ماشالله تبارك الله
لاازكيكِ على الله ولكن شعورك هذا درجة من درجات الاحسان العالية
ان يتقرب العبد الى ربه سبحانه لمحبته وشوقه اليه والشعور بلذة مناجاته لا لحاجة دنيوية بحتة ولذلك حسدكِ الشيطان على هذا الشعور فهو يسوسوس لك حتى تتركي التقرب اليه ومناجاته
عزيزتي لاتدعي هذا الوسواس يشوّش عليكِ
كيف لانعبده لحاجة ونحن نحتاج اليه في كل امورنا
كيف لانطمع فيما عنده وهو الذي له خزائن السموات والارض
كيف لانرغب في شيء من فضله وهو ذو الفضل العظيم
كيف ندعوه ونحن نعلم انه خلق جنة وخلق ناراً فنحن نرجو جنته ونخشى عذابه
وهذه الامور ليست متناقضة ان ندعوه محبةً ونرغب فيما عنده
وقد قال الله على لسان موسى عليه السلام ( رب اني لما أنزلت الي من خير فقير)
وليس معنى هذا ان من يتقرب الى الله لحاجاته فهو مذموم لا فماعند الله لايُنال الا بطاعته ورحمته ويكفي ان نعلم ان ليس لحاجاتنا قاضٍ الا هو له خزائن السموات والارض وانما المذموم من اذا نال حاجته الدنيوية ظن انه استغنى عن ربه وترك اوامره وفعل نواهيه ونسي انه لاغنى له عن رحمته طرفة عين
رزقنا الله وإياكِ القبول والاخلاص في القول والعمل
الصفحة الأخيرة
أما شعورك بعدم تقبل عباداتك فهو من وسوسة الشيطان، وإنما يدفعه عنك إحسان الظن بالله، والعلم بأنه تعالى لا يضيع أجر المحسنين، فأحسني ظنك بربك تعالى، وأقبلي عليه، ولا تقنطي من رحمته، واجتهدي في عبادته، وسليه قبول أعمالك الصالحة؛ فإنه سبحانه ذو الفضل العظيم، وأما ذنوبك فعالجيها بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، وكلما ألممت بشيء من هذه الذنوب فتداركيه بالتوبة، واعلمي أن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وأن الذنب مهما كان عظيمًا فإن عفو الله سبحانه أعظم