إراده 1212 @aradh_1212
عضوة فعالة
"الماضي الجميل"
(1)
في مكان ما في هذا العالم الواسع .......تجلس سيدة في الخمسين من العمر شعرها مختلط بين الاحمر والابيض لاستمرارها في صبغه بالحناء لكي تخفي معالم الكبر والشيخوخة
سيدتنا اسمها فاطمه ....وهي تنظر الينا ونحن نحاول ان نعرف ماهي حكايتها .......وماهي اسرارها ......
آآآآآآآه لقد رأتنا .........وهاهي تحدثنا
فاطمه موجهة الحديث لنا : السلام عليكم
اهلا وسهلا بكم .....اسمي فاطمه ......وانا هنا انتظر احفادي انهم ثلاثه ..فقط .
نعم ثلاثه .فقط،انا لست كبيرة جدا........هههههههههه
فلدي فقط ثلاثه احفاد من ثلاثة ابناء..........ههههههه
وانا في شوق لأراهم .........
لابد انكم تسألون عن زوجي........آه نعم ..لقد نسيته ..........لقد ذهب ليشتري بعض الحلوى والمشروب البارد
لاحفاده.....سوف يعود بعد قليل........
ما رأيكم ان احكي لكم بعضا من ماضيِّ الجميل وذكرياتي التي يحن لها قلبي..........
هل انتم مستعدون لسماع قصتي..........
سوف احكيها لكم .......
لقد عرفت الحب اربع مرات في حياتي ............نعم اربع مرات ..........لكن المرة الاولى لم أكن اعرف انه حب الابعد ان غادرني........ورحل عني ............
.............................. .....يتبع .............................. .................... ..
27
3K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
_3_
في ذلك الوقت لم أكن أعرف معنى الموت.......فكنت انهض من النوم وأستيقظ لابحث عن حسن بين الاولاد.....ولكني لا أجد حسن.........وكنت أسأل عنه الاولاد بكل براءة وحنان: .... .ألم يأتي حسن اليوم!؟.......ألم يأت من الموت!؟.......
..ولم أجد إلا نظرات الاستهزاء والاشارة إليّ إنني فتاة غبية.......
مع مرور ألايام عرفت إن حسن لم ولن يعود.....فأنقطعت عن ألاولاد .....والتصقت بأمي وأصبحت لاأفارقها......علمتني كيف أصنع الكعك البسيط ؟.......وكيف أنظف المنزل؟.......
وفي الحقيقة إن البقاء مع أمي أفضل مئة مرة من البقاء في اللعب مع الاولاد..
............أنا احب أمي........وأحب انا أتحدث مع أمي......في كل دقيقة وفي كل ساعة.....
........................
بفضل امي أصبحت فتاة جميلة ناضجة .......لكن الجمال أحيانا ......يكون نقمة على صاحبه ....
فذات يوم وأنا عائدة من المدرسه الثانوية.....إلا ومجموعة من الشباب يلحقون بي.....
ويحالون التحرش بي.......وأنا أصرخ بصوت عالي.........
سمعت صوت من بعيد يقول :إتركوها ,إتركوها ياكلاب.......
كان صوت علي .......علي ابن الشيخ صالح جارنا..........قام علي بإنقاذي من مجموعة الشباب.......وقال لي بصوت حاد وعيون غاضبة:.......إياك يافاطمة ...أن تمشي وحيدة بعد اليوم!!!
أين أخوتك الاولاد؟؟
وصّمت ولم أجب على السؤال .....إلآ إن قلبي كان يخفق بشدة فهرعت مسرعة إلى أحضان أمي......
.......يتبع.....
في ذلك الوقت لم أكن أعرف معنى الموت.......فكنت انهض من النوم وأستيقظ لابحث عن حسن بين الاولاد.....ولكني لا أجد حسن.........وكنت أسأل عنه الاولاد بكل براءة وحنان: .... .ألم يأتي حسن اليوم!؟.......ألم يأت من الموت!؟.......
..ولم أجد إلا نظرات الاستهزاء والاشارة إليّ إنني فتاة غبية.......
مع مرور ألايام عرفت إن حسن لم ولن يعود.....فأنقطعت عن ألاولاد .....والتصقت بأمي وأصبحت لاأفارقها......علمتني كيف أصنع الكعك البسيط ؟.......وكيف أنظف المنزل؟.......
وفي الحقيقة إن البقاء مع أمي أفضل مئة مرة من البقاء في اللعب مع الاولاد..
............أنا احب أمي........وأحب انا أتحدث مع أمي......في كل دقيقة وفي كل ساعة.....
........................
بفضل امي أصبحت فتاة جميلة ناضجة .......لكن الجمال أحيانا ......يكون نقمة على صاحبه ....
فذات يوم وأنا عائدة من المدرسه الثانوية.....إلا ومجموعة من الشباب يلحقون بي.....
ويحالون التحرش بي.......وأنا أصرخ بصوت عالي.........
سمعت صوت من بعيد يقول :إتركوها ,إتركوها ياكلاب.......
كان صوت علي .......علي ابن الشيخ صالح جارنا..........قام علي بإنقاذي من مجموعة الشباب.......وقال لي بصوت حاد وعيون غاضبة:.......إياك يافاطمة ...أن تمشي وحيدة بعد اليوم!!!
أين أخوتك الاولاد؟؟
وصّمت ولم أجب على السؤال .....إلآ إن قلبي كان يخفق بشدة فهرعت مسرعة إلى أحضان أمي......
.......يتبع.....
(4)
علم ابي بموضوع الشباب ....فأبي لاتخفى عليه خافيه لان له في كل مكان عين
علم عن طريق زوجته الثانيه ودخل علينا انا وامي وهو يصرخ وامسك بشعري يضربني ويقول
ماذا فعلت اليوم...ماذا فعلت اليوم ؟ ولم انطق بكلمه وكانت امي تمسك به من ظهره وتقول
اتركها ارجوك ..اتركها ....ورمى بأمي بعيدا على الارض وقال سوف ازوجها .......بعد يومين فلايصلح لها الا الزواج
وضمتني امي وهي تبكي ..............
امي المسكينه لم ارها تضحك الا مرتين او ثلاثه طوال حياتها
مرة اتى والديها لزيارتها اثتاء مرض حل بها .......ومرة قال لها ابي : ياحبيبتي .....وظلت تضحك وتضحك طوال ذلك اليوم.......تسخر من ابي فقط اخطأ بينها وبين زوجته الحبيبه على حد قوله.......
سوف احدثكم قليلا عن أمي
امي مثل غيرها من نساء القريه ...جميع ذريتها اولاد الا انا .........وكانت فرحة جدا بي..تلاعبني وتمشط شعري ........وكنت دائما اراها حامل ..........دائما الى ان تزوج ابي إمرأة اخرى فلم اعد اراها تحمل واستغربت في تلك الفترة لكن عندما كبرت عرفت السبب ......................... لقد هجر امي...
كنت احب امي جدا واحب ان اساعدها ارتب البيت واغسل الملابس .....وكانت امي تنظر الي بعينين حنونتين وترفع يديها الى السماء تدعي وتقول :
يارب .ارزق ابنتي فاطمة بناتا حنونات مثلها يارب يارب....
وكنت اضحك لهذا الكلام وهي تضمني وتقول:
اقول هذا صادقة ياابنتي....... البنت تحن عليك وتراعيك .......اما الاولاد ....آآآآآآآآآآآآآآآآه من الاولاد........
سوف يحرقون قلبك ........فانت بالنسبة لهم مجرد .انثى يرديدونك لشيئ معين ..........ثم يتخلون عنك بكل بساطة........
لم افهم كلام امي في ذلك الوقت ولكن بدأت افهمه مع الايام........
مرضت مرة مرضا شنيعا مرض جدري الماء مرض مخيف ........لقد تألمت كثيرا ......امي احتجزتني في غرفة بعيدة عن اخوتي الاولاد
ولكن اخواتي يأتون ومعهم مجوعة من الاولاد ويقومون بالسخريه مني وانظر اليهم وانا ابكي وأقول:
لو ان حسن معكم لما ضحك عليّ انا احب حسن .......اخرجوا اخرجوا من هنا ونظرت الى امي وانا ابكي واقول:
امي اطرديهم .اطرديهم...وقامت امي بطردهم وانا ابكي واتذكر حسن ....... حسن الحنون .الوحيد الذي كان يبحث عني ويفتقدني ولم أره مره واحده يضحك او يسخر مني.......
.............................. .................... .............................. .................... .............................
علم ابي بموضوع الشباب ....فأبي لاتخفى عليه خافيه لان له في كل مكان عين
علم عن طريق زوجته الثانيه ودخل علينا انا وامي وهو يصرخ وامسك بشعري يضربني ويقول
ماذا فعلت اليوم...ماذا فعلت اليوم ؟ ولم انطق بكلمه وكانت امي تمسك به من ظهره وتقول
اتركها ارجوك ..اتركها ....ورمى بأمي بعيدا على الارض وقال سوف ازوجها .......بعد يومين فلايصلح لها الا الزواج
وضمتني امي وهي تبكي ..............
امي المسكينه لم ارها تضحك الا مرتين او ثلاثه طوال حياتها
مرة اتى والديها لزيارتها اثتاء مرض حل بها .......ومرة قال لها ابي : ياحبيبتي .....وظلت تضحك وتضحك طوال ذلك اليوم.......تسخر من ابي فقط اخطأ بينها وبين زوجته الحبيبه على حد قوله.......
سوف احدثكم قليلا عن أمي
امي مثل غيرها من نساء القريه ...جميع ذريتها اولاد الا انا .........وكانت فرحة جدا بي..تلاعبني وتمشط شعري ........وكنت دائما اراها حامل ..........دائما الى ان تزوج ابي إمرأة اخرى فلم اعد اراها تحمل واستغربت في تلك الفترة لكن عندما كبرت عرفت السبب ......................... لقد هجر امي...
كنت احب امي جدا واحب ان اساعدها ارتب البيت واغسل الملابس .....وكانت امي تنظر الي بعينين حنونتين وترفع يديها الى السماء تدعي وتقول :
يارب .ارزق ابنتي فاطمة بناتا حنونات مثلها يارب يارب....
وكنت اضحك لهذا الكلام وهي تضمني وتقول:
اقول هذا صادقة ياابنتي....... البنت تحن عليك وتراعيك .......اما الاولاد ....آآآآآآآآآآآآآآآآه من الاولاد........
سوف يحرقون قلبك ........فانت بالنسبة لهم مجرد .انثى يرديدونك لشيئ معين ..........ثم يتخلون عنك بكل بساطة........
لم افهم كلام امي في ذلك الوقت ولكن بدأت افهمه مع الايام........
مرضت مرة مرضا شنيعا مرض جدري الماء مرض مخيف ........لقد تألمت كثيرا ......امي احتجزتني في غرفة بعيدة عن اخوتي الاولاد
ولكن اخواتي يأتون ومعهم مجوعة من الاولاد ويقومون بالسخريه مني وانظر اليهم وانا ابكي وأقول:
لو ان حسن معكم لما ضحك عليّ انا احب حسن .......اخرجوا اخرجوا من هنا ونظرت الى امي وانا ابكي واقول:
امي اطرديهم .اطرديهم...وقامت امي بطردهم وانا ابكي واتذكر حسن ....... حسن الحنون .الوحيد الذي كان يبحث عني ويفتقدني ولم أره مره واحده يضحك او يسخر مني.......
.............................. .................... .............................. .................... .............................
(5)
حاولت أمي ان تقنع ابي انني مازلت صغيرة على الزواج ولكن هيهات هيهات لاحياة لمن تنادي
فقد اصر ابي على تزويجي ولكن اشهد والشهادة حق كان شابا وسيما وقويا وشهما لم يظلمني أبي فقد احسن اختيار الزوج المناسب لي..
خرجت من قريتنا الى قرية زوجي عبدالله وهي قريبه جدا من قريتنا لاتبعد سوى بعضا من الكيلو مترات
وصلت الى منزلي .....كان بسيطا جدا وجميلا يالله يالله ويطل على البحر
لم اتخيل مرة ان اسكن بجوار البحر وكنت مندهشة جدا لرؤيته وقفت متأملة البحر انظر إاليه
قال :
زوجي ...........عجبك البحر...سوف تحبينه اكثر إذا تعلمت صيد السمك ...وتعلمت السباحه......
احمر وجهي خجلا .فلم استطع ان ارد عليه فهو بالنسبة لي مازال رجلا غريب..........
علمني عبدالله اشياء جميله جدا علمني الصيد وعلمني السباحه في الليل طبعا ..هههه
لكي لايرانا احد وبصمت قاتل لايسمع لنا صوتا
علمني صلاة الضحى وعلمني صلاة الليل وتعلمت منه حلاوة الايمان وقراءة القرآن في كل وقت
ختمت معه القرآن عدة مرات وحفظت جزءين او ثلاثة.......
في ليلةمن الليالي سمعت همهمة واصوات غريبه عند الباب وقمت فزعة من نومي لإرى زوجي عبدالله
يحمل حقيبة وهو مستعد للرحيل وقال لي :
يافاطمة إذا لم ارجع أو سمعت عني شيئا عودي الى اهلك
وضمني بقوة وقبّل رأسي ورحل.
علمت في اليوم التالي انه ذهب ليشارك في حرب 1973وذهب عبدالله ولم يعود كما قال ورجعت الى بيت اهلي أرملة شابه في عمر الزهور لم اكمل ستة شهور من الزواج...
اهه كما سمعتم وفهمتم لقد فقدت حبي الثاني بسرعه ايضا لكن ليست بسرعة فقداني لحسن.....
.............................. .................... .............................. ..............
حاولت أمي ان تقنع ابي انني مازلت صغيرة على الزواج ولكن هيهات هيهات لاحياة لمن تنادي
فقد اصر ابي على تزويجي ولكن اشهد والشهادة حق كان شابا وسيما وقويا وشهما لم يظلمني أبي فقد احسن اختيار الزوج المناسب لي..
خرجت من قريتنا الى قرية زوجي عبدالله وهي قريبه جدا من قريتنا لاتبعد سوى بعضا من الكيلو مترات
وصلت الى منزلي .....كان بسيطا جدا وجميلا يالله يالله ويطل على البحر
لم اتخيل مرة ان اسكن بجوار البحر وكنت مندهشة جدا لرؤيته وقفت متأملة البحر انظر إاليه
قال :
زوجي ...........عجبك البحر...سوف تحبينه اكثر إذا تعلمت صيد السمك ...وتعلمت السباحه......
احمر وجهي خجلا .فلم استطع ان ارد عليه فهو بالنسبة لي مازال رجلا غريب..........
علمني عبدالله اشياء جميله جدا علمني الصيد وعلمني السباحه في الليل طبعا ..هههه
لكي لايرانا احد وبصمت قاتل لايسمع لنا صوتا
علمني صلاة الضحى وعلمني صلاة الليل وتعلمت منه حلاوة الايمان وقراءة القرآن في كل وقت
ختمت معه القرآن عدة مرات وحفظت جزءين او ثلاثة.......
في ليلةمن الليالي سمعت همهمة واصوات غريبه عند الباب وقمت فزعة من نومي لإرى زوجي عبدالله
يحمل حقيبة وهو مستعد للرحيل وقال لي :
يافاطمة إذا لم ارجع أو سمعت عني شيئا عودي الى اهلك
وضمني بقوة وقبّل رأسي ورحل.
علمت في اليوم التالي انه ذهب ليشارك في حرب 1973وذهب عبدالله ولم يعود كما قال ورجعت الى بيت اهلي أرملة شابه في عمر الزهور لم اكمل ستة شهور من الزواج...
اهه كما سمعتم وفهمتم لقد فقدت حبي الثاني بسرعه ايضا لكن ليست بسرعة فقداني لحسن.....
.............................. .................... .............................. ..............
الصفحة الأخيرة
(2)
كنت في الخامسه من عمري او السادسه لااعرف بالتحديد ولكني كنت صغيرة جدا واتذكر اشياء
حدثت لي
كنت الفتاه الوحيدة في قريتي اما اقراني من الصغار فكانوا اكثرهم من الذكور
لان قريتنا تمتاز بكثرة الذكور عن الاناث وكنت الفتاة الوحيدة التي تلعب مع الاولاد لان ليس لي فتيات في عمري ....واضطررت انا العب واصاحب الاولاد
كان فيه ولد قريب مني جدا ودائما احب العب معه اسمه حسن
في يوم من الايام كنت انا وحسن نلعب في القريه وكنا نمشي ......ونمشي كنا نطارد فراشه ضغيرة ذات الوان جميله وفجاءه وجدنا حفرة كبيرة وعميقه كانت مخيفة لااعلم لماذا لم نخاف منها في ذلك الوقت
اقتربنا من الحفرة وقال حسن : انه بئر تعالي ننظر
قلت له : بئر .....مامعنى بئر
قال: بئر يوجد بداخه ماء نشرب به
واقتربنا كثيرا منه وقال الصغير ....انه رائع سوف انزل لاسبح ......ونزل بسرعه وسمعت صوت غريب
لم اعرفه
وناديت عليه :: هيه اين انت ...اين انت ...هل المياه رائعه ؟
ولم يجبني وخفت وارتعبت وجريت نحو امي واختبأت في حضنها ولم اخبرها بشي.......
اقترب المغيب وقامت الامهات بجمع اطفالهم ........كل تنادي على ابنها .........هيا المغرب اقترب
هيا لى المنزل.....
لكن حسن لم يظهر واصبحت امه تناديه بصوت عالي ......كنت قريبه منها ممسكة بيد امي قلت لها ببراءة الاطفال
حسن يسبح في البئر ........
صرخت امي وام حسن في نفس الوقت : ياالله ياالله اي بئر.........
وفجاءه في لحظةاسرع الرجال والنسوة الى البئر فيما امي امسكت بي وادخلتني الى المنزل وهي تضمني بقوةوتبكي.
بعد عدة أيام افتقدت حسن فهو لم يعد من البئر وشعرت انني وحيده ولااحد يحبني......
لم يكن يحبني الا حسن وذهب حسن للسباحه ولم يعود......تركني حسن تركني وحيده بلا حب.
يتبع
.............................. .................... .............................. .................... ........