ما أعظم لباس الستر حين يستتر به المؤمن إذا وقع في ذنب!
فهو لباس أسبغه الله على عباده المؤمنين؛ لكن بعض الناس يهتكون هذا اللباس ويمزقونه بعد أن سترهم الله عز وجل فحرموا العافية التي حلَّت بأهل الستر.
وتتعدد أنواع المجاهرة بالمعاصي في عصرنا الحاضر حيث وسائل الاتصال بكل أنواعها، مع اتساع دائرة المعاصي والذنوب.
ألا فليحذر العاقل من نقض عرى الستر، فإن أبى إلا نقضها فلا يستغرب إن وجد ردة فعل إزاء ما يجاهر به من كثير من الخلق.
فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.
... كل أمتي معافى إلاالمجاهرين ...
إن المجاهرة بالمعصية والتبجح بها، بل والمفاخرة، قد صارت سمة من سمات بعض الناس في هذا الزمن..
يفاخرون بالمعاصي، ويتباهون بها، وينبغي على الإنسان أن يتوب ويستتر، ولكن هؤلاء يجاهرون.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان! عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عليه).
قال النووي رحمه الله: يكره لمن ابتلي بمعصية أن يخبر غيره بها .
يعني: ولو شخصاً واحداً- بل يقلع عنها ويندم، ويعزم ألا يعود، فإن أخبر بها شيخه الذي يعلمه، أو الذي يفتيه، أو نحوه من صديق عاقل صاحب دين مثلاً، يرجو بإخباره أن يعلمه مخرجاً منها.
إن المجاهرة بالمعاصي وإشاعتها والتباهي بها يحمل الناس الآخرين على التقليد والوقوع فيها.
و إن الشريعة لما شددت على المجاهرة بالمعصية كان ذلك لحكمة..
والشارع يعلم أن المجاهر يدعو غيره، ويجذبه، ويزين له ويغريه..ولذلك كانت المجاهرة بالمعصية أمر خطير جداً.
قال صلى الله عليه وسلم :
(إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر) إنه سبحانه وتعالى يحب الستر.
والان اصبحت المجاهره بالمعصيه شيئا عاديا لدى الناس ..
فنرى من يرفع أطباق استقبال موجات الشر وبثها في بيوت المسلمين ..حتى صارت كالأعلام ترفرف فوق البيوت؟!
ونرى بعض الناس يرفع أصوات الغناء فينشر الفسق؟!
ونرى بعض النساء المتهتكات اللاتي ينزلن إلى السوق والشارع متبرجات متعطرات كاشفات عن الأقدام والسيقان، وعن الشعر وغيره يمشين أمام الناس مجاهرات بالفسق والمعصية؟!
لقد اصبحت مسأله المجاهره بالمعصيه من المسائل العظيمه والتي يجب النصح فيها والقيام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم خطير: ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ) أي: فلا معافاة لهم، نفى المعافاة عنهم، ومن نفيت عنه المعافاة فكيف سيكون حاله؟!
فيجب على من ابتلي بمعصية أن يستتر، ويجب عدم فضحه، فإذا جاهر فقد هتك الستر الذي ستره به الستير وهو الله عز وجل..
نسأل الله السلامة والعافية..
مختارات من محاضره للشيخ .. محمد المنجد ..
__________________
ضي الهدى @dy_alhd
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
هللو كيتي
•
جزاك الله خيراً وبارك فيك
الصفحة الأخيرة