(13) لقيمات البيسبول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مبارك عليكم الشهر عسى الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.. آمين..
بمناسبة حلول الشهر الفضيل يسرني أن أعلن عن تخفيضات هائلة في الدرجات الدراسية، وذلك بسبب عدم التفرغ... كما يسرني أن أعلن عن قدوم البروفيسور الزائر أبو سعد ( الذي هو عم أبي ) ليصوم رمضان عندنا - بسبب لقيمات أمي التي لا توازيها لقيمات في طول البلاد وعرضها... حيث إن لقيماتها إكس لارج بحجم كرة البيسبول تقريباً!!!
وبمناسبة الحديث عن اللقيمات ولأن الشيء بالشيء يذكر أحب أبشركم أني اشتريت فستان العيد وقضيت من كل مشاويره المتعلقة به من إكسسوار وماكياج وحذاء، وباقي شيء بسيط جداً يتكون من الحقيبة، واختيار التسريحة، وشكل الشدو ولونه، وجوارب النايلون - التي هي أكثر أهمية من كل ما سبق!!
وبمناسبة الحديث عن الشدو، ولأن الطيور على أشكالها تقع عادت العلاقة بيني وبين نورة بنت جيراننا سمن على عسل، فصرنا نذهب مع أمهاتنا إلى المسجد لنصلي التراويح والقيام... بصراحة أشعر هذه الأيام براحة نفسية وسعادة لا يوازيها شيء وكأن اليوم خطوبتي (قلبها مع العرس)!!!
واتفقنا على ختم القرآن... ولكن.. وآااه من لكن... بعد أسبوعين من بداية الشهر، وكالعادة!! زارتني الضيفة ثقيلة الطينة (خبركم وعلمكم) وسحبت معي عشرة أيام في عين الحسود!!! تقولين نفساء...! وضيعت علي العمرة، وإفطار على الطائرة!!..
طبعاً في تلك الفترة وبسبب المراقبة الدائمة من الأخ سعيدان على الصادر والوارد من المطبخ وإليه، أصبح الحصول على وجبة مشبعة ودافئة من سابع المستحيلات... فضلاً عن التمتع بمشروب غير ضروري كشاي أو بيبسى بارد...
فاضطررت إلى التقشف ومغافلة أبو لسانين حتى أحصل على ما يقيم أودي ويصبرني حتى المغرب حين تسكت شهرزاد عن الكلام المباح وينكتم سعيدان عن النباح ونتمتع بالأكل دون مراقبة حتى الصباح...
فصرت أتصل على حبيبتي ورفيقة عمري وصديقتي في المحن والإحن نورة بنت جيراننا وتهرب لي عن طريق السوق السوداء كم حلاوة وحبتين سمبوسة بايتة وعصير سن توب تلفهم في سجادة وترميهم من سطح بيتهم على حوشنا وكنت أتلقف هذه المساعدات بفرحة عارمة، صحيح أن الدنيا دين ووفاء دين.. لكن لا أنسى معروفها هذا... والا كان صرت مومياء من النحف، مرصوصة مع مومياءات مصر... ويمكن تعرفت على مومياء فرعون ودقيت صداقة معه، وانحرفت..!!!
المهم! الحمد لله إن نورة الحبيبة كفتني كل هذي البلاوي وألقت علي المساعدات وعشت... وعيدكم مبارك مقدماً، وعسى الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال..
- مجلة حياة العدد 65/ رمضان 1426هـ -



الصفحة الأخيرة
الوقت: الساعة 2 ظهراً
المكان: الصالة أم الإسفنج الأخضر.
المشهد: سعيدان أخوي يتزحلق على الدرابزين!!
وهو يرتدي صروال يحتوي فتحات تهوية عند الركبتين ونقط صغيرة من الدم..
وفانيلة مصفرة قليلاً..
التعليق:
الله يهديه الوالد كم مرة قلت له حتى نرتاح من هذه العادة السيئة يحط لنا مصعد كهربائي أو يهد البيت ويخليه دور واحد..
الشرح:
بعد الانتهاء من الغداء يتوجه الجميع – بما فيهم أنا- إلى فرشهم لأخذ قيلولة قصيرة، وكالعادة يبقى ثلاثة أشخاص يقظين: سعيدان والخادمة والبلبل.
الخادمة تغسل صحون الغداء.. البلبل يحمي (طيرانه) للمساء... سعيدان الخبل يصول ويجول إلى أذان العصر، فيتطهر ويتجه إلى المسجد ثم حلقة التحفيظ وكأن شيئاً لم يكن...
يبدأ سعيدان جولته اليومية بغرفة أخواتي الصغار بحجة الاطمئنان عليهن..
وتبدأ المعركة:
1ـ سعيدان يدوس كتاب هيا.. هيا تصرخ وتعطيه سبة ناعمة.. سعيدان يستعمل السلاح (كف حار)!!! على وجنتها الرقيقة..
هيا تشغل الونانة.. وتتوجه إلى المنطقة المحرمة (غرفة أمي وأبوي) شاكية... سعيدان يقف أمامها ويترجاها.. هيا ترفض.. سعيدان يتهاوى إلى الأرض ويعدها بجالكسي وعصير بعد العصر.. هيا تقبل العرض وتتنازل عن القضية.. سعيدان يبلع ريقه (وينحاش) من الغرفة قبل ما تغير رأيها!!
2ـ يتوجه سعيدان إلى غرفتي ويطرق الباب (يعني مؤدب) أضع مصحفي جانباً وبصوتي الناعم أجيب: نعـــــــم!!
- سعيدان: افتحي عندي موضوع خاص جداً أريد مناقشتك به!
- أنا : أطير وافتح الباب (لقافة)!!
- نعم! استريح على سريري وفضفض وأنا عندي الحل لجميع مشاكلك واستفساراتك فسرك في بئر يا عزيزي..!!
- سعيدان: عندي مشكلة مسببة لي الأرق.. ولا أحد يفهمني!..
- أنا : إن شاء الله سترتاح وأساعدك حتى تتجاوز هذه الأزمة!!
- سعيدان: أنا أحب!!! والكل رافض هذه الفكرة!! والبعض يستهزئ في.. ما أحد يعرف شعور المحبين إلا من جرب الحب!!
(موضوع شيق) (في نفسي طبعاً)
- أنا: أنا متفهمة لشعورك خصوصاً أني قرأت كثييير عن الحب العذري وأحزان المحبين أكمل... اكمل..
- سعيدان: منذ كم شهر رأيتها رقيقة، ناعمة، تلمع، تميل إلى القصر مستديرة الوجه، شفافة كأنها زجاجة,.. ومن ذلك اليوم دائماً أفكر فيها ليل نهار..
- أنا: أولاً: كم مرة قلت لك ما يجوز تبحلق في بنات خلق الله!! ثانياً: احم.. من هي سعيدة الحظ التي أحببتها..
- سعيدان: لن أخبرك الآن وإنما دعيني أكمل... المشكلة التي تؤرقني أن فتياناً من الحي رأوها أيضاً وأحبوها كلهم!!!
- أريدها لي لوحدي احفر قبرها بيدي.. كما تداولتها الأيدي.. وفاز بقلبها غيري.. لكني استعدتها بجداره فأنا استحقها...
- أنا: من هي ويحك فقد قتلتني بسهمك المسموم يا هذا؟!!!!
- سعيدان: (المصاقيل) الملونة التي اشتريتها من أبو ريالين!!
- أنا: اطلع برا... برا بسرعة يا...
- سعيدان: أنا كنت أدري أنك طاردتني قلت أتبرد عندك قليلاً، ويخرج.. متوجهاًَ إلى المطبخ.. ويركب صهوة (الدرابزين) معتمراً خوذته (طاقية زري) ويتزحلق إلى الدور الأرضي!!
3ـ بعد أن يصل بالسلامة إلى (تحت) يتجه إلى المطبخ.. ويلعب مع البلبل ويعصره حتى يصرخ ويبح صوته (ويروح تعبه) وينهار البلبل وأخيراً يتركه متجهاً إلى ضحية أخيرة فقد قارب الأذان على الارتفاع.
4ـ يغافل الخادمة ويأخذ المكنسة الكهربائية و(يمعط) عجلاتها ويركب عليها لوح خشبي ويربطه بحبل، ثم يأخذ كم لفة في الحوش قبل أن تكتشفه الخادمة فيحصل ما لا تحمد عقباه!!
وأخيراً يتزحلق مرة أخرى على الدرابزين فيمسكه الوالد بالجرم المشهود.
وهذه حالتنا يومياً..
ملاحظة: هناك ثلاث غرف لا يمكن الاقتراب منها أبداً.. ويفرض عليها حظر التجول..
غرفة الوالدين.. وغرفة سوير البلطجية وأخيراً غرفة سي حمد..
- مجلة حياة العدد 29/ رمضان 1423هـ -