الله الجواد

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم

اخوتي واحبتي انقل لكم اليوم مقالا جميل للغاية يتحدث عن كرم وجود الخالق العظيم ربنا تعالى وعز وجل..اقرؤوه وتأملوه عظمة هذا الاله..عظمة الرحمن..الودود...الجواد الكريم

اللهم يا ارحم الراحمين يا اكرم الاكرمين نسألك حبك وحب من احبك وكل يبلغنا حبك..اللهم انا نسألك من فضك ورحمتك فلا يملكها الا انت

أصل مادة (ج و د) هي التسمح بالشيء, وكثرة العطاء والجود هو الكرم.
فالله سبحانه هو الجواد الماجد الذي له الجود كله، وجود جميع الخلائق في جنب جوده أقل من ذرة في جبال الدنيا ورمالها فإن ابتلى خلقه بالأوامر والنواهي فإنما ذلك رحمة منه وحمية لا حاجة منه إليهم بما أمرهم به، فهو الغني الحميد، ولا بخلًا منه عليهم بما نهاهم عنه فهو الجواد الكريم.
فمن أعظم منه جودًا والخلائق له عاصون, وهو يكلؤهم في مضاجعهم, كأن لم يعصوه , ويتولى حفظهم كأن لم يذنبوا..
سبحانه يجود بالفضل على العاصي ويتفضل على المسيء, فمن ذا الذي دعاه ولم يجبه, ومن ذا الذي سأله فلم يعطه, وهو الجواد ومنه الجود، وهو الكريم ومنه الكرم يعطي العبد ما سأل ويعطي العبد ما لم يسأله..
وهو سبحانه يتعرف إلى عباده ويتحبب إليهم مع غناه التام عنهم, وإنما ذلك بمحض فضله وجوده وإحسانه, إذ هو الجواد المفضل المحسن لذاته لا لمعاوضة, ولا لطلب جزاء منهم, ولا لحاجة دعته إلى ذلك سبحانه, وفي الصحيحين عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَدُ اللَّهِ مَلأَى لاَ يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ - وَقَالَ - أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِى يَدِهِ - وَقَالَ - عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الأُخْرَى الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ".
واسمه الجواد ثبت له سبحانه بأحاديث عدة كما في حديث ابن عباس: إن الله عز وجل جواد يحب الجود ويحب معالي الأخلاق ويبغض سفسافها. وهو صحيح بمجموع طرقه وهو أقوى معول عليه في إثبات هذا الاسم.
وعند الترمذي وحسنه وأحمد في مسنده من حديث أَبِى ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى يَا عِبَادِى كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَسَلُونِى الْهُدَى أَهْدِكُمْ وَكُلُّكُمْ فَقِيرٌ إِلاَّ مَنْ أَغْنَيْتُ فَسَلُونِى أَرْزُقْكُمْ وَكُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلاَّ مَنْ عَافَيْتُ فَمَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّى ذُو قُدْرَةٍ عَلَى الْمَغْفِرَةِ فَاسْتَغْفَرَنِى غَفَرْتُ لَهُ وَلاَ أُبَالِى وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِى مَا زَادَ ذَلِكَ فِى مُلْكِى جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَشْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِى مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِى جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ فَأَعْطَيْتُ كُلَّ سَائِلٍ مِنْكُمْ مَا سَأَلَ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِى إِلاَّ كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ بِالْبَحْرِ فَغَمَسَ فِيهِ إِبْرَةً ثُمَّ رَفَعَهَا إِلَيْهِ ذَلِكَ بِأَنِّى جَوَادٌ مَاجِدٌ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُ عَطَائِى كَلاَمٌ وَعَذَابِى كَلاَمٌ إِنَّمَا أَمْرِى لِشَىْءٍ إِذَا أَرَدْتُهُ أَنْ أَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ".
وعند الترمذي أيضًا سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ".
وهذا الاسم الكريم إذا استشعره العبد سهل عليه الإنفاق والجود في سبيل الله , ولذا كان سيد الأجواد هو الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ ففي الصحيحين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِى كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ".
والجود عشر مراتب بالنسبة للعبد:
جود بالنفس وهو أعلاها.
جود بالرياسة, وهو في قضاء حاجات من له حاجة.
جود بالراحة تعبًا في مصلحة خلق الله.
جود بالعلم وبذله.
جود بالجاه في الشفاعة الحسنة.
جود بالبدن ؛ كل سلامى عليه صدقة.
جود بالمسامحة لمن استطال في عرضه.
جود بالصبر والاحتمال.
جود بالخُلُق والبشر.
جود بالترك لما في أيدي الناس.
بيد أن هذه العشرة محدودة بحدود الخلق, ومن عرف نفسه عرف ربه, فمن عرف نقص جوده عرف كمال جود مولاه، فهو سبحانه الجواد على الإطلاق، وجود كل جواد من جوده.
ومحبته للجود والعطاء والإحسان والبر والإنعام والإفضال فوق ما يخطر ببال الخلق، أو يدور في أوهامهم...
ومن جوده سبحانه أنه يحب من عباده أن يؤملوه ويرجوه ويسألوه من فضله لأنه الملك الحق الجواد، وأحب ما إلى الجواد أن يرجى ويؤمل ويسأل، وفي الحديث من لم يسأل الله يغضب عليه.
وهو سبحانه الجواد الذي لا ينقص خزائنه الإنفاق, ولا يغيض ما في يمينه سعة عطائه, فما منع من منعه فضله إلا لحكمة كاملة في ذلك , وحكمته لا تناقض جوده ؛ فهو سبحانه لا يضع بره وفضله إلا في موضعه ووقته بقدر ما تقتضيه حكمته: "وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ". .
كان الجنيد رحمه الله يدعو ويقول: "اللهم إني أسألك من فضلك وسعة جودك ورحمتك التي وسعت كل شيء فإنه لا يملكها إلا أنت أسألك يا جواد يا كريم مغفرة كل ما أحاط به علمك من ذنوبنا..."


بقلم الدكتور الشيخ/ سلمان بن فهد العودة
0
326

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️