بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام
على النبي الأمين سيد المرسلين
وعلى آله وصحبه أجمعين
"المثــــــل النــــــــــاري """والمـــــــــــائـــــــــــي"
قــــــــــال تــــعــــــــــــالـــــــــى
(مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضآءت ماحوله ذهب الله ينورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون@صم بكم عمى فهم لايرجعون@
أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواق حذر الموت والله محيط بالكافرين
@
يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضآء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولوشاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شئ قدير@) "البقرة 17ـ20 "
المقصود بالمثل المنافقون،حيث ضرب لهم مثلين بحسب أحوالهم:
المثل الأول ــ
الناري ــالمثل الثاني ــالمائي
أما المثل ــ
الناري ــ
فحاصله أن الله تعالى يشبه المنافق بالذي يستوقد النار اتضئ له وينتفع بها،فيذهب الله بما فيها من الإضاءة ويبقى لهم مافيها من الإحراق لذلك قال الله تعالى
(ذهب الله بنورهم)
ولم يقل بنارهم ،لأنه بقيت في قلوبهم حرارة الكفروالشك في الدنيا ثم تصلى في الآخرة نارا موقدة تطلع على الأفئدة،فهم قد دخلوا
الإسلام واستضاووؤا به وانتفعوا بصحبتهم للمؤمنين،لكن لم تنور قلوبهم بنور الوحي فبقوا في ظلمات لايبصرون،
وهكذا حال المنافق أبصر ثم عمي،وعرف ثم أنكر
ودخل ثم خرج فهم لايرجعون،وهكذا يذهب الله نورهم يوم القيامة،
كما قال سبحان
(يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا أنظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب)الحديد13"
يقول ابن القيم
أبواب رشدها،وأضاعت مفاتيحها،وران عليها كسبها فلم ينفع فيها الكلام،وسكرت بشهوات الغي وشبهات الباطل فلم تصغ بعد إلى الملام ،ووعظت بمواعظ أنكى فيها من الأسنة والسهام،لكن ماتت في بحر الجهل والغفلة،وأسر الهوى والشهوة،وما لجرح بميت بإيلام]
وأما المثل المائي
فشبه الله تعالى القرآن بالمطر المصبوب من السماء والذي فيه
حياة الأرض والنبات والحيوان والإنسان
(وجعلنا من الماء كل شئ حي)الأنبياء 30
وكذلك القرآن فيه حياة الأرواح
(أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس) "الأنعام 122"
(وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ماكنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان)"الشورى 52"
ولكن هذا الوحي متضمن للوعيد والتهديد والعقوبات والمثلات،
كما أن المطر يقارنه الغيم والظلمة والرعد والبرق، فحظ
المنافق من هذا المطر الفزع من رعده وشدة الخوف من برقه فيضع أصابعه في آذانه لقوة صواعقه التي تكاد تخطف أبصارهم،
فإذا أضآء له مشى في ضوئه وإن فقد الضوء قام متحيرا،وهذه حقيقة حالهم مع القرآن والوحي،فقد اشتدت عليهم زواجره ووعيده ونواهيه وتهديده فلم ينتفعوا بما فيه من الحياة والنور والهدى،
فإذا أضاء لهم مافيه من الحق عرفوه وتكلموا به ولكنهم سرعان مايرتكسون إلى الكفرويتحيرون في ظلمات الضلال.فهذان
مثلان عظيمان لحال هؤلاء المنافقين الذين لم ينتفعوا من النار ولا المطر بالإضاءة والحياة،وإنما تضرروا بما في النار من الإحراق
وبما في المطر من الصواعق والرعد والبرق، كما قال تعالى
(ةإذاما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين
آمنوا فزاتهم إيماتا وهم يستبشرون@
وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون@)"التوبة125،124"
(قل هو للذين آمنوا هدى وشفآء والذين لايؤمنون في اذآنهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد)"فصلت 44"
فاستوحشوا لما أنس به المؤمنؤن،وارتايوا بما أطمأن به المتقون،
وشكوا فيما تيقنه الموقنون،
(ولوشاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شئ قدير)
**من كتاب إحياء ليالي رمضان في رحاب أمثال القرآن**
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه واجعلنا
يالله من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك
اللهم ذكرنا منه مانسينا وعلمنا منه ماجهلنا وأرزقنا تلاوته
آنآء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا
وأجعله اللهم سائقنا إلى جناتك جنات النعيم
وأرفع به درجتنا في عليين ووالدينا وجميع المسلمين
اللهم آآآآآآآآآآمين
بمواضيعك المتميزة
يعطيك العافيةيا الغلا