع سرائر النفوس.. ألم أقل لكِ دعي القرآن رفيقكِ ...وقنديلكِ المنير. فلا تألموني... ولا تأخذكم الظنون بأن الظلم والحرمان...ذلني وكسرني. وأضاع مفاتيح السعادة...فلم يتحقق شيء من ذلك!! بل زادني إيماناً بالله وصرامة... وجعلت مني شخصية مهابة ذات صبر وجلادة... أحببتُ الله وأحبني...فأنزل بقلبي شفافية وطهارة.. فلم أنكس رأسي يوماً من أجل عقولٍ جاهلة اللباقة... هكذا أمي علمتني..كيف أواجه الأمواج العالية..وأكون صامدة كجبال أجا وسلمى العريقة... وأن أكون قوية ورقيقة كالفراشة... فاسمحوالي ياساده ياكرام أن يكون بوحي الأخير...رد جميل ولو بالقيل لأ سرتي.. أمي الغالية..ياقصيدة تُلحن على قمم السعادة. ياروحاً ساميةً تعشق الإيثار.. أمي ياأغلى من الدر...وأصدق من الإبتسام ... جزاكِ الله خيراً..وأثابكِ على قدر النوايا... فليس لي أماً غيركِ،حتى وأن ظهرت تلك الغمامة.. فأمي من حضنتني وربتني ...وأغدقت حباًودلالاً علي ومن أهدت لي دمية على شكل يمامة.. لا من رمتني على اعتاب ذلك المسجد وهربت كالجبانة.. أمي من جعلت الشرف والعفاف ...تاج أخلاقي.. لا من سقتني الظلم والقهر قبل الولادة... أحبكِ أمي...فليس لي أماً غيركِ تروي حنايا قلبي صبراً وشجاعة.. ولكم أسرتي أخواتي..وإخوتي..جميل محبتي وباقة عرفاني.. فأنتم زهوري وبستاني.. جزاكم الله خيراً بقدر مأساتي...وبقدر سعادتي.. .......... ما رايكن أخواتي فراشاتي...ببطلة قصتي. الأ تستحق أن تكون سفيرة شجاعة في دنيا الواقع...
قصة صديقتي(صفاء بعمقها وفاء) طفلة تناغي حضن أمها المجهولة.... عنيدة تأبى مغادرة مهد...
لا حول ولا قوة إلا بالله
صيدلانية سنفورة
موضوع مؤثر تختنق الأحرف أمامه
علاقة آثمة ونزوة عابرة وشهوة مسعورة في لحظات بين شخصين
ترسم طريق الأسى والألم لشخص ثالث لا ذنب له
أبوة وامومة ناقصتين لا تتشحان بعاطفة الحب والحنان الطبيعية
فسبحان من جعل الزنا من كبائر الذنوب .. لذة وقتية وكدر دائم
بارك الله فيك ولا حرمنا مدادك
سفييرة الاسلام
ماهذه القوة البالية ماذنب ذاك الطفل سوى انه من ام واب جشعان أخذتهم نزوة عابرة ليرمى ذاك الطفل البريء في أحشاء الالم
جزاك الله خير اختي تغريد كلام أكثر من رائع ومؤثر
جووري@
جووري@
تخلف لمن ينظر لهم نظرة سلبية
-الفراشة-
-الفراشة-
موضوع مؤثر
جزاك الله خير اختي تغريد وبارك فيك
ابداااع كما تعودنا منك والى الامام دائماً
وشكراً لك