نحن البشر مخلوقات ضعاف ..!
مهما بلغنا في الحياة مبلغاً كبيراً ..
فإننا كالقشة في مهب الريح ..
تقذفها كيف تشاء ..!
وإن ظننا أننا أقوياء في وجه عواصف الايام ..
فيالباطل ماتوهمناه ..!!
الشباب .. القوة .. المال .. الجاه ..
كلها ليست موانع ترد عنا حكمة القدر ..
ففي غمضة عين .. أو لمحة بصر ..
قد يتغير كل شيء..!
:
في حالات ضعفنا وانكسارنا ..
نشعر أننا كالطير قُصّ جنحيه ..
فتراه مهزوماً ..مقهوراً .. يحتاج إلى من يحنو عليه ويرعاه..!
ولكننا في الواقع بشر ..!
والبشر قد لايستطيع أحد أن يجبر كسرهم ويشفي جراحهم تماماً ..
قد تشفينا مؤقتاً .. كلمات ..
وقد تمتد إلينا يد فتنتشلنا من وهدة اليأس ..
:
والمواساة والتعاطف بيننا حقيقة نتلمسها دائماً ..
ونحتاج إليها ..
من قلب مخلص .. حبيب ... أو صديق .. أو قريب !
ليسكن في نفوسنا نبض الألم ..
ويريحنا من القلق الذي يتآكلنا ..!
ولكن يظل شيء في داخلنا يفتقر إلى العون الأكبر ..
إلى قوة عليا فوق قدرة المخلوق ..
نظل في حالة من الحاجة الملحة ..
إلى تلك القوة العظمى .. لنشفى تماماً ..
ونكتسب مناعة تعيننا طوال مسيرتنا في طريق الحياة الشائك!
فالحياة كلها جراحات ..
وشفاؤها التوكل ..!
:
إن النفوس العالية ..ترى أن شكواها و همومها وتطلعاتها ..
أجدر أن تراق فقط عند باب المليك المقتدر ..
فإن أمانيها مع الله حقائق ..
ستهدى إليها ..!
فلنتفئ ظلال ( الوكيل ) .. ..!
:
( رب المشرق والمغرب لاإله إلا هو فاتخذه وكيلا )
حسبك أن تقولي ( من قلبك) : أنت وكيلي ياالله ..!
ليكون الله تعالى عليك وكيلا..
:
قال الفراء في معنى الوكيل :
الكافيء
ويقال معناه : أنه الكفيل بأرزاق عباده..
القائم عليهم بمصالحهم ، وحقيقته..
أنه يستقل بالأمر الموكول إليه .. فنعم الوكيل !.
:
وقد ذكر الوكيل سبحانه ثلاث عشرة مرة في الكتاب الحكيم
بهذه الألفاظ :
وهو على كل شيء وكيل ،
والله على مانقول وكيل ،
وكفى بالله وكيلا ،
وكفى بربك وكيلا،
وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا.
:
هو الله الوكيل ..
الذي لاينبغي ان نتوكل إلا عليه..
ولا نلتجئ .. إلا إليه ..
ولا نضع ثقتنا وكل آمالنا إلا فيه..
فأي عمل نتوكل على الله فيه تماماً..
علينا أن لانقلق بالتفكيز فيه ..
لأن الله تعالى وكيلنا وهو يقضي فيه ..
بما يعودبه علينا بالخير ..
:
إن التوكل يقين قلبي يضع صاحبه في حمى المولى ..
يسير تحت مظلته .. لايخشى مطر الهموم ..
ولا رياح الأيام المتقلبة ..!
:
الله تعالى كفيل بان يرد عنّا سهام الغدر ..
ويظلنا برحمته ..!
ولا يستعصي عليه أمر ، ولاحلٌ لكرب أو هم ..
هو رب السماوات والأرض ..
لاإله إلا هو .. فلنتخذه وكيلاً .!
:
حين نتوجه إلى الله في عبادة الصلاة..
هناك يتجلى أحسن وأعظم صور التوكل ..
وأقرب الإجابة !
فإذا ماردد قلب كل منّا قبل لسانه :
( إياك نعبد وإياك نستعين )
فقد تبرانا من حولنا وقوتنا ، وأقررنا أن العون والقوة منه وحده ..!
فلنتوكل على الله في العبادة ، محبين .. مخلصين فيها لله ..
فلن يخذلنا الله تعالى في كل شيء .!.
:
يقول ابن تيمية :
تأمّلت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته
ثم رأيته في الفاتحة في : " إياك نعبد وإياك نستعين "
ويقول : القلب يعرض له مرضان عظيمان إن لم يتداركهما العبد
تراميا به إلى التلف ولابد ..وهما الرياء والكبر ..!
فدواء الرياء بإياك نعبد ، ودواء الكبر بإياك نستعين .
أرأيت الصلاة التي فرغت للتو من أدائها ،
والله لو لم يعنك عليها لما أديتها ..!!
ولا يقتصر على الانتصار والنجاة من الظلم
ولا على عمل معين ..
ولا لفك ضيق أو شفاء من مرض ..
التوكل هو الهواء الذي نتنفسه والذي يهبنا الحياة ..
التوكل أن نستعين بالله في السراء والضراء
نطلب عونه في الصحة أن يديمها علينا ..
وفي المرض ان يشفينا ..
في الغنى أن يبارك لنا فيه..
وفي الفقر نسأله أن يغنينا من فضله بحسن ظننا به تعالى.
:
إن حق التوكل أن نعترف بضعفنا ..
بتواضع إمكانياتنا .. بأن الأمور حتى أقربها منالاً ليست بيدنا
بل بيد الله ..!
:
وبعيداً عن حاجاتكٍ وهمومك واحلامكِ ..
ألست بحاجة إلى أن يحبك الله العظيم ؟
إذن توكلي عليه :
( إن الله يحب المتوكلين ).
فليخفق قلبك المتوكل رغبة وشوقاً إلى حب الخالق
وترجمي حبك طاعة وتسليماً .
:
يقول الشاعر :
فالزم يديك بحبل الله معتصما
فإنه الركن إن خانتك أركانُ..
:
قد تجيب أخت تعاني من أمر ..
وتحس بانكسارها حين تُسأل :
هل عندك من أحد يعينك أو تعتمدي عليه في مسألتك ؟
لاأحد عندي يعينني ويقف معي لاولد لي ولا سند ..
ليس عندي غير التوكل على الله ..
لاتعتقدي أن مسألة التوكل على الله تتعلق بأنك لم تجدي غيره
لتتوكلي عليه .. لا أبداً ..!
أنت تتوكلين على الخالق العظيم الذي بيده مقاليد الأمور ..
لا على المخلوق العاجز الذي لايملك أمر نفسه !
تتوكلين على من بيده ملكوت السماوات والأرض ..
المتحكم في شؤون خلقه .. القاهر فوق عباده ..
تتوكلين على من إذا شاءت إرادته قال للشيء كن .. فيكون
وكفى بالله وكيلا..!
:
الظالم الذي يؤذيك ، هو مخلوق ضعيف مثلك ..
ليس بمنأى عن تقلبات الايام ..
وأنت أقوى منه موقعاً فالله يحميك إن توكلت عليه ..
ويرد الاذى عنك ..
فليردد قلبك بكل يقين :
(إني توكلت على الله ربي وربكم مامن دابة
إلا هو آخذ بناصيتها ). يكفيك الله شر الظالمين !.
:
الشيطان وجنوده يتربص بكِ الدوائر ..
بين الوسوسة ، والتخويف ، والإغراء ، والتلبس ..
واجهي كيده بقوة التوكل على من يملك ناصية الخلق
ومن يرد عنك كيد الشيطان الضعيف ..أيقني :
( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون )!.
:
أمور تهددك وتهدد كل حي ..
هي الأقدار التي لانستطيع ردها ..
كل يوم تشرق شمسه عليك ابدأيه بالتوكل ...
( بسم الله والحمد لله ولاحول ولا قوة إلا بالله )
يقيك الله شر يومك ويدفع عنك ضره ..
ويلطف بك ..!
فقط أحسني التوكل على الله.!.
:
إذا أويت إلى فراشك فألجئ ظهرك إلى الله
وفوضي أمرك إليه رغبة ورهبة ..
فإنك لاتدرين هل نومك وفاة إلى حين ..؟
ام رحيل آبدٌ ..إلى دار اليقين ؟!
:
إذا خرجت من بيتك اذكري كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم :
بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
يِقال لك : هديت وكفيت ووقيت ..
وتنحى عنك الشيطان ..!