لأكثر من 18 سنة ظلت بعض من خريجات كلية التربية المتوسطة عاطلات عن العمل
ومن البديهي أن كل منصف سيقول : هذا لم يحدث في أي بلد في العالم خريجة تبقى عاطلة 18 سنة ؟ هل يعقل؟
إن كنتم تعجبتم من هذا الأمر فانظروا إلى الأعجب منه:
طوال تلك السنين لم يتحدث أي مسئول بخصوص هذه القضية , أين هم ؟ هل فقدوا القدرة على النطق ؟ أم أنهم بصمتهم يحاولون التغطية على اخطائهم وأخطاء من سبقوهم ؟
تم بحث وحل قضية خريجات معاهد المعلمات الثانوية وهذه المعاهد أقل مؤهلا من كلية التربية المتوسطة , لماذا تم حل قضية المعاهد وفي نفس تمت محاولات مستميتة لدفن قضية الكلية المتوسطة ؟
من وراء هذه المشكلة ؟
لنرجع للوراء بضع سنوات
في عام 1416هـ تم تعيين معالي الشيخ الدكتور على بن مرشد المرشد رئيسا عاما لتعليم البنات
بعد فترة من تعيينه بدأ بعض أصحاب المصالح بالتقرب منه لمحاولة الفوز ببعض المناصب عنده
خلال فترة قصيرة أصبحت رئاسة تعليم البنات تدار من قبل ثلاثة أشخاص هم :
على بن مرشد المرشد الرئيس العام لتعليم البنات
صالح بن عبد العزيز الحميدي المدير العام للشؤون المالية والإدارية برئاسة تعليم البنات
سليمان بن عبدالله العقيل المدير العام لشؤون الموظفين برئاسة تعليم البنات
لم تتوفر له صورة
هؤلاء الثلاثة ( الكبار ) اتفقوا على عرقلة تعيين خريجات كلية التربية المتوسطة قدر الإمكان وتزامن مع قرارهم هذا قرار آخر لايقل عنه في السوء وهو ( نظام إثبات الإقامة )
من هنا أصبح التعيين صعبا جدا على من لا تملك واسطة لدى أي منهم ( الحقيقة انه خلال تلك السنوات تم تعيين عدد من خريجات الكلية المتوسطة بدون أي واسطات ) ولكن الغالبية كان تعيينهن بالواسطة فقط
نعود إلى نظام إثبات الإقامة :
هذا النظام وضع أساسا لأجل تمرير الواسطة بعيدا عن الشبهات التي قد تطال الكبار الثلاثة والمقربين منهم
مثلا : خريجة تريد التعيين, يتم أولا تعيينها في قرية نائية وبعيدة ويتم ذلك عن طريق :
إما مخاطبة أحدهم لمدير التعليم بتلك المنطقة
أوتتم مخاطبة مدير عام فرع وزارة الخدمة المدنية في تلك المنطقة
والطلب هو : اقبلوا ملف المذكورة وجميلكم محفوظ ( المنافع متبادلة بين المسئولين ) تخدمني اليوم أخدمك غدا
بعد قبول ملفها في إدارة التعليم أو في فرع وزارة الخدمة المدنية يصدر تعيينها رسميا , ثم تباشر عدة أسابيع متقطعة حتى يصدر قرار نقلها إلى مدينتها وقد تكون بجانب بيتها
هذه عملية احتيال ملتوية لإبعاد كل شبهه
عدد كبير جدا من خريجات كلية التربية المتوسطة وحتى خريجات الجامعات تم تعيينهن بهذه الطريقة
هذه الطرق الملتوية للتعيين على وظيفة معلمة
أما طرقهم الأخرى للتعيين على وظيفة إدارية فهي كالتالي :
المقصود بالإدارية ( كاتبة , مراقبة طالبات ) أما المديرة والوكيلة ( المساعدة ) فهن معلمات أساسا ولا يعتبرن إداريات
لم يذكر لنا التاريخ مطلقا أنه تم الإعلان عن وظائف نسائية إدارية في تعليم البنات , كلها تتم كما يلي
خريجة تريد وظيفة لديها طريقتين :
الأولى :
تستنجد بمدير التعليم الذي يرفض طلبها ويقول : لا توجد وظائف
تعود إليه بواسطة قوية فتنفتح الملفات ويرفع طلبها للرياض مصحوبها بتزكيات وتوسلات فتأتي موافقة أحد الكبار على التعاقد معها على بند الأجر اليومي
الطريقة الثانية :
تتجه مباشرة لأحد الثلاثة الكبار الذين يرفضون طلبها نهائيا , ولكنها تعود إليهم بواسطة فيرسلون خطابا عاجلا لإدارة التعليم يطلبون التعاقد مع المذكورة.
بعد عدة أشهر من التعاقد يصدر أمر ملكي بتثبيت كل المتعاقدات وتحصل المذكورة على وظيفة رسمية بطريقة احتيال طويلة ومتعرجة
أيضا هنا: عدد كبير جدا من خريجات الكلية المتوسطة وخريجات الجامعة بل والثانوية وحتى ثالث متوسط حصلن على وظائفهن بهذه الطريقة
هنا لم يبق إلا الخريجات المسكينات اللواتي لا واسطة لديهن
بعد كل هذا الفساد هل نتوقع أن يخرج مسئول ويتحدث عن الكليات المتوسطة ليدين نفسه بنفسه ؟
في عام 1423هـ تم إلغاء الرئاسة العامة لتعليم البنات وإقالة رئيسها العام على بن مرشد المرشد
قد يسأل سائل : بعد إلغاء الرئاسة لماذا تحل مشكلة الكلية المتوسطة ولم يتم الحديث عنها حتى ؟
الجواب هو أن اثنين من الثلاثة الكبار انتقلوا بمناصبهم إلى وزارة المعارف قبل تغيير مسماها إلى وزارة التربية والتعليم
وهم
صالح بن عبدالعزيز الحميدي اصبحت وظيفته المدير العام للشؤون المالية والإدارية بوزارة التربية والتعليم ولا زال في منصبه حتى الآن
سليمان بن عبدالله العقيل أصبحت وظيفته مدير عام شؤون الموظفين بوزارة التربية والتعليم حتى تقاعده عام 1428هـ
من المنطقي ومن البديهي أن يستمر الصمت حيال الكلية المتوسطة لأن الذين تآمروا ضدها لازالوا هم المسيطرين !!
وأكرر
بعد كل هذا الفساد هل نتوقع أن يخرج مسئول ويتحدث عن الكليات المتوسطة ليدين نفسه بنفسه ؟
أو هل نتوقع أن يتعمد أحدهم على النبش في ماضيه الأسود المليء بالفساد؟
يجب أن نعرف أن قضية الكلية المتوسطة ضحية فساد وناتج فساد ومن يستمر في دفنها هو الفساد الذي لايريد فضح نفسه
أتوقع أن الصمت سيستمر حتى
1- زوال أخر المتآمرين الثلاثة ضد الكلية المتوسطة
2- ارتفاع الأصوات المطالبة بالتعيين , عندها لن يجد بدا من الحديث
تمنياتي لخريجات كلية التربية المتوسطة بالتعيين العاجل والتعويض عن ما فاتهن من سنوات خاصة أنني قرأت لإحداهن تقول : زميلاتي المتخرجات معي ومن نفس دفعتي يخططن للتقاعد , وأنا لازلت عاطلة
وأخرى تقول : طالباتي اللواتي قمت بتدريسهن وأنا متعاقدة على البند قد تخرجن وأصبحن معلمات وأنا لازلت عاطلة
وثالثة تقول : كل دفعتي تم تعيينهن معلمات أو إداريات , وأنا لأنني بلا واسطة لازلت عاطلة
لاتنخدعن بكلام البعض من أن المسؤول (فلان) متعاطف معكن
هذا المسئول هو سبب مشكلتكن كما رأينا أعلاه وسيحاول دفن القضية وإخفائها قدر استطاعته لأن نبش الملفات القديمة يعني فضيحته وكشف فساده :angry2: