المبادرة
لا مفر ، لقد أتوا على الوادي ، من السذاجة بمكان توقع أي احتمال آخر سوى تحطيمهم عن بكرة أبيهم ، إذن لا بد من المبادرة و الإعلان بحتمية الدخول للمساكن.
هل المبادرة تتطلب المواجهة ؟
اطلع على الملك و أبهة العرش، و لكنهم قوم يسجدون لغير الله ، لم يخف من التهديد بالذبح أو التعذيب الشديد ، بل عاد واثقاً من نفسه ، بل و يرى انه أحاط بما لم يحط به سيده و شرح القضية بالتفصيل .
هل المبادرة تتطلب الثقة بالنفس و الوضوح و الشفافية ؟
كان هذا في عالم الكائنات التي لا تعقل !
و في عالم البشر ، حقيقة نجد الكثير و لكن فقط عند من أعملوا عقولهم و لم يقعوا أسرى العادات و التقاليد ؟
إذن هل المبادرة إبداع ؟
أي التفكير في المألوف بطريقة غير مألوفة ؟
فعلى غير عادة الفتيات في مثل هذه المرحلة العمرية ، فهي فتاة كعاب ! كما نقلت الروايات ، تقف و بكل شجاعة تؤكد الهاجس الذي ارق الحبيب صلى الله عليه و سلم من فعل البعض بالحديث عن اخص الأمور بين الزوجين و على الملأ .
و ربما لم يكن مألوفاً في مجتمع الأخرى أن تبادر الفتاة بطلب الزواج ممن رأته جديراً بها ، و لكنها لما تيقنت من قوته و أمانته ، أفصحت عن ذلك لأبيها بكل جرأة لم تنزع عنها حياءً أثبته لها القرآن على مدار القرون و الأيام .
هل المبادرة تتطلب الجرأة و لا تشترط نزع الحياء؟
رغم وجود قوم عتاة جبارين لم يتردد مطلقاً في توجيه الأمر بالدخول من الباب فلا سبيل للنصرة و الغلبة سوى هذا الاقتحام .
هل المبادرة تتطلب الشجاعة ؟
حقاً كان في صفوف الجندية و لكن لم يمنعه ذلك أن يعترض على الموقع الذي تم اختياره ، فأعلن عن رؤيته أن هذا ليس بمنزل لما تيقن انه ليس بوحي .
هل المبادرة قاصرة فقط على القادة ؟ و لا يأتي بها إلا الأبطال ؟ و تتعذر بشدة على العامي البسيط ؟
لما اشتد الأمر و اتفق الخصوم على حتمية التخلص منه ، جاء من أقصى المدينة مسرعاً و محذراً يكتم إيمانه فلا يُتفطن إليه فيفشل مسعاه .
هل المبادرة تتطلب شيء من السرية عند الإعداد و قبل الإعلان ؟
و هل لا تولد المبادرة إلا من رحم الحاجة و الاضطرار ؟
هل المبادر لا بد من سكناه في خانة الفعل ، إذ يستحيل الإتيان بها من قبل من استكان لخانة رد الفعل ؟
استدعاء التاريخ عند الحديث عن الأمة المبادرة و الفرد المبادر ، هل هو هروب ، أم عدم رغبة في بذل الجهد لاستقصاء نماذج معاصرة ؟
أثمة علاقة بين المبادرة و فقه العصر ؟
و ما نوعية التناسب بين المبادرة و الإيجابية ، طردي أم عكسي ؟
الشخصية المبادرة هل تولد ما بين عشية و ضحاها، أم أن لها جذور تعود للتنشئة الأولى ؟
بيئتنا العربية و ما تشتمل عليه من وسائل ، أهمها التعليم و الإعلام ، هل تصب حقاً في تربية و تكوين الشخصية المبادرة ؟
و أنت
ما مضى من حياتك ، هل مر كله دون أن تكون مبادراً و لو في موقف واحد ؟ ما هو ؟ هل استفدت من هذه التجربة ؟ هل خرجت بجديد ؟
و الآن
استبق شيخنا الكريم و بادر و طالب بألا ننتظر البطولة من برنامج الحياة كلمة
جميل ،
و زماننا ماعاد بحاجة بالفعل لصناعة العالم الرمز و لا وجود البرنامج الفريد من نوعه و لا التميز يعني ذلك ،
و لكن
و يجب علينا النظر لتجارب الآخرين و الاستفادة منها حتى لا نكرر نفس الأخطاء ،إذ التخلص من إشكالية الترميز تتطلب جهداً مبذولاً من الطرفين ، المشاهد و القارئ و المتابع عليه بالمشاركة و النقد و المناقشة و التقييم ،
و على المُعد و صاحب الطرح التجديد و العناية باختلاف الأراء و التعليقات ،
فإذا ما كان الإصرار على تسجيل الكثير من الحلقات و استغرق البرنامج سنوات عفواًً "ببطل" واحد دون أي مشاركات صوتية أو مرئية مما يمكن توصيفه ب
One man show
و يُمد في تاريخ صلاحيته حتى يلحق بالأنظمة العربية التي لا تتبدل و لا تغيير إلا بالموت أو حدوث انقلابات ،
فإذا لم يقم كل طرف بما عليه ،
فكيف يمكن عندها إعادة تشكيل العلاقة بين الطرفين لنجاح المبادرة لحل عقدة هذه البطولة المنتظرة؟
ما رأي شيخنا؟
و ما رأي مقدم الحلقات ؟
و ما رأيك أنت ؟
هل سنبادر جميعنا بنقاش قوي و شفاف ؟
شارك ،
لأ
بادر برأيك .
dove smile @dove_smile
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
فتتفاعل مع الموضوع ؟؟