فسلام الله عليكم ورحمة منه وبركاته ...
وأسعد الله أوقاتكم بما يبعث البهجة ويرسم البسمة
في كـثـيـر من الأيـام يـدور في داخـلي حـديـث طـويـل عن أسـلوب مـهم من أساليـب تربـيـة الأولاد .
ولاسيما أن أساليب التربية الإسلامية تتنوع، لتشمل كل جوانب الحياة ،والسّـر في تنوع اساليب التربية، أنها ليست من صنع البشر
بل هي من خالق البشر، فالأساليب القوية والتي أثبتت جدارتها لدى الذكور والإناث في التربية، لهي من أصلين ثابتان في حفظ من الله
هما الكتـاب والسـنة المـطهرة، ولـعلي أنـتاول أسـلوباً استخْدمهُ النبي صلى الله عليه وسلم، وعُزَزَ ذلك بحرص الصحابة
رضي الله عنهم بنقل الخبر لنا .. فالنبي صلى الله عليه وسلم إستخدم التربية باللمس في عِدةِ مواطن لعلي أذكـر بعـض منها :
-عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: ضمني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى صدره، وقال: " اللهم علمه الحكمة" رواه البخاري.
- وفي الحديث (.... وضـع يـده على صـدره وقال : اللهم اهدي قلبه ) فلاحظ وضع اليد على الصدر فهنا لغة لمسٍ تعلوها تربية خير البرية.
- قال رسول الله صلى عليه وسلم(لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم،
أفشوا السلام بينكم)رواه مسلم ( فالسلام بالمصافحة لغة لمسٍ تربوية تكسر العديد من الحواجز بين الناس لاسيما أفراد الأسرة )
- ( ولو تأملنا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمساواة الصفوف في صلاة الجماعة والمحاذاة بين الأكتاف والأقدام للمصلين لهي لغة لـمـسٍ و أُلفة وإتحاد بين المسلمين)
- ( حتى أن أحد الصحابة كان صغير سن في عـهد رسول الله لا يحضرني أسمه ..يقول: أنني لا أذكر من رسول الله شي إلا أنه مجْني بالماء مجة لا أنساها )
وقصده بمجني بالماء : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت يديه الطاهرتين مبلولتان بالماء ..فكان يداعب هذا الصحابي فبلل وجه الطفل كما يفعل الكثير بمزاحهم مع الأطفال .
*والاستشهادات كثيرة في هذا المجال
وفي بداية حياة الطفل يكون إعتماده على المحسوسات ( لمسة باليد ، إحتضان ، مسحة على الرأس، تقبيل،حمل الطفل، الخ )أكثر من إعتمادة على مجرد التوجيه بالكلام،
فالطفل على سبيل المثال لو قال له أبوه أو أمه: أحـبـك ، فغالباً أن الطفل لا يعي هذه الكلمة، ولا يهتم بكلمتك وحبك له بطريقة الألفاظ، بينما لو ضمّـه إليه
أو إحتضنه أو قبّله أو أعطاه شيء يحبه ، فإنه سيشعر بحقيقة حب أبوه أو أمه أو من يقوم بهذا التصرف أكثر من تلك الكلمة السابقة .
ومن وجهة نظري أن معنى تـربـية الـلـمـس ليست قاصرة على الأطفال فقط ،بل هي تتعدى ذلك إلى الأبناء كلهم مع يقيني أن الطفل بحاجة أكبر لمثل هذه اللغة أكثر من غيره مع مراعاة
الفروق العمرية والإحتياج لكل شريحة ، ولابد أن يكون للـوالـد مع ولـده إذا كبر لغة لمْـسٍ فيها حنان تجعله مناسبة لعمره يحيا بحب والديه له ، وكذلك الوضع يسير مع الأم مع بنـاتـها
دلع ملوك @dlaa_mlok
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️