الحمدلله الذي فتح لنا باب الرحمة فرجوناه ، وحذرنا من عذابه فخشيناه
وأنعم علينا فشكرناه ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أمرنا بخشيته وحده وهو أحق
أن نخشاه ، حتى نطيعه ونسعى لرضاه ، ونفوز بمغفرته ورحماه ..
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله كان أخشى الناس لله ، ومن خشيته
ذرفت عيناه ، وقام الليل حتى تشققت قدماه ، اللهم صل وسلم وبارك
على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن والاه ..
بناتي وأخواتي في الله الحبيبات :
نحن نخشى الأقوياء والأغنياء والأعداء ، ونخشى ذوي الجاه
والسلطان وأهل الظلم والطغيان ..
ونحن نخشى المرض والموت وضيق القبر ..
ونحن نخشى الشمس الحارقة والأمواج العاتية والرياح العاصفة ،
ونخشى الحيات السامة وكل عين لامة ..
ونحن نخشى السحرة والشياطين ونخشى المبغضين الحاسدين ..
لكن ، أليس الله المتصرف بكل مافي الكون ، والذي يقول للشئ :
كن فيكون ، ولا يكون إلا ما يريد أن يكون ، أحق أن نخشاه ؟
أليس الله الذي بيده الحياة والموت ، وبيده العز والذل ، وبيده
الغنى والفقر ، وبيده الصحة والمرض ، وبيده السعادة والشقاوة ،
وبيده الهداية والغواية ، وبيده المغفرة والعذاب ، وبيده الثواب
والعقاب ، وبيده الجنة والنار ، أليس ذلك أحق أن نخافه ؟
أليس الذي دمر القرى الظالمة وأباد الأمم الطاغية أحق أن نرهبه ؟
أليس قاصم الجبارين ومهلك الظالمين ومذل المتكبرين أحق أن نخشاه ؟
أليس الحي الذي لا يموت ، الذي يحيي العظام وهي رميم ، وجامع الناس
ليوم عظيم ، ومعذب العصاة في الجحيم ، أحق أن نرهبه ؟
يقول الله تعالى :
{ ألَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ
هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37)
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ
دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ
مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38) } ( الزمر )
أخواتي وبناتي :
كيف لا نخاف الله ، والملائكة يخافونه ، رغم أنهم لا يعصون الله ما أمرهم
ويفعلون ما يؤمرون ، ويسبحون الليل والنهار لا يفترون ؟
قال تعالى :
{ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنْ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ
سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ
وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ۩(50) } (النحل) .
كيف لا نخاف الله تعالى ، والأنبياء يخافونه ، رغم أنهم صفوة الله من عباده
وخيرته من خلقه ، ورغم أنهم معصومون عن المعاصي والذنوب ؟
يقول تعالى عن الأنبياء :{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) } ( الأنبياء ) .
وأثنى الله على الأنبياء جميعًا فقال : { الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ
وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً (39) } (الأحزاب ) .
كيف لا نخشى الله ، ونحن لا ندري هل يتقبل الله اعمالنا أم يردها علينا ؟
يقول تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57)
وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59)
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)
أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) } ( المؤمنون )
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ :
" (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )) أَهُوَ الَّذِي يَزْنِي وَيَسْرِقُ
وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ قَالَ لَا يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَوْ يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُ
الرَّجُلُ يَصُومُ وَيَتَصَدَّقُ وَيُصَلِّي وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لَا يُتَقَبَّلَ مِنْهُ "
سنن ابن ماجه - كِتَاب الزُّهْدِ - الرجل يصوم ويتصدق ويصلي
صححه الألباني : حديث رقم 3403
كيف لانخشى الله عز وعلا ورسولنا صلى الله عليه وسلم كان أخشى
الناس لله رغم أن الله غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر ، ورغم أنه كان
من أتقى الناس لله ، ورغم أنه سيد الأولين والآخرين وإمام النبيين والمرسلين ؟
ويقول الله تعالى آمرًا رسوله بخشيته :
{ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ
وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ (205) } ( الأعراف ) .
ويقول الله تعالى مخاطبًا رسوله الكريم :
{ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) } ( الأنعام ) .
ويقول الله تعالى منبهًا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أنه تعالى أحق
بالخشية من الناس :{ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ (37) } ( الأحزاب )
كيف لا نخشى الله ، والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يخشونه ،
رغم أنهم خير الخلق بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، ورغم أنهم
جاهدوا في الله حق جهاده ، وقدموا التضحيات الجسيمة في سبيل الله ،
وصدقوا ما عاهدوا الله عليه ؟
يقول الله تعالى بشأن أهل الأسواق من الصحابة – رضوان الله عليهم –
الذين كانوا إذا سمعوا الأذان تركوا كل شغل ، وأسرعوا إلى مساجد
الرحمن لأداء الصلاة جماعة :
{ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ
وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ
وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37) }( النور )
ويروى أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه رأى طيرًا على شجرة فقال :
طوبى لكِ ياطير ! والله لوددت أن أكون مثلك ، تقع على الشجر ، وتأكل
من الثمر ، ثم تطير ، وليس عليكِ حساب ولا عذاب .
ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ( ليتني لم أُخلق ،
ليتني لم أكن شيئًا ، ليت أمي لم تلدني ، ليتني كنت نسيًا منسيًا )
كيف لانخاف الله ونحن صائرون إلى الموت والقبور ، والقبر إما حفرة
من حفر النار ، وإما روضًا من رياض الجنة ..
ويروى أن عليًا رضي الله عنه قال لولده : ( يابني خف الله خوفًا
ترى أنك لو أتيته بحسنات أهل الأرض لم يتقبلها منك ، وارج الله
رجاءً ترى أنك لو أتيته بسيئات أهل الأرض غفرها لك )
كيف لا نخاف الله ، وسيبعثنا الله من القبور ويحشرنا في يوم النشور ،
ويحاسبنا على كل ما هو في الصحف مسطور ، وأمامنا السراط
وفيه الكلاليب ، وتحته النار وفيها اللهيب ، ونحن لا ندري إلى أين
نصير إلى الجنة أم السعير ، وأعمالنا مهما بلغت لا تكافئ نعمة الله ،
وحسناتنا مهما عظمت لا تبلغ ثمن الجنة ؟
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا مِنْكُمْ
عَمَلُهُ الْجَنَّةَ قَالُوا وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ
اللَّهُ مِنْهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ "
صحيح مسلم - كِتَاب صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ
إن الله عز وجل أمرنا في القرآن الكريم أن نخافه وحده حتى يحملنا
على طاعته، ويبعدنا عن عصيانه ، فنفوز برحمته ورضوانه .
يقول الله تعالى : { إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ
وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) } ( آل عمران )
وسئل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : " .. مَا الْإِحْسَانُ قَالَ أَنْ
تَخْشَى اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ .. " صحيح مسلم
والمؤمنون الحقيقيون هم الذين تمتلئ قلوبهم بخشية الله ويشفقون من عذاب الله .
يقول تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا
تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) } ( الأنفال )
ويقول تعالى :{ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا
سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ۩(15)تَتَجَافَى
جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنفِقُونَ (16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً
بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) } ( السجدة ) .
والله تبارك وتعالى أمرنا أن نتسلح بطاعته ، وأن نخشى بطشه وانتقامه ،
ونخاف جحيمه وعذابه ، وأن لا نغتر بالدنيا ، ولانغتر بأنفسنا وأعمالنا ،
فنظن أننا آمنون من عذاب الله ومعصومون من مكر الله .
يقول تعالى : { وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) } (آل عمران)
ويقول تعالى :{ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ (97)
أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98)أَفَأَمِنُوا مَكْرَ
اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) } ( الأعراف )
أخواتي وبناتي الحبيبات في الله ...
رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان يبكي من خشية الله
عن عبدالله بن الشخير- رضي اللَّه عنه – قال" : أَتَيْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى
اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَهُو يُصلِّي ولجوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المرْجَلِ مِنَ البُكَاءِ ."
رواه أحمد ( 15877 ) وصححه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 544 ).
والمِرْجل : القِدرالذي يغلي فيه الماء .
فلنبكِ أخواتي .. تأسيًا برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كما
كان يفعل الصحابة رضوان الله عليهم .
عن أنس رضي الله عنه قال : "خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً
مَا سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ قَالَ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا قَالَ
فَغَطَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُجُوهَهُمْ لَهُمْ خَنِينٌ (أي بكاء ) ..
صحيح البخاري / كتاب تفسير القرآن حديث رقم : 4621
ولنبكِ على خطايانا .. حتى يظلنا الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، فنكون
من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ..
يقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "
سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ
رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا
عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ
أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ "
صحيح البخاري / أبواب صلاة الجماعة والإمامة
ولنبكِ على ذنوبنا ... حتى يحمينا من نار الجحيم .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ عَيْنٌ بَكَتْ
مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " .
رواه الترمذي ( 1639 ) وصححه الشيخ الألباني .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لَا يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ وَلَا
يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ " .
المحدث : الألباني / صحيح الترمذي / حديث رقم : 1633
ولنبكِ من خشية الله .. حتى نكون مع النبيين والصالحين المهديين .
يقول تعالى : { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ
وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا
إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً ۩(58) } ( مريم ) .
ولنبكِ على خطايانا وتقصيرنا .. حتى نكون من الناجين يوم القيامة .
عن عقبة بن عامر قال : قلت : ما النجاة يارسول الله ؟ قال :
" قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَاةُ قَالَ أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ
بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ " .
المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترمذي –الحديث رقم : 2406
أخواتي وبناتي
.. فلنخشَ الله تعالى .. حتى نتجنب المعاصي والذنوب .
فابن آدم الأول هابيل أبى أن يقتل أخاه قابيل لأنه يخاف الله ،
يقول الله تعالى على لسان هابيل : { لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا
بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) } ( المائدة )
ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " رجل دعته
امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف رب العالمين " .
ولنخشَ الله تعالى .. حتى يهلك أعداءنا ، وينصرنا على من ظلمنا .
يقول تعالى :{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ
لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ
الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14) } ( ابراهيم ).
ولنخشَ الله تعالى .. حتى ننال رحمته ومغفرته . يقول تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) } ( الملك ).
ولنخشَ الله تعالى .. حتى ينجينا من النار .
يقول الله تعالى في أهل الجنة : { قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا
مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا
مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) } ( الطور ) .
ولنخشَ الله تعالى .. حتى نكون من أهل الجنة .
يقول تعالى : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) } (الرحمن) .
ويقول عز وعلا : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ
الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8) } ( البينة )
أخواتي وبناتي الحبيبات
إن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله أن يرزقه خشيته ،
فلندعوا الله بدعاء رسولنا الكريم حتى يرزقنا خشيته ومغفرته .
فقد كان رسولنا عليه الصلاة والسلام يقول : " ... رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا
لَكَ ذَكَّارًا لَكَ رَهَّابًا لَكَ مِطْوَاعًا لَكَ مُخْبِتًا إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا ... "
المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الترمذي– الحديث رقم : 3551
وكان يدعو عليه الصلاة والسلام فيقول : " .. . اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ
خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ
جَنَّتَكَ وَمِنْ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا .... "
المحدث: الألباني- المصدر:صحيح الترمذي – الحديث رقم : 3502
وكان يدعو صلى الله عليه وسلم فيقول :
" اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا
لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ وَكَلِمَةَ الْإِخْلَاصِ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ
وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بِالْقَضَاءِ وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ
وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ
وَفِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ "
صححه الألباني في صحيح سنن النسائي حديث رقم : 1304
بقلم : محمد السعدي .... بتصرف
بيض الله وجهك ورفع قدرك واسعدك فـ الدارين ،،
قل تواجدك يالغاليه عسى المانع خير
طمنيني على الوالده