"المانيتور" الأمريكية: هناك تحول غربي لإيجاد بدائل عن النفط السعودي

"المانيتور" الأمريكية: هناك تحول غربي لإيجاد بدائل عن النفط السعودي
بندر الدوشي- سبق- واشنطن: تحدثت صحيفة "المانيتور" الأمريكية في تقرير مطول عن السعودية وكيف أنها تشعر بأنها دولة بدأت تفقد أهميتها لدى الدول الغربية وأمريكا على خلفية الاتفاق النووي مع إيران وإمكانية اندماج إيران مع الغرب، وبداية تصديرها للنفط.

وبيَّنت الصحيفة أن حاجة الغرب للنفط السعودي ليست مثل السابق نظراً للاضطرابات المحيطة بالسعودية في سوريا ومصر والعراق، حيث بات الغرب يبحث عن موردين أكثر أمناً، بالإضافة إلى خزانات النفط الصخري الهائلة التي تتوسع أمريكا في زيادة إنتاجها من النفط للاستغناء عن النفط السعودي.

وزعم معد التقرير أن السعوديين يشعرون أن أهميتهم الإستراتيجية الدولية بدأت تتلاشى وتضعف، وتحدث بإسهاب مطول عن جدة، حيث ذكرت الصحيفة أن الأجانب يزورون الرياض والمناطق العسكرية ومناطق النفط في الشرقية كالدمام والظهران والخبر، لكن لا أحد حتى الآن زار مدينة جدة عاصمة السعودية التجارية، والتي تقع في أقصى الغرب على شاطئ البحر الأحمر، حيث بيئة الأعمال المزدهرة والأعمال الهائلة في البنية التحتية الضخمة في جدة، والتي تأتي بالتوازي مع خلق كبير للوظائف وتنوع كبير في المصادر الاقتصادية، بالإضافة لإدارتها لأكثر من 12 مليون حاج ومعتمر سنوياً، حيث تكتظ بهم الرحلات التجارية مع المسافرين العرب ورجال الأعمال القادمين إلى جدة.

وقال التقرير إن السعودية مثل أي دولة عربية تواجه انفجاراً سكانياً هائلاً، حيث نما السكان من 3 ملايين عام 1950 إلى 30 مليوناً حالياً، حيث نصف السكان تحت 25 عاماً، وتحتاج السعودية إضافة 400 ألف إلى 800 ألف وحدة سكنية إضافية في الخمس السنوات المقبلة.

وبيَّن أن هذه المدينة الساحلية "جدة" هي واحة خصبة لأكثر من 3 ملايين من السكان، وهي تتوسع في المنشآت العمرانية شمالاً وجنوباً، وعلى امتداد مئات الكيلومرات، حيث تقف على مشارفها مشروع معين يعكس نموذجاً فريداً لمدينة جدة، وهي مدينة الملك عبدالله الاقتصادية إذ تبرز بسبب أنها من اكتتاب عام للمواطنين أي استثمار متكامل وتخلط بين الصناعة والسكن، ومن المتوقع أن يسكن فيها حوالي مليوني نسمة وذلك بحسب عبدالله الرشيد مدير المدينة الاقتصادية.

ونقلت الصحيفة عن الرشيد قوله إن هذا أول مشروع استثماري متكامل، ونهدف لأن تكون مركزاً لوجستياً على مستوى العالم، ومركزاً لصناعة الأدوية والمواد البلاستيكية وتجميع السيارات وصناعة المواد الاستهلاكية.

ووصف التقرير مدينة الملك عبدالله بأنها مدينة لتثقيف الأجيال الشابة السعودية في المستقبل ولتنويع الاقتصاد السعودي الذي هو تحت تبعية البتروكيماويات، وللاستفادة من ثروة خليج البحر الأحمر الإستراتيجية للبلاد، حيث يتجه 70% من البضائع التي يفترض توجهها إلى السعودية إلى ميناء جبل علي في دبي، لهذا السبب تم تشييد الميناء، حيث سيكون مركزاً ضخماً للشحنات والبضائع القادمة من أوروبا وآسيا نظراً لقربه من قناة السويس، والذي هو ممر لأكثر من 25% من الشحنات والبضائع الدولية.

ولفت إلى أن ميناء المدينة الاقتصادية هو الأكثر ملاءمة في المنطقة، ولهذا السبب جعلت كل من شركة جاكوا ولاند روفر تخطط لبناء مصانع تجميع لسيارتهما، وسوف تصبح مركزاً لتصدير السيارات الراقية العالمية، وذلك نظراً لسهولة شحنها وتوزيعها عالمياً وإقليمياً.
وتحدث التقرير عن المشاريع العملاقة الهائلة حول الحرم المكي وساعة مكة وأبراج مكة ومشاريع جبل عمر، و***** الأنفاق والجسور والدورات الجديدة، وتسوية ثلاثة جبال حول الحرم لاستكمال المشاريع العملاقة وأعمال التكسير في كل مكان، حيث أدت الزيادة في أعداد الحجاج إلى طفرة اقتصادية هائلة، وبلغ عدد الزوار لمكة بشكل عام أكثر من 12 مليون حاج ومعتمر، وبزيادة سنوية بلغت مليونين ونصف المليون حاج ومعتمر، بخلاف البناءات داخل الحرم المكي والتوسعات
وتعد جدة هي مركز مطالبة النساء لقيادة السيارة، بحسب التقرير، وذلك للانفتاح الاقتصادي وحرية الاستثمار الذي يجلب التغيير، وأضاف أن مدينة الملك عبدالله بها أكبر مركز متخصص لتنمية اختراعات الموهوبين، بالإضافة إلى جامعة كاوست التي هي معقل تطوير التكنولوجيا المتطورة بالاشتراك مع جامعات دولية تهتم بالابتكار والهندسة وغيرها.