اللي عندها اولاد وقاسية عليهم تدخل وتقرأ القصة وتعتبر

الأسرة والمجتمع

انعم الله عليكم بالصحة والعافية والحياة
الهنيئة ...


لم تقصر د. قمرة فيما مضى لتجعلكم تعيشون كاطباء في موضوعها الرائع " عش طبيباً " لكن لا بأس ان آتي هنا لأضع جزء من تجارب اخوانكم الاطباء ، تلك التجارب التي تبعث رسالة الى الانسان لتخبره ان ينتبه الى اشياء ربما يغفل عنها ...


الساعة الآن 4 صباحاً

عبد الرحمن مضى على دخوله العناية المركزة
9 ساعات ، انه ابن سنة و3 شهور ، امه ترافقه
بقلبها بقلقها بدموعها و ببدنها المتعب ....


استوفى حقه عبد الرحمن من العلاجات اللازمة
لتقوية قلبه و تعويض ما ينقصه من كفاءة اثر اصابته
بمرض عضال في عضلة القلب الجوهرية في قصة الحياة !


مع ذلك ظل جسمه يستعصي على تلك الأدوية الجارية في عروقه
و انعكس ذلك على هيئة اشتداد في ضيق النفس ضيق يتلوه ضيق يتلوه ضيق


و على صدر الأم يتراكم قلق يتلوه قلق يتلوه قلق

و أنا كلما مررت بهما يتوالى عليّ اتخاذ قرار
توصيل عبد الرحمن بجهاز التنفس الصناعي ...

عند الرابعة صباحاً قطعت الامر واتخذت القرار
طلبت من زميلاتي الممرضات ان يعدوا لوازم الأمر

فتحت الباب لاخرج لأرى في الاثناء مريض آخر على الضفة الاخرى
- فنحن اطباء ربما يتم قرار تمزيقنا الى اشلاء كل منها يتولى مريض - !! -


ما ان خرجت حتى صاحت مكبرات الصوت في اسقف المستشفى
د. نايف امض سريعاً الى العناية المركزة
د. نايف امض سريعاً الى العناية .....

ماذا حدث ؟

عبد الرحمن ، لا قلب ينبض
ولا صدر يتنفس !!

و بعد 40 دقيقة من الانعاش
أبت حتى نبضة واحدة ان تعود
و رفض نفس واحد ان يرجع


ام عبد الرحمن تفتح من الباب " فرجة " لترى من سيغلب
الموت ام ابنها ، لكنني كنت ارى في عينيها معرفة انها ساعة اللاعودة !


انتهى الامر و اعلنت الوفاة رسمياً .


خرجت اليها

قلت لها اجلسي

قالت : خلاص ؟!


انا سكت ّ .


انتظر الأب ليصل ويكون برفقتها
لاعلن لهما الخبر .


انفتح باب المصعد
بان الاب


امسكت بيده


قلت : الله يعوض عليك

اهتز ، اغرورقت عيناه

و من خلفه زوجته هطل عليها البكاء و هطلت دموعها


دعوتهما الى رؤية عبد الرحمن
على سرير الموت قبل ان يجهز لترحيل جثمانه !


انفردا به خلف الستارة

و الام تخاطب عبد الرحمن :
عبودي ، ليش رحت ، بعدي ما شبعت منك !









كنا 3 ممرضات و طبيب
نرى شعاع الحزن يغمر المكان


فمن بين اصابعنا - نحن -
طارت روح عبد الرحمن !!!


و انا كسرت زجاجة الصمت المقلق
و حالة الترقب : يعيش / يموت
يعيش / يموت ، يعيش / يموت !؟؟
ليخرج منها صوت مدوي :


عبد الرحمن خلاص مات !




ايها الاحباب
حفظ الله لكم كل الأبناء
قد لا نشعر بقيمة وجود ابنائنا
الا حين نفقدهم
و الفقد موجع مفجع
لا اذاقكم الله اياه


في غمرة الحياة و يومياتها
تجدنا نعنف اولئك الاطفال
بكلمة ، بضربة بصرخة في وجوههم البريئة

لكن لو ان اصابع المرض
تقترب منهم او لا سمح الله لوّح الموت
بالاقتراب اليهم
فسنتذكر اننا بعد لم نشبع منهم
ولا نستطيع فراقهم


فالى كل الاباء والامهات
افرحوا بوجود ابنائكم معكم
بين ايديكم
و دعوهم يستمتعوا انهم معكم
دعونا نترك العنف مع الاطفال

فلماذا نحن لا نريد فراق ابنائنا ؟!


احبتي
فلنستثمر بقاء اطفالنا معنا
اصحاء و بعافية ، و لنقدّر ان العافية
نعمة كبرى عظمى

اسألوني أنا.

نسخ ولصق للفائدة


__________________

قال أمير المؤمنين لابن عباس:
"فلا يَـكــُـنْ أفضَلَ ما نلْتَ في دُنياكَ بلوغُ لذةٍ وشفاءُغيظ،
ولكنْ إطفاءُ باطلٍ وإحياءُ حقّ "
20
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أم إليان
أم إليان
مشكورة عالقصة الرائعة
الحنونة2007
الحنونة2007
جزاكي الله خير ... والله اني تأثرت بالقصة ...
قلب يحيى
قلب يحيى
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
بنتي هي دنيتي
بنتي هي دنيتي
لااله الا الله


الله لايحرمنا من كل غالي


ويحفظ عيالنا

واخيينا


ولايحرمنا منهم



ياااااااااااااااااااااااااااااااارب
لوني حياتي
لوني حياتي
الله يجزاك الفففففف خير

الله يحفظ عيالي من كل شر ولا يحرمني منهم ولا يحرم كل ام من اولادها

ياااااااااااااااااااارب ساعدني على تربيتهم