الله الشـكور،اللهم أوزعنا أن نشكر نعمك.

سبحانه يشكر عبده على ما قدم من عمل صالح، والغريب أنه من أمر بهذا العمل ودل عليه ليكون فيه صلاح دنياه وآخرته، ثم أعان عليه ويسره، وهو بعد ذلك يشكره عليه وهو المستحق للشكر. "وما تقدموا (لأنفسكم) من خير تجدوه عند الله" قدمته لنفسك وشكرك الله عليه...

ومن شكره لك سبحانه غفران الذنوب وستر العيوب وعظيم الأجور وإجابة الدعاء والأنس بالله والشفاء والرحمة والهداية....

(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ۗ ) هل انتهت؟ لا (وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) ... سبحانه، من يعطي أجرا بالسبعمائة ضعف سواه؟! ثم أيضا يضاعف لمن يشاء..

سبحانه إذا أعطاك أدهشك, وإذا أكرمك أذهلك

سبحانه يشكر على صغير الأعمال كما يشكر كبيرها، فمن شكره أن أدخل بغياً الجنة بسقيا كلب، وأدخل آخر الجنة بكلمة "لا إله إلا الله" خالصا بها قلبه لم يعمل غيرها، وآخر أدخله الجنة وقد قتل مائة نفس لأنه هاجر إليه حتى ولولم يبلغ.... "ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره" حتى ولو ذَرَّة!

✔️ومن شُكره وضع البركة في مال المتصدق "أنفق أُنفق عليك" "أنفق بلال ولا تخف من ذي العرش إقلالا" "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا" انظر حولك لأحوال المتصدقين كم أجزل الله لهم العطاء في الدنيا قبل الآخرة، كم من امرءٍ أنفق في الصباح فرُدَّ إليه في المساء أضعافا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف" صححه الألباني، سبحان ربي الشكور.

قيل لأعرابي إنك تموت قال: ثم إلى أين؟ قيل إلى الله: فقال: كيف أكره أن أقدم على الذي لم أر الخير إلا منه "وما بكم من نعمة فمن الله".

انظر في قصة الثلاثة أصحاب الغار، كيف شكر الله لكل منهم صنيعه وكان من شكره لهم تفريج كربهم وانفراج الصخرة ..

اعرف مع من تتعامل مع من تتاجر.. مع ذي الكرم المتناهي والشكر المتناهي.

اللهم أوزعنا أن نشكر نعمك، واجعلنا لك ذاكرين ولنعمك شاكرين، واهدنا لأعمال تجزل لنا عليها الشكر يا شكور يا حميد..