<<السلام عليكم >>
عندي موضوع مايتأجل أتمنى القاء مساعدة
انا ادرس في الجامعة والدكتور طالب مني بحث عن
نونية أبو البقاء الرندي شرح القصيدة
ومنشورة عن نصرة عائشة رضي الله عنها
الي عندها معلومات ماتبخل علي
نور الله دربي ودرب كل مسلمة:26:
جزاكن الله الف خير

حـلــــى @hl_19
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ ** فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ ** مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد ** ولا يدوم على حالٍ لها شان
يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ ** إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ
وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ ** كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ ** وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ ؟
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ ** وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟
وأين ما حازه قارون من ذهب ** وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ ؟
أتى على الكُل أمر لا مَرد له ** حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك ** كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
دارَ الزّمانُ على (دارا) وقاتِلِه ** وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
كأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ ** يومًا ولا مَلكَ الدُنيا سُليمانُ
فجائعُ الدهر أنواعٌ مُنوَّعة ** وللزمان مسرّاتٌ وأحزانُ
وللحوادث سُلوان يسهلها ** وما لما حلّ بالإسلام سُلوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له ** هوى له أُحدٌ وانهدْ ثهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فامتحنتْ ** حتى خَلت منه أقطارٌ وبُلدانُ
فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسية) ** وأينَ (شاطبة) أمْ أينَ (جَيَّانُ)
وأين (قُرطبة) دارُ العلوم فكم ** من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ ** ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما ** عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركانُ
تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ ** كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
على ديار من الإسلام خالية ** قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ** ما فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ ** حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ ** إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ ** أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها ** وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً ** كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ ** كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ ** لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ فقد ** سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم ** قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ؟
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ ** وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ ؟
ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ ** أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ ** أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم ** واليومَ هم في بلاد الكفر عُبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ ** عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
كم من أسير بحبل الذل معتقل ** كأنه ميت ، والذل أكفان
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ ** لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما ** كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت ** كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً ** والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ ** إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
1- عرف خير الدين الزركلي - في كتابه "الأعلام" بأبي البقاء الرُّندي ، فكان مما ذكر :
الرُّندي (601 ـ 684هـ)
صالح بن يزيد (أبي الحسن) بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف، أبو الطيب و أبو البقاء الرندي: شاعر أندلسي . من القضاة له علم بالحساب والفرائض. من قبيلة نفزة البربريه. من أهل رندة .أقام بمالقة شهرا، وأكثر التردد إلى غرناطة: يسترفد ملوكها.
واجتمع فيها بلسان الدين ابن الخطيب ، قال ابن عبدالملك: كان خاتمة الأدباء بالأندلس.
وقال ابن الخطيب: له تآليف أدبية وقصائد زهدية، ومقامات في أغراض شتى وكلامه نظما ونثرا مدون.
ألف مختصرا في الفرائض وآخر في صنعة الشعر سماه "الوافي في علم القوافي - خ" منه نسخة في الخزانة العامة بتطوان (الرقم 491) 83 ورقة و "روضة الأنس ونزهة النفس – خ" .
المرجع: كتاب الأعلام ، خير الدين الزركلي ، الطبعة الخامسة عشر .
_______________
2- تعريف بالأندلس..
كانت أسبانيا أيام الفتوح الإسلامية في المغرب العربي، مسيحية بالاسم فقط، فكانت آخر إقليم في نطاق الإمبراطورية الرومانية. أطلق عليها اسم "فاندلوسيا" لأن قبائل الفاندال قد بلغتها، ومن هذا الاسم اختصر العرب كلمة الأندلس.
الحكم السيــاسي :
حكم بني أمية:
دخل المسلمون الاندلس عام 711 م، 92هـ بقيادة طارق بن زياد وكان مقر بلاط ملوكهم في تولوز . وأُعلِن أن الحاكم الشرعي لاسبانيا هو خليفة المسلمين في دمشق، بصفتها ولاية تابعة لها ولمركز الخلافة الاموية.
في سنة 138 كان دخول عبدالرحمن بن معاوية بن هشام الأموي (الداخـل)، وبقية الأندلس في يد أولاده إلى بعد الأربعمائة.
لم يتخذ عبدالرحمن بن معاويه لنفسه لقب الخليفه بسبب وجود الخليفة العباسي ، بل اكتفى بلقب الأمير.
حكم بعده عدد من الأمراء، فكان منهم عبدالرحمن الثالث الذي كان اول مسؤول اندلسي يتخذ لقب الخليفة (الناصر لدين الله) وتولى الحكم بعده سلالة من بني أمية.
بدأت مرحلة الاضطرابات منذ عام 431هـ، وكان انهيار الخلافة الأموية، لتؤول السلطة إلى حكومة في قرطبة أشبه بحكومات البلديات. تطاحنت على مقاليد الأمور في هذه الفتنة الكبرى طوائف شتى، فظهر الانقسام والتصدع ، حيث جزأت البلاد وانقسمت الأندلس إلى عدة إمارات تعادي بعضها بعضا، وهو ما يعرف بعصر ملوك الطوائف.
ملوك الطوائف:
من ملوك الطوائف التي ظهرت بعد سقوط الخلافة الأموية (بنو زيري) طائفة البربر،استقلوا بغرناطة. (بنو حمود) استقلوا بمالقة وقرطبة،و (بنو هود) عرب كانت دولتهم في سرقسطة، (بنو عامر) في بلنسية،(بنو عباد) عرب كانت دولتهم في اشبيلية، (بني الأفطس) كانت دولتهم في بطليموس ،(بني جهور) في قرطبة، ودولة (بني ذا النون) في طليطلة. وكانت الحرب سجالا بين هذه الدويلات. استمر عصر ملوك الطوائف من 430هـ إلى 536هـ . جاء بعده عهد المرابطين.
المرابطون:
فرقة سياسية دينية بدأت دعوتها من رباط – أماكن للعبادة- ولذا دعوا بالمرابطين.
استمر حكم المرابطين في الأندلس في الفترة(1056- 1146م).
عندما استنجد ملوك الطوائف بيوسف ابن تاشفين ضد امراء الأسبان وقف ابن تاشفين على ضعفهم وهزم الأسبان والحق بلدان الطوائف بمملكته، واتخذ فاس عاصمة لملكه.
الموحدون:
على مر الأيام ضعف أمر المرابطين، وقام عليهم الموحدون في المغرب،فثار نفر من الأندلسيين، وعادت الفتنة مرة ثانية.
الموحدون هم فرقة سياسية دينية،يستمدون اسمهم من توحيد الله والعودة إلى جوهر العقيدة، قامت دولتهم على أنقاض دولة المرابطين، بل كانت أعظم شأنا.
استمر حكم الموحدين خلال الفترة (1129-1268م).
عبر الموحدون الى الأندلس لنصرة الدين، وللحفاظ على بقي من أرض الأندلس،ونجحوا فترة قصيرة. إلا انه خلال الصراع بين المرابطين والموحدين سقطت عدة مدن في أيدي الأسبان .
وفي عام (1236) سقطت قرطبة عاصمة الأندلس كله. تلاها سقوط مرسية ومالقة واشبيلية وغيرها.
المرجع: كتاب آفاق غرناطه ، عبدالحكيم الذنون ، الطبعة الأولى .
_______________
3- صور من الأندلس ..
المسجد الكبير في قرطبة..
البوابة الجانبية للمسجد ،يعود تاريخها الى عهد المنصور..
المسجد القرطبي الأعظم..
درهم الإمارة الأموية ..
عارضة مزخرفة بالورود في المسجد الكبير ..
صفحة من القرآن الكريم ، من العهد الأندلسي..
آثار قلعة اسلامية قديمة..
قصر في إشبيلية..
مصلى يظهر فيه شعار بني الأحمر(لاغالب إلا الله)..
المرجع: كتاب تاريخ الأندلس المصور، د.طارق السويدان .
هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ ** مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد ** ولا يدوم على حالٍ لها شان
يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ ** إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ
وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ ** كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ ** وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ ؟
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ ** وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟
وأين ما حازه قارون من ذهب ** وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ ؟
أتى على الكُل أمر لا مَرد له ** حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك ** كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
دارَ الزّمانُ على (دارا) وقاتِلِه ** وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
كأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ ** يومًا ولا مَلكَ الدُنيا سُليمانُ
فجائعُ الدهر أنواعٌ مُنوَّعة ** وللزمان مسرّاتٌ وأحزانُ
وللحوادث سُلوان يسهلها ** وما لما حلّ بالإسلام سُلوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له ** هوى له أُحدٌ وانهدْ ثهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فامتحنتْ ** حتى خَلت منه أقطارٌ وبُلدانُ
فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسية) ** وأينَ (شاطبة) أمْ أينَ (جَيَّانُ)
وأين (قُرطبة) دارُ العلوم فكم ** من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ ** ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما ** عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركانُ
تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ ** كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
على ديار من الإسلام خالية ** قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ** ما فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ ** حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ ** إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ ** أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها ** وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً ** كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ ** كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ ** لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ فقد ** سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم ** قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ؟
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ ** وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ ؟
ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ ** أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ ** أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم ** واليومَ هم في بلاد الكفر عُبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ ** عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
كم من أسير بحبل الذل معتقل ** كأنه ميت ، والذل أكفان
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ ** لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما ** كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت ** كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً ** والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ ** إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
1- عرف خير الدين الزركلي - في كتابه "الأعلام" بأبي البقاء الرُّندي ، فكان مما ذكر :
الرُّندي (601 ـ 684هـ)
صالح بن يزيد (أبي الحسن) بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف، أبو الطيب و أبو البقاء الرندي: شاعر أندلسي . من القضاة له علم بالحساب والفرائض. من قبيلة نفزة البربريه. من أهل رندة .أقام بمالقة شهرا، وأكثر التردد إلى غرناطة: يسترفد ملوكها.
واجتمع فيها بلسان الدين ابن الخطيب ، قال ابن عبدالملك: كان خاتمة الأدباء بالأندلس.
وقال ابن الخطيب: له تآليف أدبية وقصائد زهدية، ومقامات في أغراض شتى وكلامه نظما ونثرا مدون.
ألف مختصرا في الفرائض وآخر في صنعة الشعر سماه "الوافي في علم القوافي - خ" منه نسخة في الخزانة العامة بتطوان (الرقم 491) 83 ورقة و "روضة الأنس ونزهة النفس – خ" .
المرجع: كتاب الأعلام ، خير الدين الزركلي ، الطبعة الخامسة عشر .
_______________
2- تعريف بالأندلس..
كانت أسبانيا أيام الفتوح الإسلامية في المغرب العربي، مسيحية بالاسم فقط، فكانت آخر إقليم في نطاق الإمبراطورية الرومانية. أطلق عليها اسم "فاندلوسيا" لأن قبائل الفاندال قد بلغتها، ومن هذا الاسم اختصر العرب كلمة الأندلس.
الحكم السيــاسي :
حكم بني أمية:
دخل المسلمون الاندلس عام 711 م، 92هـ بقيادة طارق بن زياد وكان مقر بلاط ملوكهم في تولوز . وأُعلِن أن الحاكم الشرعي لاسبانيا هو خليفة المسلمين في دمشق، بصفتها ولاية تابعة لها ولمركز الخلافة الاموية.
في سنة 138 كان دخول عبدالرحمن بن معاوية بن هشام الأموي (الداخـل)، وبقية الأندلس في يد أولاده إلى بعد الأربعمائة.
لم يتخذ عبدالرحمن بن معاويه لنفسه لقب الخليفه بسبب وجود الخليفة العباسي ، بل اكتفى بلقب الأمير.
حكم بعده عدد من الأمراء، فكان منهم عبدالرحمن الثالث الذي كان اول مسؤول اندلسي يتخذ لقب الخليفة (الناصر لدين الله) وتولى الحكم بعده سلالة من بني أمية.
بدأت مرحلة الاضطرابات منذ عام 431هـ، وكان انهيار الخلافة الأموية، لتؤول السلطة إلى حكومة في قرطبة أشبه بحكومات البلديات. تطاحنت على مقاليد الأمور في هذه الفتنة الكبرى طوائف شتى، فظهر الانقسام والتصدع ، حيث جزأت البلاد وانقسمت الأندلس إلى عدة إمارات تعادي بعضها بعضا، وهو ما يعرف بعصر ملوك الطوائف.
ملوك الطوائف:
من ملوك الطوائف التي ظهرت بعد سقوط الخلافة الأموية (بنو زيري) طائفة البربر،استقلوا بغرناطة. (بنو حمود) استقلوا بمالقة وقرطبة،و (بنو هود) عرب كانت دولتهم في سرقسطة، (بنو عامر) في بلنسية،(بنو عباد) عرب كانت دولتهم في اشبيلية، (بني الأفطس) كانت دولتهم في بطليموس ،(بني جهور) في قرطبة، ودولة (بني ذا النون) في طليطلة. وكانت الحرب سجالا بين هذه الدويلات. استمر عصر ملوك الطوائف من 430هـ إلى 536هـ . جاء بعده عهد المرابطين.
المرابطون:
فرقة سياسية دينية بدأت دعوتها من رباط – أماكن للعبادة- ولذا دعوا بالمرابطين.
استمر حكم المرابطين في الأندلس في الفترة(1056- 1146م).
عندما استنجد ملوك الطوائف بيوسف ابن تاشفين ضد امراء الأسبان وقف ابن تاشفين على ضعفهم وهزم الأسبان والحق بلدان الطوائف بمملكته، واتخذ فاس عاصمة لملكه.
الموحدون:
على مر الأيام ضعف أمر المرابطين، وقام عليهم الموحدون في المغرب،فثار نفر من الأندلسيين، وعادت الفتنة مرة ثانية.
الموحدون هم فرقة سياسية دينية،يستمدون اسمهم من توحيد الله والعودة إلى جوهر العقيدة، قامت دولتهم على أنقاض دولة المرابطين، بل كانت أعظم شأنا.
استمر حكم الموحدين خلال الفترة (1129-1268م).
عبر الموحدون الى الأندلس لنصرة الدين، وللحفاظ على بقي من أرض الأندلس،ونجحوا فترة قصيرة. إلا انه خلال الصراع بين المرابطين والموحدين سقطت عدة مدن في أيدي الأسبان .
وفي عام (1236) سقطت قرطبة عاصمة الأندلس كله. تلاها سقوط مرسية ومالقة واشبيلية وغيرها.
المرجع: كتاب آفاق غرناطه ، عبدالحكيم الذنون ، الطبعة الأولى .
_______________
3- صور من الأندلس ..
المسجد الكبير في قرطبة..
البوابة الجانبية للمسجد ،يعود تاريخها الى عهد المنصور..
المسجد القرطبي الأعظم..
درهم الإمارة الأموية ..
عارضة مزخرفة بالورود في المسجد الكبير ..
صفحة من القرآن الكريم ، من العهد الأندلسي..
آثار قلعة اسلامية قديمة..
قصر في إشبيلية..
مصلى يظهر فيه شعار بني الأحمر(لاغالب إلا الله)..
المرجع: كتاب تاريخ الأندلس المصور، د.طارق السويدان .

- لكل شيء - إذا ما تمَّ - نقصـان # فلا يغرّ - بطيب العيش - إنسانالبيت مصرَّع ، وهو ما غُيِّرت عروضه ( آخر جزء من الصدر ) للإلحاق بضربه ( آخر جزء من العجز ) بزيادة أو نقصان .
وقد حقَّقَ التصريع لونًا من التعادل والتوازن بين إيقاع شطري البيت .
وتعبِّر المدَّاتُ المتوالية صوتيًّا عن الشجن والحزن الذي يعيشُ الشاعر تجربته ..
وتمثل الجملة الاعتراضية ( إذا ما تمَّ ) بؤرةَ التركيبِ اللغويِّ ومحورَه ، فإذا وازنت بين المعنى مع تلك الجملة والمعنى بدونها سيتبيَّن دورها في بناء المعنى وتوجيهه . تأمَّل ذلك :
لكل شيء - إذا ما تمَّ - نقصان ← لكل شيء نقصان
فلا يغرّ - بطيب العيش - إنسان ← فلا يغرّ إنســــان
وإذا وازنّا بين صيغة ( نقصان ) و( نقص ) ، و( إنسان ) و( إنْس ) ، نجد أن الألف والنون أعطت اللفظتين امتدادًا صوتيًّا ودلاليًّا يتراكب مع تجربة الشاعر ، ومع جوّ الحزن والشَّجن الذي ينتظمها .
( فلا يغرُّ ) استخدم الشاعر المضارع المنفي بـ ( لا ) المبني لما لم يسمَّ فاعله في موضع الأصل فيه النهي ( لا تغتر ) ، وهو نفي يتضمن معنى النهي .
ووقوع النكرة ( نقصان ) في جملة مثبتة يدل على التخصيص ، أي : نقصان ما أو شيء من النقصان .
أما دلالة ( إنسان ) في الجملة المنفية فتشمل العموم ، فهي بمعنى : كل إنسان .
وقوله : « لكل شيء إذا ما تمَّ نقصان » يتضمن معنًى ما يتصلُ بقوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ( المائدة 3 ) حيث بكى عمرُ - رضي الله عنه - ، وسُئل عن ذلك فقال : يبكيني أنَّا كنا في زيادة ديننا فأمَّا إذا كَمُلَ فإنه لم يَكْمُل شيء إلا نقص . فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : « صدقت » .
وفي البيت تذكير للمسلمين بالعصر الذهبي للإسلام وبحجة الوداع في ظروف مأساة المسلمين بالأندلس ، فإذا كان قد أصبح المسلمون على هذه الحال وهم من هم مجدًا وسؤددًا وطيبَ عَيْشٍ، فإنَّ من البديهي ألَّا يُغرّ بطيب العيش - كُلَّ طِيْبِ عيش - إنسانُ، كلُّ إنسان.
2- هي الأمور - كما شاهدتها - دول # من سرَّه زمنٌ ساءته أزمـــــــان
الضمير ( هي ) يعود على مقدّر يتصل بما يتضمنه البيت السابق من معنى ، وهي هنا قريبة المعنى من ( هذه ) ؛ لأنها تشير إلى أمور سابقة .
فكأنه يقول : هذه هي الدنيا والدول ، تكتمل الدولة ثم تزول ، وتأتي أخرى تكتمل ثم تزول ، فمن سرَّه زمن من هذه الأزمان ستسوؤه أزمان كثيرة .
والخطاب في ( شاهدتَ ) مُوَجَّهٌ للعموم وليس لمخاطَب معيَّن .
وتمثل الجملة الاعتراضية ( كما شاهدتها ) أساس التركيب ، فلو قلنا : هي الأمور دول لكان المعنى ناقصًا في المُخَيِّلة ، ولم يكن مثل الإثبات بدليل المُعَاينة والمُعاصرة .
وتكشف عن أن العبرة والحكمة التي تتضمنها الأبيات كانت مشاهدة ومعاينة لأحداث الأمم .
و( هي الأمور ) مبتدأ وخبر ، وتعريف الخبر يفيد نوعًا من القصر . وتكون ( دول ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره : ( هي ) .
و( دول ) : الدولة هي انقلاب الزمان ، والعُقْبَة ( أي : الخَلَف ) في المال ، فهي قرينة التغيير ، ويكون التغيّر من الأحسن إلى عكسه ، ومن التمام إلى النقصان .
وجملة الشرط ( مَنْ سرَّه ) متصلة بما قبلها ، حيث قَيَّدتْ جملةَ ( كما شاهدتها ) ، وهي تفسير وتبيين وتعليل لها .
فالتفسير يتعلق بسؤال مقدَّر تقديره : كيف ؟
والتعليل بسؤال تقديره : لماذا ؟
ومن هنا فإنَّ قوله : « من سرَّه زمن ساءته أزمان » جاءت مفسرةً معنى أن « الأمور
دول » ، ومبرهِنةً عليه ، فهي دول متعاقبة ، بمعنى أنَّ من سرَّه زمن ساءته أزمان .
وبين جملتي الشرط ( من سره زمن ) والجواب ( ساءته أزمان ) تقابل جاء من التضاد بين ( سرَّ ) و( ساء ) ، والتقابل بين ( زمن ) والجمع ( أزمان ) .
والتركيب يُغَلِّب جانب الحزن على جانب السرور ؛ لاستعماله الجمع ( أزمان ) قرينًا للإساءة ، والمفرد ( زمن ) قرينًا للسرور .
وتعكس المدَّات والحركات في ( ساءته . أزمان ) إحساسًا بالشجن والحزن .
ويتراكب صوت النون في ( أزمان ) مع ذلك الإحساس ويعمِّقه .
3- وهذه الدار لا تبقي على أحدٍ # ولا يدوم على حالٍ لها شــانُ
الإحالة إلى ( الدار ) استعارة مكنية ، فالدار هي الدنيا . وقد شبَّه ( الدار ) بالقاتل ، ثم حذف المشبه به ، ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو ( عدم الإبقاء على أحد ) على سبيل الاستعارة المكنية ، والقرينة ( لا تبقي على أحد ) .
والإشارة إلى الدنيا باسم الإشارة ( هذه ) التي هي للقريب استحضار لها استحضارًا لغير مرغوب .
ومعنى ( لا تبقي على أحدٍ ) أنها لا تترك أحدًا ، أو لا يبقى عليها أحد ، أو لا تبقي على مودة أحد .
وقوله ( أحد ) يشمل الجميع ، أي : كلّ ما هو معدود ، وإن كانت الدلالة القريبة هي
( كل إنسان ) .
والفعل ( يُبْقِي ) يتعدى بالجار وبغيره ، تقول : لا تبقي على أحدٍ ولا تبقي أحدًا .
والنكرة ( شان ) في النفي تستغرق كلَّ شأن .
واللام في ( لها ) تفيد التعلق ، أي : ولا يدوم شان متعلق بها على حالة واحدة .
وبتأمل قوله ( لا تبقي - ولا يدوم لها ) تجد أنه يُوَلِّد معنى من معنى على اختلاف في الدلالتين .
ويتضمن البيت بعض المعاني القرآنية ، مثل أنَّ الدنيا متاع زائل لا تدوم ، وأنَّ الإنسان يغترّ بها ويظنها من خلال تصرفاته بأنه دائمة وأنّه مخلّد ، كقوله تعالى : ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) ( آل عمران ١٨٥ ) .
الأسئلة :
1- من أي بحر هذه القصيدة ؟
2- وضّح معنى ( استعارة مكنية ) مع ذكر بعض الأمثلة .
4- يمزِّقُ الدَّهرُ - حتمًا - كلَّ سابغةٍ ## إذا نَبَتْ مشرفيَّاتٌ وخُرْصــــانُ
تقل في البيت المدَّات ( مشرفيات، وخرصان )، وتكثر الحروف المضعفة والتنوين
( يمزّق، الدّهر، كلّ، مشرفياَّت ) ( حتمًا، سابغةٍ، مشرفياتٌ )، وهي أصوات تعكس نوعًا من الشدِّة والحسم.
وقد بدأ البيت بالفعل المضارع ( يمزق ) الذي يدل على التجدد والحدوث، في مقابل الاسم الذي يدل على الثبوت ( الدهر )، ويدل على الحال والاستقبال في مقابل الماضي
( نبت ).
فالفعل المضارع المثبت يدل على العادة أو الحقيقة ما لم يقترن بما يَقْلِب دلالته إلى الماضي أو المستقبل. مثل ( لم : لم يقلب. والسين : سيقلب ).
فالدهر شأنه أن يمزِّق كل درع سابغة، أي : تامة طويلة.
وتمزيق الدرع كناية عن تمزيق الفارس.
ووصف الدرع بالتمام والكمال ينعكس على لابسيها.
والشرط هنا ( إذا نَبَت... ) لا يمثِّل قيدًا مطلقًا ؛ لأن الدهر يمزق إذا نَبَتْ وإذا لم تَنْبُ السيوف المشرفية والرماح فلا يمزق.
وإسناد الفعل للدهر إسناد استعاري ؛ لأن المسلم يؤمن أن ذلك الفعل المنسوب للدهر هو من فعل الله - سبحانه وتعالى -، والشاعر مسلم لا يُشَكُّ في صحة إسلامه.
والمصدر ( حتمًا ) مؤكِّد للفعل ( يمزق )، وهو منصوب على أنه مفعول مطلق لفعل محذوف.
وفي الأبيات الأربعة يتبدَّى نوع من التناقض بين الزمان والمكان من ناحية، والإنسان من ناحية أخرى.
فـ ( الزمان والدهر ) و( الدار والدنيا ) لا استقرار لأحوالها، فلا يجب أن يطمئن لها إنسان.
والشاعر يستخدم الماهيات المطلقة، فالزمان والدهر والدار ليست خاصة بزمان معيّن، فلا الدهر خاص، ولا الدار دار بعينها، وكذلك ( إنسان ).
ولا شكَّ أنَّ موقف الشاعر يتَّسم بالتشاؤم، وهو موقف وإن كان لا يتسم وروح الإسلام التي تنبذ التشاؤم فإنه جاء نتيجة ظروف قاهرة طرأت على المسلمين أشبه بتلك التي واجهتها بعض الشعوب الإسلامية في أوروبا وأمريكا في هذا العصر.
5- وينتضي كل سيف للفنـــاء – ولو ## كان ابن ذي يزن - والغمد غمدان
نضا السيف وانتضاه ينتضيه : سلَّه يَسُلُّه.
والغمد : جفن السيف وهو الجراب.
وغمدان : قصر بصنعاء، بناه « يشرخ بن الحارث » جد بلقيس بأربعة وجوهٍ، به سبعة سقوف بين كل سقفين أربعون ذراعًا.
وفاعل ( ينتضي ) هو الدهر. والدهر ينتضي كل سيف للفناء، والمعنى ذو وجهين :
1- أنه ينتضي من السيوف ما هي للفناء خاصة.
2- أنه ينتضي كل السيوف من أجل الإفناء بها جميعًا.
ويكون معنى اللام في الأولى للتمليك، أي : السيوف التي هي مملوكة للفناء أو مختصة به، أما الثانية فتكون للغاية، ويكون معناها : ينتضي كل سيف لأجل الفناء.
والفناء هو بؤرة المعنى، فالشاعر يؤكد مقولة ( أن الفناء هو ناموس الوجود وقانون الحياة ).
وجاءت الجملة المصدَّرة بـ ( لو ) التي بمعنى ( إن ) اعتراضية حالية.
ومعنى الواو مع لو : حتى لو كان الهدف أو العدو أو المقصود هو ابن ذي يزن الفارس القائد المشهور، ولو كان غمده أو حصنه هو ذلك الحصن الشهير بصنعاء اليمن غمدان الذي ظنوا أنه لن تناله يد الدهر بالفناء فنالته.
وواضح أن ما بين ( غُمد ) و( غُمدان ) من تجنيس مضارعة يحدث نوعًأ من التوافق الصوتي في مقابل تشتت الشاعر الواقعي، ومع أنَّ الموت والفناء هما الحقيقة التي لا يشك أحد في صحتها ووجوب وقوعها فإن الشاعر على غير مقتضى الظاهر راح يستحضر وقائع يؤكد بها تلك الحقيقة ويعمقها ويمطط ويختصر ويقدم ويؤخر، ويكشف ذلك عن سيطرة الإحساس بالتناهي والفناء على وعي الشاعر وتجربته، فضلًا عن أنَّ مقتضى معرفة الناس بالحقيقة الكبرى وهي الموت والفناء لم يتحقق، فلم يترتب على تلك المعرفة سلوك يدل على أنَّ الناس قد تأثروا بها وارعووا.
6- أين الملوكُ ذوو التيجان من يمنٍ ## وأين منهم أكاليـــــلٌ وتيجـانُ
يتبدَّى التجنيس والتكرار الصوتي على هذا النحو :
أين ←من يمن ← وأين منهم
الملوك ذوو التيجان ← أكاليل وتيجانُ
والتوافق الصوتي يكشف عن الإحساس برتابة التجربة الإنسانية في مواجهة الموت، والتكرار الصوتي يمثل للتكرار الواقعي، فمع مرور العصور تتكرر الوقائع، ونزول الممالك، وينتهي الجميع إلى فناء، تجربة تتكرر كل يوم.
والاستفهام بـ ( أين ) مجازي لا يُطْلَبُ به جوابًا، وهو يعبِّر عن الإحساس بالفقدان ؛ لأنه سؤال يطلب به حصول التصور مجازًا، لما لم يَعُدْ له تصور معلوم فقد ذهب الملوك ولم يبق منهم أكاليل وتيجان.
وقد يكون سؤاله عن ملوك اليمن خاصة في البدء نوعًا من تداعي المعاني، حيث تحدَّث آنفًا عن الحصن اليمني غمدان، والسؤال الأول استفهام عن مكان الملوك وهم أكثر تعرضًا للفناء من تيجانهم، فالتيجان تورث من ملك إلى ملك.
والسؤال عن الأكاليل والتيجان يعني أنَّ تلك الممالك والملوك والمُلك لم يعد لها أثر.
وقد تدرَّج التركيب من الخاص إلى العام.
أين الملوك استفهام عن الملوك بعامة
أين الملوك ذوو التيجان استفهام عن الملوك ذوو التيجان بخاصة
أين الملوك ذوو التيجان من يمن استفهام عن الملوك ذوو التيجان من يمن بخاصة
والشاعر ينهج نهج الشعراء القدماء في حديثهم عن الزمن والدهر والموت والفناء. قال الشاعر الجاهلي عدي بن زيد العبادي :
إنَّ للدهر صولةٌ فاحذرنهـــا لا تبيتنَّ قد أمنتَ الدهـورا
قد ينام الفتى صحيحًا فيــردى ولقد بات آمنًا مســرورًا
فاسأل الناس أين آل قيـــس طحطح الدهر قبلهم سابورا
وبنــــو الأصفر الكرام مُلُو ك الروم لم يبق منهم مذكورا
أين أين الفرار ممن سيـــأتي لا أرى طائرًا نجا أن يطيـرا
فالسؤال بـ ( أين ) في مواجهة الزمن والفناء قديم صَاحَبَ موضوع الشكوى من الزمن منذ بدأ الشاعر العربي يتأمل الوجود ويشكل موقفه شعرًا، ويواجه بالشعر عالمه ووجوده الخاص والعام.
7- وأين ما شـــاده شـــــداد في إرمٍ ## وأين ما ساسه - في الفرسِ - ساسان
يمثل تكرار الشين وتكرار السين صوتيًّا لما يمكن أن يكون همسًا من الشاعر للمتلقي، فكأننا به يُسِرُّ لنا بهذا الحديث.
والاستفهام بـ ( أين ) يتضمن نوعًا من التهكم الخفي بتلك الممالك التي بادت.
والجناس الصوتي يمثل نوعًا من الهندسة الصوتية.
وقد اشتق الشاعر فعلًا يتوافق مع حروف ( شداد وساسان ) فجاء ( شاد ) و( ساس )، وكل كلمتين بينهما جناس المضارعة.
ويتضمن الاستفهم إلى جانب التهكم أنَّ ما شاد شداد في إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، وأن ما ساسه ساسان في الفرس لم يبقَ منه شيء، فمعلوم أن هذا السؤال وإن جيءَ له بجواب فإنَّ جوابه معلوم ضمنًا مسبقًا.
8- وأين ما حازه قارون من ذهبٍ ## وأين عــادٌ وشـدادٌ وقحطـانُ
يجيء الاستفهام عن نوع آخر من نعيم الدنيا وهو المال أو الذهب الذي يرمز إليه، ويكون الاستفهام عن ما حازه قارون من ذهب، ثم استفهام عن عاد وهي قبيلة عاد التي بعث فيها نبي الله هود – عليه السلام – فقالوا : من أشد منا قوة.
وشداد سيد إرم ذات العماد، وقحطان أبو العرب العاربة، وقيل : أبو اليمن.
والمدات في ( حاز. هو. قا. رو. عا. دا. طا )، وتتابع أصوات النون، سواء من حرف النون أو التنوين يمثل صوتيًّا لتجربة الأسى والحزن التي تقترن بالإحساس بالفقد بالنسبة للمصير الإنساني.
9- أتى على الكـل أمـر لا مردَّ له ## حتى قضوا، فكأنَّ القومَ ما كانوا
الفعل ( أتى ) يستحضر لدى المسلم معنى خاصًا بإسناده إلى ( أمر ) في قوله تعالى : ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه ) (النحل ١).
وقد جاءت كلمة ( أمر ) نكرة فأفادت أنه أمر من الأوامر، والأمر الذي لا مردَّ له هو الموت، وقد أتى على الكل.
وتفيد ( على ) الاستعلاء، ولهذا فإن موضع ( الكل ) الاستفال.
وأنكر بعض اللغويين دخول ( أل ) على ( كل ) كالأصمعي وأبي حاتم، في حين استعمال سيبويه والأخفش والزجاجي وابن المقفع لها بالألف. انظر « الحديث النبوي في النحو العربي » أ. د. محمود فجال ( 120 ).
وتقديم ( على الكل ) على ( أمر لا مرد له ) يجعل استغراق الفعل للجميع سابقًا للفاعل لفظًا، وقد أفاد هذا التقديم للفعل نوعًا من الإحاطة والشمول استغرق به الأفراد التي تعدى إليها بـ ( على ).
وجاءت ( حتى ) وهي حرف يفيد انتهاء الغاية، ومعناها مع الفعل إلى أن قضوا.
وجاء قوله ( فكأن القوم ما كانوا ) تصويرًا لما ترتب على الأمر الذي أتى على القوم من فناء تام لهم بحيث لم يبق منهم أثر.
10 - تخلفوا عبـرًا، وأصبحوا خبـــرًا ## كما حكى عن خيال الطيف وَسْنَان
ما ذكره الشاعر آنفًا يؤكد أن هؤلاء الذين يمثلون رموزًا للقوة والمَنَعَة حتى أتى عليهم أمر لا مرد له فقضوا فكأن القوم ما كانوا.
فما معنى ( تخلفوا ) ؟
هل بقي منهم بقية من الآثار التي تدل عليهم للعظة وللاعتبار، أي أنهم قد تخلف منهم من قد تخلف عبرًا، وتكون ( عبرًا ) حال للفاعل واو الجماعة المتصلة بالفعل.
أو يكون ( تخلفوا عبرًا ) بمعنى تخلف منهم ما تخلف عبرًا، بمعنى لم يبق منهم إلا العبر، ويُقَوِّي ذلك قوله من قبل : ( قضوا فكأن القوم ما كانوا )، وقوله بعده : ( أصبحوا خبرًا )، بمعنى أنه لم يبق منهم غير الخبر الذي هو للعبرة والذكرى.
وجاء قوله : ( كما حكى عن خيال الطيف وسنان ) مصورًا المدى الذي وصل إليه زوال هذه الحضارات التي بادتْ، فإن قصتهم تشبه حكاية لحلم رآه راءٍ بين النوم واليقظة.
وقد حقَّقَ التصريع لونًا من التعادل والتوازن بين إيقاع شطري البيت .
وتعبِّر المدَّاتُ المتوالية صوتيًّا عن الشجن والحزن الذي يعيشُ الشاعر تجربته ..
وتمثل الجملة الاعتراضية ( إذا ما تمَّ ) بؤرةَ التركيبِ اللغويِّ ومحورَه ، فإذا وازنت بين المعنى مع تلك الجملة والمعنى بدونها سيتبيَّن دورها في بناء المعنى وتوجيهه . تأمَّل ذلك :
لكل شيء - إذا ما تمَّ - نقصان ← لكل شيء نقصان
فلا يغرّ - بطيب العيش - إنسان ← فلا يغرّ إنســــان
وإذا وازنّا بين صيغة ( نقصان ) و( نقص ) ، و( إنسان ) و( إنْس ) ، نجد أن الألف والنون أعطت اللفظتين امتدادًا صوتيًّا ودلاليًّا يتراكب مع تجربة الشاعر ، ومع جوّ الحزن والشَّجن الذي ينتظمها .
( فلا يغرُّ ) استخدم الشاعر المضارع المنفي بـ ( لا ) المبني لما لم يسمَّ فاعله في موضع الأصل فيه النهي ( لا تغتر ) ، وهو نفي يتضمن معنى النهي .
ووقوع النكرة ( نقصان ) في جملة مثبتة يدل على التخصيص ، أي : نقصان ما أو شيء من النقصان .
أما دلالة ( إنسان ) في الجملة المنفية فتشمل العموم ، فهي بمعنى : كل إنسان .
وقوله : « لكل شيء إذا ما تمَّ نقصان » يتضمن معنًى ما يتصلُ بقوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ( المائدة 3 ) حيث بكى عمرُ - رضي الله عنه - ، وسُئل عن ذلك فقال : يبكيني أنَّا كنا في زيادة ديننا فأمَّا إذا كَمُلَ فإنه لم يَكْمُل شيء إلا نقص . فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : « صدقت » .
وفي البيت تذكير للمسلمين بالعصر الذهبي للإسلام وبحجة الوداع في ظروف مأساة المسلمين بالأندلس ، فإذا كان قد أصبح المسلمون على هذه الحال وهم من هم مجدًا وسؤددًا وطيبَ عَيْشٍ، فإنَّ من البديهي ألَّا يُغرّ بطيب العيش - كُلَّ طِيْبِ عيش - إنسانُ، كلُّ إنسان.
2- هي الأمور - كما شاهدتها - دول # من سرَّه زمنٌ ساءته أزمـــــــان
الضمير ( هي ) يعود على مقدّر يتصل بما يتضمنه البيت السابق من معنى ، وهي هنا قريبة المعنى من ( هذه ) ؛ لأنها تشير إلى أمور سابقة .
فكأنه يقول : هذه هي الدنيا والدول ، تكتمل الدولة ثم تزول ، وتأتي أخرى تكتمل ثم تزول ، فمن سرَّه زمن من هذه الأزمان ستسوؤه أزمان كثيرة .
والخطاب في ( شاهدتَ ) مُوَجَّهٌ للعموم وليس لمخاطَب معيَّن .
وتمثل الجملة الاعتراضية ( كما شاهدتها ) أساس التركيب ، فلو قلنا : هي الأمور دول لكان المعنى ناقصًا في المُخَيِّلة ، ولم يكن مثل الإثبات بدليل المُعَاينة والمُعاصرة .
وتكشف عن أن العبرة والحكمة التي تتضمنها الأبيات كانت مشاهدة ومعاينة لأحداث الأمم .
و( هي الأمور ) مبتدأ وخبر ، وتعريف الخبر يفيد نوعًا من القصر . وتكون ( دول ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره : ( هي ) .
و( دول ) : الدولة هي انقلاب الزمان ، والعُقْبَة ( أي : الخَلَف ) في المال ، فهي قرينة التغيير ، ويكون التغيّر من الأحسن إلى عكسه ، ومن التمام إلى النقصان .
وجملة الشرط ( مَنْ سرَّه ) متصلة بما قبلها ، حيث قَيَّدتْ جملةَ ( كما شاهدتها ) ، وهي تفسير وتبيين وتعليل لها .
فالتفسير يتعلق بسؤال مقدَّر تقديره : كيف ؟
والتعليل بسؤال تقديره : لماذا ؟
ومن هنا فإنَّ قوله : « من سرَّه زمن ساءته أزمان » جاءت مفسرةً معنى أن « الأمور
دول » ، ومبرهِنةً عليه ، فهي دول متعاقبة ، بمعنى أنَّ من سرَّه زمن ساءته أزمان .
وبين جملتي الشرط ( من سره زمن ) والجواب ( ساءته أزمان ) تقابل جاء من التضاد بين ( سرَّ ) و( ساء ) ، والتقابل بين ( زمن ) والجمع ( أزمان ) .
والتركيب يُغَلِّب جانب الحزن على جانب السرور ؛ لاستعماله الجمع ( أزمان ) قرينًا للإساءة ، والمفرد ( زمن ) قرينًا للسرور .
وتعكس المدَّات والحركات في ( ساءته . أزمان ) إحساسًا بالشجن والحزن .
ويتراكب صوت النون في ( أزمان ) مع ذلك الإحساس ويعمِّقه .
3- وهذه الدار لا تبقي على أحدٍ # ولا يدوم على حالٍ لها شــانُ
الإحالة إلى ( الدار ) استعارة مكنية ، فالدار هي الدنيا . وقد شبَّه ( الدار ) بالقاتل ، ثم حذف المشبه به ، ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو ( عدم الإبقاء على أحد ) على سبيل الاستعارة المكنية ، والقرينة ( لا تبقي على أحد ) .
والإشارة إلى الدنيا باسم الإشارة ( هذه ) التي هي للقريب استحضار لها استحضارًا لغير مرغوب .
ومعنى ( لا تبقي على أحدٍ ) أنها لا تترك أحدًا ، أو لا يبقى عليها أحد ، أو لا تبقي على مودة أحد .
وقوله ( أحد ) يشمل الجميع ، أي : كلّ ما هو معدود ، وإن كانت الدلالة القريبة هي
( كل إنسان ) .
والفعل ( يُبْقِي ) يتعدى بالجار وبغيره ، تقول : لا تبقي على أحدٍ ولا تبقي أحدًا .
والنكرة ( شان ) في النفي تستغرق كلَّ شأن .
واللام في ( لها ) تفيد التعلق ، أي : ولا يدوم شان متعلق بها على حالة واحدة .
وبتأمل قوله ( لا تبقي - ولا يدوم لها ) تجد أنه يُوَلِّد معنى من معنى على اختلاف في الدلالتين .
ويتضمن البيت بعض المعاني القرآنية ، مثل أنَّ الدنيا متاع زائل لا تدوم ، وأنَّ الإنسان يغترّ بها ويظنها من خلال تصرفاته بأنه دائمة وأنّه مخلّد ، كقوله تعالى : ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) ( آل عمران ١٨٥ ) .
الأسئلة :
1- من أي بحر هذه القصيدة ؟
2- وضّح معنى ( استعارة مكنية ) مع ذكر بعض الأمثلة .
4- يمزِّقُ الدَّهرُ - حتمًا - كلَّ سابغةٍ ## إذا نَبَتْ مشرفيَّاتٌ وخُرْصــــانُ
تقل في البيت المدَّات ( مشرفيات، وخرصان )، وتكثر الحروف المضعفة والتنوين
( يمزّق، الدّهر، كلّ، مشرفياَّت ) ( حتمًا، سابغةٍ، مشرفياتٌ )، وهي أصوات تعكس نوعًا من الشدِّة والحسم.
وقد بدأ البيت بالفعل المضارع ( يمزق ) الذي يدل على التجدد والحدوث، في مقابل الاسم الذي يدل على الثبوت ( الدهر )، ويدل على الحال والاستقبال في مقابل الماضي
( نبت ).
فالفعل المضارع المثبت يدل على العادة أو الحقيقة ما لم يقترن بما يَقْلِب دلالته إلى الماضي أو المستقبل. مثل ( لم : لم يقلب. والسين : سيقلب ).
فالدهر شأنه أن يمزِّق كل درع سابغة، أي : تامة طويلة.
وتمزيق الدرع كناية عن تمزيق الفارس.
ووصف الدرع بالتمام والكمال ينعكس على لابسيها.
والشرط هنا ( إذا نَبَت... ) لا يمثِّل قيدًا مطلقًا ؛ لأن الدهر يمزق إذا نَبَتْ وإذا لم تَنْبُ السيوف المشرفية والرماح فلا يمزق.
وإسناد الفعل للدهر إسناد استعاري ؛ لأن المسلم يؤمن أن ذلك الفعل المنسوب للدهر هو من فعل الله - سبحانه وتعالى -، والشاعر مسلم لا يُشَكُّ في صحة إسلامه.
والمصدر ( حتمًا ) مؤكِّد للفعل ( يمزق )، وهو منصوب على أنه مفعول مطلق لفعل محذوف.
وفي الأبيات الأربعة يتبدَّى نوع من التناقض بين الزمان والمكان من ناحية، والإنسان من ناحية أخرى.
فـ ( الزمان والدهر ) و( الدار والدنيا ) لا استقرار لأحوالها، فلا يجب أن يطمئن لها إنسان.
والشاعر يستخدم الماهيات المطلقة، فالزمان والدهر والدار ليست خاصة بزمان معيّن، فلا الدهر خاص، ولا الدار دار بعينها، وكذلك ( إنسان ).
ولا شكَّ أنَّ موقف الشاعر يتَّسم بالتشاؤم، وهو موقف وإن كان لا يتسم وروح الإسلام التي تنبذ التشاؤم فإنه جاء نتيجة ظروف قاهرة طرأت على المسلمين أشبه بتلك التي واجهتها بعض الشعوب الإسلامية في أوروبا وأمريكا في هذا العصر.
5- وينتضي كل سيف للفنـــاء – ولو ## كان ابن ذي يزن - والغمد غمدان
نضا السيف وانتضاه ينتضيه : سلَّه يَسُلُّه.
والغمد : جفن السيف وهو الجراب.
وغمدان : قصر بصنعاء، بناه « يشرخ بن الحارث » جد بلقيس بأربعة وجوهٍ، به سبعة سقوف بين كل سقفين أربعون ذراعًا.
وفاعل ( ينتضي ) هو الدهر. والدهر ينتضي كل سيف للفناء، والمعنى ذو وجهين :
1- أنه ينتضي من السيوف ما هي للفناء خاصة.
2- أنه ينتضي كل السيوف من أجل الإفناء بها جميعًا.
ويكون معنى اللام في الأولى للتمليك، أي : السيوف التي هي مملوكة للفناء أو مختصة به، أما الثانية فتكون للغاية، ويكون معناها : ينتضي كل سيف لأجل الفناء.
والفناء هو بؤرة المعنى، فالشاعر يؤكد مقولة ( أن الفناء هو ناموس الوجود وقانون الحياة ).
وجاءت الجملة المصدَّرة بـ ( لو ) التي بمعنى ( إن ) اعتراضية حالية.
ومعنى الواو مع لو : حتى لو كان الهدف أو العدو أو المقصود هو ابن ذي يزن الفارس القائد المشهور، ولو كان غمده أو حصنه هو ذلك الحصن الشهير بصنعاء اليمن غمدان الذي ظنوا أنه لن تناله يد الدهر بالفناء فنالته.
وواضح أن ما بين ( غُمد ) و( غُمدان ) من تجنيس مضارعة يحدث نوعًأ من التوافق الصوتي في مقابل تشتت الشاعر الواقعي، ومع أنَّ الموت والفناء هما الحقيقة التي لا يشك أحد في صحتها ووجوب وقوعها فإن الشاعر على غير مقتضى الظاهر راح يستحضر وقائع يؤكد بها تلك الحقيقة ويعمقها ويمطط ويختصر ويقدم ويؤخر، ويكشف ذلك عن سيطرة الإحساس بالتناهي والفناء على وعي الشاعر وتجربته، فضلًا عن أنَّ مقتضى معرفة الناس بالحقيقة الكبرى وهي الموت والفناء لم يتحقق، فلم يترتب على تلك المعرفة سلوك يدل على أنَّ الناس قد تأثروا بها وارعووا.
6- أين الملوكُ ذوو التيجان من يمنٍ ## وأين منهم أكاليـــــلٌ وتيجـانُ
يتبدَّى التجنيس والتكرار الصوتي على هذا النحو :
أين ←من يمن ← وأين منهم
الملوك ذوو التيجان ← أكاليل وتيجانُ
والتوافق الصوتي يكشف عن الإحساس برتابة التجربة الإنسانية في مواجهة الموت، والتكرار الصوتي يمثل للتكرار الواقعي، فمع مرور العصور تتكرر الوقائع، ونزول الممالك، وينتهي الجميع إلى فناء، تجربة تتكرر كل يوم.
والاستفهام بـ ( أين ) مجازي لا يُطْلَبُ به جوابًا، وهو يعبِّر عن الإحساس بالفقدان ؛ لأنه سؤال يطلب به حصول التصور مجازًا، لما لم يَعُدْ له تصور معلوم فقد ذهب الملوك ولم يبق منهم أكاليل وتيجان.
وقد يكون سؤاله عن ملوك اليمن خاصة في البدء نوعًا من تداعي المعاني، حيث تحدَّث آنفًا عن الحصن اليمني غمدان، والسؤال الأول استفهام عن مكان الملوك وهم أكثر تعرضًا للفناء من تيجانهم، فالتيجان تورث من ملك إلى ملك.
والسؤال عن الأكاليل والتيجان يعني أنَّ تلك الممالك والملوك والمُلك لم يعد لها أثر.
وقد تدرَّج التركيب من الخاص إلى العام.
أين الملوك استفهام عن الملوك بعامة
أين الملوك ذوو التيجان استفهام عن الملوك ذوو التيجان بخاصة
أين الملوك ذوو التيجان من يمن استفهام عن الملوك ذوو التيجان من يمن بخاصة
والشاعر ينهج نهج الشعراء القدماء في حديثهم عن الزمن والدهر والموت والفناء. قال الشاعر الجاهلي عدي بن زيد العبادي :
إنَّ للدهر صولةٌ فاحذرنهـــا لا تبيتنَّ قد أمنتَ الدهـورا
قد ينام الفتى صحيحًا فيــردى ولقد بات آمنًا مســرورًا
فاسأل الناس أين آل قيـــس طحطح الدهر قبلهم سابورا
وبنــــو الأصفر الكرام مُلُو ك الروم لم يبق منهم مذكورا
أين أين الفرار ممن سيـــأتي لا أرى طائرًا نجا أن يطيـرا
فالسؤال بـ ( أين ) في مواجهة الزمن والفناء قديم صَاحَبَ موضوع الشكوى من الزمن منذ بدأ الشاعر العربي يتأمل الوجود ويشكل موقفه شعرًا، ويواجه بالشعر عالمه ووجوده الخاص والعام.
7- وأين ما شـــاده شـــــداد في إرمٍ ## وأين ما ساسه - في الفرسِ - ساسان
يمثل تكرار الشين وتكرار السين صوتيًّا لما يمكن أن يكون همسًا من الشاعر للمتلقي، فكأننا به يُسِرُّ لنا بهذا الحديث.
والاستفهام بـ ( أين ) يتضمن نوعًا من التهكم الخفي بتلك الممالك التي بادت.
والجناس الصوتي يمثل نوعًا من الهندسة الصوتية.
وقد اشتق الشاعر فعلًا يتوافق مع حروف ( شداد وساسان ) فجاء ( شاد ) و( ساس )، وكل كلمتين بينهما جناس المضارعة.
ويتضمن الاستفهم إلى جانب التهكم أنَّ ما شاد شداد في إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، وأن ما ساسه ساسان في الفرس لم يبقَ منه شيء، فمعلوم أن هذا السؤال وإن جيءَ له بجواب فإنَّ جوابه معلوم ضمنًا مسبقًا.
8- وأين ما حازه قارون من ذهبٍ ## وأين عــادٌ وشـدادٌ وقحطـانُ
يجيء الاستفهام عن نوع آخر من نعيم الدنيا وهو المال أو الذهب الذي يرمز إليه، ويكون الاستفهام عن ما حازه قارون من ذهب، ثم استفهام عن عاد وهي قبيلة عاد التي بعث فيها نبي الله هود – عليه السلام – فقالوا : من أشد منا قوة.
وشداد سيد إرم ذات العماد، وقحطان أبو العرب العاربة، وقيل : أبو اليمن.
والمدات في ( حاز. هو. قا. رو. عا. دا. طا )، وتتابع أصوات النون، سواء من حرف النون أو التنوين يمثل صوتيًّا لتجربة الأسى والحزن التي تقترن بالإحساس بالفقد بالنسبة للمصير الإنساني.
9- أتى على الكـل أمـر لا مردَّ له ## حتى قضوا، فكأنَّ القومَ ما كانوا
الفعل ( أتى ) يستحضر لدى المسلم معنى خاصًا بإسناده إلى ( أمر ) في قوله تعالى : ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه ) (النحل ١).
وقد جاءت كلمة ( أمر ) نكرة فأفادت أنه أمر من الأوامر، والأمر الذي لا مردَّ له هو الموت، وقد أتى على الكل.
وتفيد ( على ) الاستعلاء، ولهذا فإن موضع ( الكل ) الاستفال.
وأنكر بعض اللغويين دخول ( أل ) على ( كل ) كالأصمعي وأبي حاتم، في حين استعمال سيبويه والأخفش والزجاجي وابن المقفع لها بالألف. انظر « الحديث النبوي في النحو العربي » أ. د. محمود فجال ( 120 ).
وتقديم ( على الكل ) على ( أمر لا مرد له ) يجعل استغراق الفعل للجميع سابقًا للفاعل لفظًا، وقد أفاد هذا التقديم للفعل نوعًا من الإحاطة والشمول استغرق به الأفراد التي تعدى إليها بـ ( على ).
وجاءت ( حتى ) وهي حرف يفيد انتهاء الغاية، ومعناها مع الفعل إلى أن قضوا.
وجاء قوله ( فكأن القوم ما كانوا ) تصويرًا لما ترتب على الأمر الذي أتى على القوم من فناء تام لهم بحيث لم يبق منهم أثر.
10 - تخلفوا عبـرًا، وأصبحوا خبـــرًا ## كما حكى عن خيال الطيف وَسْنَان
ما ذكره الشاعر آنفًا يؤكد أن هؤلاء الذين يمثلون رموزًا للقوة والمَنَعَة حتى أتى عليهم أمر لا مرد له فقضوا فكأن القوم ما كانوا.
فما معنى ( تخلفوا ) ؟
هل بقي منهم بقية من الآثار التي تدل عليهم للعظة وللاعتبار، أي أنهم قد تخلف منهم من قد تخلف عبرًا، وتكون ( عبرًا ) حال للفاعل واو الجماعة المتصلة بالفعل.
أو يكون ( تخلفوا عبرًا ) بمعنى تخلف منهم ما تخلف عبرًا، بمعنى لم يبق منهم إلا العبر، ويُقَوِّي ذلك قوله من قبل : ( قضوا فكأن القوم ما كانوا )، وقوله بعده : ( أصبحوا خبرًا )، بمعنى أنه لم يبق منهم غير الخبر الذي هو للعبرة والذكرى.
وجاء قوله : ( كما حكى عن خيال الطيف وسنان ) مصورًا المدى الذي وصل إليه زوال هذه الحضارات التي بادتْ، فإن قصتهم تشبه حكاية لحلم رآه راءٍ بين النوم واليقظة.

الدراسه الادبيه لقصيدة ابي البقاء الرندي:
الدراسة الأدبية :
الأفكار : مرت على الأمة الإسلامية منذ أوائل نشأتها مصائب كثيرة ، فأعداء الإسلام لن يتركوا المسلمين ينشرون دينهم ، ولن يتركوهم ينعمون بروحانية هذا الدين ، ولذلك نراهم يكيدون للمسلمين وللإسلام ، ولولا أن الله تعالى تعهد بحفظ دينه ، وجعله للناس جميعاً وأن هذا النور سيتم على الرغم من كيد أعدائه ، لما بقي حتى هذه اللحظة قوياً وإن ضعف أفراده ، يهابه أعداؤه وإن ذل أتباعه ، لأن هذا المارد ( الإنسان المسلم ) عندما يسستيقظ سيكون كالريح العاصفة تعصف بالأعداء ، واستيقاظه مستمر ، فها نحن نسمع عن ثورة الزنج في العراق ، وعن ثورة القرامطة ، وقد راح فيهما عشرات الآلاف من المسلمين ، والصليبيون بحقدهم يغزون البلاد ويسلبون المسجد الأقصى ، ومن بين ركام الضعف يأتي صلاح الدين ليقضي على أحلامهم في موقعة ( حطين ) ، ويأتي المغول فيقتلون من المسلمين مئات الآلاف ويحرقون الكتب ويدفنون الحضارة الإسلامية ، وفجأة يأتي من يقضي عليهم من المسلمين في موقعة عين جالوت ، وتتوالى المصائب على المسلمين ، ويأتي محمد الفاتح ليقضي على الصليبية في عقر دارها ويفتح القسطنطينية ، هؤلاء هم المسلمون ، وما حدث في الأندلس ، وما يحدث في كل أندلس في كل زمان ومكان ، ما هو إلا بسبب ذنوب المسلمين وركونهم إلى الدنيا ، كيف لا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : في حديث معناه أن كل مسلم مسؤول عن كل ما يصيب المسلمين من مصائب ، فكل مسلم على ثغرة من ثغر الإسلام ، فاللهَ اللهَ أن يؤتى أحدكم من قبله . والشاعر في أفكاره لم يكن مبتكراً ، ولم يأت بجديد ، فقد سبقه شعراء كثيرون صوروا المصائب التي تحل بالمسلمين ، وأظهروا إعجابهم بالأبطال الذين ينقذ الله على أيديهم هذه الأمة .
والشاعر لم يبدأ قصيدته على النهج التقليدي ، وإنما بدأها بحكمة تناسب الموضوع الذي يريد الحديث عنه وقد وفق في اختيار هذا المطلع ، وكأنه يواسي نفسه ، ويخفف عن السامع هول المصيبة ، ويدفعه إلى عدم الاستسلام لليأس والحزن ، وإلى عدم التعلق بهذه الدنيا الفانية .
عاطفة الشاعر : هي عاطفة كل مسلم غيور على دينه ، حزين لما أصاب أمته من مصائب سببها البعد عن الدين والركون إلى الدنيا ، خاصة من قبل أولي الأمر ، ولو أن هؤلاء عرفوا حق الله عليهم ، وحملوا الأمانة التي أوكلت إليهم ما حل بالمسلمين ما حل بهم . وقد أثرت العاطفة على الألفاظ ، مثل ( فجائع ، وأحزان ، لاعزاء ، العين باكية ، يذوب القلب من كمد ...) ، والعاطفة الدينية ظهرت في الألفاظ ( الإسلام ، أحد ، الحنيفية البيضاء ، المساجد ، إيمان .. ) كما أثرت العاطفة الدينية على المعاني ، فالشاعر حزين يكاد يقتله حزنه وهو يرى المساجد وقد تحولت إلى كنائس ، أو يرى الفتاة يعتدي عليها رومي حاقد ، والعاطفة الإنسانية تظهر في حزنه على الأم التي فرقوا بينها وبين طفلها ...
الألفاظ والتراكيب : جاءت ألفاظ النص سهلة واضحة ، فالشاعر يريد أن يوصل أفكاره إلى الناس جميعاً ولذلك خاطبهم بهذا الأسلوب المباشر والكلمات الواضحة ، وراوح الشاعر بين الجمل الخبرية والجمل ال****ئية وذلك لزيادة تنبيه القارئ أو السامع ، وجاء بأسلوب الالتفات ، فتارة يتحدث بصيغة الغائب ، وتارة أخرى بصيغة المخاطب ، واستعان الشاعر ببعض الأساليب اللغوية لينمي معانيه ، كأسلوب الشرط في البيت ( 2 ) وأسلوب النداء ليحث السامع على التفكر بما حل بهذه المدن ، وأسلوب التكثير في نداء رُبَّ ( يا رُبَّ أم ...) والتقديم والتأخير في مثل ( لمثل هذا يذوب القلب ) هذه هي المصائب الحقيقية .
التصوير والخيال : كثرت الصور الجزئية في النص لكنها صور عفوية غير متكلفة ، فالمقام لا يساعد على التكلف ، والعاطفة سرت منسابة وجاءت الصور معبرة عنها بصدق وواقعية . من هذه الصور :
التشبيه : في البيت ( 8 ) قواعد كن أركان البلاد : شبه المدن بالركن ، وبزوالها انهد البناء وسقطت الدولة : تشبيه بليغ ، وفي البيت التاسع شبه بكاء الإسلام ببكاء ال**** يفارقون بعضهم ، وفي البيت ( 11 ) تشبيه عتاق الخيل بالعقبان في قوتها وسرعة جريها في مجال السبق وهو تشبيه تام الأركان ، وفي البيت ( 13 ) تشبيه حالة الأم وقد أخذ منها طفلها بحالة الجسد وقد خرجت منه روحه وأصبح لا قيمة له وهذا تشبيه تمثيلي . وفي قوله : وطفلة مثل حسن الشمس : تشبيه تام ، وكذلك في قوله : برزت كأنما هي ياقوت .ومرجان : تشبيه مجمل ، يشبه الفتاة بالجواهر الثمينة لينبه السامع إلى مرارة الخسارة عندما تهان مثل تلك الجوهرة . ونلاحظ في هذا البيت ( 14 ) تزاحم الصور ، فالفتاة جميلة كالشمس ، نقية كالياقوت ، غالية كالمرجان ، ومع ذلك لم نشعر بالتكلف في كثرة الصور .
والاستعارة : في قوله ( من سره زمن ) : تشخيص الزمن بالعاقل الذي يملك القدرة على بعث السرور أو الحزن في الآخرين ( استعارة مكنية ) ، وفي قوله تبكي الحنيفية : شخص الدين بإنسان يبكي : استعارة مكنية ، حذف المشبه به وذكر صفة من صفاته وهي البكاء .
والكناية : المساجد صارت كنائس : كناية عن ذل المسلمين وحقد النصارى .
الرأي الشخصي : قصيدة تحكي المصائب التي حلت وتحل ببلاد المسلمين ، فمتى نستفيق من غفلتنا ، ومتى يظهر صلاح الدين أو بيبرس وقطز ومحمد الفاتح ؟ ..
حنان خالد سلامه
الدراسة الأدبية :
الأفكار : مرت على الأمة الإسلامية منذ أوائل نشأتها مصائب كثيرة ، فأعداء الإسلام لن يتركوا المسلمين ينشرون دينهم ، ولن يتركوهم ينعمون بروحانية هذا الدين ، ولذلك نراهم يكيدون للمسلمين وللإسلام ، ولولا أن الله تعالى تعهد بحفظ دينه ، وجعله للناس جميعاً وأن هذا النور سيتم على الرغم من كيد أعدائه ، لما بقي حتى هذه اللحظة قوياً وإن ضعف أفراده ، يهابه أعداؤه وإن ذل أتباعه ، لأن هذا المارد ( الإنسان المسلم ) عندما يسستيقظ سيكون كالريح العاصفة تعصف بالأعداء ، واستيقاظه مستمر ، فها نحن نسمع عن ثورة الزنج في العراق ، وعن ثورة القرامطة ، وقد راح فيهما عشرات الآلاف من المسلمين ، والصليبيون بحقدهم يغزون البلاد ويسلبون المسجد الأقصى ، ومن بين ركام الضعف يأتي صلاح الدين ليقضي على أحلامهم في موقعة ( حطين ) ، ويأتي المغول فيقتلون من المسلمين مئات الآلاف ويحرقون الكتب ويدفنون الحضارة الإسلامية ، وفجأة يأتي من يقضي عليهم من المسلمين في موقعة عين جالوت ، وتتوالى المصائب على المسلمين ، ويأتي محمد الفاتح ليقضي على الصليبية في عقر دارها ويفتح القسطنطينية ، هؤلاء هم المسلمون ، وما حدث في الأندلس ، وما يحدث في كل أندلس في كل زمان ومكان ، ما هو إلا بسبب ذنوب المسلمين وركونهم إلى الدنيا ، كيف لا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : في حديث معناه أن كل مسلم مسؤول عن كل ما يصيب المسلمين من مصائب ، فكل مسلم على ثغرة من ثغر الإسلام ، فاللهَ اللهَ أن يؤتى أحدكم من قبله . والشاعر في أفكاره لم يكن مبتكراً ، ولم يأت بجديد ، فقد سبقه شعراء كثيرون صوروا المصائب التي تحل بالمسلمين ، وأظهروا إعجابهم بالأبطال الذين ينقذ الله على أيديهم هذه الأمة .
والشاعر لم يبدأ قصيدته على النهج التقليدي ، وإنما بدأها بحكمة تناسب الموضوع الذي يريد الحديث عنه وقد وفق في اختيار هذا المطلع ، وكأنه يواسي نفسه ، ويخفف عن السامع هول المصيبة ، ويدفعه إلى عدم الاستسلام لليأس والحزن ، وإلى عدم التعلق بهذه الدنيا الفانية .
عاطفة الشاعر : هي عاطفة كل مسلم غيور على دينه ، حزين لما أصاب أمته من مصائب سببها البعد عن الدين والركون إلى الدنيا ، خاصة من قبل أولي الأمر ، ولو أن هؤلاء عرفوا حق الله عليهم ، وحملوا الأمانة التي أوكلت إليهم ما حل بالمسلمين ما حل بهم . وقد أثرت العاطفة على الألفاظ ، مثل ( فجائع ، وأحزان ، لاعزاء ، العين باكية ، يذوب القلب من كمد ...) ، والعاطفة الدينية ظهرت في الألفاظ ( الإسلام ، أحد ، الحنيفية البيضاء ، المساجد ، إيمان .. ) كما أثرت العاطفة الدينية على المعاني ، فالشاعر حزين يكاد يقتله حزنه وهو يرى المساجد وقد تحولت إلى كنائس ، أو يرى الفتاة يعتدي عليها رومي حاقد ، والعاطفة الإنسانية تظهر في حزنه على الأم التي فرقوا بينها وبين طفلها ...
الألفاظ والتراكيب : جاءت ألفاظ النص سهلة واضحة ، فالشاعر يريد أن يوصل أفكاره إلى الناس جميعاً ولذلك خاطبهم بهذا الأسلوب المباشر والكلمات الواضحة ، وراوح الشاعر بين الجمل الخبرية والجمل ال****ئية وذلك لزيادة تنبيه القارئ أو السامع ، وجاء بأسلوب الالتفات ، فتارة يتحدث بصيغة الغائب ، وتارة أخرى بصيغة المخاطب ، واستعان الشاعر ببعض الأساليب اللغوية لينمي معانيه ، كأسلوب الشرط في البيت ( 2 ) وأسلوب النداء ليحث السامع على التفكر بما حل بهذه المدن ، وأسلوب التكثير في نداء رُبَّ ( يا رُبَّ أم ...) والتقديم والتأخير في مثل ( لمثل هذا يذوب القلب ) هذه هي المصائب الحقيقية .
التصوير والخيال : كثرت الصور الجزئية في النص لكنها صور عفوية غير متكلفة ، فالمقام لا يساعد على التكلف ، والعاطفة سرت منسابة وجاءت الصور معبرة عنها بصدق وواقعية . من هذه الصور :
التشبيه : في البيت ( 8 ) قواعد كن أركان البلاد : شبه المدن بالركن ، وبزوالها انهد البناء وسقطت الدولة : تشبيه بليغ ، وفي البيت التاسع شبه بكاء الإسلام ببكاء ال**** يفارقون بعضهم ، وفي البيت ( 11 ) تشبيه عتاق الخيل بالعقبان في قوتها وسرعة جريها في مجال السبق وهو تشبيه تام الأركان ، وفي البيت ( 13 ) تشبيه حالة الأم وقد أخذ منها طفلها بحالة الجسد وقد خرجت منه روحه وأصبح لا قيمة له وهذا تشبيه تمثيلي . وفي قوله : وطفلة مثل حسن الشمس : تشبيه تام ، وكذلك في قوله : برزت كأنما هي ياقوت .ومرجان : تشبيه مجمل ، يشبه الفتاة بالجواهر الثمينة لينبه السامع إلى مرارة الخسارة عندما تهان مثل تلك الجوهرة . ونلاحظ في هذا البيت ( 14 ) تزاحم الصور ، فالفتاة جميلة كالشمس ، نقية كالياقوت ، غالية كالمرجان ، ومع ذلك لم نشعر بالتكلف في كثرة الصور .
والاستعارة : في قوله ( من سره زمن ) : تشخيص الزمن بالعاقل الذي يملك القدرة على بعث السرور أو الحزن في الآخرين ( استعارة مكنية ) ، وفي قوله تبكي الحنيفية : شخص الدين بإنسان يبكي : استعارة مكنية ، حذف المشبه به وذكر صفة من صفاته وهي البكاء .
والكناية : المساجد صارت كنائس : كناية عن ذل المسلمين وحقد النصارى .
الرأي الشخصي : قصيدة تحكي المصائب التي حلت وتحل ببلاد المسلمين ، فمتى نستفيق من غفلتنا ، ومتى يظهر صلاح الدين أو بيبرس وقطز ومحمد الفاتح ؟ ..
حنان خالد سلامه
الصفحة الأخيرة
وحبيت ارفع الموضوع
وان شاء الله البنات ما يقصرون
والله يوفق الجميع