الله يجزيكم الخير

الأدب النبطي والفصيح

بسم الله الرحمن الرحيم.. وبه نستعين..

تســــــــــــــاؤلات في ذهن مـُـجـــــــــــهَـــــــــد.....

أيا قلبي الحزين.. كم ستتحمل من الآلام؟ متى ستقف عن الأنين؟؟.. قد أثخنتك الجراح.. أما آن لهذه الجراح أن تنبري؟ أما آن للنزيف أن يقف؟ ألا يكفيك ما مضى؟ متى ستكفكف العبرات؟؟....
أما في العالمين شخص يرحم؟...
شخص يحس؟...
شخص يفهم؟...
شخص يقف بجانبك؟؟؟
غلى متى ستمضي وحيـــــــداً.. غريــــباً.. تائهاً في ديجور الظلمــــات؟؟
قد أظلمت الدنيا من حولك.. لا ترى إلا بريق من نور في الأفق البعيد.. فلولا هذا النور لما واصلت المسير.. فكم من عقبة عثرتك؟ وكم من حاجز حبسك؟؟
فكم من مرة كدت أن تيأس وترجع إلى الوراء وتنقلب على عقبيك مخذولاً دون أن تصل لمبتغاك.. لكن في كل مرة ترفع رأسك قليلاً وترى ذلك النور وتمسك بأشعته لترفع من هممك.. وتتجاوز كل العقبات وتنكسر أمامك كل الحواجز..
لــــكــن..
أما لك من شخص يسير بجانبك ويشد من أزرك ويهوّن عليك مشقة الطريـــق؟؟؟
كم طالت بك الأيام جالساً هناك بجانب الطريق تنتظره.. ترقب القادمين علّك ترى بينهم ذلك الوجه الوضّاء المنير... لكن دون جــــــــدوى...
فكم من شخص حسبته هو.. وفتحت له أضلاعك وأجلسته على عرش فؤادك تسقيه من نبع حبك.. لكن كلما هممت لتكمل مسيرك.. اعتذر وابتسم في وجهك.. وأكمل طريقه كأنه لم يعرفك يوماً ولم يكن بينك وبينه شـــــــيء...
ليكون جزاءك المزيد من الهموم والأحزان تُرمى فوق كاهليك لتحملها معك..
وتعود وحيـــــــــــداً غريــــــــــــــباً كما بدأت..
فإلى متى ستنتظر؟؟
ألم تعتبر من ماضيك؟؟
إلى ستعيش في عالم الأحلام والخيال والأوهام؟؟
أتحسب كل الناس مثلك؟ لِم تظن أن كل الناس سيعطفون عليك ويرحمونك ويساعدوك في حمل متاعك؟؟
لماذا تعتقد أن هناك شخص سيفهمك ويواسيك في مأساتك ويكفكف عبراتك؟؟
أَوَأوهمت نفسك أنك مثل كل الناس.. وهذا من حقك؟؟
ألم تعلم لحد الآن أنه لا يجوز لك ما يجوز لغيرك؟؟
ألم تعلم أنك لا تستحق ما تطلبه وأنك دووون المستوى المطلوب؟؟
ألم تعلم أنك تخوض حرب بين جيشين.. الأول هوأنـــــــت.. والآخر هو العالم بأسره؟؟
ألم تعلم كل هذا؟؟
إذن... لماذا تطلب ما أنت ليس أهل له؟؟... لماذا تدور في دائرة مفرغة؟؟...

ما الذي تـــنــــتـــــظره؟؟ وما الذي تـــــــــريــــــده؟؟!!!!


قد يكون هذا السؤال أو بالأحرى هذه الأسئلة من الصعب أن تجاوبها.. إن كان لها جواب أصلاً..
لكن من أن تحاول..
أنصحك يا قلبي الحزين.. أن تغسل يديك من هذه الدنيا بما فيها.. تعلّف بمن في السمـــــــاء...
وارفع رأسك قليلاً.. وانظر إلى ذلك النور الذي لم يخذلك يوماً.. ويا طالما مد إليك أشعته وقرّبك إليه ولو قليلاً ليخرجك مما أنت فيه.. وقم.. أكمل مسيرك.. ولا تنتظر أحد.. فإن كان كُتب لك من معين في هذه الدنيا فسيأتي إليك "هـــو" ليشاركك في أفراحك ويقاسمك أحزانك ويواسيك في مأساتك ويرفع ولو القليل مما أثقلك دهراً.. فلا تيأس.. فـمن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب.. وتيقّن أنك إذا صبرت في بلواك ولم تخطئ الطريق ورضيت بما قُسم لك.. ستصل لمبتغاك وما كنت ترنو إليه لا محالة بإذن الله.. وسترى مصدر النور وعلى ماذا كنت تعقد آمالك.. وبإذن الله لن يخيبك الله أبداً..
فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً....
1
438

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سفينة
سفينة
أبدعتِ بكلمات رائعة سلمتي :26: