اللهم خذ ظالمينا واعدائنا

دعاء

يا من لا تخفى عليه أنباء المتظلمين، ويا من لا يحتاج في قصصهم إلى شهادة الشاهدين، ويا من قربت نصرته من المظلومين، ويامن بعد عونه عن الظالمين، قد علمت، إلهنا، ما بالناس من ظلمة هذا الزمان مما حظرت وانتهكوه منا، بطرا من نعمتك عندهم، واغترارا بنكيرك عليهم.

اللهم خذ ظالمينا وأعداءنا عن ظلمنا بقوتك، واقلل حدهم عنا بقدرتك، واجعل لهم شغلا فيما يلونه، وعجزا عما يناؤونه. اللهم لا تسوغ لهم ظلمنا، وأحسن عليهم عوننا، واعصمنا من مثل أفعالهم، ولا تجعلنا في مثل حالهم.

اللهم عوضنا من ظلمهم لنا عفوك، وأبدلنا بسوء صنيعهم بنا رحمتك. فكل مكروه جلل دون سخطك، وكل مرزئة سواء مع موجدتك. اللهم فكما كرهت إلينا أن نُظلم فقنا من أن نَظلم. اللهم لا نشكو إلى أحد سواك، ولا نستعين بحاكم غيرك حاشاك، فصل دعاءنا بالإجابة، واقرن شكايتنا بالتغيير.

اللهم لا تفتنا بالقنوط من إنصافك، ولا تفتن المعتدين بالأمن من إنكارك، فيصروا على الجور والعدوان، وعرفهم، اللهم، عما قليل ما أوعدت الظالمين، وعرفنا ما وعدت من إجابة المضطرين، ووفقنا لقبول ما قضيت لنا وعلينا، ورضنا بما أخذت لنا ومنا، واهدنا للتي هي أقوم، واستعملنا بما هو أسلم.

اللهم إن كانت الخيرة لنا عندك في تأخير الأخذ لنا وترك الانتقام ممن ظلمنا إلى يوم الفصل ومجمع الخصم، فأيدنا منك بنية صادقة وصبر دائم، وأعذنا من سوء الرغبة، وهلع أهل الحرص، وارزقنا اليقين بما ادخرت لنا من ثوابك، وأعددت لظالمينا من جزائك وعقابك.

اللهم إنا نجعلك في نحور المعتدين، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم اكفنا إياهم بما شئت وكيف شئت، آمين يا رب العالمين. وصل اللهم وسلم على النبي الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.