اللي تشتري الذهب عن طريق النت تنتبه

اللي تشتري الذهب عن طريق المواقع أو الانستغرام

اقرأي هذه الفتوى
السلام عليكم كما هو معلوم ياشيخي الفاضل إن شراء الذهب وقبض ثمنه لا بد أن يكون يدا بيد وفي نفس المجلس لكن هناك حسابات عن طرق النت تبيع الذهب وتطلب عربونا قبل ارسال الذهب وهم يقولون نحن نأخذ العربون مقدما ليس من اجل بيع الذهب إنما لأننا نقوم بتصنيع قطع معينه وباشكال معينه حسب طلب الزبون يعني اصلا القطعة التي يبيعونها ليست جاهزة لديهم ويقولون ان هذا العربون بسبب تعبهم من اجل تصنيع القطعه وتصمييمها في حال تراجع المشتري ولم يرغب في استلام البضاعة فما الحكم في هذه الحاله ياشيخ هل يجوز دفع العربون مقدما؟ وخاصة وهم يرفضون الاستلام يدا بيد لأن بعض الزبائن لا يستلم الذهب فيخسرون بسبب التصمييم والصناعه وايضا ياشيخ سمعت فتوى لاحد المشايخ يقول لمن يشتري الذهب عن طريق الانترنت أن يودع المبلغ في حساب البائع ولكن يكون في نيته أنها وديعة حتى يستلم الذهب ثم يعتبره ثمن الذهب لا اعلم ولكن في نفسي شيئا من هذه الفتوى التي يأخذ بها البعض . هل يجوز أن نأخذ بها؟ وماذا عن نية البائع ؟ لو حصل واستلمت الذهب يدا بيد وحولت المبلغ الى حسابهم بعد ساعة أو نص ساعة هل هذا مخالف للشرع أم يجب أن يكون التسليم نقدا ؟


الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله:

يشترط في بيع الذهب، إذا بيع بذهب أو بفضة أو بنقود: أن يكون العوضان حاضرين في مجلس العقد؛ فيتم التبادل (يدا بيد) وهو ما يسمى بالتقابض الفوري، فإن لم يحصل التقابض كان ذلك من ربا النسيئة.
لحديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ مِثْلاً بِمِثْلٍ، سَوَاءً بِسَوَاءٍ، يَدًا بِيَدٍ، فَإِذَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الأَصْنَافُ فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ) رواه مسلم.
وينظر جواب السؤال رقم: (34325)، (260161).

وعلى هذا فأجوبة أسئلتك كالتالي:
1/إذا سلمنا بأن العربون لأجل التصنيع؛ فليزم منه أن بيع الذهب بالنقود قد حصل؛ لكن مع تأخير كلا العوضين (الذهب والثمن)، وهذا لا يجوز لاشتراط حصول التقابض الفوري كما سبق بيانه،
بل ظاهر الأمر: أن هذا العربون لكلا الأمرين: شراء الذهب والصناعة، وهو محرم أيضا؛ لعدم جواز بيع العربون في عقود بيع الذهب والفضة؛ إذ لا يجوز بيع ذهب بنقود إلا باستلام الثمن كاملا في مجلس العقد، وينظر جواب السؤال رقم: (2149).
والمخرج: إجراء كل معاملة منفصلة عن الأخرى؛ فتتم معاملة البيع أولا: فيقبض المشتري ذهبه، ويقبض البائع نقوده، ثم يكون بعد ذلك التصنيع، فيسلم المشتري ما اشتراه إلى البائع ليقوم بتصنيعه ويتفق معه على صناعته بصورة معينة، وفي هذه الحالة لا بأس بدفع عربون لأجل التصنيع؛ لأنها حينئذ في مقابل عمله، وليس في شراء الذهب، وفي هذا ضمان لحق البائع إذا أبى المشتري استلامه بعد ذلك، وينظر جواب السؤال رقم: (141623).

2/القول الذي أخذ به الموقع، هو عدم جواز ذلك، ولو على اعتبار أنها وديعة عند البائع ، وحتى لا تكون حيلة على بيع الذهب بالنقود مع عدم التقابض، ثم واقع الأمر يقول: إنه يتعذر أن يحتفظ البائع لك بمالك(وديعة) بعينه، بحيث لا ينفق منه شيئا، ولا يتصرف فيه، ولا يخلطه بماله.

3/نعم؛ تأخير تحويل الثمن حال شراء الذهب مخالف للشرع، حيث معنى قوله صلى الله عليه وسلم(يدا بيد) حصول الاستلام والتسليم فوراً في مجلس العقد، وينظر جواب السؤال رقم: (150841).
والله تعالى أعلم.